|
كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 23:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الفصل الخامس من كتاب " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه. " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 9 / جويلية 2012)
المحتويات : - إستهلال - مقدّمة الفصل الأوّل : دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم : 1- إغتيال ستالين : النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية. 2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا. 3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف. 4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية. 5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية. 6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات. الفصل الثاني : النظرية البلشفية/ الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية: 1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية. 2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة. 3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية. 4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس. الفصل الثالث : المنهج البلشفي/ الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزعة : 1- خلط الحابل بالنابل. 2- لا فرق لدي البلشفي/ الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة ، بين الوهم و الحقيقة فى تونس. 3- امنيات البلشفي / الخوجي فى تضارب مع الوقائع التاريخية. 4- تعاطي مثالي ميتافيزيقي مع أخطاء ستالين. 5- نسخة بلشفية / خوجية لنهاية التاريخ. 6- كذب و قراءة مثالية ميتافيزيقية للصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. 7- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية. 8- إعتماد الإنتقائية لتشويه جوهر المواقف الماوية . 9- محض إفتراءات.
-------------- ( الجزء الثاني من الكتاب : الفصول 4 و 5 و الخاتمة و المراجع ) --------------------------------
الفصل الرابع : مواقف البلشفي/ الخوجي المتقلّبة و تلاعبه بالجدال مع ماويين : 1- تقلّب فى المواقف: ما هو ب"الحديدي" و إنّما هو زئبقي ! 2- تلاعب إنتهازي بالجدال مع ماويين. 3- وثائق الجدال بين " الحديدي" و محمد علي الماوي. 4 – وثائق الجدال بين نضال الحديدي و مازوم كايبا. الفصل الخامس : كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟ 1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا. 2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة/ الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء. 3- إحلال آراء البلاشفة/ الخوجيين محلّ آراء ستالين. 4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا. 5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها. 6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه. خاتمة المراجع
================= إستهلال =================== نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ( لينين –" برنامجنا "). -------------- ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية لسنوات طويلة ،طويلة جدا. ( لينين " ما العمل؟ "). --------------------------------------------------------------------------------------------------------------- إن الماركسية- اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! (ماو تسى تونغ – المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3،الصفحة 26) -------------------- إنّ المعرفة هي مسألة علم، فلا يجوز أن يصاحبها أدنى شيء من الكذب و الغرور، بل المطلوب هو العكس بكلّ تأكيد أي الصدق و التواضع.( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العمليّة "، المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" الصفحة 439- الطبعة العربية) . بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية (" بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ) لقد تمكنت البروليتاريا العالمية، خلال ما ينوف عن القرن المنقضى منذ أطلق البيان الشيوعي لأول مرة النداء الشهير : " يا عمال العالم إتحدوا !" من تجميع خبرة واسعة. وهي ذاتها خبرة الحركة الثورية فى مختلف البلدان و تشمل فترات رائعة من الإنتصارات الحاسمة و المدّ الثورى كما تشمل فترات حالكة من الجزر و التراجع . و عبر مدّ الحركة و جزرها، تشكل علم الماركسية – اللينينية - الماوية و تطوّر من خلال النضال المتواصل ضد أولئك الذين أرادوا قتل جوهره الثوري و تحويله إلى عقيدة عقيمة، خالية من الحياة . وقد كانت أكبر المنعطفات فى تطور التاريخ العالمي و الصراع الطبقي مصحوبة دائما بمعارك ضارية فى الميدان الإيديولوجي بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من جهة أخرى . فقد كان الأمر كذلك فى العهد الذى خاض خلاله لينين صراعا ضد الأممية الثانية (وهو ما تزامن مع إندلاع الحرب العالمية الأولى و ظهور وضع ثوري فى روسيا و أماكن أخرى) و كذلك فى العهد الذى خاض خلاله ماو تسى تونغ صراعا ضد التحريفيين المعاصرين السوفيات و كان نضالا عظيما يعكس أحداثا ذات بعد تاريخي عالمي ( إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إحتداد الصراع الطبقي فى الصين الإشتراكية و بروز موجة ثورية عالمية موجهة أساسا ضد الإمبريالية الأمريكية ). و كذلك فإن الأزمة العميقة التى تمر بها الحركة الشيوعية العالمية هي إنعكاس لقلب السلطة البروليتارية فى الصين و الهجوم الشامل ضد الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب الذى قام به دنك سياو بينغ و هواوكوفينغ . و تعكس هذه الأزمة أيضا الإحتداد العام للتناقضات العالمية بما يعنى بدوره خطر الحرب العالمية و آفاق الثورة . فاليوم تماما مثلما كان الشأن خلال النضالات الكبيرة السابقة، لا تشكل القوى التى تناضل من أجل خط ثوري سوى أقلية صغيرة محاصرة و مطوّقة من قبل التحريفيين و كل أشكال مداحي البرجوازية . و مع ذلك ، فإن تلك القوى تمثل المستقبل و حتى يتسنى للحركة الشيوعية العالمية أن تواصل التقدم يجب أن تثبت تلك القوى قدرتها على صياغة خط سياسي يرسم طريقا تتبعه البروليتاريا الثورية فى الظرف الحالي المعقد. و فعلا ،عندما يكون الخط صحيحا ، فإنه حتى إذا لم يكن لدينا جنود فسوف نحصل عليهم و حتى إذا لم تكن لدينا السلطة فسوف نحصل عليها . ذلك ما أكدت صحته التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية منذ عهد ماركس. إن التحليل السليم للتجربة التاريخية لحركتنا يشكل عنصرا بالغ الأهمية من أجل صياغة مثل ذلك الخط العام للحركة الشيوعية العالمية. و إنه لمن قبيل اللامسؤولية القصوى ، و من باب التناقض مع مبادئ نظرية المعرفة الماركسية أن لا نولي أهمية كافية للخبرة المكتسبة و الدروس المستوعبة من خلال النضالات الثورية لملايين الجماهير من البشر و التى ذهب ما لا يحصى من الشهداء من أجلها. إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه. فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة. و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة . تقييم تراثنا مسؤولية جماعية يجب أن تتحملها الحركة الشيوعية العالمية كلها و يجب أن يتم مثل هذا التقييم بشكل علمي صارم مرتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية- الماوية وأن يأخذ بعين الإعتبار الظروف التاريخية الملموسة للفترات المدروسة و الحدود التى فرضتها تلك الظروف على الطليعة البروليتارية و أن يتم ذلك بالخصوص بروح تسعى إلى جعل الماضي يخدم الحاضر حتى نتلافى السقوط فى الخطإ الميتافيزيقي المتمثل فى قياس الماضى بأدوات الحاضر بدون إعتبار الظروف التاريخية . وتقييم شامل كهذا سوف يتطلب طبعا وقتا غير هين لكن ضغط الأحداث على المستوى العالمي و ظهور بعض الفجوات للتقدم الثوري يتطلب منا أن نقوم من الآن بإستنتاج بعض الدروس الهامة التى سوف تمكن قوى الطليعة البروليتارية من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل . لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطإ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن" البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضررا كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية - اللينينية- الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية -اللينينية . لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينية- الماوية و تدعيمها. و لنستشهد بمثالين يدلان على هذه الحقيقة التاريخية : نضال لينين المزدوج ضد أولئك التحريفيين المكشوفين و ضد من كانوا مثل كاوتسكى يعارضون الثورة زاعمين الإرتكاز على "أرثودكسية ماركسية " و أيضا النضال الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ ضد التحريفيين المعاصرين و إرتدادهم عن تجربة بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي فى عهد لينين و ستالين وهو النضال الذى خاضه فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بنقد شامل و علمي لجذور التحريفية . و علينا اليوم أن نعالج المسائل و المشاكل الشائكة التى يطرحها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية حسب طريقة مماثلة. أما أولئك الذين يعلنون أمام الإنتكاسات الحاصلة منذ وفاة ماو تسى تونغ عن الفشل الكامل للماركسية - اللينينية أو الذين يزعمون أن الماركسية- اللينينية- الماوية أصبحت بالية و أن كل التجربة التى إكتسبتها البروليتاريا يجب أن يعاد النظر فيها فإنهم يمثلون خطرا جسيما. فهذا الإتجاه يريد الإرتداد عن تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و إقصاء ستالين من صفوف قادة البروليتاريا وهو يهاجم فى الحقيقة الأطروحة الجوهرية فى اللينينية حول طبيعة الثورة البروليتارية و ضرورة حزب طليعي و دكتاتورية البروليتاريا. و قد قال ماو بوضوح : "فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية ". إن تجربة الحركة الشيوعية العالمية إلى حدّ الآن تدل على أن هذه الملاحظة التى عبر عنها ماو تسى تونغ سنة 1956 ما زالت صحيحة. و كذلك فإن إضافات ماو تسى تونغ لعلم الثورة تتعرض اليوم إلى المحاصرة والطمس و التشويه. و فى الحقيقة كل ذلك ليس إلا نسخة "جديدة " من التحريفية و الإشتراكية الديمقراطية الأكثر ترهلا و عقما. و مازالت هذه التحريفية المكشوفة نسبيا سواء كان مصدرها الأحزاب الموالية تقليديا لموسكو أو التيار "الأوروشيوعي " أو المغتصبون التحريفيون فى الصين أو التروتسكيون و النقاد البرجوازيون الصغار للينينية ، ما زالت تمثل أكبر خطر على الحركة الشيوعية العالمية. وفى نفس الوقت، ما زال الشكل الدغمائي للتحريفية يعتبر عدوا لدودا للماركسية الثورية فهذا التيار الذى يعبر عنه كأوضح تعبير الخط السياسي لأنور خوجة و حزب العمل الألباني يهاجم الماوية و خط الثورة الصينية و خاصة تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و يزعم هؤلاء التحريفيين زيفا الدفاع عن ستالين (فى حين أن عددا كبيرا من أطروحاتهم ليست إلا تروتسكية ) فى حين أنهم يشوهون التراث الثوري الأصيل لستالين. و يعتمد هؤلاء المخادعين على نواقص و أخطاء الحركة الشيوعية العالمية ، بدلا من إنجازاتها ، كي يحاولوا نشر خطهم التروتسكي و التحريفي. و يطالبون من الحركة الشيوعية العالمية أن تحذو حذوهم معللين ذلك بضرورة البحث عن نوع من " النقاء العقائدي" الصوفي. إن المظاهر العديدة التى يشترك فيها خط أنور خوجة مع الشكل الكلاسيكي للتحريفية (بما فى ذلك مقدرة التحريفيين السوفيات و الرجعيين عموما على تشجيع و إستغلال المعادات العلنية للينينية من قبل الأوروشيوعيين و أيضا معاداة خوجة المغلفة باللينينية حاليا ) تدل على أن لهذين الخطين جذور راسخة فى الإيديولوجيا البرجوازية . و اليوم يمثل الدفاع عما قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية – اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها . لقد قال ستالين : " إن اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية " و هذا القول صحيح تماما فمنذ موت لينين شهد العالم مؤكدا تحولات كبيرة لكن طبيعة العصر بقيت هي نفسها. و ما زالت المبادئ الجوهرية للينينية صالحة و تمثل اليوم الأساس النظري الذى يقود فكرنا. إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما . ( مقتطف من " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ضمن العدد الأوّل من " الماوية : نظرية و ممارسة " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ). =================================================== مقدّمة : إنطلق صراع الشيوعيين الحقيقيين الماويين فى تونس مع السيد " الحديدي" منذ مدّة تناهز السنة الآن سواء على الفايسبوك أو على صفحات موقع الحوار المتمدّن. ولأنّه لم يلتزم آداب النقاش و مبادئ السلوك الرفاقي ، شطبه مازوم كايبا ، من قائمة أصدقائه على الفايسبوك و بعث له برسالة مفتوحة يشرح فيها دوافع قراره ذاك حتى لا يقال انّ الماويين يخافون النقاش و يتجنّبوه. و على إثر تهجّم إنتهازي منه على مضمون نصّ لماوي آخر ، محمّد علي الماوي ، تلقّى ردّا منهجيّا مع الإلتزام بآداب الجدال المبدئي غير أنّه كعادته هاج و ماج و أخذ يطلق العنان لأساليبه الإنتهازية فى الصراع الفكري فلم يتابع محمدّ علي الماوي الجدال معه. وتتبعت النقاشات و تاليا كافة كتابات "الحديدي" وكنت أنتظر جديدا يستحق عناء التعليق. و تُرك المجال فخرجت الحيّة من جحرها و ظهرت حقيقتها و ملامحها كليا تقريبا. ونتيجة متابعتى و تقييمي لما يصدره " الحديدى " إلى شهر مارس 2012 لمست أنّ الثمرة نضجت و حان أوان قطافها أي حان أوان إنجاز نقد عميق و شامل لأطروحات هذا السيد الذى يقدّم نفسه على أنّه بلشفي و لا همّ لديه سوى الإفتراء على ماو تسى تونغ و الشيوعيين الحقيقيين الماويين ففى كلّ نصّ يكتبه أو ينقله و ينشره إلاّ و يفرد لهم قسطا لا بأس به من ترّهاته نافثا سمومه الدغمائية التحريفية الخوجية ضد الماركسية- اللينينية- الماوية. و قد بلغ به الهذيان أخيرا مبلغا لا يتصور فى نصّه " إغتيال ستالين ..." حيث جعل من ماو تسى تونغ مجرما و قاتلا لرمز من رموز البروليتاريا العالمية كان قدوته و منه تعلّم الكثير و لا يكنّ له سوى التقدير و الإحترام الرفاقي و إن إختلف معه فى مسائل و مواقف معيّنة ، و عنه دافع فى وجه الرياح التحريفية المعاصرة لعشرات السنين. ماذا بعد هذا يا " حديدي" ؟ هل هذا آخر ما جادت به قريحتك الإنتهازية التآمرية؟ أم أنّك ستطلع علينا يوما بخبر عاجل مفاده إكتشافك أنّ ماو تسى تونغ خنق بيديه ستالين أو وضع له هو نفسه السمّ فى الكأس بدل الماء؟ لك هراؤك و هذيانك و لنا التمسّك بالحقيقة و الواقع المادي الموضوعي و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية- الماوية. و التاريخ شاهد. بعد اللفّ و الدوران فى كتابات و نقاشات سابقة ، ها أنّه يعلن و بلسانه هو مباشرة عن مصدر أفكاره فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" ألا وهو مجلّة " خطوط التمايز" مستشهدا بمضمون أحد أعدادها. و لن نفعل مثله و نقول له هذا منك " إستيراد دغمائي برجوازي صغير " كما قال هو فى " ضد التصفوية الماوية..." و ذلك من منطلق مبدئي هو أنّنا نقرّ بحقيقة أنّ علم الثورة البروليتارية العالمية واحد لطبقة عاملة عالمية واحدة و المسألة تطرح على أنّها مسألة صحّة أم خطأ من الناحية العلمية، لا إستيراد و توريد ، و لا ملكية خاصة لهذا أو هذه بمفاهيم برجوازية ؛ و مسألة علم كمرشد عمل من أجل تحليل ملموس لواقع ملموس قصد تغييره ثوريّا من وجهة نظر البروليتاريا نحو الشيوعية عالميّا . والمجلّة إيّاها كان يصدرها " الإتحاد البلشفي " بالكندا. و هذا " الإتحاد" عبارة عن مجموعة منحدرة من ما كان يسمّى " التياّر البلشفي " الذى نشط ضمن مجلّة " الثورة الكندية " و بعد إنشقاقه عنها لخلافات ليس هذا مجال التوسّع فيها ، أصدر مجلّته " خطوط التمايز". ثمّ إثر صراعات مع " فى النضال" و " رابطة الشيوعيين الكنديين" ، أخذت مجموعة " الإتحاد البلشفي " تصدر مجلّة شهرية باللغتين الأنجليزية و الفرنسية عنوانها " الثورة البروليتارية ". و كان هؤلاء "البلاشفة " يساندون حزب العمل الألباني و أطروحاته إلى أن إعتبر هذا الأخير، سنة 1979 ، أنّ من يمثّل الماركسيين- اللينينيين فى الكندا هو الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني). فإندفع البلاشفة ينقدونه و يعتبرون مذّاك انّه لم يوجد معسكر إشتراكي منذ وفاة ستالين. و بعدئذ أخذوا يتعاملون مع الرابطة البلشفية فى الولايات المتحدة الأمريكية و يساهمون فى مجلّة " مراسلات عالمية " التى كان يصدرها ماركسيون – لينينيون أفارقة فى باريس. وإندثر " الإتحاد البلشفي" فى أواسط الثمانينات. و فى عملنا هذا لن نعنى بال"بلاشفة " الكنديين و مواقفهم فى علاقة بالصراع الطبقي هناك و بالحركة الشيوعية العالمية و لا بالتيّار البلشفي العالمي التروتسكي المدافع عن الأممية الرابعة ، فهذا الأمر على أهمّيته ليس موضوع بحثنا الذى نخصّصه للبلاشفة/ الخوجيين فى تونس. و قد يثير أحدهم سؤالا وجيها لماذا ننعت هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى النيل من ماو تسى تونغ و الماويين بدعوى الدفاع عن ستالين بالخوجيين و الحال أنّ " الحديدى" فى " إغتيال ستالين..." يوجه نقدا لاذعا لأنور خوجا ؟ و نجيب فى الحال و ببساطة أنّ مرجع نعتنا هذا هو أنّ النقد الذى طال أنور خوجا لحق فقط عدم إتخاذه موقفا صارما من خروتشوف منذ البداية أمّا باقي الخطّ الخوجي فى " الإمبريالية و الثورة " و فى " ملاحظات حول الصين" و المتعلّق بستالين و بماوتسى تونغ و بتقييم التجربة الإشتراكية السوفياتية و الصينية و بالثورة فى أشباه المستعمرات و بالصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و المادية الجدلية و هلمّجرا، ف"البلاشفة " شأنهم شأن "الوطد" (الوطنيّون الديمقراطيون) فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" يتبنّونها. و نحن لا نحكم على النيّة و القصد و لا على جملة أو جانب واحد من الخطّ او نقطة أو أكثر خلافية بسيطة ، بل نحكم موضوعيّا على مجمل مكوّنات الخطّ الإيديولوجي و السياسي و جانبه الرئيسي. و لا ننسى بالمناسبة أنّ جماعة " هل يمكن ...؟ " الذين و لا شكّ تأثّروا بكتابات البلاشفة الجدد الكنديين ، صرّحوا فى مقدّمة ما أسموه "بحثا" أن أنور خوجا "غير جدّي " إلاّ أنّنا ألفيناهم من خطّه ينهلون و نهر أفكاره يشربون و بكتبه يستشهدون. و مختصر القول لأنّ " الحديدي" و من لفّ لفّه يلبسون قناع البلشفية و يروّجون للخطّ الدغمائي التحريفي الخوجي ، نعتناهم بذوى القشرة البلشفية و اللبّ الخوجي و فى عملنا هذا نطلق عليهم إسم البلاشفة / الخوجيين. إنتهت المقدّمة ، فإلى الجوهر.
كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟ منذ عشرات السنين الآن أعلن الماويون عبر العالم أنّ الهجوم على ماو تسى تونغ يعنى هجوما على الماركسية- اللينينية و أثبتوا ذلك بالحجّة و البرهان سواء فى جدالهم الكبير ضد التحريفية المعاصرة أم ضد التحريفية الصينية و على رأسها دنك سياو بينغ أم ضد الخوجية . و فى موضوع الحال ، و الردّ على البلشفي/ الخوجي، سنثبت لكم كيف أنّ الأمر ينسحب على الحديدي/ الزئبقي و من لفّ لفّه. 1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا : لقد كان ستالين من النزاهة بمكان بحيث إعترف بخطئه تجاه الحزب الشيوعي الصيني أمّا البلاشفة / الخوجيين فيدافعون عن ما إعتبره ستالين ذاته خطأ و صحّحه. جاء فى " تعليق مقتضب على تمهيد "هل يمكن أن نعتبر ماوتسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" : " كان ماو حتى قبل وفاة ستالين و بالخصوص بعدها أحد أعلام الحركة الشيوعية العالمية و لا أدل على ذلك من جملة لهوشيه منه صاغها فى " تقرير سياسي ألقي فى المؤتمر الوطني الثاني لحزب العمال الفتنامى المنعقد فى شباط (فبراير) 1951 [أي نعم فى 1951!!] وهي تقول :" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماوتسىتونغ" (الصفحة 346-347 من "مختارات حرب التحرير الفتنامية " دار الطليعة ، بيروت). ستالين و الأممية الثالثة ما إعتبرا يوما الحزب الشيوعي الصيني فى ظل قيادة ماو تسى تونغ تحريفيا أو برجوازيا صغيرا و إنما حزبا بروليتاريا منتميا الى الحركة الشيوعية العالمية و مساهما فيها بنشاط عمليا و نظريا ويأتى أهل الكهف ليطعنوا فى ثوريته و ثورية الماوية التى قادته لأربعة عقود فينقضون وجهة نظر ستالين و الأممية الثالثة مستهزئين بهما و ملحقين بهما الإحتقار و الحال أنهما عايشا و عاينا التجربة الثورية الصينية و تابعاها عن كثب بل و ساهما فيها و بالتأكيد كانا مطلعين على دقائق كتابات ماو التى هي وثائق الحزب الشيوعي الصيني، هذا فضلا عن أن الأممية الثالثة لها هي و ستالين نصوصا و وثائق عدة بصدد الصين. فمن نصدق القيادة البروليتارية العالمية و قد تعاملت مع الحزب الشيوعي الصيني فى أدق تفاصيل نشاطه التكتيكي و الإستراتيجي و كان لها مبعوثها للصين وممثلين للحزب الشيوعي الصيني فى الأممية أم أهل الكهف الذين يفصلهم عن الثلاثينات و الأربعينات و الخمسينات أربعون سنة فأكثر والذين لم يتفحصوا نصوص و مواقف الشيوعيين الصينيين و لا نصوص و مواقف القيادة البروليتارية العالمية بخصوص الصين ؟ بحكم أننا لا ننبذ تاريخ الطبقة العاملة العالمية مثلما يفعل أهل الكهف و ننظر إليه نظرة مادية ونقدية بناءة، فإننا نصدق تاريخ الحزب الشيوعي الصيني و ستالين و الأممية الثالثة خاصة و أن الوقائع و الأحداث التاريخية أثبتت صحة موقفهما الأممي ( و إن وجدت خلافات معينة بينهما و بين الحزب الشيوعي الصيني فإن تاريخ الصراع الطبقي فى الصين أكد سداد وجهة النظر الماوية ) وأثبتت صحة الأطروحات النظرية و الممارسات العملية للماوية التى قادت الى إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة سنة 1949." و بينما لم يدّع ستالين بتاتا أنّه لم يخطئ أبدا ، يدّعي هؤلاء البلاشفة / الخوجيين واقعيّا و عمليّا عدم قيامه بأية أخطاء حتى و هم يصوغون كما أنف الذكر جملا من نوع " إنّنا لا نقول إنّ ستالين لم يرتكب أية أخطاء" . مثلهم مثل "الوطد" لا يغامرون أصلا بالإشارة و لو لخطإ واحد لستالين ما يستدعى تحليل هذا الخطإ تحليلا علميّا و شرح مسبّباته الموضوعية و الذاتية و كيفية تجاوزه. إنّهم لا يطبّقون على ستالين الجدلية و " إزدواج الواحد" اللينيني بل يكرّسون تجاهه نظرة ميتافيويقية إحادية الجانب تدافع عنه دفاعا أعمى و بدفاعهم عن ما تبيّن واقعيّا و بالتحليل الملموس للواقع الملموس أنّه خطأ ، يسيئون لستالين و للماركسية-واللينينية عموما و يشوّهونها فى أعين البروليتاريا و الجماهير الشعبية ،عوض التحلّى بالشجاعة و القيام بالواجب من دراسة و تحليل و تلخيص و الدفاع عن الصواب و نقد الأخطاء نقدا مبدئيّا رفاقيّا و بناء مهما كان من إرتكبها لأنّ الحقيقة هي الثورية . و بما أنّ البلشفي/ الخوجي أصدر " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته " فى شكل عرض لمضامين مثلا كرّاس " المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية "، نودّ أن نلفت الإنتباه إلى إساءة أخرى لذكرى ستالين و لينين معا وهي تتمثّل فى عدم التفطّن بموجب عدم الدراسة النقدية العميقة و الشاملة إلى أنّ ستالين إرتكب خطأ فى ما يتصل بالجدلية حيث بسط أربعة قوانين للديالكتيك واضعا قانون التناقض/ وحدة الأضداد فى المصاف الأخير و الحال أن لينين و بكلّ جلاء قال عنه فى " حول الديالكتيك " : " إن إزدواج ما هو واحد و معرفة جزئيه المتناقضين (...) يشكّلان جوهر الديالكتيك( أحد "جواهره"، إحدى خصائصه ، أو ميزاته الرئيسية ، إن لم تكن خاصته الرئيسية." ( صفحة 386 من "ماركس-إنجلز-الماركسية" دار التقدّم ، موسكو). لا شكّ فى أنّ ستالين أخفق هنا فى تعميق رؤية لينين لجوهر الديالكتيك و ماو تسى تونغ فى " فى التناقض" هو الذى سيعيد للفهم اللينيني بريقه و يبنى عليه صرحا أعمق و أمتن مطوّرا فى ذلك المقال و فى " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات صلب الشعب" ثمّ فى " حوار حول الفلسفة " المادية الجدلية. و هنا نلمس كيف تسيئ الدغمائية التحريفية لكلّ من ستالين و لينين لأجل النيل من ماو تسى تونغ بالتأكيد ليس خدمة للثورة البروليتارية العالمية. ------------------------------------------------------------------------------------------------------- 2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء : و من المفيد هنا أن نذكّر بما أوردناه سابقا من مقاربة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني لمسألة ستالين التى تهمّ الحركة الشيوعية العالمية بأسرها و تحمل سمة المرحلة : " بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين . عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء في ما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ،ووراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة. و هذا حكم عادل. في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين". ناقدا بعض أخطاء ستالين الثانوية و مدافعا عن جانبه الصحيح الرئيسي (سبعون بالمائة صحيح مقابل 30 بالمائة خاطئ)، لم يقم ماو تسى تونغ إلاّ بالواجب الذى تفرضه المبادئ الشيوعية و أبدا لم يعتبر ماو تسى تونغ لينين و لا ماركس و لا إنجلز مخطئين مثلما يدّعى زورا و بهتانا البلشفي / الخوجي الذى دبّج :" ماو قام بالإختيار عندما أعلن صراحة أنّ ستالين و الكومنترن، و بالتالى ماركس و إنجلز و لينين ، كانا مخطئين"( " إغتيال ستالين...). أوّلا، كمادي جدلي لا يستعمل ماو تسى تونغ و لم يستعمل صيغة تعميمية "ستالين مخطئ" بل أشار إلى بعض الأخطاء المؤقتة و الثانوية و حدّدها و أكّد أنّ الجوهري و الرئيسي لدي ستالين صحيح و يجب مواصلة دراسته و إعتماده و أنّ ستالين مع ذلك يظلّ ماركسيّا عظيما. و ثانيا، أن ينقد ستالين لا يعنى آليّا و ميكانيكيّا نقد ماركس و إنجلز و لينين. نظرة البلشفي / الخوجي ميكانيكية أمّا ماو تسى تونغ فمادي جدلي. و ثالثا، قبل أن يعلن ماو صراحة موقفه من ستالين و نقده له مع دفاعه عن الصحيح الجوهري و الرئيسي لديه ، كان ستالين عينه قد قدّم نقده الذاتي و إعترف بأخطائه بصدد الثورة الصينية و" ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب" . "و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية. و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه. كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" ( الصفحة 17 من " حول مسألة ستالين" تعليق ثان ضمن جملة من التعليقات على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بقلم هيئتي تحرير صحيفة "جينمين جيباو" و مجلة " العلم الأحمر" فى 13 سبتمبر(أيلول)1963 (دار النشر بالغات الأجنبية –بالعربية ، بيكين 1963)). أمّا البلاشفة/ الخوجيون ، و حتى بعد إثبات الواقع و الممارسة العملية صحّة الخطّ الماوي فى الثورة الصينة و خطأ نصح ستالين و حتى بعد إعتراف ستالين ذاته بأخطائه تلك ، يتمسّكون بأهداب أخطاء ستالين و خطّ وانغ مينغ و لي لي سان و يكرّرون على مسامعنا ما سمعناه قبلا من خوجا فى "الإمبريالية و الثورة " و من محمد الكيلاني فى " الماوية معادية للشيوعية" و من أصحاب " هل يمكن...؟" . و بمثالية يحوّلون الصحيح إلى خاطئ و الخاطئ صحيحا ويدينون ماو تسى تونغ على شيء صحيح قام به " أطاح ماو بالقيادة البلشفية ( إقرأوا ال"يسارية " الدغمائية المغامراتية ثمّ اليمينية) للحزب التى ركّزها الكومنترن " ( " إغتيال ستالين ...") . بإعترافه بالخطإ ، يقرّ ستالين بصحّة الخطّ الماوي و بخطإ خطّي وانغ مينغ و لي لي سان اللذان تسبّبا فى هزيمة خطيرة للقوى الثورية فى البلاد لأنّهم " أصحاب نزعة الجمود العقائدي ينكرون خصائص الصين ، و ينسخون تجربة ما عن الثورة الروسية" ( "من جديد حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا") ومع ذلك يرغب البلاشفة / الخوجيون فى تجديد العهد مع إنكار خصائص الصين و خصائص الثورة فى أشباه المستعمرات فيشوّهون بتمّسكهم بالأخطاء القاتلة ذكرى ستالين و يدفعون بالقوى الثورية إلى نفق مغلق و هزائم أخرى على عكس ما إنتهى إليه تكريس الخطّ الماوي من إنتصار الثورة فى الصين. 3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ أراء ستالين : لتميرير آرائهم الخاطئة الدغمائية التحريفية ينسبها الجماعة إلى ستالين و من ذلك : أ- ورد فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" و فى الجملة الأولى منه بالذات :" على غرار أعمال لينين ، تشكّل أعمال ستالين تعميما نظريّا و تجسيما للتجربة الثورية للبروليتاريا العالمية و البروليتاريا الماسكة بالسلطة فى الإتحاد السوفياتي إلى غاية 1953. " لا ليس الأمر كذلك! ستالين مواصل للينينية و ليس " على غرار أعمال لينين". هذه واحدة. ثمّ ليست أعمال ستالين " تجسيما " للتجربة الثورية للبروليتاريا العالمية إذ هي أوّلا نظريّا تحليل و تلخيص و سياسات و برامج إلخ فى سياق فترة من هذه التجربة أساسا بعد وفاة لينين فى سياق قيادة هذه التجربة وثانيا يتعلّق الأمر فقط بمناطق معيّنة من العالم فمثلما أشرنا أخطأ ستالين بشأن بعض المسائل الخاصّة بالثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين و كان ماو على صواب فى إعتراضه على مقترحات ستالين ، هذا فضلا عن كون البروليتاريا لم تمسك بالسلطة فى الإتحاد السوفياتي فحسب وهو ما يتضارب مع ما سيصرّح به البلشفي / الخوجي ذاته من وجود معسكر إشتراكي . ب- فى " ضد التصفوية الماوية ..." ورد على لسان البلشفي/ الخوجي أنّ الثورة " الديمقراطية الجديدة " : " فى الحقيقة أطروحة تحريفية تتعارض مع التصوّر الماركسي- اللينيني الذى صاغه لينين و ستالين فى كتاباته حول المسألة القومية و الكولونيالية و الذى كرسته الأممية الثالثة و خاصة فى مؤتمريها الثاني و السادس." و قد خضنا فى المسألة بكثير من التفاصيل فى مكان آخر ، نذكّر بانّ لينين طلب من شيوعيى بلدان الشرق و الصين على حدّ علمنا من ضمنها ، إيجاد طرق جديدة للثورة و بان ستالين كان وراء التحالف مع البرجوازية الوطنية و كتلة الطبقات الأربعة و بالتالى يطعن البلشفي / الخوجي ستالين فى الظهر و لا يدفع إلى قلب المشهد آراء عدوّه تروتسكي و يدافع عنها على أنّها آراء ستالين بما يذكّرنا بتقديم نظرية دنك سياو بينغ للعوالم الثلاثة على أنّها لماو وهو منها براء. ج- فى حين انّ الحركة الشيوعية لم تكن أبدا مستعدّة لما حصل فى الإتحاد السوفياتي من صعود التحريفية للسلطة أي صعود البرجوازية الجديدة للسلطة و لم تفهمه الغالبية الساحقة من الأحزاب و المنظّمات الشيوعية نتيجة إعتبار ستالين ، فى دستور 1936 ، المجتمع السوفياتي متكوّن فقط من طبقات صديقة – عمّال و فلاّحين و مثقّفين ثوريين – يقوّل الجماعة ستالين أنّه تحدّث عن خطر إعادة تركيز الرأسمالية " ووضع الشروط الضرورية لإفشال هذا الخطر".و بالطبع ليس بوسعهم تحديد مرجعهم فى ذلك و لا ما هي هذه " الشروط" مثلما ليس بوسعهم تحديد أخطاء ستالين ذلك لأنّ المغامرة بولوج هذه الدروب ستفقدهم توازنهم تماما و تعرّى المنطق الأخرق الذى يقوم عليه صرح " بلشفيتهم/ خوجيتهم". ح- نقرأ فى " ستالين قائد ..." : " وهو من قاد الإتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية من نصر إلى نصر حتى أصبحت الإشتراكية أقوى من الإمبريالية فى العالم". لا أبدا، بتاتا، بالمرّة ، مطلقا ...لم يصبح المعسكر الإشتراكي فى أي وقت من الأوقات أقوى من الإمبريالية . صحيح أنّ هذا المعسكر توسّع و ضمّ عدّة بلدان لا سيما الصين بعد إنتصارالثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا سنة 1949، إلاّ أنّ فى التناقض/ وحدة الضدين إمبريالية / ثورة بروليتارية عالمية ، ظلّ الطرف الرئيسي للتناقض ،الطرف السائد ، هو الإمبريالية و ظلّ الطرف الثانوي ، المهيمن عليه ، هو الثورة البروليتارية العالمية و إن أضحت تملك قوّة لا بأس بها يقرأ لها ألف حساب عالميّا. و لكن هذه القوّة كانت تناقضاتها الداخلية تحتدم حيث بفعل أخطاء الأحزاب الشيوعية فى ظلّ الضغط الإمبريالي العالمي و بفعل تناقضات المجتمع الإشتراكي ذاته بما هو مجتمع طبقي إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية و ما يحمله فى طيّاته من إمكانية التقدّم نحو الشيوعية و كذلك من إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية، أخذت التحريفية تكتسح الأحزاب الشيوعية إكتساحا منذ الثلاثينات و كانت وفاة ستالين و تغيير لون الحزب و الدولة السوفياتية من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين بمثابة إشارة إنطلاق تشجّع التحريفيين فى الأحزاب الأخرى على تنظيم الهجمات الأخيرة المتتالية و تغيير لون الأحزاب من بروليتارية رئيسيا إلى أحزاب برجوازية. و هكذا مطبّقين المادية الجدلية ، نكشف مكامن القوّة و مكامن الضعف أي طرفا التناقض / وحدة الأضداد ، لا طرفا واحدا كما يفعل البلاشفة/ الخوجيين متسبّبين بذلك فى إساءة لستالين و للحركة الشيوعية العالمية. -------------------------------------------------------------------------------------------------------- 4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا : حقيقة تاريخية موثّقة أنّ كتابات ماو و لا سيما " فى التناقض" و "حول الديمقراطية الجديدة " نشرت فى مجلّة الأممية الثالثة و أنّ ستالين لم ينقدها على أنّها من المؤلفات التحريفية. و بعد أجيال و أجيال يأتى البلاشفة / الخوجيين ليجعلوا من " حول الديمقراطية الجديدة " مؤلّفا تحريفيا. فمن نصدّق ستالين و قد كان يقود الأممية الشيوعية أم الناهلين من ماء بلاشفة الكندا الذين إندثروا؟ و هذه منهم إساءة أخرى لستالين لا لبس فيها و لا غبار عليها. وهي ليست الوحيدة إذ حوّل الجماعة ستالين إلى إنتهازي و مجرّد ليبرالي . هذا ما يفيده كلام الحديدي/ الزئبقي فى نصّ " إغتيال ستالين..." : - " و يعترف ماو بتصفية الخطّ البلشفي [ إقرأوا الدغمائي] داخل الحزب الشيوعي الصيني" و ستالين و الكومنترن لم يعترفا " ضمنيّا" ب"إنقلابه". هل كانت تنقصهما الجرأة للقيام بذلك علنيّا و صراحة ؟ " ال"ضمني" هذه من عنديات البلشفي/ الخوجي لا أكثر و لا أقلّ. و كيف يسمح ستالين و الكومنترن أن يظلّ حزبا صفّى" الخطّ البلشفي " منخرطا فى المنظّمة الأممية و فاعلا فيها؟ ألهذا الحدّ كان ستالين و كان الكومنترن ليبراليين و إنتهازيين ؟؟؟ - " تركّزت سيطرة ماو تسى تونغ على الحزب الشيوعي الصيني بصورة بصورة كبيرة فى المؤتمر السابع حيث طرح لأوّل مرّة مفهوم " فكر ماو تسى تونغ". لم يعترف الإتحاد السوفياتي بذلك أبدا قبل وفاة ستالين". ألم يستطع ستالين أن يوجّه النقد اللازم إن كان ذلك ضروريّا خاصة و البلاشفة / الخوجيين يعتبرون أنّ ذاك المؤتمر" شكّل إنتصارا تحريفيا ". ستالين يا جماعة ، جعل منه البلاشفة/ الخوجيين جبانا ليبراليّا إنتهازيا يطأطئ رأسه أمام التحريفية ! فى كلمة، إلى هذا التشهير بستالين يقود المنطق الداخلي للخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي التحريفي الخوجي لبّا و البلشفي قشرة. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------- 5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها : " لقد رفض ستالين مقولة الستالينية وتمسك باللينينبة واعتبر نفسه تلميذا للينين ومواصلا لإنجازاته. مقولة الستالينية ابتدعتها التحريفية التروتسكية والماوية." هذا ما كتبه نضال الحديدي فى الحوار الثالث مع مازوم كايبا على الفايسبوك فى أفريل 2011 غير أنّه فى "إغتيال ستالين ..." فى مارس 2012 يتنكّر لستالين ليشرع هو ذاته فى إستعمال ما نهى ستالين عن إستعماله : " الستالينيين فى الإتحاد السوفياتي" و " الخطّ الستاليني " و " الخطّ اللينيني- الستاليني" فيصبح يا للهول تحريفيّا تروتسكيّا و ماويّا حسب كلامه. أمّا الماويون فكان موقفهم من ما يسمّى "الستالينية" واضحا منذ 1957 حيث جاء فى " مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ، فى سياق دحض الإفتراءات التحريفية المعاصرة ضد ستالين :"... ناظرين الى المسألة من كافة جوانبها ، إن كانت ثمة ضرورة للكلام عن "الستالينية "، لا يمكننا أن نقول إلا ما يلي : "الستالينية " هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية اللينينية .هذا هو مظهرها الرئيسي. فى ما عدا ذلك ، فهي تتضمن أخطاء خطيرة إلى أبعد حد ينبغى إصلاحها بجذرية و هي مناقضة للماركسية-اللينينية . نعتقد لو قارنا أخطاء ستالين و ما أنجزه فإن الأخطاء لا تحتل سوى المركز الثاني " (الصفحة 30 من " الجدال الكبير الصيني - السوفياتي"). و نلمس إضافة إلى الموقف البروليتاري تجاه مسألة ستالين ، تفنيدا واضحا لكذب البلشفي /الخوجي و إدعائه أن " الستالينية " إبتدعتها الماوية. فوضع "الستالينية " بين ظفرين يغنى بلا أدنى شكّ عدم تبنّى المقولة التى يستعملها الغير و جعل الماويون الصينيون بقيادة ماو تسى تونغ " الستالينية " هي " قبل كلّ شيء الشيوعية، الماركسية-اللينينية " يعلى راية ستالين كشيوعي ماركسي- لينيني و يوجّه سهما مباشرا إلى قلب التحريفيين الذين أرادوا تحطيمه كرمز بروليتاري عالمي. و ممّا سبق و ممّا سيلحق يتبيّن بجلاء أنّ "ستالينية " البلاشفة/ الخوجيين ليست الشيوعية ، الماركسية- اللينينية و إنّما هي نقيضهما و الضرر الذى تلحقه بهما كبير. 6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه : نشأت "البلشفية" بالمعنى الذى إستعمله لينين و ستالين و ليس بالمعنى الذى تستعمله الجماعة البلشفية / الخوجية فى ظروف تاريخية و جغرافية معيّنة شرحها لينين بإستفاضة فى " مرض " اليسارية " الطفولي فى الشيوعية". و تطرّق لها ستالين فى عديد المقالات. للتمايز مع المناشفة ( الأقلّية) ، فى البداية ، لجأ البلاشفة ( الأغلبية ) لإضافة نعت البلشفي إلى إسم الحزب الإشتراكي الديمقراطي و حافظ لينين و ستالين على النعت حتى مع تغيير إسم الحزب إلى الحزب الشيوعي واضعين النعت بين قوسين، إلاّ أنّهم لم يطلبوا من الأحزاب الشيوعية الأخرى إضافة بلشفي أبدا ما يفيد أنّ النعت ثانوي بالنسبة للمضمون البروليتاري للحزب الذى يجب أن يكون شيوعياّ و هذا النعت الأخير طالب به لينين. و قبل وفاته ، سنة 1952، ألغى ستالين نعت البلشفي الملحق بالحزب الشيوعي السوفياتي لأنّه ، فى الظروف الجديدة ، لم يعد له مغزى. و حتى قبل ذلك بكثير ، بعدما صاغ ستالين " مبادئ اللينينية " و" أسس اللينينية" ، أخذ يستعمل " اللينينية " عوض البلشفية لكونها صيغة أصحّ و ذات أبعاد عالمية بينما "البلشفي" ظلّت مرتبطة كنعت بحزب واحد و مضمونها تطوّر و صار أفضل تعبير عنه هو اللينينية كمرحلة جديدة ، ثانية و أرقي فى علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية حينها. ستالين يلغى النعت و يتمسّك باللينينية جوهرا و تسمية بدلا عنه و البلاشفة / الخوجيين يرغبون فى عكس المسار التاريخي و الإنقلاب على ستالين ذاته ، يرغبون فى إجراء هذا الإنقلاب و هم يصرخون أنّهم أفضل المدافعين عن ستالين ! و فى نفس السياق ، قاد خطّ البلاشفة " مائة بالمائة " الصينيين الذين قادوا الحزب الشيوعي الصيني وفق تعليمات الأممية الثالثة لكن دون أخذ واقع الصين بعين الإعتبار ، أي دغمائيّا ، ليس فقط إلى خسائر فادحة فى عناصر الحزب و الجيش الأحمر الصيني بل إلى خسائر فاقت التصوّر كادت تقضى على الحزب و الجيش الأحمر برمتهما ذلك أن خطّهم كان يستدعى الإنتفاضة فى المدن ثم التوجه إلى الأرياف أي طريق أكتوبر فى روسيا الرأسمالية الإمبريالية و جرّبوه و منيوا بهزيمة نكراء يشهد بها التاريخ و إن لم يقد ماو تسى تونغ المسيرة الكبرى متفاديا حملة التطويق و الإبادة لما حصلت ثورة فى الصين سنة 1949. و خلال ملحمة المسيرة الكبرى الفريدة من نوعها فى التاريخ قرّر قادة الحزب فى ندوة طارئة تغيير قيادة الحزب و صار ماو تسى تونغ قائده الأوّل . وهذا بعجالة نذكّر به دون تفاصيل دقيقة وغايتنا هي أن نؤكّد أن البلاشفة / الخوجيين يريدون إحياء الموتى و هم رميم ، يريدون إحياء خطّ أثبت التاريخ و أثبتت التجربة العملية للثورة الصينية المكتوبة بدماء البروليتاريا و الشعب الكادح أنّه خاطئ و إعترف ستالين بخطئه و لم يدافع عن هؤلاء " البلاشفة مائة بالمائة " الذين تحوّل منهم من تحوّل إلى التروتسكية أو إلتحق من إلتحق منهم بخروتشوف لاحقا. لعلّ البلاشفة / الخوجيين سمعوا بأسطورة " يحيى العظام وهي رميم" فصدّقوها كمثاليين على عكس ستالين المادي الذى أقرّ بالحقائق التى أثبتها واقع الصراع الطبقي ؛ وهم يحاولون بعث الحياة فى عظام رميم لبلشفية ماتت منذ أزيد من نصف القرن و شبعت موتا ! و عن علاقة البلشفية بالشيوعية ، كتبنا فى العدد الثاني من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" : " الشيوعية، لا البلشفية : و فى نفس السياق ، فى يومنا هذا ، يتجه البعض من مدعى تبنّى الشيوعية إلى إعتبار أنفسهم تيّارا بلشفيّا و هذا فى حدّ ذاته إنحراف خطير . فالبلشفية وهي تعنى الأغلبية نتيجة إنقسام – إلى أغلبية و أقلّية- داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي إبّان مؤتمر ( راجعوا لينين " خطوة إلى الأمام ،خطوتان على الوراء") صارت ميزة الأغلبية التي ساندت أطروحات لينين حينها تفرّقهم عن المناشفة ، الأقليّة.و بالتالى كانت البلشفية نقيضا للمنشفية فمثلما مرّ بنا بأنّ الإشتراكية العلمية كانت نقيضا للإشتراكية الطوباوية .و ظلّ إستعمال البلشفية كمصطلح مفيد فى علاقة بثورة أكتوبر الإشتراكية التي قادها البلاشفة إلى درجة انّ هناك من ذهب للحديث عن الثورة البلشفية عوضا عن الثورة الإشتراكية. و بقيت صفة البلشفية ملتصقة لسنوات بإسم الحزب الشيوعي السوفياتي إلاّ أنّها لم تكن من صلب إسمه الذى كان " الشيوعي" بل ملحقا به و أحزاب الأممية الشيوعية ، الأممية الثالثة ،سيرا على خطى لينين و منهجه أطلقت على نفسها أسماء تعكس هدفها الأسمى أي الشيوعية فكانت تسمىّ الحزب الشيوعي لبلد ما ، كالحزب الشيوعي الفرنسي أو الحزب الشيوعي الصيني إلخ و لم تردف الإسم بالبلشفية. هذا من ناحية ،و من ناحية ثانية ، تعلّقت البلشفية بالتجربة الروسية و تاريخيّا كانت نهاية الذين حاولوا إستعمال صفة البلشفية للمزايدة بالثورية خارج الإتحاد السوفياتي نهاية تعيسة. و نضرب على ذلك مثال الصينيين الذين لقّبوا أنفسهم ب"البلاشفة مئة بالمئة " و دفعوا الحزب الشيوعي الصيني إلى إستنساخ الطريق الروسي و تركيز النشاط الحزبي فى المدن لتحريرها أوّلا كما حصل أثناء ثورة أكتوبر ، فتسبّت دغمائيتهم هذه فى تكبّد الثورة جيشا و حزبا و جماهيرا أفدح الخسائر و لولا نضال ماو تسى تونغ ضدّ خطّهم الخاطئ هذا الذى لم يفقه شيئا من دعوة لينين لأحزاب المستعمرات و أشباه المستعمرات للبحث عن طرق جديدة للثورة ( أنظروا العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية" ، مقال " الديمقراطية القديمة البرجوازية ام الديمقراطية الجديدة الماوية " ) .و قد نقد ستالين ذلك الخطإ الدغمائي فى " ملاحظات حول المواضيع الراهنة " قائلا :" " رغم تقدّم حزبنا إيديولوجيّا ، نجد فيه بعدُ ، لسوء الحظّ، ما يدعون " قادة " يعتقدون بصراحة بأنّ الثورة الصينية يمكن قيادتها ، إن أمكن القول ، عبر البرقيّات ووفق المبادئ العامّة للكومنترن، دون الأخذ بعين النظر للخصوصيّات القومية للصين ، لإقتصادها ، لنظامها السياسي ، لثقافتها ، لعاداتها ، لتقاليدها . ما يميّز ، بالفعل ، هؤلاء "القادة" عن القادة الحقيقيين ،هو أنّه لديهم دائما فى جعبتهم صيغتان أو ثلاث،"تناسب " كافة البلدان وهي " ضرورية " فى كافة الظروف .بالنسبة إليهم ، لا وجود للحاجة إلى أن نأخذ بعين النظر الخصوصيّات القومية و المميّزات القومية الخاصّة لكلّ بلد ...هناك إذن محاولات وضع فى قوالب جامدة قيادة كافة البلدان..." ( و كلام ستالين هذا ينطبق على جميع الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين). و عندما تمكّن الماويون من إلحاق الهزيمة بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي أواسط ثلاثينات القرن الماضى تمّكنت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية من إعادة بناء قوتها شيئا فشيئا بخطى راسخة عبر إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدن و كان لها الظفر عبر البلاد بأسرها سنة 1949 ممهّدة الطريق للثورة الإشتراكية فالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى (1966-1976) كطريقة ووسيلة جديدة لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و كلّها تعدّ من مساهمات ماو تسى تونغ فى إيجاد طرق جديدة للثورة و فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية. ( للمزيد حول " البلاشفة مئة بالمئة" : " فى الردّ على الهجوم الدغمائي التحريفي لأنور خوجا " ج . وورنير ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي ، بالأنجليزية و الفرنسية). و نذكّر لمجرّد التذكير و ليس حجّة نعتمدها بأنّ مجموعة البلاشفة الجدد الكندية التي أثّرت فى هذا أو ذاك من عناصر " الوطد" عبر أعداد من مجلّة " ديماركاسيون" إنحلت منذ عقود الآن. كما نشير إلى أنّ عددا من البلاشفة الذين ساندوا لينين فى ذاك المؤتمر قد تحوّلوا فى السنوات اللاحقة إلى المعارضة و شكّلوا خطوطا تحريفية حتى . و كتابات لينين و ستالين تسجّل ذلك. و من ثمّة إستعمال كلمة بلاشفة بات اليوم ، فى القرن الواحد و العشرين لا يفيد بالضرورة الثورية و لا يحيل على إيديولوجيا ثورية اليوم . و حينما إنكبّ ستالين على تلخيص تجربة الثورة فى روسيا و الإتحاد السوفياتي ، أبرز تطوير لينين للماركسية و ما أصبح يسمّى كمصطلح علمي دقيق اللينينية ( لا البلشفية) كمرحلة جديدة ،ثانية و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية و مذّاك غدت الأحزاب الشيوعية الحقيقية تتبنّى الماركسية-اللينينية و تلاشى أكثر فأكثر إستعمال وصف البلشفي حتى فى الإتحاد السوفياتي. و الآن و قد عمد البعض إلى إحياء هذا المصطلح غير الدقيق علميّا اليوم على أنّه نعت مميّز يطلق على الثوريين ، فإنّه يجدر بنا بعد إجلاء الأمر أن نقول لهم لا للنكوصية ، المصطلح الأدقّ عالميّا هو اللينينية . و لتقريب الصورة وليس للشتم أو التشويه ، صنيعكم هذا يشبه صنيع السلفيين المتزمّتين فى تمسكهم بتلابيب النصوص و ظواهرها و الإستماتة فى الدفاع عنها.وليعلم هؤلاء و غيرهم أنّ الرابطة التروتسكية بفرنسا التابعة للرابطة الشيوعية العالمية – الأممية الرابعة تصدر منذ سنوات نشرية بعنوان " البلشفي" روّج آخر عدد منها وهو العدد 195 فى مارس 2011. إنّ الماركسية علم و العلم يتطوّر و يتعمّق بالضرورة و إنّكم بهكذا إنحراف تسيئون لستالين ذاته و أنتم تدّعون الدفاع عنه – دفاع دغمائيّ يستبعد نقد الأخطاء- بتشكيكهم فى اللينينية كمفهوم علمي دقيق. وفى الوقت نفسه ندعوكم رفاقيّا إلى جادّة الصواب و إلى عدم إيقاف تطوّر الماركسية عند ستالين و التجربة السوفياتية فالبروليتاريا العالمية راكمت قدرا هاما من التجارب زمن ستالين و بعده لا سيما التجربة الصينية الرائدة و غيرها و تجارب ثريّة منذ الستينات إلى يومنا هذا فى عديد البلدان وهي بالتالى تستدعى النقاش الجاد و الدراسة و التلخيص لتطوير الماركسية اللينينية التي أضحت حسب الشيوعيين الماويين الماركسية-اللينينية –الماوية على أنّ الماوية هي المرحلة الثالثة ، الجديدة و الأرقى. و لن تكفّ الماركسية-اللينينينة-الماوية ذاتها عن التطوّر و إلاّ ستموت . و على الشيوعيين الماويين أن يكونوا واعين تمام الوعي قبل غيرهم بفحوى قول ماو تسى تونغ : " إنّ الجمود العقائدي و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية. و الماركسية لا بدّ ان تتقدّم ، و لا بدّ ان تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي و لا يمكنها ان تكفّ عن التقدّم . فإذا توقّفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها، إلاّ أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا و إن نقضت فسترتكب أخطاء. إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية " . ( "خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957). " ===================================================
خاتمة إنّ " الحديدي" البلشفي / الخوجي ، البلشفي قشرة و الخوجي لبّا ، يخرج علينا بخطّ إيديولوجي و سياسي دغمائي تحريفي يتقنّع بقناع الدفاع عن ستالين فى الوقت الذى يغدر به و يطعنه فى الظهر طعنات قاتلة. و لإقناعنا بآرائه المجافية للحقيقة التى هي وحدها الثورية ، يلجأ إلى شتّى الأساليب الإنتهازية الخوجية فى الصراع الفكري. و ينحدرالبلشفي الخوجي إلى إستخدام مصطلحات من نوع " مركز/ أطراف"( فى نص " إغتيال ستالين...") و " أشباه الكادحين" (فى "موضاعات...") و " إشتراكية " فى عنوان نص " ستالين قائد الثورة الإشتراكية العالمية " عوضا عن بروليتارية ( إشتراكية فى البلدان الرأسمالية-الإمبريالية و ديمقراطية جديدة فى المستعمرات وأشباه المستعمرات كتيارين لسيرورة واحدة هي سيرورة الثورة البروليتارية العالمية ) وعديد الجمل الأخرى التى نترك لكم التعليق عليها من وجهة نظر علم الثورة البروليتارية العلمية : عصر الإشتراكية و دكتاتورية البروليتاريا ؛ و صياغة النظرية و الممارسة الماركسية- اللينينية ؛ وزمن أصبح فيه إتحاد الجمهوريات السوفياتية مركز الثورة العالمية و الحروب الوطنية التحرّرية ؛ و "الإشتراكية المنجزة على أرض الواقع" و " الدفاع عن نقاوة الماركسية- اللينينية "... كل ّ هذا علاوة على ما كشفنا من لخبطات فى الفهم و إنتهازية فى المواقف و ما إلى ذلك ، و يريد منّا البلشفي /الخوجي أن نتخلّى عن علم الثورة البروليتارية العالمية فى أرقى ما بلغه و أن ندير له ظهرنا و نوجّه أنظارنا إلى الماضي فنلغي اللينينية و الماوية و كذلك الماركسية – ماركس و إنجلز- و كماضويين نعوّضهما بالبلشفية شكلا و الخوجية مضمونا. ببساطة لن نفعل و من يفعل يكون من الخاسرين و بئس المصير. إنفرط عقد " الإتحاد البلشفي" فى الكندا منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي و تبخّر موقفهم غير المبدئي الذي أرادوه بعد فترة مساندة حزب العمل الألباني متميّزا عنه و مناهضا للماوية مستعملين جوهر الخوجية ضد الماويين و البعض من الحقائق التاريخية التى فضحها الماويون بشأن حزب العمل و موقفه من التحريفية المعاصرة ضد أنور خوجا و البلاشفة / الخوجيون فى تونس الذين ك"الوطد" ، الخوجيون المتستّرون الآخرون، إختاروا تحت ضغط الهجوم الخوجي على الماوية و بتأثير من وثائق " الإتحاد البلشفي" الكندي إدانة الخوجية شكليّا و تبنّيها جوهرا و إدانة الماوية جوهرا و الإبقاء على " الوطنية الديمقراطية " شكلا ، مثل الأعشاب الطفيلية مآلهم إلى زوال عاجلا أم آجلا. و لكن علينا أن ندرك حق الإدراك أنّ هذا التيّار و التياّر الخوجي ككلّ إجابة خاطئة على المأزق الذى تردّت فيه الحركة الشيوعية العالمية عقب فقدان الصين الماوية كقلعة بروليتارية و كنموذج ثوري أنجز ثورة داخل الثورة : الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى حالت دون إعادة تركيز الرأسمالية لعقد من الزمن، و إستيلاء التحريفيين أي البرجوازية الجديدة سنة 1976على السلطة هناك جاعلين من صين ماو الإشتراكية صين دنك الرأسمالية . كان الصراع على أشدّه فى الخمسينات و طوال الستينات و السبعينات إلى وفاة ماو ، بين الحركة الماركسية- اللينينية العالمية بقيادة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني بمعية أنور خوجا و حزب العمل الألباني اللذان إلتحقا بالصراع حينها و نتيجة لهذا النضال تشضّت المنظّمات و الأحزاب الشيوعية القديمة و عرفت إنشقاقات وولدت منظمات و أحزاب جديدة و على الهامش ظلّ البعض لا يعرف الطريق الذى ينبغى سلوكه أو إختار الإنتظار لعدّة أسباب ليس مجال الخوض فيها هنا. و عندما حصل ما حصل من إنقلاب فى الصين و إنقلاب موقف أنور خوجا و حزب العمل من ماو تسى تونغ ملتقيا موضوعيّا مع دنك سياو بينغ فى الهجوم علي ماو بشتّى الطرق و السبل و الوسائل و تشويهه إلى حدّ قد تتصوّرونه و قد لا تتصوّرونه ، شهدت الحركة الماركسية- اللينينية إنقسامات جديدة و تفكّكا جراء الإجابة الخاطئة الخوجية على الواقع الجديد فتعمّق مأزق الحركة الشيوعية العالمية . كان من المفروض أن ترفع ألبانيا راية أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية ، فكر ماو تسى تونغ آنذاك – الماوية – و توحّد حوله الشيوعيين الحقيقيين الثوريين لمواصلة المشوار البروليتاري الثوري ، غيرأنّ انور خوجا إختار أن يصبح من بقايا الماضي عوض من أن يكون طليعة المستقبل فعمل على لي عنق من إتبعه من أحزاب و منظّمات الحركة الماركسية- اللينينية نحو الماضي ، نحو ستالين ، ظاهريّا و إتبعه فى ذلك و ناصره بلاشفة الكندا إلى أن خيّر هو الإنحياز إلى الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني) معتبرا إيّاه ممثّل الماركسية- اللينينية فى الكندا فثارت ثائرة البلاشفة و طفقوا يكيلون له بعض النقد ماضين حتى أبعد منه فى ما يمكن أن نسمّيه الماضوية أو النكوصية ، و العودة إلى الماضي ، نافين وجود أي بلد و أي معسكر إشتراكي بعد وفاة ستالين ، مستبعدين حتى خوجا ذاته كممثّل للخطّ البروليتاري عبر العالم كما كانوا يقولون إلى حينها غير أنهم إحتفظوا بجوهر يشتركون فيه معه هو الخطّ الدغمائي التحريفي المبسوط فى " الإمبريالية و الثورة " خاصة. و لئن وقف ما سيصبح حزب العمّال" الشيوعي" التونسي عند خوجا و ناصر خطّه صراحة ، فإنّ " الوطد" و البلاشفة / الخوجيين فضّلوا التمايز الطفيف و التستّر معلنين خوجا " غير جدّي" أو ناقدين أوجها من تصرّفاته الإنتهازية تجاه خروتشوف مع تبنّى جوهر خطّه الدغمائي التحريفي. وفى ذات التوجه النكوصي ، ذهب الناطق الرسمي بإسم ما صار " حركة الوطنيون الديمقراطيون" أشواطا أخرى فى النكوص فداس التجارب الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و الصين و المكاسب الإيجابية المراكمة ليعزو و بشكلانية لا يحسد عليها هزائم البروليتاريا فى البلدان الإشتراكية السابقة لا إلى إفتكاك البرجوازية الجديدة للسلطة هناك و إنّما إلى عدم توفّر إنتخابات المسؤولين فى الدولة و الحزب عائدا بذلك إلى تجربة كمونة باريس و جاعلا إيّاها أفضل من تجارب الإتحاد السوفياتي و الصين و المثال الذى ينبغى أن يحتذى. و حزب العمل الوطني الديمقراطي- العود- بدوره خطى خطوة أخرى فى النكوصية ليصل إلى ما قبل ماركس و يعتمد مرجعا له الفكر الإشتراكي و التقدّمي واضعا جنبا إلى جنب ماركس و أعدائه و لينين و أعدائه إلخ. كانت لنا جولات مع هذه التنويعات من النكوصية فى مقالات سابقة ضمن أعداد " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " و اليوم بهذا العمل نكشف حقيقة البلاشفة / الخوجيين و قدر طاقتنا سنواصل المعركة من أجل أن تنتصر الإجابة الصحيحة عن مأزق الحركة الشيوعية العالمية و عن نهاية الموجة / المرحلة الأولى من الثورات البروليتارية العالمية و الإعداد للموجة الجديدة و إنجازها ونقصد الإجابة الماركسية- اللينينية- الماوية التى هي و منذ عقود الآن تقود نضالات عظيمة و تعرف نجاحا فى بلدان معيّنة دون أن يكون النجاح خاليا من إرتدادات فالتطوّر جدليا لولبي و ليس مستقيما أي فى خطّ واحد. مطبّقا تطبيقا صحيحا فى جوهره للماركسية- اللينينية- الماوية و حرب الشعب الماوية ، تمكّن الحزب الشيوعي البيروفي من قطع خطوات جبّارة بين 1981 و 1992 بالغا مرحلة التوازن الإستراتيجي فى حرب الشعب إلاّ انّ إلقاء القبض على القيادة مثّل عقبة كأداء تسبّبت فى تفكّك نسبي للحزب وظهور خطّ يميني داخله و تراجع لحرب الشعب و النضال جاري لتجاوز العقبة و التقدّم من جديد . و مكّن تطبيق الماركسية- اللينينية- الماوية الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) من تحرير ما يناهز ثمانين بالمائة من البلاد و بلوغ مرحلة الهجوم الإستراتيجي فى حرب الشعب غير أنّ إنحرافا يمينيّا فى خطّ الحزب أوقف تقدّم الثورة و تسبّب فى إنتكاسات كبيرة. و فى الفليبين عندما إبتعد الحزب الشيوعي الفليبيني عن وضع الماوية فى قلب الحزب سجّل نكسة و منذ حركة التصحيح أخذ يستعيد أنفاسه وهو يتقدّم نحو مرحلة التوازن الإستراتيجي قريبا . و حرب الشعب فى الهند لم تتوقّف منذ ستّينات القرن الماضي و شهدت تقلّبات عدّة إلاّ انّ المسك بصلابة بالخطّ الماركسي- اللينيني- الماوي و التضحيات الجسام للماويين و لأبناء و بنات الشعب الهندي ، جعل من الماويين قوّة ضاربة تعتبرها حكومة الدولة الهندية أهمّ خطر عليها و كهذا.. . و على الشيوعيين الحقيقيين الذين يتطلّعون لأن يكونوا طليعة للمستقبل لا من بقايا الماضي أن يصنعوا أفضل من التجارب السابقة مستقبلا وأن ينطلقوا من أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية ، و أرقي الثورات ، الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كقمّة ما توصلت إليه الإنسانية فى سيرها نحو مثلنا الأعلى الشيوعية و أيضا أن ينطلقوا من أرقى الدروس المستفادة من التجربة العملية للعقود الأخيرة والنظرية المرشدة لها و المطوّرة على أساسها . يجب أن نستوعب الماركسية- اللينينية- الماوية و أن نرفع رايتها و نطبّقها و كذلك أن نطوّرها. لقد أدرك ماركس و إنجلز أن الماركسية علم يتطوّر ، يتطوّر بنقد نفسه و كذلك أدرك لينين و ستالين ضرورة هذا التطوّر و التطوير فولدت اللينينية و جاءت مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة مطوّرة الماركسية- اللينينية إلى مرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى هي الماركسية-اللينينية – الماوية. و يظلّ من الواجب إستيعاب هذا العلم وتطبيقه و تطويره بإستمرار مع تطوّر التطبيق العملي وعلى أساس تعميق النظر فى إرث البروليتاريا العالمية. " إنّ الجمود العقائدي و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية. و الماركسية لا بدّ أن تتقدّم ،و لا بدّ أن تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي و لا يمكنها أن تكفّ عن التقدّم.فإذا توقفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها ، إلاّ أنّ المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدان و إن نقضت فسترتكب أخطاء. إنّ النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية. إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية .و الذى يدعون إليه ليس بالخطّ الإشتراكي فى الواقع بل هو الخطّ الرأسمالي." ( ماو تسى تونغ ) المراجع : ( الصفحات المعتمدة و دور النشر ... مفصّلة صلب الفصول أعلاه ). 1- كافة نصوص " الحديدي" على موقع الحوار المتمدّن ، إلى غاية 19 مارس2012. 2- نصّان لمحمد علي الماوي ضمن الملحق الأوّل. 3- حوارات بين نضال الحديدي و مازوم كايبا على الفايسبوك ، أفريل2011. 4- "5 مارس 1953- 5 مارس 2003 : الذكرى الخمسون لوفاة ستالين" ل" الوطد". 5- أعداد من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" : 1 و 3 و5. 6- " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984. 7- وثائق من الجدال الكبير الصيني- السوفياتي . - " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". - " مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". - " حول مسألة ستالين". - "هل يوغسلافيا قطر إشتراكي؟". - " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية". 8- مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة : 1-2-3-4-و5. 9- ستالين :"مستقبل الثورة الصينية". 10- "مختارات حرب التحرير الفيتنامية". 11 – تروتسكي :" تقييم و آفاق الثورة الصينية". 12- لينين: - حول الديالكتيك. - مرض " اليسارية" الطفولي فى الشيوعية. - ما العمل؟ - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي. - لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر. - حركة شعوب الشرق الوطنية التحرّرية. ==================++++++++++++++++++++++أفريل 2012==================
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الثاني من كتاب - قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي
...
-
حزب العمال- الشيوعي- التونسي : سقط القناع عن القناع عن القنا
...
-
حزب العمّال - الشيوعي - التونسي : سقط القناع عن القناع عن ال
...
-
المنهج البلشفي / الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزع
...
-
النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائي
...
-
مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية
-
دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم
-
قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من
...
-
رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و - الوطد- . ردّا على مقا
...
-
ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 20
...
-
ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة
...
-
تحرير الإنسانية : الداء و الدواء ( بمناسبة غرّة ما ي2012)
-
تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين- الوطد- فى ذكرى 24
...
-
لا بدّ من تقديم توضيحات :ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة
...
-
القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة
...
-
تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّ
...
-
خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -
...
-
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 7 / أفريل 2012) :الرجع
...
-
مشروع دليل - أعرف عدوّك- لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين
...
-
لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نرا
...
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|