|
الملف النووي الإیراني وانعكاساتھ على الترتیبات الأمنیة للعراق ودول لجوار العربي
محمد صالح رشيد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 00:31
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الملف النووي الإیراني وانعكاساتھ على الترتیبات الأمنیة للعراق ودول لجوار العربي أن اللجوء إلى الحل العسكري ستكون له نتائج كارثیه لیس على منطقة الخلیج فقط بل على منطقة الشرق الأوسط برمتها إذ أن إی ا رن باتت تشكل محو ا ر أساسیا قد لا تستطیع أمریكا ولو بتهدیدها بالحرب إلا أن تتفاوض أكثر معها وقد تحاول الوصول الى بعض التسویات معها خاصة مع وصول اوباما الى الحكم . لقد تحول الع ا رق الى ساحة مفتوحة للص ا رع الإی ا رني الأمریكي إذ أن إی ا رن تعد واحدة" من ابرز اللاعبین الجیوست ا رتیجین النشطین في المشهد السیاسي الع ا رقي . وهكذا تثبت إی ا رن وواقعها الإقلیمي إنها دولة ذات قوه جیوست ا رتیجیة وجیوسیاسیة لها ثقلها في الترتیبات الأمنیة للمنطقة برمتها . ومن هنا جاءت مشكلة البحث في ضرورة وضع إست ا رتیجیة أمنیة وسیاسیة شاملة تحت إش ا رف جامعة الدول العربیة لمواجهة جمیع الاحتمالات التي قد تط أ ر في حالة التصعید في الملف النووي الإی ا رني لان تأثی ا رتها لن تقتصر على إی ا رن وحدها بل ستتجاوزها الى جمیع دول المنطقة . إن أي ترتیبات أمنیة في أي منطقة من العالم وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط التي تحتفظ بأكبر مخزون نفطي معروف بالعالم لا یمكن أن تتم بمعزل عن أي ترتیبات أمنیة عالمیة وتتأثر سلبا وایجابیا بص ا رع المصالح الذي یمثل السمة الرئیسة الممیزة للنظام السیاسي الدولي . الواقع إن هناك مشروعین نوویین خطیرین في المنطقة احدهما من عدو وهو إسرائیل والأخر من جار وهو إی ا رن . ومن هنا فان فرضیة البحث تنطلق من إن قد ا رت إی ا رن النوویة ستؤدي بالضرورة إلى البحث عن ترتیبات أمنیة جدیدة تنسجم مع آلیات النظام السیاسي . نحاول في ورقة البحث هذه أن نجیب عن أسئلة مركزیة تمثل الإجابة عنها تفسی ا ر لما یجري من مواقف ومن هذه الاسئله هل إن إی ا رن النوویة عامل ضعف أو قوه لدول المنطقة ؟ ولماذا؟ وهل إن امتلاك قد ا رت نوویه یمثل خط ا ر حقیقیا على دول المنطقة ؟وما هو الخطر الذي تخاف منه المنطقة ؟هل هو في امتلاك إی ا رن سلاحا نوویا؟وما هي السیناریوهات المحتمله للترتیبات الإقلیمیة المحتملة؟. إن الإجابة عن هذه الاسئله وغیرها ستتضمنها ورقة البحث هذه . استخدم البحث المنهج الواقعي في د ا رسة العلاقات الدولیة والمنهج الوصفي بالاعتماد على المصادر المكتبیة في الد ا رسة والمنهج التاریخي . أما هیكلیة البحث فقد جاءت لتشمل فصلین أساسین حیث جاء الفصل الأول بعنوان خلفیات البرنامج النووي الإی ا رني وقد جاء في ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول الم ا رحل التاریخیة التي مر بها البرنامج النووي الإی ا رني وتطرق المبحث الثاني الى الطموح الإی ا رني إلى الزعامة الاقلیمیه وجاء المبحث الثالث لیتناول الخیا ا رت العربیة المتاحة إ ا زء التحدیات الای ا رنیه النوویة وقد عرجنا في الفصل الثاني الى السیاسه الامریكیه تجاه البرنامج النووي الإی ا رني في ثلاثة مباحث حیث تناول المبحث الأول الترتیبات الامنیه القائمة في المنطقة العربیة بینما أوضح المبحث الثاني الموقف الأمریكي من البرنامج النووي الإی ا رني واحتوى المبحث الثالث على البرنامج النووي الإی ا رني والخیا ا رت الاست ا رتیجیة المحتملة . الفصل الأول :خلفیات البرنامج النووي الإیراني المبحث الأول : نظره تاریخیھ عن مراحل تطور البرنامج النووي الإیراني إن البرنامج النووي الإی ا رني یرجع إلى عهد الشاه إذ وقعت إی ا رن في ١ تموز ١٩٦٨ ( معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوویة ( ١ حیث انطلق الشاه بمشروع صغیر خاص بالبحوث النوویة وقد تم تعلیق جمیع المشاریع النوویة لمدة خمس سنوات عقب قیام الثورة الاسلامیه . ومن الجدیر بالذكر أن (*) محمد رضا بهلوي ارتقى العرش وهو جدید عهد بالحكم قلیل خبره في إدارة دفة البلاد یختلف عن والده في ( كثیر من الأمور .( ٢ لاشك إن البرنامج النووي الإی ا رني مر بعدة م ا رحل شملت التعاقد مع الدول التي تملك التقنیه النوویة لبناء مفاعلات نوویه سواء لتولید الطاقة وللأبحاث .كما تم التعاون مع أكثر من عشرین دوله حول العالم من اجل الحصول على المواد النوویة فضلا" عن إغ ا رء العلماء الإی ا رنیین في المهجر للعودة إلى بلادهم واستقطاب علماء ذره من أسیا ودول أوربا الشرقیة بعد انهیار الاتحاد السوفیتي ، لا بد من الاشاره إلى إن إی ا رن قد تحولت إلى دوله نوویة بناء" على ق ا رر سیاسي ولیس نتیجة لوجود قد ا رت مت ا ركمه ومتوفرة كما إن ذلك الق ا رر جاء نتیجة دوافع سیاسیه واقتصادیه وعسكریه واست ا رتیجیه محدده، وعلیه یمكن إیجاز الم ا رحل التي مر بها البرنامج النووي الإی ا رني بالنقاط ألآتیه : ١. في عام ١٩٥٧ تم الاتفاق بین إی ا رن والولایات المتحدة على التعاون النووي وبموجب ذلك الاتفاق تم البدء في إنشاء مفاعل طه ا رن النووي للأبحاث . ٢. في عام ١٩٧٤ أنشا شاه إی ا رن منظمه الطاقة النوویة الای ا رنیه . ٣. في عام ١٩٧٦ قامت المانیا الاتحادیة ببناء محطة نوویة في بوشهر بطاقة ( ١٢٠٠ میكا وات .( ٤. في عام ١٩٧٩ ١٩٨٤ توقف البرنامج النووي بسبب قیام الثورة الإی ا رنیة واندلاع الحرب الع ا رقیة الإی ا رنیة . ٥. في عام ١٩٨٤ أعید تفعیل العمل في مفاعل طه ا رن النووي للأبحاث وافتتح مركز أبحاث نووي في جامعة (أصفهان ) بالتعاون مع الصین وفرنسا وباكستان . ٦. في عام ١٩٨٥ تحول البرنامج النووي إلى صفة الشمولیة ٧. في عام ١٩٨٦ و ١٩٨٧ تم بدء التعاون بین إی ا رن وباكستان في المجال النووي حیث تقدم إی ا رن المال وتقدم باكستان التدریب للعلماء الإی ا رنیین في منشاتها النوویة . ٨. في الأعوام ١٩٨٧ ١٩٩١ تمكنت إی ا رن من الحصول على بعض التقنیات ذات العلاقة بالأمور النوویة . ٩. ظلت إی ا رن طوال العقدین الماضیین ت ا روح بین تطویر قد ا رتها النوویة وتعزیز ترسانتها العسكریة الجویة والبریة والبحریة . ١٠ . في عام ٢٠٠٧ أعلنت إی ا رن عن بدء تشغیل أكثر من ( ١٥٠ ) جهاز طرد مركزیا . وبعد استع ا رض أهم الم ا رحل التي مر بها البرنامج النووي الإی ا رني یجب إن نشیر إلى إن معارضة الدول الغربیة بذلك البرنامج والجهود المبذولة لمنعها من قبل أمریكا وغیرها من الدول لم .( تفلح ولم تمنع إی ا رن من تحقیق هدفها النووي ( ٣ وفي الوقت الحالي تعد منطقة بوشهر بمثابة المعقل الرئیس للبرنامج النووي الإی ا رني إذ توجد فیها محطتان قید الانجاز للطاقة النوویة. كل ذلك أثار امتعاض الإدارة الأمریكیة التي عدت بأن إی ا رن تسعى لتصبح قوه نوویة تهدد الأمن والسلام العالمیین وعلى وجه الخصوص مصالحها الحیویة في المنطقة من جهة وٕاس ا رئیل من جهة أخرى بامتلاك إی ا رن للأسلحة النوویة وعلیه وجدت تلك الإدارة بأن أحداث ١١ /أیلول/ ٢٠٠١ ستحقق الاست ا رتیجیة الأمریكیة ال ا رمیة إلى الاستحواذ على بقیة المنافذ الحیویة المهمة في الشرق الأوسط فدخلت إی ا رن في دائرة الهدف الأمریكي وصنفت بدول (محور الشر) جنبا" إلى جنب مع الع ا رق وكوریا الشمالیة بدلیل أنه بعد الاحتلال الأمریكي للع ا رق في نیسان ٢٠٠٣ كرست الولایات المتحدة توجهاتها إلى الضلع الثاني وهو إی ا رن وقامت بتوجیه الذ ا رئع .( نفسها التي وجهتها للع ا رق وذلك بدعم إی ا رن للإرهاب وسعیها لامتلاك السلاح النووي إن التركیب الاقتصادي والتاریخي لإی ا رن ساهم بدوره في تكوین سلوكیات اجتماعیه خاصة وثقافة سیاسیة ذات خصائص معینه ( ٥). كما ساهم في خلق نزعة توسعیة عدوانیة تجاه الشعوب الأخرى وعلیه فان الطموح الإی ا رني إلى الزعامة الاقلیمیه والسیاسة ألتوسعیه في مناطق النفوذ لاتحده حدود ففي الخلیج العربي تصر إی ا رن على أن تبقى القوه المهیمنة الوحیدة وهي من ثم تقاوم أي دور لدول الخلیج العربي مثل السعودیة والكویت والإما ا رت وقطر كذلك تقاوم أي دور لمصر وفي سبیل تثبیت هذه الحقیقة قامت باستكمال احتلال جزیرة أبو موسى التابعة لدولة الإما ا رت . وكان ا رفسنجاني قد صرح بان جزیرة أبو موسى ذات أهمیه كبرى لإی ا رن بسبب موقعها المتمیز ویعد الإی ا رنیون إن أهل هذه الجزیرة حماة جمهوریتهم ورغم المحاولات الای ا رنیه المتكررة لتبدید المخاوف ألداخلیه تجاه الملف النووي الإی ا رني منذ أن أعید فتحه فان هذه المخاوف تظل قائمه ولا شك أن المخاوف البیئیة بما فیها تلوث المیاه والثروات الطبیعیة ووقوع إی ا رن فوق طبقه زل ا زلیه واحتمال حدوث تسرب إشعاعي كما حدث في مفاعل تشیر نوبل وكارثة تشیر نوبل امتد تأثیرها السلبي لیشمل عددا كبی ا ر من دول أوربا وصولا إلى تركیا وجنوب سوریا واحتمال توجیه ضربه عسكریه للمواقع النوویة الای ا رنیه سواء من قبل الولایات المتحدة أو إس ا رئیل كما فعلت الاخیره مع المفاعل النووي الع ا رقي (اوزی ا رك) عندما دمرته بواسطة الطی ا رن الحربي عام ١٩٨١ تبقى كلها ماثله في ذهنیة صانع الق ا رر السیاسي في إی ا رن . وحتى الغرب یشعر إجمالا بالقلق من إی ا رن الحالیة القویة والمدججة بالسلاح والمعادیة على أبواب الخلیج قرب مصادره النفطیة الاساسیه ویسعى لاستخدام الخطر الإی ا رني بوصفه أداة ضغط وترهیب (بعبع إی ا رني ) لدول الخلیج بدیلا" عن الخطر الشیوعي أثناء الحرب الباردة المنتهیة ومن الامثله على ذلك إص ا رر أمریكا على اتهام إی ا رن بأنها تقف و ا رء حادث تفجیر الخبر لمنع تطور العلاقات بین إی ا رن والسعودیة رغم أن الاخیره لم توافق على هذا الاتهام لعدم . ( توفر الأدلة الكافیة ( ٦ ومن جهة أخرى تقوم إی ا رن ببناء قوتها العسكریه باستخدام عائدات مبیعات النفط وتحاول إغ ا رء سوریا على الدخول معها في حلف دفاعي یهدف إلى إعاقة أي عمل عسكري أمریكي في المستقبل وتم تشكیل هذا التحالف بالفعل في ١٦ شباط من العام ٢٠٠٥ عندما واجهت الحكومتان الای ا رنیه والسوریة إدارة بوش مباشرة بالإعلان أنهما وقعتا اتفاقیه دفاع مشترك للتصدي للتهدیدات ألمشتركه التي یشعر الطرفان أنها تحدق بهما وتم الإعلان عن الخطوه التي أصابت الكثیر من الم ا رقبین بالدهشة بعد اجتماع في طه ا رن بین النائب الأول للرئیس الإی ا رني محمد رضا عارف ورئیس الوز ا رء السوري ناجي العطري وقال العطري في نهایة المحادثات (في .( هذه ألمرحله الحساسة یحتاج البلدان إلى جبهة موحده نظ ا ر للتحدیات الكثیرة ( ٧ إن دول الخلیج ستدفع ثمنا اكبر من الذي ستدفعه إی ا رن في حالة وقوع كإرثه للمفاعل النووي سواء أكانت طبیعیة أم ج ا رء التهدیدات بقصف المنشات النوویة والصاروخیة الای ا رنیه في حال فشل الجهود والمساعي السیاسیة في التسویة. إن مخطط التمدد الإی ا رني وبسط النفوذ على دول الجوار هو المخطط الأهم بین مخططات إی ا رن المستقبلیة . فالتوغل السیاسي الإی ا رني في لبنان قد وصل إلى أوجه بعد اغتیال رئیس وز ا رء لبنان رفیق الحریري ومن خلال اختلاط الأو ا رق الدولیة ونفوذ حزب الله في لبنان من خلال إقامة دویلة داخل دویلة . أما الع ا رق فان إی ا رن تعد انه أصبح جزءا لا یتج أ ز منها وأما فلسطین فإی ا رن تساهم من خلال حماس في توسیع الشرخ بین الفلسطینیین مما أدى إلى مواجهات عدیدة دامیة أسفرت عن سقوط المزید من ضحایا عدا ضحایا الاعتداءات الاس ا رئیلیه . یقول الدكتور محمد موسى(**) بان امتلاك إی ا رن للقد ا رت النوویة سیخل بمبدأ التوازن في المنطقة مما سیفرض على دول أخرى في المنطقة إلى أن تسعى لتطویر ب ا رمج نوویه مما سیدخل المنطقة في سباق تسلح نووي . وان إی ا رن دوله ما ا زلت لدیها مشاكل مع دول المنطقة فهي تحتل أ ا رضي دول خلیجیه ولعبت دو ا ر في إثارة قلاقل ومشاكل داخلیة في بعض الدول الخلیجیة وتنتهك بشكل دوري المیاه والأجواء الإقلیمیة لهذه الدول ولدیها توجه نحو تصدیر فكرها الإسلامي إلى المنطقة ومن ثم كل .( ذلك یثیر مخاوف لدى دول الخلیج العربیة من امتلاك إی ا رن للسلاح النووي ( ٨ وباختصار نقول إن الطموح الإی ا رني إلى الزعامة الاقلیمیه والسیاسة التوسعیة في العالم العربي لاتحده حدود. مما لاشك فیه إن النظام في طه ا رن یسعى إلى تحویل إی ا رن إلى دوله عظمى في المنطقة تستطیع فرض سیطرتها وعقیدتها داعمه موقفها بمشروعها النووي . ولعل الحرب الباردة في المنطقة بین الدول الع ربیة وٕایران قد بدأت فعلا تعد إی ا رن إن عدم استق ا رر الدول المجاورة لها ورقة ا ربحة داخلیا وتسعى لأجل هذا كله إلى امتلاك أسلحه نوویة داعمه بحیث تطرح نفسها قوة إقلیمیة عظمى . فالدول العربیة ستكون ساحة ص ا رع بین أمریكا وٕای ا رن أو إی ا رن وٕاس ا رئیل بدعم أمریكي .إذ أن هناك نقاط التقاء بین إی ا رن وٕاس ا رئیل فان كلا منهما یمتلكان مفاعلا نوویا ضخما ومن ناحیة أخرى تتلاقى مطامعهما المشتركة في دول الخلیج فكلتاهما تنظ ا رن إلى البترول الخلیجي وكلاهما یخططان للسیطرة علیه . إن التلویح بالحل العسكري واستخدام التكنلوجیا العسكریة الأمریكیة المتطورة في الحرب على إی ا رن هدفه الضغط على النظام الإی ا رني وٕابلاغه انه یمنع علیه تصدیر ثورته وأنموذجه ومیلیشیاته إلى خارج حدوده ویمنع علیه استخدام عملائه في الحروب بالنیابة إن كان في الع ا رق أو لبنان أو فلسطین أو أي دوله خلیجیه مجاوره . وٕاذا كانت الولایات المتحدة تنوي عقد صفقة تاریخیه مع النظام الإی ا رني كما تنادي أصوات امریكیه كثیرة فان تلك الصفقة یجب أن تشمل إبلاغ الحكام الإی ا رنیین الكف تماما عن طموحات الهیمنة الاقلیمیه وتصدیر ألثوره ورفع أیدیهم وسیطرتهم عن لبنان والحد من نفوذهم في الع ا رق والكف عن إدارة ألازمات في معظم دول المنطقة . ویبقى الملف الأكبر وهو الملف النووي الإی ا رني بمده وجزره وما ی ا رفقه من خوف التفجیر الكارثي في المنطقة . إن اقل ما یجب القیام به الیوم هو أن یسارع الحكام العرب إلى وضع إست ا رتیجیة أمنیة وسیاسیة شامله تحت إش ا رف جامعة الدول الع ربیة لمواجهة جمیع الاحتمالات التي قد تط أ ر على صعید التصعید في الملف النووي الإی ا رني لان تداعیاتها وتأثی ا رتها لن تقتصر على إی ا رن وحدها بل ستتجاوز إلى جمیع دول المنطقة ( ٩).أما بالنسبة للع ا رق فان الولایات المتحدة الامیركیه تمسك بكافة خیوط اللعبه في الع ا رق لاسیما وأنها خططت منذ مدة لیست بالقصیرة لاحتلال هذا البلد لذلك فهي ترسم وتحدد علاقات الع ا رق بالقوى الاقلیمیة والدولیة . إن الع ا رق أصبح ضمن مناطق النفوذ الامریكیه لذلك فهي التي تتحكم بق ا رره السیاسي الخارجي أو بمعنى مصادرته وهي التي ستصوغ عملیة الق ا رر السیاسي الخارجي بما یتلاءم مع أهدافها ومصالحها ، ووفق هذا التصور فان الولایات المتحدة الامریكیه سوف تنظم علاقة الع ا رق بدول الجوار ودول العالم الأخرى حتى بعد استلام الع ا رقیین للسلطة بمعنى أن هناك خطوطا .( حم ا رء لعلاقات الع ا رق الاقلیمیه والدولیة لایمكن تجاوزها من قبل أیة حكومة وطنیه مستقبلا ( ١٠ لقد أدى احتلال الع ا رق إلى أن تصبح إی ا رن هي الأقوى على الساحة الع ا رقیة إن إی ا رن تحكم وتتحكم في مقد ا رت السلطة في بغداد عن طریق الحلفاء .ولم یكتف حلفاء إی ا رن بتصدر واجهة المشهد السیاسي في ظل الاحتلال بل تحولت میلیشیاتهم العسكریة إلى نواة للتشكیلات النظامیة الع ا رقیة في و ا زرتي الداخلیة والدفاع أما القوى الإقلیمیة فهي غائبة عن المشهد فالدول العربیة الرئیسة ودول جوار الع ا رق لم تنجح في الوصول إلى تصور مشترك بشان الع ا رق بسبب الضغوط الامریكیه المتوالیة علیها والتي همشت مصالحها الإقلیمیة........... المصادر والھوامش : ١) دیفید فروم ،ریتشارد بیرل ، نهایة الشر كیفیة الانتصار على الإرهاب ترجمة فؤاد السروجي، الاهلیه للنشر ) . والتوزیع، عمان، الأردن، ٢٠٠٤ ،ص ١١٣ ، ١٩٥١ بیت الحكمة - بغداد، ط ١ - ٢) د. طاهر خلف البكاء / التطو ا رت الداخلیة في إی ا رن ١٩٤١ ) . ٢٠٠٢ ،ص ٥٣ (*) محمد رضا بهلوي : ولد في ٢٦ تشرین الأول ١٩١٩ درس في سویس ا ر عاد إلى طه ا رن عام ١٩٣٦ والتحق بالكلیة الحربیة فیها . تخرج برتبة ملازم ثان عام ١٩٣٨ لایمكن مقارنته مع أبیه من حیث الكفایة العسكریة أو الحزم في مختلف القضایا وجد نفسه فجأة شاها في بلاده وهي خاضعة لقوات احتلال اجنبیه كانت مهمته الرئیسة أول سنوات حكمه ألمحافظه على عرشه من الزوال . ٢ مایو / ٣) د. حمد بن عبدا لله اللحیدان / الخیار النووي الإی ا رني إلى أین/ جریدة الریاض/ العدد ٢٦ ) . WWW.alriuadh.com ٢٠٠٨ ، شبكة الانترنیت ( ٤) محمد سالم احمد الكواز / الولایات المتحدة الامریكیه والبرنامج النووي الإی ا رني / سلسلة شؤون اقلیمبه ( ٦ ) . ٢٠٠٢ ، ص ١٢ ، مركز الد ا رسات الاقلیمیه / جامعة الموصل/ نیسان/ دار ابن الأثیر للطباعة والنشر ط ١ . ٢٠٠٢ ، ص ١٢ / ٥) حجت مرتجى/ التیا ا رت السیاسیة في إی ا رن الیوم / تعریب سالم كریم / مكتبة فخ ا روي ط ١ ) . ٢٠٠٢ ص ٧٣ / ٦) ولید خالد المبیض / خیا ا رت إی ا رن ألمعاصره / دار علاء الدین للنشر والطباعة/ ط ١ ) ٧) روجر هاورد / نفط إی ا رن ودوره في تحدي نفوذ الولایات المتحدة/ ترجمة مروان سعد الدین / الدار العربیة ) . ٢٠٠٧ ص ٢١٠ / للعلوم / ط ١ (**) الدكتور موسى بن هویدن / أستاذ مساعد بقسم العلوم السیاسیة بجامعة الإما ا رت العربیة المتحدة وله العدید من الد ا رسات والمؤلفات . ٨) د. محمد موسى بن هویدن/ التوافق والاختلاف في السیاستین ألخلیجیه والای ا رنیه / مجلة الد ا رسات ) . ألاست ا رتیجیه / المجلد الثاني/ العدد الثالث/ مایو ٢٠٠٦ / ص ٤٨ ٩) رنا أبو ظهر الدفاعي / أو ا رق إی ا رن في ص ا رعها مع الغرب والنتائج السلبیة معها / مجلة المستقبل / العدد ) . http://www.almustagbat.com ٣١٦٦ أ ري وفكر/ عن / ١٠ ) حمید شهاب احمد / مستقبل علاقات الع ا رق الاقلیمیه والدولیة في ضوء الوجود الأمریكي فیه /مجلة العلوم ) . السیاسیة /العدد ٢٩ / ألسنه الخامسة عشر/ تشرین الأول ٢٠٠٤ / ص ٩٨ ١١ ) عصام زیدان،ألمظله الدفاعیة الامریكیه / ٢٠٠٩ ، لمزید من التفاصیل على الموقع الإلكتروني/ ) . http://www.alasr.ws ١٢ ) محمد السید سلیم / تحلیل السیاسة الخارجیة، (ألقاهره : جامعة القاهرة ، كلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة ، ) .( مركز البح وث والد ا رسات السیاسیة القاهرة، ١٩٨٩ ص ٥١ ٥٢ ١٣ ) علي الدین هلال ، محرر العرب والعالم، مشروع استش ا رف مستقبل الوطن العربي ( مركز د راسات الوحدة )
#محمد_صالح_رشيد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أول رواية عربية عجائبية في التاريخ - رواية ( الحمار الذهبي)-
...
-
أدب السجون .....؟!
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|