أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من وراء اغتيال الحريري؟














المزيد.....

من وراء اغتيال الحريري؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الشهيد رفيق الحريري، وتسعة آخرين من مرافقيه ورجال حمايته وإصابة العشرات من الأبرياء يوم الاثنين، 14/2/2005 في قلب العاصمة بيروت تعيد للأذهان الصور البشعة التي بدأتها قوى الشر في تدشين الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.
تفيد السيرة الموجزة لحياة المغدور الحريري أنه كان رجلاً عصامياً بدأ حياته فقيراً حيث أضطر أن يجمع بين الدراسة والعمل لإعالة عائلته ودفع تكاليف دراسته إلى أن تخرج من الجامعة في بيروت ومارس التدريس في السعودية ثم المحاسبة وبعدها صار مقاولاً وجمع ثروة يحسد عليها حيث صار مليارديراً وصاحب شركة مقاولات كبيرة ومؤسسة إعلامية.
وفيما بعد، كرس الرجل كل نشاطه وثروته في خدمة بلاده، لبنان، حيث لعب دوراً كبيراً في استقراره وإعادة بنائه بعد 15 عاماً من الحرب الأهلية الطاحنة التي أحالت بيروت الجميلة التي كانت تلقب بسويسرا العرب، إلى خرائب وأنقاض ومدينة أشباح. فتسنم رئاسة الحكومة اللبنانية بعد تلك الحرب اللعينة منذ العام 1992 لولايات ثلاث، إلى أن استقال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي احتجاجاً على التدخل السوري في فرض تجديد ولاية الرئيس اللبناني أميل لحود لثلاث مرات خلافاً للدستور، حيث انظم إلى المعارضة.
وكان الحريري صديقاً مقرباً للرئيس الفرنسي جاك شيراك والحكومة السعودية خدمة لمصلحة بلاده، ومعروف عنه أنه كان ضد تواجد القوات السورية في لبنان. ويعتقد أنه كان وراء صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 القاضي برحيل القوات السورية من بلاده واستعادة سيادته. وبذلك فقد أثار ضده غضب وعداء نظام البعث السوري والمنظمات التابعة له مثل حزب البعث وحزب الله اللبنانيين.
لا شك إن اغتيال الحريري بهذه البشاعة عمل إرهابي مرعب، ليس من نتاج منظمة إرهابية صغيرة ذات إمكانيات محدودة، بل لا بد وأن وراءها تحالف دولي يضم حكومات وتنسيق دقيق بين تنظيمات إرهابية في المنطقة، وهي جزء من عملية أكبر يراد بها إفشال عملية السلام الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ودمقرطة الشرق الأوسط الكبير ومواصلة الإرهاب في العراق وإشعال حروب أهلية جديدة في لبنان واستمرار الانتفاضة في الضفة والقطاع.
فبعد سقوط النظام البعثي الصدامي المجرم في العراق وفشل إيران وسوريا والمنظمات الإرهابية التابعة لهما، في إفشال العملية الديمقراطية في العراق، وبعد وفاة ياسر عرفات الذي كان يشكل عقبة أمام حل القضية الفلسطينية، وفوز السيد محمود عباس (أبو مازن) وما يعرف عنه من براغماتية وتصميم أكيد على حل القضية الفلسطينية سلمياً، كل هذه الأمور بعثت الأمل في النفوس على حل هذه الصراعات وإطفاء بؤر التوتر وجر البساط من تحت أقدام المنظمات الإرهابية مثل حزب البعث والقاعدة وحزب الله والحكومات التي ترعاها، لذلك نشطت هذه الجهات بإبراز مخالبها، ومحاولتها بالقيام بسلسلة عمليات اغتيال لزعماء سياسيين من أنصار الحل السلمي مثل الزعيم الفلسطيني محمود عباس وزعماء المعارضة اللبنانية المطالبة برحيل القوات السورية مثل وليد جمبلاط. وما اغتيال الشهيد رفيق الحريري إلا البداية في سلسلة العمليات الإرهابية التي ينوي أعداء السلام والديمقراطية القيام بها في المنطقة.
والجدير بالذكر أن الزعيم اللبناني المعارض، وليد جمبلاط، قد اتهم قبل أيام حزب البعث اللبناني باغتيال والده الشهيد كمال جمبلاط في السبعينات من القرن الماضي. كما يعتقد أغلب المحللين السياسيين الغربيين والمعارضة اللبنانية أن النظام السوري متورط في اغتيال الشهيد الحريري. أما التصريحات التي أدلى بها مسؤولون سوريون على عجل في الدفاع عن أنفسهم وبراءتهم من التهمة، وما أذيع عن منظمة تدعى (الدعم والجهاد في سورية ولبنان) عن مسئوليتها في الاغتيال وبأن الحريري عميل سعودي...الخ فهي بمثابة ذر الرماد في العيون لا تقنع أحداً.
وما اغتيال الحريري إلا رسالة تحذير من سوريا وإيران لأمريكا والدول الغربية الأخرى، أنهما بإمكانهما تعقيد الوضع ووضع العراقيل بإشعال حروب أهلية في لبنان والعراق ومنع حل القضية الفلسطينية ما لم يكن لهما دور فعال في العملية وفق شروطهما، ومطالبة أمريكا بالتخلي عن مناهضتها لهما والتنازل عن مشروع دمقرطة المنطقة.
لا شك أن الأيام القريبة القادمة سوف تكشف المزيد من الحقائق عن المجرمين الحقيقيين وأغلب الدلائل تشير إلى ذات الجهات والمنظمات الإرهابية الموغلة في الإجرام والتي احترفت إشعال الحرائق في المنطقة مثل حزب الله والبعث والحكومات التي ترعاهما، سوريا وإيران. إذ لم يستخلص قادة هاتين الدولتين أي درس من مصير صدام حسين ونظامه المقبور. فمازالوا يفكرون بعقلية الأشقيائية والبلطجية في مواجهة السياسيين الغربيين الذين اعتمدوا العلم والعقلانية في مواجهة مشكلات العصر وحلها.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق
- مقترحات لدحر الإرهاب؟
- الزرقاوي، الوجه الحقيقي للثقافة العربية-الإسلامية
- البعث تنظيم إرهابي وعنصري
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 5-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 4-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5
- هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 2-5
- الإرهاب والبعث وجماعة صدام
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 1-5
- عام جديد.. والكوارث تتوالى
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من وراء اغتيال الحريري؟