أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - الحق وهو يعمل ( 3 )














المزيد.....

الحق وهو يعمل ( 3 )


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 15:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا عجب ان يربط الكتاتب المقدس الحق بالعمل ( صموئيل الاولى 12 عدد 24, يوحنا الاولى 3 عدد 18 ).فبالنسبة الى اليهود الخائفين الله . لم يكن الحق موضوعا فلسفيا : لقد طريقة حياة. والكلمة العبرانية التى تقابل " الحق " يمكن ان تعنى ايضا الامانة وكانت تستعمل لتصف شخصا جديرا بالثقة. وقد علم يسوع اتباعه ان ينظروا للحق من وجهة النظر نفسها. وشجب بحدة رياء الفريسيين. والهوة الواسعة بين كلماتهم التى تنم عن بر ذاتى واعمالهم الاثيمة. ورسم المثال بعيشه وفق الحقائق التى علمها.
ويجب ان يكون الامر كذلك بالنسبة الى اتباع المسيح كلهم. فبالنسبة الىهم, حق كلمة الله, بشارة ملكوت الله تحت حكم المسيح, هو اكثر بكثير من مجرد معلومات. فهذا الحق يدفعهم الى العمل, يلزمهم بالعيش وفقه والاشتراك فيه مع الاخرين. وبالنسبة الى الجماعة المسيحية فى القرن الاول, كانت طريقة الحياة التى تبنوها كأتباع للمسيح تعرف احيانا بانها " الحق " و " طريق الحق " - يوحنا الثانية 4 عدد 3, يوحنا 4 عدد 18, بطرس الثانية 2 عدد 2.
من المسلم به ان قبول حقائق كلمة الله يتطلب ثمنا, اولا, ان مجرد تعلم الحق يمكن ان يكون اختبارا صاعقا. تلاحظ دائرة المعارف الاميركية : " كثيرا ما يكون الحق غير سار, لأنه لا يدعم التحامل او الخرافة. " ورؤية تشهير معتقدات صحيحة بانها باطلة يمكن ان تكون مخيبة للأمل, وخصوصا اذا علمها قادة دينيون موثوق بهم. وقد يشبه البعض الاختبار باكتشاف ان الوالدين الموثوق بهم هم, فى الواقع, مجرمون سريون. ولكن , اليس اكتشاف الحق الدينى افضل من العيش فى وهم ؟ او ليست معرفة الوقائع افضل من ان تتحكم فينا الاكاذيب ؟ ( ان الكلمة اليونانية التى تقابل الحق ألثيا, تشتق من كلمة تعنى " غير مخفى " لذلك كثيرا ما يشمل الحق الكشف عما كان سابقا مخفيا.
ثانيا, يمكن ان يخسرنا العيش وفق الحق الدينى رضى بعض الذين كانوا سابقا اصدقاءنا. وفى عالم يكثر فيه الذين استبدلوا خق الله بالكذب يبدو الذين يلتصقون بثبات بحق كلمة الله غريبى الاطوار ويجرى اجتنابهم واساءة فهمههم احيانا.
لكن الحق يستحق هذا الثمن المزدوج. فمعرفة الحق تحررنا من الاكاذيب, الاوهام, والخرافات. وعندما نحيا وفقه, يقوينا الحق على احتمال المشقات. وحق الله موثوق به وراسخ الاساس, ويثير فينا الرجاء, بحيث يمكننا من الثبات تحت اى امتحان. ولا عجب ان الرسول بولس شبه الحق بحزام جلدى قوى وعريض, او بمنطقة كان يلبسها الجنود فى المعركة. افسس 6 عدد 13 و 14.
يقول مثل فى الكتاب المقدس : " اقتن الحق ولا تبعه والحكمة والادب والفهم. " ( امثال 23 عدد 23 ) ورفض الحق بصفته نسبيا او غير موجود هو اغفال البحث الاكثر اثارة ومنحا للاكتفاء الذى تقدمه الحياة. فايجاده يعنى ايجاد الرجاء, ومعرفته ومحبته تعنى معرفة ومحبة خالق الكون وابنه الوحيد يسوع, والعيش وفقه يعنى العيش بقصد وبسلام العقل.
هل يتغير الحق يوما ما؟
اثار ف. ر. روجيرو هذا السؤال فى كتابه فن التفكير. وجوابه هو لا. وهو يتوسع قائلا : " قد يبدو انه يتغير احيانا, ولكن عند اجراء فحص ادق سيظهر انه لم يتغير "
" تأملوا " يقول " فى قضية مؤلف اول سفر فى الكتاب المقدس, سفر التكوين, فقد امن المسيحيون واليهود على السواء لقرون بأن السفر له مؤلف واحد. ومع الوقت جرى الشك فى هذه النظرة, واستبدلت اخيرا بالاعتقاد ان خمسة مؤلفين ساهموا فى التكوين. ثم, فى السنة 1981,نشرت حصيلة 5 سنوات من التحليل اللغوى للتكوين ذاكرة ان هنالك احتمال 82 فى المئة ان يكون هنالك مؤلف واحد, كما اعتقد فى البداية.
" فهل تغير الحق بشأن مؤلف التكوين ؟ كلا. تغير ايماننا فقط . . . . والحق لن تغيره معرفتنا اوجهلنا. "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- القوى الوطنية والاسلامية في نابلس تدعو الى أوسع مشاركة بمسير ...
- استشهاد قائد لحرس الثورة الاسلامية الى جانب السيد نصر الله
- الجهاد الاسلامي:على ثقة تامة بأن استشهاد السيد نصرالله سيزيد ...
- الجهاد الاسلامي: قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وعموم المنطقة ...
- حركة حماس: نتقدم بخالص التعازي والمواساة والتضامن الى الشعب ...
- حركة حماس: إذ ننعى بكل معاني الصبر والاحتساب سماحة السيد نصر ...
- الجهاد الاسلامي: بكل فخر واعتزاز وبثقة كاملة بوعد الله بنصر ...
- الجهاد الاسلامي: إذ نشعر بألم فراقه وبفداحة فقدان هامة عربية ...
- سلوكيات إيجابية لأطفالك .. ثبتيها الآن بآخر تحديث لـ تردد قن ...
- حزب الله: الى المجاهدين الشرفاء وابطال المقاومة الاسلامية، إ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - الحق وهو يعمل ( 3 )