أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - رومني في سوق فلسطين السوداء














المزيد.....

رومني في سوق فلسطين السوداء


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 14:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم أستغرب زيارة المرشح الجمهوري ميت رومني لإسرائيل، لأن(حج) المرشحين لإسرائيل وتقبيل أقدامها قبل الانتخابات تقليدٌ قديم، يعرفه الإسرائيليون أكثر من الأمريكيين أنفسهم!
ولم تُدهشني طاقية (الكيبا) فوق رأس رومني، بصحبة الحاخام الأكبر للحائط الغربي المقدس، ولا زوجة رومني التي جرى عزلها في قسم النساء في الحائط، ولم أتعس لرؤية رومني، وهو يدسُّ في أحد الثقوب من الحائط أمنياته وأحلامَه، فأنا أعرف بأنه كان قسيسا ومبشرا للمذهب المورموني المسيحي!
أيضا لم أكترث كثيرا بأن يبيع زعيمٌ سياسيٌ متطفلٌ مُلكَ الآخرين لإسرائيل، فيجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل، لأنه لا يملك منه شيئا!
ولكنني أحسستُ بضحالة ثقافة هذا المرشح ، عندما لم يجد ما يبذله لإسرائيل أكثر مما سبق، فعاد إلى استخدام العنصرية العرقية، فقد قال وهو ذاهب لافتتاح مهرجانه الانتخابي، برئاسة الملياردير الأمريكي صديقه شلدون أدلسون، الذي دعمه بأكثر من مائة مليون دولار:
" تذكرتُ وأنا أبحث عن سبب تفوق الإسرائيليين اقتصاديا على الفلسطينيين المتخلفين، بأن السبب يعود لسمو ورفعة الثقافة اليهودية"!!!
هكذا استنفد رومني كلَّ أدواتِه وحيلَه وآلاعيبَه، التي أخرجها من جيبه، ليبرز ولاءه لليهود، ولم يعد أمامه من مجال آخر يدعيه للأسف، بعد أن هرب من تحميل الاحتلال مسؤولية الظلم والقهر والترنسفير وهدم البيوت، ومصادرة الأملاك!!
فقد نعته أحد المعلقين في الإذاعة الإسرائيلية بالمنافق المتملق، الذي جاء يحاول استرضاء الإسرائيليين، ممن يعرفون الحقائق أكثر منه، إن الإسرائيليين واعون لخطة رومني، وهم يعرفون أن الفرق بين تصريحاته اليوم، وتصريحاته إذا وصل البيت الأبيض، تشبه الفرق بين الحقيقة والأسطورة!!
كما أن عضو الكنيست الليكودي (داني دانون) قال عنه اليوم 31/7/2012 :
"يبدو رومني أكثر ولاء لإسرائيل من أوباما، فهو لم يفعل ما فعله أوباما، عندما ألقى خطابا غير ودي في جامعة القاهرة، ولم يصرح كما أوباما بتجميد الاستيطان، بل مدح الاستيطان، ولكن رومني سيظلُّ عند الخطاب ولم يحوِّل خطابه إلى أفعال، وقد نجح أوباما في احتواء زيارة خصمه رومني، فقام بالتوقيع على رزمة قوانين (عملية) في البيت الأبيض تقدر بعشرات ملايين الدولارات لدعم إسرائيل، وعلى الرغم من أنها ليست كافية، إلا أنه ما يزال متفوقا على رومني!!"
كل شيء في علم السياسة مُبرَّرٌ ، حتى امتطاء ظهر الدول، والاتجار بتاريخها وحقوقها يقع ضمن سوق السياسة المفتوح،وكان أبرز ضحايا هذا السوق السياسي هو قضية فلسطين، التي جري استغلالها، وامتصاص دمها خلال التاريخ، ليس من قبل بعض أبنائها الفاسدين فقط، ولكن من قبل كثيرٍ من سياسيي وحكام العرب طوال التاريخ، وما يزال سوق فلسطين السوداء مفتوحة حتى اليوم!
ليست المشكلة في مستغلي الحق الفلسطيني، بل المشكلة في أصحاب الحق أنفسهم [ الفلسطينيين]، ممن آثروا الاستسلام للواقع، بحكم التجارب الطويلة الفاشلة التي مرّواَ بها خلال التاريخ، وعدم قدرتهم على بلورة الخطط ووضع آليات العمل المطلوبة لمرحلة النضال!!
أعرف بأن اللوبي اليهودي في أمريكا قويٌّ متين مؤثرٌ، ليس في السياسة الداخلية فقط، بل في السياسة الخارجية ذلك، ولا يعود السبب في ذلك إلى كثرة عدد هذا اللوبي، بل يعود إلى تنظيمه وتركيبته الثقافية والاقتصادية القوية!!
أما عن اللوبي العربي، فهو بالتأكيد لا يقلُّ عن اللوبي اليهودي في أمريكا عددا، غير أنه يسير وفق المبدأ العربي الذي يقول:
" شرط نجاح (اللجنة) في العالم العربي، هو:
" أن تكون اللجنة العربية، مكونةً فقط من اثنين، بشرط أن يغيبَ واحدٌ منهما حتى تنجح اللجنة"!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتقام مخابراتي إسرائيلي
- امبراطورية إسرائيل الكبرى
- عربدة أكاديمية إسرائيلية
- مرض جنون السلاح في إسرائيل
- تمر هندي في خيمة أبي خضر
- براءة الحاخام ورئيس الاستخبارات
- تعذيب آخر السلالات الفلسطينية
- من خوابي أبي حيدر
- مقاولو الفوضى في غزة
- زعران ومستوطنون وعصابات
- اقرأوا صرخة الحاخام
- قصة شفتي القاضي
- قصة أبو جريبان وغروسمان
- ما مصير الكيبوتسات؟
- تخلصوا من العرب أعضاء الكنيست
- الدولة الأسطورية إسرائيل
- نوما هنيئا أيها السلطان
- الضحية هي الثقافة في مصر
- أحفاد المخاتير والشعب المختار
- الفارابي في شارع 26 يوليو


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - رومني في سوق فلسطين السوداء