أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها














المزيد.....

تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 13:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الاخ والصديق دنخا ميخائيل في تعليق له على مقالتي الاخيرة والمعنونة(الاختلافات في الثقافات ),والمنشورة على صفحة الحوار المتمدن بتاريخ 28 -7 – 2012 م مايلي : ( ... ان الديانات الابراهيمية كلها من بقعة جغرافية واحدة , واهل هذه البقعة هم الفاشلون في الحياة والحضارة .... والمسيحية واليهودية تطورت عندما انقطعت عن اصلها الجغرافي والسكاني ).انتهى الاقتباس .
كلمات الاخ دنخا ميخائيل تحمل في جانب منها حقيقة موضوعية واضحة وهي ان الحضارة والاديان نتاج بشري لمجموعة سكانية تسكن في بقعة جغرافية معينة .
لايمكن ان نتوقع لمجتمع متخلف ان تكون ديانته راقية ,او ان يملك حضارة راقية . ولكن هذا الكلام ليس كل شيء .فحضارة بلاد العراق القديم ,بلاد مابين النهرين (ميزوبوتاميا ) وحضارة سورية ومصر القديمتين , كانت تملك ديانات متقدمة في وقتها .وكانت هذه الديانات واقعية تساهم في صناعة الحضارة والحياة .فقد تشابكت هذه الحضارات مع دياناتها اي لم يكن الدين منعزلا عن المجتمع او مجرد دين فردي .
بجمود هذه المجتمعات وتخلفها توقف تطور الديانات وبقيت على ماهي عليه .لقد كانت تعاليم السيد المسيح (ع) يسوع الناصري ثورة على الواقع الفاسد , وعلى فساد المؤسسة الدينية الكهنوتية والتي حولت الانسان في علاقته مع المؤسسة الدينية الى علاقة عبودية وقيامها باستغلال المؤمنين واستنزاف اموالهم .
لقد كانت تعاليم السيد المسيح انتصارا لقيم الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الانسانية . ان الدين ابن بيئته , وبتغير البيئة يتغير الدين . المسيح لم يؤسس دينا وانما اعطى اهمية عالية جدا للاخلاق النابعة من وجدان وضمير الانسان .وقدم يسوع رسالة لتحرير الانسان , رسالة طبقية واجتماعية ,سبق ان كتبت عنها كثيرا( يسوع والاسينيون – ج1 و ج 2 ) , ( لاهوت التحرير والشيوعية ) وغيرها ...
اما رسالة الرسول بولس فهي كانت مشروع لهداية الانسان , لذا لم يهتم بولس كثيرا بالجانب الطبقي والاجتماعي , خصوصا لاعتقاده بقرب مجيء السيدالمسيح ثانية وهو لايزال على قيد الحياة , لذا طلب من الشابات والشبان عدم الزواج اذا كان باستطاعتهم ذلك وعدم تشكيل اسرة , وهو انتظار سلبي لمجيء المسيح . كما ان التبرير بالايمان الذي قدمه بولس في رسائله ادى به عمليا الى عدم الاهتمام الكبير بالجانب الطبقي والاجتماعي . لقد كان بولس ابن الفلسفة الرواقية وهو مشبع بالثقافة والفلسفة اليونانية وحامل الجنسية الرومانية .في حين كانت تقافة يسوع المسيح ثقافة تعود الى بيئة الجليل وسوريا الكبرى وفلسطين جزء منها .وبالتالي بدات المسيحية بالانتشار في زمن الرسول بولس لانه خاطب اليونانيين والرومان في مدنهم التجارية الكبرى من خلال ثقافتهم ولغتهم
وفي القرن الرابع الميلادي , بعد دخول الملك قسطنطين في المسيحية ,انعقدت المجامع الكنسية واقرت قانون الايمان المسيحي واقرت بعدذلك الاسفار القانونية للعهد الجديد .ومن هنا بدات الانشقاقات في الكنائس والحروب الدينية . واذا تقدمنا في الزمن الى يومنا هذا نجد ان المسيحية تغيرت وتلونت بحسب البيئة التي ظهرت فيها .ففي الهند اتخذت المسيحية طابعا هندوسيا .انتقلت المسيحية في قسم من اوربا والولايات المتحدة الاميركية الى ( الكنائس المسيحية – الصهيونية ) , كما تجد التاثيرات الراسمالية واضحة في كنائس الغرب .فقد كتب عالم الاجتماع الاميركي ماكس فيبر كتابا تحت عنوان (دور البروتستانتية في تطور الراسمالية ).
ان المجتمعات المتخلفة يصاحبها تخلف دياناتها . فالدين هو مثل الكائن الحي ,ابن بيئته .
المجتمع المتخلف اليوم لايعني انه سيقى متخلفا وفاشلا .ان تطور المجتمعات سيصاحبه بالتاكيد تطور في دياناته .فالاسلام في اوربا بدا بانتاج اسلاما اوربيا يتميز بخصائص اوربية لاتجدها في مجتمعاتنا الشرقية المتخلفة . وانا لااقصد اسلام الوافدين على اوربا بل اسلام اهل البلدان الاوربية الاصليين .فهو اسلام متفتح ,يقبل بالحوار وحق الاختلاف , والاعتراف بباقي الديانات ,ويلتزم بدستور البلد الذي يسكن فيه . ويكون امام وخطيب الجامع حاملا لجنسية ذلك البلد ولغته ويعرف قوانين البلد ودستوره .
ان المجتمعات الفاشلة لاتنتج اديانا فاشلة فحسب ,بل تنتج ايضا حكومات فاشلة . فالعراق مثالا علبى ذلك .فلكي تثبت انتسابك ومواطنتك للعراق وحملك للجنسية العراقية عليك ان تثبت اولا انك تحمل الجنسية العثمانية الاجنبية !!! .في حين ان امتلاكك للجنسية الايرانية يعني انك لست عراقيا وانما اعجميا , حتى لو سكنت العراق انت واجدادك منذ 300 عام .
في زمن صدام كان يمنع تملك العقارات في بغداد لمن لايحمل احصاء عام 1957م . واليوم لاتسمح قسم من الوزارات باعطاء الاراضي لموظفيها المولودين خارج بغداد رغم ان معظم حياتهم قضوها في بغداد ! ورغم ان باستطاعتهم شراء وتملك العقارات في بغداد الا ان قسم من الوزارات لاتمنح موظفيها اراضي داخل بغداد من ضمن الاراضي المخصصة للوزارة وهذا تناقض عجيب !!! .بينما في دول الغرب تحصل على جنسية البلد خلال ثلاث سنوات بدون شروط مسبقة وتستطيع شراء العقارات متى احببت ذلك .
لقد اصبح من الروتين المتعب في دوائرنا مطالبتنا بمناسبة او بدونها بالصداميات الاربعة ,هوية الاحوال المدنية , شهادة الجنسية العراقية ,بطاقة السكن والبطاقة التموينية , في حين ان الدائرة تملك ارشيفا الكترونيا للموظفين !!! .
ان تخلف مجتمعاتنا ينتج ثقافة متخلفة ودولة وسلطة متخلفتين ,ومواطنا متخلفا يحب جلاديه ويصوت لهم !!! .
انه ينهال على حكامنا ووزرائنا واعضاء البرلمان بالشتائم ,ولكن عند الانتخابات يقوم بالهرولة الى صناديق الاقتراع لانتخابهم ثانية !!! .
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلافات في الثقافات
- تصحيح الخلل في النفسية العراقية
- الامة العراقية والامة الكردستانية
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق- ج 2
- التعليم والمكتبات في سومر وبابل واكد
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق
- اغتيال ماركس على يد فؤاد النمري
- شريعة حمورابي ..ج 2
- شريعة حمورابي
- العبيد في المجتمع البابلي
- في الاخلاق الليبرالية
- سرجون الاكدي , رجل الحداثة والعلمانية الاول
- الليبرالية الجديدة
- النظرية السياسية والاقتصادية الليبرالية
- ما لايعرفه الليبراليون عن الليبرالية
- الولايات المتحدة تمدد الحصانة على اموال العراق
- بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب
- الغزو الفكري والثقافي الاميركي - رعد الحافظ انموذجا
- الحنيفية والاسلام
- اسباب تخلف المجتمعات العربية - الاسلامية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها