|
الحزب السياسي الثوري و تطور التكوينات الاجتماعية
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إن الحديث عن تأسيس أي تنظيم سياسي يتطلب ملامسة القضايا السياسية والجماهيرية المطروحة في الساحة السياسية والجماهيرية بارتباطها بمتطلبات الوضعية السياسية و الجماهيرية، لذا فإن بناء التنظيم السياسي الثوري يجب أن يتلاءم و المتطلبات السياسية و الجماهيرية على المدى القريب و المتوسط و البعيد ، و بكيفية تجعله قادرا على بلورة الحلول الملائمة للقضايا السياسية والجماهيرية وهي : التغيير الديمقراطي الجذري ومتطلبات بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية. الممارسة الديمقراطية الاشتراكية المرتبطة بتقرير مصير الشعوب. النضال ضد هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة ووكلائها على الثروات الطبيعية والتراث التاريخي والحضاري و الثقافية للشعوب. محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسلن وعدم الإفلات من العقاب عن الجرائم التي ارتكبوها. إقرار الحقوق المشروعة للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين وخاصة منها الحق في الشغل القار والحق في الأرض والماء و استغلال الثروات الطبيعية والحق في الصحة والتعليم والسكن. منهاضة القوانين المجحفة في حق الشعب المغربي وخاصة منها مدونة الشغل الرجعية وقانون الإضراب القمعي و قانون الاحزاب. حرية الممارسة الفعلية لحقوق الإنسان و الديمقراطية في أبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و المرتبطة بالحق في التنمية. إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية ودسترة الامازيغية كلغة رسمية. النضال من أجل الوحدة السياسية والاقتصادية للشعوب المغاربية. مساندة الشعبين الفلسطيني والعراقي و النضال من أجل تحريرهما من الامبريالية و الصهيونية. إن القضايا السياسية المطروحة أعلاه باعتبارها قضايا تهم الشعب المغربي انطلاقا من مبدأ تقرير مصيره بنفسه تتطلب بناء الحزب الثوري من أجل تحقيقها والدفاع عنها و لكن لن يتأتى ذلك إلا في ظل المبادئ الأساسية التالية : وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ التغيير الديمقراطي الجذري وذلك بنضالها وروح التضحية لديها. الارتباط الجذري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين. سداد القيادة السياسية الثورية لهذه الطليعة وصحة خطها واستراتيجيتها السياسيين. إقتناع الجماهير الشعبية بصحة الخط والاستراتيجية للحزب الثوري انطلاقا من تجربتها الخاصة. حشد أوسع الجماهير للالتفاف حول البرنامج العام للحزب الثوري والنضال من أجل تحقيقه. إن الساحة السياسية بعد الهيكلة الجديدة للنظام المخزني قد أفرزت خريطة سياسية للأحزاب المتواجدة بها والفئات التي تعبر عنها وهي : الأحزاب المخزنية ذات الارتباط الوثيق بالمشروع السياسي المخزني وهي وليدة حقبة القمع الأسود وتعبر عن مصالح البورجوازية الوكيلة وكبار الملاكين العقاريين. الأحزاب المنحدرة من الحركة الوطنية ذات الارتباط المصلحي بالمخزن وهي وليدة النضال من أجل الاستقلال في مرحلة الاستعمار المباشر ، إلا أنها تخلت عن مصالح الطبقات الشعبية التي تعبر عنها وتلعب اليوم دور الوسيط في انتقال السلطة المخزنية ، وتضم في صفوفها طبقة البورجوازية الوكيلة وكبار الملاكين العقاريين. الأحزاب المنشقة عن أحزاب الحركة الوطنية ذات الارتباط النسبي بمصالح فئة البورجوازية المتوسطة والصغرى وهي تعترف بالنظام المخزني كضرورة تاريخية وتلعب دور الوسيط بينه وبين اليسار الجذري و تتبنى الاشتراكية العلمية . أحزاب اليسار الجذري والتي ما زالت في طور المخاض وهي إما ذات الارتباط بالمخزن بشكل من الأشكال وهي لا تخرج عن دائرة الإصلاح وإما أنها لا تملك خطا سياسيا واستراتيجية واضحة، وتضم في صفوفها الطبقة البورجوازية المتوسطة والصغرى و تتبنى الماركسية في مرجعيتها و تدافع عن قضايا الطبقات الشعبية . الأحزاب الإسلاموية التي تحمل المشروع الأصولي ذات الارتباط بالمخزن وهي تلعب دورها في تكريس الوضع السائد والانتظارية رغم وجود فصيل معارض للسياسة المخزنية، إلا أنه لا يشكل تعبيرا حقيقيا لمصالح الشعب بقدر ما يعمل على تكريس الوضع بنشر الفكر الأصولي في أوساط الجماهير والمعادي للفكر الاشتراكي. إن المطلع على الخط والاستراتيجية السياسيين لهذه الأحزاب يلاحظ أنها تذهب في اتجاه الاعتراف المطلق أو الضمني بمشروع النظام المخزني خاصة في القضايا الجوهرية (النظام السائد، العولمة الليبرالية، الصحراء، الأمازيغية...) والذي يتناقض ومصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين مما يضعها في تناقض مع مبدأ تقرير مصير الشعب المغربي ، ويشرعن للاستمرار في ارتكاب الجرائم السياسية والاقتصادية وطي صفحة الماضي الأسود دون محاسبة المجرمين والجلادين. انطلاقا مما سبق ذكره يتضح الجواب عن سؤال المرحلة : أي تنظيم سياسي نطمح إليه؟ والجواب واضح بطبيعة الحالة وبالانسجام مع المرجعية التاريخية و الايديولوجية و السياسية التي تعتمد الارتباط بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ، إذ إن جميع الطبقات سواء منها البورجوازية الكوبرادورية أو البورجوازية المتوسطة و الصغيرة لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، فإلى متى ستبقى هذه الطبقات بدون حزبها السياسي المستقل الذي يعبر عن مصالحها؟ سؤال مشروع يفرض نفسه اليوم وبإلحاح على اليسار الجذري باعتباره الإستمرارا التاريخية للحركة الماركسية اللينينية ، وبالأخص منظمة إلى الأمام و 23 مارس اللتان وضعتا في أفقهما النضالي بناء الحزب السياسي المستقل لهذه الطبقات والذي ناضل واستشهد من أجله مناضلو هاتين الحركتين ، و نحن اليوم نعيش في ظل ما تحقق من مكاسب بفضل نضال الحركتين والذي يتجلى في الحق في الوجود والتعبير الحر عن هذا الوجود ، وينتظرنا مزيد من النضال من أجل بناء الحزب السياسي المستقل للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين في أفق بناء المجتمع الاشتراكي. المبادئ الأساسية للحزب السياسي الثوري : بالارتكاز إلى الشروط الأساسية لبناء الحزب السياسي الثوري التي وضعها لينين يمكن بلورة تصور حول الشكل التنظيمي للحزب السياسي الثوري الذي نطمح إليه و الذي يجب أن ترتكز إلى المحددات الأساسية التالية : وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ التغيير الديمقراطي الجذري : إن الحديث عن الوعي خارج التحديد الماركسي اللينيني لمفهوم الوعي لا يمكن أن يكون إلا ضربا من الكلام ، وخارج المفهوم الطبقي للوعي لا يمكن الحديث عن الطليعة الثورية، لذا فالصراع الطبقي مرهون بامتلاك الوعي الطبقي الذي يتم بلورته عبر التحليل الملموس لواقع الطبقات الاجتماعية ومعوقات بروز الوعي الطبقي لدى الطبقات الشعبية ، والتي تعتبر الطبقة العاملة من الطبقات الاجتماعية الأساسية التي تشكلها خاصة في المدن باعتبار نمط الانتاج السائد نمط إنتاج ليبرالي تبعي ومخزني، وهو تبعي لأنه يخدم مصالح الرأسمال المركزي ومخزني لأنه يحمل في علاقاته سمات الإقطاع ولا توجد بداخله طبقة بورجوازية وطنية ، لكون المتحكمين في الاقتصاد تحكمهم عقلية إقطاعية تتعارض مصالحها ومفاهيم البورجوازية التي قطعت مع مصالح الإقطاع منذ زمن طويل ، وتشكل طبقة الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين بالبوادي الحليف التاريخي للطبقة العاملة المستقرة بالمدن والمنحدرة من البوادي ، والتي تربطها علاقات اجتماعية بالفلاحين الفقراء مما يجعل من البوادي السند النضالي للمدن. وتعتبر تجربة النضال ضد الاستعمار المباشر والذي تحالفت فيه البوادي والمدن بعد زمن من الفصل بينهما بعد القضاء على مقاومة الفلاحين الفقراء ، وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي وسيادة علاقات الإنتاج الليبرالية التبعية الممخزنة، وتعتبر تجربة تحالف المدن والقرى/الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ضد تحالف الاستعمار والإقطاع من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي بالمغرب، لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية ، نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية المخزنية ، والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين في الصراع مع كبار الملاكين العقاريين بالبوادي ولدى الطبقة العاملة والكادحين بالمدن مع الباطرونا وكيلة الليبرالية المتوحشة، لكن بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين سيقدم بشكل إيجابي الصراع الطبقي والذي يتطلب بناء الحزب السياسي الثوري . الارتباط الجذري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين : إن امتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية لا يكفي عندما يفتقد للممارسة العملية للمحترفين السياسيين المرتبطين جذريا بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، أولا عبر تنظيماتهم الذاتية للدفاع عن المصالح الطبقية لهذه الطبقات في إطار بناء تحالف بين هذه التنظيمات ، من أجل مواجهة الهجوم الليبرالي المخزني ومناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والسلوكات ما قبل-طبقية التي تبرز في الأوساط الشعبية ، و من أجل تطوير الوعي لديها للمرور إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه هذه الطبقات ، وثانيا عبر الممارسة السياسية بالانتماء إلى الحزب السياسي الثوري عبر تحمل المسؤوليات السياسية في هياكله لتطوير الوعي السياسي لديها من أجل امتلاك الوعي الطبقي الآلية الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع لصالحها. ولن يتم ذلك إلا في ظل الحزب السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين الذي يجب أن يرتكز أولا إلى النضال الديمقراطي الجذري ، الذي تعتبر فيه الطليعة الثورية قائدة للصراع الطبقي في ظل وضوح الخط السياسي الذي يجب أن يهدف إلى إشراك أوسع الجماهير لبناء تحالف سياسي و جماهيري ، وثانيا إلى استراتيجية الأفق الثوري لبناء المجتمع الاشتراكي بالارتباط الجذري بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين داخل حزبهم السياسي الثوري. سداد القيادة السياسية والخط والاستراتيجية السياسيين : ولبناء الحزب السياسي الثوري لابد من قيادة سياسية ثورية تمتلك الوعي الطبقي والنظرية الثورية اللذان يستمدان أسسهما من الماركسية اللينينية كفكر وممارسة ، واللذان يجب أن يرتكزا إلى العلاقة الأفقية العمودية بالجماهير بالارتباط اليومي بأوضاعهم وفق القراءة النظرية والعملية للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم ، من اجل وضع الخط والاستراتيجية السياسيين السديدين للتغيير الديمقراطي الجذري ، وذلك بالممارسة الديمقراطية الاشتراكية الإطار الأساسي لفلسفة الحزب السياسي الثوري ، لفتح المجال أمام الجماهير الشعبية للتعبير عن آرائهم وبلورة أفكارهم التي يجب أن يرتكز عليها بناء الخط والاستراتيجية السياسيين للحزب الثوري. وتعتبر حرية النقد التي تعتمدها النظرية الماركسية اللينينية في الممارسة السياسية وفي التعامل مع قضايا الجماهير الشعبية والنضال من أجلها، وبلورة الخط السياسي الثوري من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لبناء تحالف أوسع للجماهير الشعبية في إطار القطب السياسي الجذري ، وحشد أوسع الجماهير للالتفاف حول الخط والاستراتيجية السياسيين للحزب السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ، ولن يتم ذلك إلا باقتناع الجماهير بصحة الخط والاستراتيجية السياسيين وبتجربتها الخاصة. اقتناع الجماهير بالخط والاستراتيجية السياسيين : تعتبر التنظيمات الذاتية للجماهير الحلقة الوسطى بين الحزب الثوري وأوسع الجماهير التي تناضل من أجل الدفاع عن مصالحها ضد الرأسمال ، و التي يجب أن يرتكز داخلها العمل الجماهري الجذري الذي يهدف إلى بناء تحالف جماهيري من خلال هذه التنظيمات ، ويعتبر تواجد المناضلين الثوريين المتشبعين بالنظرية الثورية والممارسة العملية أساسيا داخل هذه التنظيمات لبلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط أوسع الجماهير ، و ذلك من أجل تنمية الوعي الطبقي لديها و تحفيزها لتبني الخط والاستراتيجية السياسيين للحزب السياسي الثوري ، وذلك عبر النضالات الجماهيرية والحركات الاحتجاجية التي يجب أن يشارك في إقرارها وتنفيذها أوسع الجماهير لتعميق الوعي الطبقي لديها ، و الذي يجب إدراكه من طرفها وبتجربتها الخاصة ، للانتقال من درجة العمل الجماهيري اليومي إلى الممارسة السياسية اليومية من أجل التغيير الديمقراطي الجذري في إطار الممارسة الديمقراطية الاشتراكية. ولن يتأتى ذلك إلا عندما تستطيع الطليعة الثورية أن تنغرس في أوساط أوسع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحون الفقراء، والتي يجب أن تفرز قيادات ثورية تشارك في صنع القرار السياسي وبلورة الخط السياسي والاستراتيجية السياسية في أفق بناء المجتمع الاشتراكي. حشد أوسع الجماهير حول البرنامج العام : يعتبر البرنامج العام للحزب السياسي الثوري أهم المراحل التي يجب الانطلاق منها بعد التحليلات السياسية الدقيقة للوضع السياسي ، ووضع الأهداف الأساسية ذات الأولوية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية انسجاما مع الخط والاستراتيجية السياسيين ، بهدف حشد أوسع الجماهير للنضال من أجل تحقيق المطالب السياسية و الاقتصادية والاجتماعية الملحة التي يجب أن تكون في صالح القوى الجماهيرية المتحالفة عبر التنظيمات الذاتية للجماهير بمختلف فئاتها في إطار تحالف سياسي اجتماعي ديمقراطي جذري. إن النضال من أجل الدفاع عن القضايا الجماهيرية المطروحة على الساحة النضالية يجب أن يكون ذا أهداف واضحة تلامس معاناة أوسع الجماهيري، والتي يمكن أن ترتكز إلى قضايا الطبقة العاملة في شقها الاقتصادي والاجتماعي وقضايا الفلاحين الفقراء في حقهم في الأرض والماء والقضايا الثقافية واللغوية الأمازيغية...، إن بلورة البرنامج العام بالارتكاز إلى القضايا ذات الأولوية والتي تهم مصالح أوسع الجماهير سيساعد على حشد تأييد قوى الجماهير الواسعة من أجل تبنيه والدفاع عنه والنضال من أجل تحقيقه ، مما يفتح المجال أمام الصراع من أجل التغيير الديمقراطي الجذري والنضال من أجل تحقيق الديمقراطية الاشتراكية بالانضمام إلى الحزب السياسي الثوري في أفق بناء المجتمع الاشتراكي. المركزية الديمقراطية و الاستقلالية الجهوية :
إن الحزب السياسي للطتقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين لايمكن أن يقوم بمهامه خارج النظرية الثورية التي ترتكز إلى الماركسية اللينينية كفكر وممارسة ، وانطلاقا من الديمقراطية الاشتراكية التي ترتكز إلى حرية النقد عبر الممارسة العملية التي تحكمها العلاقات الاجتماعية الاشتراكية بقيادة الطليعة الثورية التي تمتلك صحة الخط والاستراتيجة السياسيين ، لفتح المجال أمام المركزية الديمقراطية لبلورة القرارات المصيرية شريطة أن تكون القيادة جماعية وتستجيب للتمثيلية الجهوية . والديمقراطية الحقيقية ليست فقط مجرد انتخابات بل هي أيضا إمكانية التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في القرار السياسي ، والديمقراطية الاشتراكية هي سلطة الشعب الحقيقية التي يجب أن تؤطر العلاقات الاجتماعية وتحكمها المركزية الديمقراطية بعيدا عن الفهم الليبيرالي للديمقراطية التي ترتكز إلى المبادرة الفردية و الانتخابات ، بل هي سيطرة الحزب السياسي الثوري الذي يستمد سلطته من تقرير مصير الشعب وبقيادته الثورية ، بالتفاعل الأفقي العمودي في اتخاذ القرارات السياسية في القضايا العامة والمصيرية التي تلعب فيها الأجهزة الجهوية دورا أساسيا لبلورتها انطلاقا من القرارات الجهوية ، وفي إطار استقلالية جهوية تحترم التوجهات العامة للحزب السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ، الذي تلعب فيه الجهة الحلقة الأساس لمتابعة وبلورة القرارات التي يتم صياغتها وطنيا انطلاقا من العلاقة الأفقية العمودية بين الأجهزة الوطنية والجهوية ، و فتح المجال أمام الأجهزة الجهوية في علاقاتها مع الأجهزة المحلية في اتخاذ القرارات السياسية في القضايا الجهوية ، وفق البرنامج الجهوي الخاص في ظل الأستقلالية النسبية التي تمنح الجهة قوة التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في الإدارة الجهوية في أفق منح سلطة الحكم الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات المحلية ، في إطار التكامل السياسي و الاقتصادي بين الجهات حيث تلعب الجهة الغنية دور السند للجهة الفقيرة. انطلاقا مما سبق ذكره يعتبر الحزب السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين التعبير السياسي الناجع الذي تتطلبه المرحلة وذلك لعدة اعتبارات منها: احتواء النظام السياسي المخزني للتنظيمات السياسية التي أفرزتها النضالات الجماهيرية الشعبية ضد الاستعمار المباشر. حاجة الجماهير الشعبية لبناء الحزب السياسي الثوري الذي يعبر عن مصالحها في ظل هجوم الليبرالية المتوحشة ووكلائها على الحقوق الطبيعية والتاريخية للجماهير الشعبية. إن جميع الطبقات الاجتماعية لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين. إن الديمقراطية الاشتراكية الكفيلة بالقضاء على الفوارق الطبقية لا يمكن تحقيقها إلا في ظل الحزب السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين. إن اليسار الجذري باعتباره امتدادا للحركة الماركسية اللينينية وخاصة منظمة إلى الأمام و 23 ماري لا تنسجم تصوراته و مرجعياته التاريخية والفكرية والسياسية إلا مع ما تطمح إليه الطبقات الشعبية من تغيير لأوضاعها المزرية. لذا على اليسار الجذري وبالانسجام مع ظروف نشأته والأهداف التي تأسس من أجلها باعتباره مازال متشبثا بالامتداد التاريخي للحركة الماركسية اللينينية كفكر ومملرسة من أجل التغيير الديمقراطي الجذري ، أخذ الاعتبارات التي تم ذكرها بعين الاعتبار في اتخاذ القرار السياسي المناسب للمرحلة والذي يجب أن يشكل فيه بناء الحزب السياسي الثوري كتنظيم سياسي جماهيري كفيل لتحقيق الديمقراطية الاشتراكية ، وذلك بالمساهمة الفعلية في توحيد اليسار الجذري من أجل بناء الحزب السياسي للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، الطبقات التي لها المصلحة في التغيير الديمقراطي الجذري.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة السياسية و النقابية و تطور التكوينات الاجتماعية
-
عن اللجنة المحلية للعمل من أجل انقاد حياة المناضل النقابي و
...
-
نداء اللجنة المحلية للعمل على ا نقاد حياة المناضل الحقوقي و
...
-
إضراب لا محدود عن الطعام ابتداء من اليوم الاربعاء 29 دجنبر 2
...
-
وفاة مواطن بمخفر الشرطة بتارودانت بالمغرب في الذكرى 56 للإعل
...
-
وقفة احتجاجية أمام إدارة صوديا بأولاد تايمة بالمغرب ضد تصفية
...
-
ملف الانتهاكات الجسيمة بالريف/الحسيمة بالمغرب
-
نداء هيئات التنسيق بورزازات بالمغرب
-
دور البعد الهوياتي للأمازيغي في النضال الديمقراطي الجذري
-
من البعد القومي للقضية الفلسطينية إلى الإنتفاضة الشعبية
-
نداء عائلة المختطف عمر الوسولي من أجل الكشف عن مصير ابنها
-
حملة التضامن مع مناضلي حركة المجتمع المدني بالريف / الحسيمة
...
-
الحركة الإحتجاجية بالريف/الحسيمة بالمغرب بين الماضي و الحاضر
-
الإحتجاج ضد رفض اطلاق سراح المناضل الحقوقي والنقابي خويا محم
...
-
هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على ثروات الشعوب في ظل سياس
...
-
معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب
...
-
الأسس الأيديولوجية و السياسية للسياسة التعليمية الطبقية بالم
...
-
الحركة السياسية بالمغرب و تشرذم اليسار الجذري
-
إطلاق حملة من أجل إطلاق سراح المعتقل النقابي و الحقوقي محمد
...
-
هجوم الكومبرادور على مكتسبات الطبقة العاملة المغربية في ظل م
...
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|