محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 23:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في بداية الصيف,ومع حرارة تموز, كانت الأزمة السياسة في تصاعد من خلال التصريحات اللا مسؤولة من قبل ألأطراف المعنية والتي ساهمت بتعقيد الأزمة وتفاقمها ولم يرى المتابع أي بصيص أمل في حلحلتها وليس حلها ولأن كل الأطراف متمسكة بآرائها دون تقديم أية تنازلات لابل البعض منها يعتقد بأن الزيادة في المطالب أو التعنت قد يؤدي الى كسب أكثر ما يمكن من التنازلات لصالحه,أما ماذا يُعاني الشعب فهذا أمر ليس في وارد أي طرف منهم.ورقة الإصلاح التي يلوح بها التحالف الوطني وتحديدا دولة القانون,لم يتعرف عليها الجميع من المساهمين في الأزمة,وتظهر على الأعلام بعضا من مقترحات تلك الورقة وكأنها تخرج من عنق زجاجة وبصعوبة وليس ورقة إصلاح للعملية السياسية التي يريد قادة دولة القانون المضي بها حتى"النفس الأخير" ولكن في الواقع ما هي إلا مضيعة للوقت الذي لا يحترمه أحد في الوقت الذي يغلي الشعب مع ارتفاع درجات الحرارة التي تعدت الخمسين مئوية وانعدام الكهرباء في معظم الأحيان ولا بادرة واحدة تلوح في الأفق في التوصل لحل الأزمة التي بدأت منذ بداية تشكيل الحكومة الحالية.أما الوضع الأمني ومن خلال هذه ألازمة فهو في تردي ملحوظ حيث لم تنقطع تفجيرات المجرمين من قبل حثالات البعث والقاعدة ومن يتعاون معهم في الأجهزة الأمنية المخترقة وبعض الميليشيات والتي لطالما تحدث عن ذلك العميد عادل دحام مرات عدة,ولكن إذا كانوا يعرفون هذه الخروقات ومن داخل أجهزتهم لماذا لا يتحركون لتشخيص من يتعاون مع القتلة من بينهم وإنزال العقاب بحقهم؟
أسخن المواضيع السياسية في هذا الصيف هو بقاء أبو داود المالكي قبل أسابيع.
وقد كانت دعوة المالكي لقيادة الحزب الشيوعي العراقي للقاء بهم والتحدث عن إمكانية الحلول لعقدة أزمة العملية السياسية قد أثارت بعض التحفظات من قبل البعض لاسباب عدة ومن بينها هل يؤتمن للمالكي من جديد وهو الذي رفض اللقاء بهم حين تقدم الحزب وقبل كل الفصائل السياسية في البلاد بمقترح المؤتمر الوطني والذي رفضه المالكي ودولة القانون؟و ألم يكن المالكي من أوعز بضرب تظاهرة 25 شباط 2011؟وأمل يوعز المالكي باجتياح مقر الحزب والجريدة لأكثر من مرة؟ وهل اللقاء كان لعبة سياسية يلوح بها المالكي لتقربه من الحزب الشيوعي؟وكان البعض قد ذهب أبعد من ذلك وأعتبر خطوة الحزب جريمة قد لا تغتفر.أما البعض الأخر في الجانب المؤيد لخطوة الحزب فقد كان متشنجا لوجهات نظر الطرف الأول ولاسيما من قبل بعض قيادي الحزب,حيث خرجت تصريحات لا لزوم لها وقد قال احدهم إن تصريح فلان القيادي حُرف عن المعنى الحقيقي,وهنا نرجع الى تصريحات بعض قيادي الدولة عندما يصرحون شيئا ويقابل بالتشنج والرفض يقال إن التصريح تُرجم الى العربية بصورة معكوسة.لا هذا ولا ذاك.المقابلة كانت في وقتها,وإن للمالكي تكتيكاته والتي قد يريد منها أشياء أخرى,ولقاء قيادة الحزب كانت جيدة ولم يتحدث أبو داود عن لقاء شرب للشاي ومجاملة وإنما في الوضع العراقي والحلول التي يجب تنفيذها لإنقاذ العملية السياسية ورأي الحزب والجماهير بالوضع العام المتردي.ولم يكن تشنج البعض الرافضين للقاء في محله لان من بينهم العديد من الرافضين لوجود الحزب أصلا وهم من الذين يطبلون قبل كل مؤتمر للحزب بأن يغير أسمه ,وهم ثلة انتهازية لم تقف على رأي ثابت من القضايا الوطنية وإنما كل همهم هو الرفض لأي خطوة يقوم بها الحزب.ولكن مع كل هذا كان على الحزب أن يُطلع الجماهير على خطوته لأنها ظهير الحزب في كل الأوقات ومن حقها على الحزب أن يتعرفوا حالهم حال الكوادر الحزبية بمعرفة أمور مهمة تهم الناس والحزب ككل.و لا أعتقد أنه تحقق من ذلك اللقاء أي تغير في سلوك دولة القانون حيال الأزمة ليومنا هذا.ولكن الحزب لم يخسر شيئا عدا انه أصر على موقفه والقوى الوطنية الديمقراطية صاحبة الشأن في تقدم العراق.
والصيف الحار مستمر وفخامة الرئيس في ألمانيا لمتابعة علاجه ولكن في ظل أجواء مثالية من الراحة وتوفير أفضل أنواع الخدمات بسبب مركزه في الدولة,والشعب العراقي يشرب الماء الملوث ولا ينام الليل بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت كل فصول الصيف الماضية وقيل مثل هكذا صيف لم يمر على العراق منذ أكثر من خمسة عقود .والمجرمون يفجرون بالرغم من قساوة الصيف لانهم يحترقون أيضا للوصول الى جنتهم ومن يبقى منهم ويعتقل توفر لهم السلطات أفضل الخدمات,ويتندر احد المتذمرين بأنه يتمنى لو يُسجن معهم بسبب أجواء الراحة التي توفر لهم,وأحكام الإعدام لبعضهم تؤجل وتؤجل مرة بعد المرة بسبب احتجاجات منظمة حقوق الإنسان ,ويقال إن فخامة الرئيس ومن أجل عيون الاشتراكية الدولية والتي ينتمي إليها الرئيس يبقى على وعده ولا يريد أن "يلوث" سمعته بالتوقيع على إعدام المجرمين والتي مضت فترة طويلة على مصادقة محكمة التمييز على الأحكام تلك.ولكن الرئيس في ألمانيا وألخزاعي,نائبه,الوحيد,حاليا,عنده الصلاحيات لتوقيع الأحكام التي صادقت عليها محكمة التمييز,وإن ظهر أمس خبر التوقيع على إعدام 12 إرهابيا,لكن الأعداد تفوق هذا العدد اليتم,حيث يوجد أكثر من مئة مجرم مصادق على إعدامهم من قبل المحاكم المختصة ولم ينفذ بهم القصاص ,هذا في فقط في الانبار.فما هو مبرر نائب الرئيس بعدم إصدار مراسيمه للتنفيذ مادام فخامة الرئيس في ألمانيا؟لابل أكثر لماذا لا تنفذ الأحكام بحق مجرمي النظام السابق لحد ألان,وفي مقدمتهم إخوة المجرم صدام وباقي الرهط المجرم؟
إذا كانت الأزمة مستمرة فهل هناك مبرر لتوقف مرافق الحياة وزيادة الأسعار واختفاء باقي الخدمات؟
وفي خضم تفاقم ألازمة يصرح همام حمودي عن امتعاض المرجعية(يحشر المرجعية في تصريحاته حتى يعطي مبررا لمشاريعه)بسبب تجاهل وزارة التربية مادتي التأريخ والدين وعدم كتابتها بالشكل الصحيح الذي يتوافق مع الأكثرية من الشعب العراقي(اقرأ الطائفية).هكذا ظهر تصريح لهمام حمودي أمس في الصحف.لأنه يبدو لم يبقى شيء يعوز الشعب إلا هذه الموضوعات.
أمس ظهر على شاشة البغدادية مع الإعلامي عماد ألعبادي في برنامج سحور سياسي محافظ النجف عدنان الزر في والذي لم يُشاهد يوما ما على وجهه المتكدر دوما أية ابتسامة واحدة إلا أمس فقد ضحك (صلاوت على محمد وآله)أيضا مع ملاحظات ألعبادي الخفيفة الدم وبالعامية.ليس هذا هو الأهم في المقابلة ولكن الملاحظة التي جلبت انتباهي وربما من شاهد الحلقة هو أين يجلس المحافظ في مكتبه أو إحدى صالات محافظته أم في بيته, في ظل عدم توفر الإمكانيات المالية في المحافظة؟الكراسي التي يجلس عليها المحافظ من الستيل المذهب والفاخر والواسع,المنضدات خلف فخامة المحافظ من نفس النوع الفاخر ووضع فرس يرفع برجليه الى الأعلى منتصرا ومنتشيا ووضع على المرمر على كل منضدة وأمام فخامته طاولة بحدود 150 سم طولا و70 سم عرضا ومن نفس الطراز الفخم.تحدث بإسهاب عن منجزاته,وهذا شأنه وردوده على أسئلة ألعبادي,لكن هل يحتاج المحافظ (حفظه الله) كل هذه الأبهة,حيث الرئيس الأمريكي والروسي والصيني يجلسون على كراسي متواضعة جدا.وفي أجواء العراق التي تمتاز بالعواصف الترابية,هل يدخل شيئا من هذه الأتربة الى هذه الصالة وكم منظف تحتاج المحافظة للتنظيف؟
وهل في النجف الاشرف تتوفر شركات التنظيف بأعداد كبيرة؟وهل توجد شركات أخرى في العالم لتقديم الخدمات والأعمار غير التركية في الوقت التي تمنع تركيا من وصول كمية المياه المطلوبة لرافدي العراق؟ ولا يعرف أي فرد من أفراد الشعب المغبون حقوقه لماذا كل هذا التعامل مع الشركات التركية وبهذا الحجم؟فقط في البصرة 55 شركة تركية تعمل في المشاريع!!وفي برنامج آخر هو صيام سياسي ظهر شيروان الوائلي الذي حاسب أمين العاصمة حسابا عسيرا ولكنه لم يستطع إزاحته من منصبه لان الأجندات السياسية تقدمت على الأسئلة وأهداف الاستجواب أصلا.ولكن ذكر الوائلي عن نفسه بأنه تدرج في الجيش العراقي السابق الى حد رتبة عميد مهندس كهربائي وبدرجة خبير .السؤال الذي يحيرني هل كان بعثيا عقائديا خلال خدمته في الجيش أم إسلاميا منذ نعومة أظفاره ؟
ويفشل البرلمان في أقرار قانون الأحزاب وتعديل قانون الانتخابات وتتأجل انتخابات المحافظات وتبقى المحاصصة الطائفية والقومية سيدة الموقف في تشكيلة مفوضية الانتخابات وليس في وارد من انتخاب الكفوئين والنزيهين فيها إلا كل وحسب طائفته وقوميته.وتتدخل كل دول الإقليم في كل تلك المفردات ويتعطل كل شيء .قرار المحكمة الاتحادية بخصوص الانتخابات السابقة لم يحترمه أعضاء البرلمان الحالي بسبب خوفهم من وصول من خارج اطر المحاصصة المقيتة وهذا سوف يؤرقهم
وقد أثار انتباهي مشاهداتي في هذا الصيف الذي لم أعاني كما عانى أهل العراق منه وعلى صفحات الانترنيت لبعض السفارات العراقية حيث تبدلت مهماتها الأصلية السياسية والدبلوماسية والتجارية لتتحول الى جلسات "أخوية" وتقديم بعض الهدايا الخفيفة الحمولة والتقاط الصور التذكارية للزوار الذين وتعهد البعض بعدم المساس بهم بمقالات قد تؤرق البعض كذبا كانت أم حقيقة حيث اختفت مقالات العنجهية.لان البعض الانتهازي يريدون مزايا من سفارات بلدانهم,وينسى مسؤولي السفارات تلك ان من أولى مهماتهم ليس التقاط الصور التذكارية وانما تقديم الخدمات القنصلية لأبناء بلدهم وليس أكثر.
والصيف يوشك على الرحيل والأزمة السياسية تتفاقم والوضع بين الإقليم والمركز يتدهور وهناك من يحاول أن يدق إسفين الشقاق بين الأطراف المتنازعة للوقوع بالعراق ككل.الجميع يخرق الدستور والجميع يتهم بعضهم بعضا بخرق الدستور,ولكن من يحترم الدستور؟ ولماذا الدستور أصلا ماداموا هم من يخرقونه.هل من حل وصيف قادم بدون مشاكل كهرباسياسية؟
محمود القبطان
20120731
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟