أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - -يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات















المزيد.....

-يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت الصحف ووكالات الأنباء عن وزير خارجيتنا أحمد أبو الغيط قوله "أن ما أسفرت عنه القمة الرباعية فى شرم الشيخ تدفع إلى التفاؤل بأن الدولة الفلسطينية أصبحت فى متناول اليد".
وليس "أبو الغيط" هو وحده الذى ظهرت عليه أعراض التفاؤل، بل إن كثيرا من الأطراف الإقليمية والدولية صفقت لمؤتمر شرم الشيخ حتى قبل أن ينعقد، ورأت فى اتفاق الأطراف الأربعة – السلطة الفلسطينية وإسرائيل بحضور مصر والأردن – على المشاركة فى هذه القمة "إنجازا" فى حد ذاته، خاصة وأن قمة 8 فبراير 2005 تعد اللقاء الاول بين الفلسطينيين والإسرائيليين على هذا المستوى "الرئاسى" منذ أكثر من أربع سنوات، حيث رفضت إسرائيل التعامل مع الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات واعتبرته "شخصا غير ذى صلة"! وفرضت عليه الحصار والعزلة فى غرفة ونصف بمبنى المقاطعة فى رام الله، وظلت حكومة شارون ثابتة على هذا الموقف – المدعوم من الإدارة الأمريكية- حتى وفاة الرئيس عرفات فى ظروف غامضة.
كما أن قمة شرم الشيخ هى اللقاء الأول بين الرئيس حسنى مبارك وبين شارون منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، علما بأن جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقين له منذ مناحم بيجن ومرورا بشامير ونتنياهو وبيريز وباراك تمت دعوتهم لزيارة مصر أكثر من مرة، وهو ما لم يتحقق لشارون خلال اربع سنوات وتحقق له فقط فى قمة 8 فبراير .
ولذلك رأى الكثيرون فى مجرد جلوس المصريين والأردنيين والفلسطينيين مع شارون – الذى طالما نظر إليه العالم العربى على أنه سفاح وقاتل وبلدوزر – مؤشرا على تغيرات حقيقية.
ولا شك فى أنه مؤشر صحيح وله دلالاته على وجود تغير ما فى مسار الصراع الفلسطينى – الإسرائيلي والصراع العربى – الإسرائيلي بصورة أعم.
لكن البعض غالى فى تقدير هذا التغير، ورأى فيه استئنافا وانفراجا لمسيرة التسوية السلمية المتوقفة والمتعثرة منذ سنوات. ويبدو ان تصريح وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط الذى أوردناه فى مقدمة هذا المقال هو نموذج لهذه الاستنتاجات المتفائلة.
بينما واقع الحال يقول لنا أن كل ما أسفرت عنه قمة شرم الشيخ – حتى الآن – هو اتفاق على "التهدئة" ووقف إطلاق النار وعددا من التدابير ذات الطبيعة "الأمنية" فى المقام الأول، دون أفق سياسى.
وعبارة "وقف إطلاق النار" – فى هذا السياق – يمكن إعادة صياغتها صياغة سياسية هى "وقف الانتفاضة الفلسطينية" مع بقاء الحال على ما هو عليه، أو فى أحسن الأحوال العودة الى ما كان عليه الحال قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية فى 28 سبتمبر 2000.
والمقابل الذى يحصل عليه الفلسطينيون هو الإفراج عن بضعة مئات من الأسرى (علما بأن السجون الإسرائيلية تضم أكثر من ثمانية آلاف أسير وعلما بأن حكومة شارون تصر حتى الآن على الإفراج فقط عمن تصفهم بأن أيديهم لم تتلطخ بدماء الإسرائيليين)، والانسحاب التدريجى من خمس مدن فى الضفة الغربية، والتوقف عن اغتيال القيادات الفلسطينية، وبحث عودة "المبعدين"، والتوقف عن ملاحقة "المطاردين"، وتقديم تسهيلات فى حركة الفلسطينيين وفتح ميناء غزة وازالة عدد من الحواجز الفاصلة بين المدن والقرى الفلسطينية .
أما المقابل الذى حصل عليه شارون – فضلا عن موافقة الأطراف العربية الثلاثة على الجلوس معه وطى صفحة الماضى التى لطخها بدماء اكثر من أربعة آلاف فلسطينى وهدم أكثر من سبعين منزل فى القطاع والضفة – فهو موافقة السلطة الفلسطينية على وقف إطلاق النار وموافقة مصر والأردن على إعادة سفيريهما الى تل أبيب، بما يعنيه ذلك أيضا من إعطاء دفعة هائلة لاقامة علاقات بين إسرائيل وعشر دول عربية على الاقل تنتظر – على أحر من الجمر – تطبيع علاقاتها مع الدولة اليهودية.
والمقابل أيضا الذى حصل عليه شارون ان قمة شرم الشيخ كانت البديل أيضا لمؤتمر دولى، كانت أكثر من جهة قد بدأت تتحسس إمكانيات عقده. وربما يفسر هذا العامل سبب عدم مشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس فى مؤتمر شرم الشيخ رغم وجودها فى إسرائيل قبل انعقاده بيومين.ذلك أن حضورها كان سيعطى المبرر لدول اللجنة الرباعية للمشاركة، وهذه المشاركة الرباعية كانت ستحمل فى ثناياها طرح جوانب سياسية للصراع العربى – الإسرائيلي، وهو ما يحرص شارون على استبعاده تماما – على الأقل فى الوقت الراهن – نظرا لانه يركز على المعالجة الأمنية للقضية كما سبق وان أشرنا، ومن أجل هذا ضحى شارون – تضحية كبيرة – واقترح على كوندوليزا رايس عدم المشاركة فى قمة شرم الشيخ وحرم نفسه من مشاهدة ساقيها اللتين أبدى إعجابه بهما علنا من قبل وفى حضور "كوندى" التى ردت عليه بأن أول عشاقها كان يهوديا إسرائيليا!
وإذن فان قمة شرم الشيخ لا تفتح طريقا الى "السلام" وإنما كل ما تفضى اليه هو طريق متعرج لـ "الأمن"، الذى سيكون بالضرورة هشا طالما انه بدون أفق سياسى، وطالما ان المرتكزات السياسية الأساسية الثلاثة الحاكمة للموقف ما تزال بدون تغيير:
1- فالرؤية الإسرائيلية للصراع الفلسطينى – الإسرائيلي، والصراع العربى – الإسرائيلي، ما تزال كما هى .. استعمارية .. استيطانية .. استعلائية مرتكزة على التفوق العسكرى والدعم الامريكى، وفى ضوء هذه الرؤية تبقى الهوة شاسعة بين السياسة الإسرائيلية وبين الاستحقاقات الفلسطينية سواء فيما يتعلق بالقدس، أو المستوطنات، أو الجدار العنصرى العازل، أو اللاجئين، أو مقومات الدولة الفلسطينية.
2- والسياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية ما تزال شديدة الانحياز لإسرائيل، على النحو الذى تؤكده قائمة طويلة من المواقف الأمريكية، فضلا عن خطاب الضمانات الذى سلمه الرئيس بوش الى رئيس وزراء إسرائيل شارون فى 14 إبريل الماضى والذى استحق اسم "وعد بوش".
3- اما ثالثة الاثافى فتتمثل فى الموقف العربى الذى لا يوجد مؤشر واحد على خروجه من دائرة العجز وفقدان الإرادة، بل العكس هو الأصح حيث ان هذا الموقف العربى يزداد سوءا بحيث يمكن القول أن التغير الذى أدى الى عقد مؤتمر شرم الشيخ هو – فى الأساس- تغير فى الموقف العربى أكثر مما هو تغير فى الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي.
وبناء على ما سبق لا يوجد ما يبعث على الإفراط فى تعاطى أمانى وردية من قبيل قول وزير خارجيتنا أحمد أبو الغيط أن "ما اسفرت عنه القمة الرباعية فى شرم الشيخ تدفع الى التفاؤل بأن الدولة الفلسطينية أصبحت فى متناول اليد".
فتفاؤل أبو الغيط يذكرنا بتفاؤل الرئيس أنور السادات، الذى رد على تساؤلات وشكوك أستاذنا احمد بهاء الدين فيما يتعلق بإمكانية التزام إسرائيل بالمشاركة النزيهة فى عملية سلام حقيقية تؤدى الى قيام دولة فلسطينية واسترداد القدس، قائلا له بغضب ويقين "القدس فى جيبى يا أحمد"!
كان هذا الحوار الذى دار بين أحمد بهاء الدين وأنور السادات فى 1977 أى منذ ما يقرب من 28 عاما .. مازالت بعدها القدس محتلة وبعيدة عن "جيوب" وذقون العرب!
الشئ المؤكد الوحيد هو ان القاسم المشترك بين "يد": أبو الغيط و"جيب" السادات هو التفاؤل المفرط الذى هو أشبه ما يكون بـ "شيك دون رصيد".



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! شعار البنوك المصرية : حسنة وأنا سيدك
- لمن تدق الأجراس فى بلاد الرافدين؟
- اغرب انتخابات فى التاريخ
- !عـــدلى .. ولينين
- برلمان العرب .. كوميديا سوداء
- ديمقراطية .. خلف القضبان !
- رجل الأعمال يحاور.. ورئيس التحرير يحمل مقص الرقيب
- لا يموت الذئب .. ولا تفنى الغنم !
- حرب عالمية ضد إرهاب الطبيعة
- إعادة انتخاب بوش أخطر من انفلاق المحيط الهندى
- !الأعمى الإنجليزى .. والمبصرون العرب
- الإعلام.. قاطرة الاستثمار
- ! الحكم فى نزاع -جالاوى- و -ديلى تلجراف- .. يديننا
- مفارقة -مادونا- الأمريكية .. و-وفاء- المصرية
- بوش وشارون .. أسوا أعداء الاستثمار فى العالم العربى
- !درس للعرب فى الديموقراطية .. باللغة الألمانية
- ! الاقتصاد غير السياسى
- ! لكن البعض لا يحبون شرم الشيخ..
- بيان شرم الشيخ.. الآخر
- أبو عمار: حاصروه فى الجغرافيا .. فحاصرهم فى التاريخ


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - -يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات