|
والمرشد العام شيخا للأزهر
سيد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 14:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تذكرت موقف الدكتور أحمد هيكل ـ رحمه الله ـ عندما رفض التعيين وزيرا للأوقاف وقال وقتها: (هناك عُرف أن تكون وزارة الأوقاف لإخواننا الأزهريين) رغم أن الدكتور كان شيخا عالما له ندواته وحواراته الفكرية، وليس محسوبا على تيار بعينه، ويجب أن تكون المؤسستان: الأزهرية والأوقافية بعيدتين عن التصنيف، حتى وإن كان المرشح صاحب المنصب من أبنائهما تذكرت ذلك لمَّاعملت بترشيح الدكتور يسري المحسوب على التيار السلفي وزيرا للأوقاف، وقلت ربما تم الحساب كالآتي: معروف أن التيار السلفي هو التيار الثاني، والأوقاف تمثل المنصب الديني الثاني في مصر؛ فهذا نصيبها وحقها وحظها كما أن جماعة الإخوان تمثل التيار الأول، ومشيخة الأزهر تمثل المنصب الديني الأول؛ فمشيخة الأزهر نصيبها وحظها وحقها، وبارك الله في الكحكة والكيكة وحسن التقسيم، ورمضان كريم فيه تقسيم للقطائف والكنافة، وما أكثر وزاراتها، ولا ننس المكسرات، منذ تكسير الداخلية ونظرا لأن مشيخة الأزهر منصب عالمي، ومنصب المرشد عالمي؛ قمت من جانبي بترشيح المرشد العام للإخوان شيخا للأزهر، وهذا حقي كمواطن يراقب ويترقب أخونة وسلفنة المؤسسات الدينية المصرية ـ كبداية للهيمنة والاستيلاء ـ وقد سبق أن صرح المرشد بأن منصب المرشد أهم من رئيس الجمهورية؛ لأنه أعم وله ولاية روحية عالمية وليست محلية. والعبد لله عرف أن التيار السلفي يسعى بالفعل إلى سلفنة الأزهر الشريف من خلال تحركاتهم المشبوهة بعد الثورة؛ فقد كان الأزهر قبلها سُبة في نظرهم، وصار بعد الثورة وبعد تلميحات أولياء النعمة في الخارج هدفا من أهم أهدافهم (التيار السلفي) ولكن يبدو أن التقسيمة حصل فيها ترتيب يجعل المنصب الأول للأول، والثاني للثاني. وحذرت من لف ودوران التيار السلفي حول الأزهر ومحاولة الهيمنة عليه في مقدمة كتابي: (سلفية الألوان بين عبد الرحمن عبد الخالق ومحمد حسان) الذي لم يطبع بعد، وقلت وقتها: (إن الأزهر الشريف الذي هو قبلة المسلمين العلمية منهجه في العقيدة أشعري، وكم حارب هؤلاء الأزهر واتهموا علماءه، والآن يحاولون الرجوع للأزهر بهدف ماكر خبيث حذرت منه وأرسلت للإمام الأكبر في ذلك، وقلت: (إنهم يريدون أن يكون لهم عضو أو أكثر في مجمع البحوث الإسلامية (هيئة كبار العلماء سابقا) ليضفوا على فتاواهم وكتاباتهم وقنواتهم شرعية الأزهر، بعد أن نبذهم كثرة من المؤمنين غير المخدوعين، فهل صار الأزهر الآن حلالا، بعد أن كان حراما، والله كنت أسمع السخرية منهم بوصف من يحاورهم من العلماء بأنه (أزهري) أي عقيدته زائغة، أو تابع للحكومة، ولم ينظروا إلى أنفسهم واعترافات بعضهم عليهم بأنهم كانوا عملاء لأمن الدولة! وقد كتب البعض عنهم: (عملاء لا علماء) ولله في خلقه شئون!. لقد زاد طلبهم وتمسحوا في الأزهر أكثر عندما رد عليهم العلماء الأجلاء ـ الذين لم يتحصلوا على جزء من نجوميتهم ـ ردوا عليهم وأظهروا خيبتهم وخيبة منهجهم ومشربهم الوهابي التكفيري، كما جاء وزير أوقاف المملكة السعودية الشيخ صالح آل الشيخ؛ زائرا للأزهر، وصرح بأن الأزهر قبلة أهل السنة؛ وهكذا إذا قال سادتهم؛ اتبعوهم، وترجموا قولهم إلى أفعال، ولو لم يؤمنوا بها. إن هذه التفرقة بمثل هذه الاتهامات والأفكار تحدث تطابقا مع ما يهدف إليه أعداء الإسلام، وهذا ما يقر أعين الأعداء؛ لوجود اتفاق ضمني بينهم وبين هؤلاء، بل إن البعض كتب عن وجود اتفاق فعلي واستدل بمذكرات مستر همفر البريطاني، والحاج فيليب، وهذا لا نميل إليه، وإنما نرى التوافق، لا الاتفاق، وهذا يكفي العدو ويحقق غايته بأيدٍ إسلامية. إن احتكارهم لمنهج أهل السنة والجماعة، وادعاءهم بأنهم حنابلة أكذوبة كبرى شهد بهذا معظم أعلام وعلماء الإسلام، كشيخ الأزهر الأسبق الإمام الظواهري الذي كتب عنهم: (يهودا لا حنابلة) والإمام الفقيه ابن عابدين (أبو حنيفة الصغير) الذي وسمهم بالخوارج، وكالشيخ أحمد الدردير (مالك الصغير) والشيخ المفسر الصاوي، والعلامة الكوثري والعلامة الدجوي، والشيخ أبو زهرة، والإمام الجعفري الإمام الشعراوي، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ القرضاوي، والسيد محمد علوي المالكي، والسيد يوسف الرفاعي، وشيخ الأزهر الحالي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، كل هؤلاء العلماء طعنوا في الدعوة الوهابية، ومنهم من وصفهم بالضلال، ومنهم من أدرجهم تحت الفرق الضالة، وليس أهل السنة والجماعة كما يصفون هم أنفسهم ويصفهم أتباعهم هنا في مصر.). ولا يمكن بحال أن يكون هؤلاء المكفراتية هم السلف، أو أنهم يمثلون السلف في شيء؛ فالسلف هم التابعون لسيد الخلق وأصحابه من أهل القرون الأولى. وهم المعنيون بالحديث الشريف الوارد في الصحيحين: "خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه". ومن هذا نعلم أن السلفية تضم كبار شيوخ الإسلام الذين ورثوا علم النبي وأهل بيته الكرام ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ كما ورثوا علم الصحابة والتابعين وتابع التابعين كأئمة الفقه الإسلامي التسعة، وأشهرهم الأئمة الأربعة الذين يقدح فيهم ويطعن في علمهم وعقيدتهم رواد السلفية المعاصرة، ويتعصبون لأئمة لم يدركوا تلك القرون الأولى المباركة: كالشيخ ابن تيمية وابن القيم، والبربهاري في القديم، وحديثا: محمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وابن عيثمين، وابن جبرين، واللحيدان، والفوزان، وفي مصر: محمد حامد الفقي ـ مؤسس أنصار السنة ـ محمد عبد المجيد الشافعي، وعبد الرحمن الوكيل، وعبد الرازق العفيفي، والهراس، ومحمد صفوت نور الدين ـ وهو شيخ محمد حسان وموصلة ومعرفه بابن باز ـ والمراكبي، وبداية من الفقي، إلى المراكبي وحسان كل هؤلاء يرتبطون ارتباطا وثيقا بعلماء الوهابية التكفيريين، ومعظمهم عملوا هناك في المملكة السعودية ومنهم من وصل إلى عضوية لجنة الإفتاء والبحوث والدعوة والإرشاد، هناك. إنهم يتعنصرون لهؤلاء العلماء بغيرهم، ويشككون، بل ويسبون أحيانا سواهم من أئمة ديننا، وليس ببعيد ما رواه العلامة الشيخ محمد الغزالي عن مؤسس أنصار السنة الشيخ محمد حامد الفقي أنه قال صراحة بكفر الإمام أبي حنيفة. وأقولها لوجه الله: إن هؤلاء: (السلفية الجدد) لا يمثلون السلفية المعروفة في أذهان المؤمنين (التي هي خير القرون) الناصعة المشرقة بنور الإيمان، والتي هي دعوةٌ إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تعتمد على تكفير وتشريك وتبديع أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله. إن محاولة السلفية الجدد القفز على الزمان الجميل، ووصف أنفسهم بالسلفيين، وإلحاق أنفسهم وحدهم بالسلفية في خير القرون الأولى؛ وصف يجافي الحقيقة ويخالف الواقع الصحيح للسلفية الأولى الطيبة المباركة، وتصرفات السلفية الجدد وبالأخص عبد الرحمن وحسان؛ يجعلنا نصنفهم باطمئنان ضمن الجزء الثاني من حديث خير القرون: "خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه". فإنه من الواضح أنهم ليسوا خير القرون، ومن الواضح والفاضح أن الكثيرين منهم يحلفون وهم كاذبون، بل يحلفون بالله كثيرا على كفر أو شرك فلان أو المجتمع الفلاني، بل طال حلفهم الكاذب وأيمانهم الفاجرة أئمة الإسلام وشيوخه! وتلك معجزة من معجزات الحبيب ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ في الإخبار عن حالهم؛ فالحلف أن فلان كذا جمع بين اليمين ووصفه بالكفر أو الشرك هو نوع من الشهادة، بل أخطر الشهادت صدقت يا سيدي يا رسول الله؛ فكم رأينا وسمعنا وقرأنا لبعضهم، مثل هذه اليمين والشهادة: (والله الذي لا إله إلا هو ما فعلت كذا وشهادتي كذا، وقولهم: إن الصوفية يعبدون البدوي، ثم يقسم على ذلك، بل شهد عبد الرحمن شهادة زور بأن السيد البدوي لم يصل لله ركعة! وكم أشهدوا الله على ما في قلوبهم، ثم أ ليس البحث في سرائر الناس وشق قلوبهم لاتهامهم في عقائدهم والحلف على ذلك كثيرا هو من سبق الشهادة لليمين، أو اليمين للشهادة؛ ولهم حرية التقديم والتأخير، والله كاشف زيف ما يحلفون ويشهدون والله أعلم بالسرائر. حلف محمد حسان بأنه ما ذهب للقذافي وعائشة ابنته إلا داعيا ، وكتب عن أحد الصحفيين بأنه تأكد من مصادره أنه حصل على مائة ألف دولار من عائشة القذافي قال محمد حسان إنه لم يفتِ بتحطيم الأصنام (الآثار) في التوك شو، وأحضر له المتابعون فتواه بطمسها من على قناته! حلف ممجدا مبارك والقذافي وعائشة، ثم ناقض قوله ووصفهم بالطغاة؛ مما جعل فضيحته على لسان سيف الإسلام القذافي وخاطبه ومن معه بأنهم كانوا يلحسون أحذية القذافي وآل القذافي!. إن ولاء السلفية في مصر هو ولاء لوهابية نجد، لا لأهل السنة كما يدعون؛ فانظروا تطابق الأفكار كما أوردته في كتابي الثاني من سلسلة (أفكار وأفكار) تحت العنوان الآتي: تكفير البلاد والعباد، وإنكار التكفير حدثني أحد الزملاء العاملين في المملكة العربية السعودية ـ وكان متأثراً شيئا ما بهذا الفكر المتطرف ـ حدثني عن كتاب اسمه (دمعة على التوحيد) وما فيه من اتهامات لزوار أضرحة السادة أهل البيت، والصالحين من عباد الله، ووصفهم للزوار بأنهم: قبوريون (أي: يعبدون تلك القبور التي يزورونها) وغير ذلك من الاتهامات التي يشقون بها عن القلوب، ويبحثون عن السرائر؛ فطلبت من الزميل إحضاره معه بعد سفره والعودة بسلامة الله.. وأحضر الزميل الكتاب بطريقة ما. ومن خلال قراءتي رأيت عجباً!! فقلت وأقول: إن كتابات ومحاضرات متطرفي الوهابية مليئة بتكفير، وتشريك، وتبديع المسلمين، ولم يكتفوا بتكفير الأفراد والفئات المختلفة، إنما ذهبوا إلى أبعد من ذلك؛ حيث امتدت شظايا تكفيرهم لتشمل الدول كذلك، ومن أغرب ما قرأت لهم أنهم يقولون بعدم تكفير المسلمين، وكذلك قولهم بأنهم لا يُكَفِّرون معيناً، وللأسف فإن كتبهم طافحة بتكفير المسلمين بلاداً وعباداً، معينا وغير معينٍ، وإليكم بعض نصوصهم التكفيرية؛ ففي سلسلة (كتاب المنتدى الإسلامي) عدد1419هـ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر صدر كتاب(المنتدى الإسلامي) عنوانه: (دمعة على التوحيد.. حقيقة القبورية وآثارها في واقع الأمة) وفي الصفحة الخامسة والخمسين، وتحت عنوان(من لهذه الوثنية المتعددة) كتب الشيخ: إسماعيل بن سعد بن عتيق ما يلي: "كتب الله لي أن ازور كثيراً من عواصم العالم الإسلامي، ورأيت في كل صقع من أصقاعه من يتهافت على تلك الأوثان: حباً وتعظيما وخشية وإنابة وتضرعاً وافتقاراً، ولا حرج في التمثيل وذكر بعض الأمثلة لتلك الدول التي تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة. ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!! والله المستعان. وأترك أسماء المدن لفطنة القارئ؛ ليستنتج مواقع هذه الأوثان ومواطنها. 1ـ قبر مزعوم للحسين يحج له الناس، ويتقربون إليه بالنذر والقربات، وتجاوزوا ذلك إلى الطواف به، والاستشفاء، وطلب قضاء الحاجات عند الملمات. 2ـ السيد البدوي له مواسم في السنة أشبه بالحج الأكبر، يقصده الناس من خارج البلاد وداخلها، سنة وشيعة .. وهذان نموذجان في دولة واحدة من أقدم الدول العربية والإسلامية في التعليم النظامي، وفيها أكبر مؤسسة تعليمية نظامية منذ القرن الثالث الهجري، والتي كان لدعاتها وعلمائها الأثر الطيب في نشر الإسلام والدعوة إليه، ولكن كما قيل: كالعيس في البيداء يقتلها الظما = والماء فوق ظهورها محمول". انتهى كلام الشيخ ابن عتيق عن مصر طبعاً، والتي ذكر فيها سيدنا الإمام الحسين وسيدنا أحمد البدوي ـ رضي الله عنهما ـ وهذا الأمر لا يحتاج إلى الفطنة التي تركها للقارئ، وكلام ابن عتيق هنا موجز إلا أنه يحمل الكثير من معالم التكفير، ولولا محاولة إظهار حقيقة المتطرفين، وبيان مدى نظرتهم إلى المجتمع؛ ما حللنا هذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن زيغٍ، وجهل، ولو كان هذا الكاتب الداعية الوهابي يحمل أدب الإسلام في صدره؛ ما صدر عنه مثل هذا التكفير للبلاد والعباد، ومعلوم لصغار طلاب العلم أن ألف باء الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكونان بمنكر أفظع؛ يتمثل في تكفير البلاد والعباد، يا شيخ إسماعيل بن عتيق. ومن النظر في عنوان الكتاب؛ نجد ما يفيد البكاء على التوحيد الذي أصيب أو مات كما يزعم العنوان غير الموفق للكتاب، كما يوحي كذلك بأن المتطرفين الوهابيين هم من يبكي على التوحيد؛ خوفاً وحزناً، كما أن عنوان مقال ابن عتيق الذي اختاره (من لهذه الوثنية المتعددة)؟ يوحي بالتكفير حيث (الوثنية المتعددة والوثنية) نسبة للوثن (الصنم) ويوحي كذلك بأن الزائرين يتقربون بعبادة تلك الأوثان، والدليل من كلام ابن عتيق على عبادة هذه الأوثان؛ إطلاقه بعض الألفاظ التي لا تليق ولا تكون إلا لله عز وجل حيث قال: "من يتهافت على تلك الأوثان: حباً وتعظيما وخشية وإنابة وتضرعاً وافتقاراً" وربما قال بعض المدافعين عن الوهابية أمثال ابن عتيق وابن منيع وغيرهم، ربما قالوا هذا ليس تكفير اـ وهم دائما يتشدقون بأنهم لا يُكَفِّرون أحداً؛ نقول لهم: إذن ما معنى أن يقول شيخكم هذا عن دولة مثل مصر وغيرها: " ولا حرج في التمثيل وذكر بعض الأمثلة لتلك الدول التي تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة. ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!!" أليس هذا الكلام تكفيراً صريحاً لمصر، ووصفها بأنها: "تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة" ، والشعار هنا مخالف للعقيدة حيث أثبت الإسلام شعاراً ونفاه عقيدة، وكأنه شق عن القلوب، ورأى الكفر فيها ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ ثم ما معنى قوله، وتعجبه: "ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!!". وهل يريد ابن عتيق ألا تحسب مصر على الإسلام؟!! ولننظر إلى اعترافه في نهاية نصيب مصر من التكفير بأن مصر: "من أقدم الدول العربية والإسلامية في التعليم النظامي، وفيها أكبر مؤسسة تعليمية نظامية منذ القرن الثالث الهجري، والتي كان لدعاتها وعلمائها الأثر الطيب في نشر الإسلام والدعوة إليه" أ ليس في هذا تناقض منه؟ أم أن مصر كانت كذلك قديماً، وزال عنها هذا حديثاً؟!. إن أمثال هذا الشيخ هم من دعاة الفتنة والتفريق بين أهل الإسلام، ولا أدري كيف سمحت دولة شقيقة مثل المملكة العربية السعودية بطباعة مثل تلك الكتب المُكَفِّرة للعباد والبلاد؟!! ومن العجب كذلك أن يدخل هذا الكتاب فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية!! وأن يكون ضمن سلسلة (المنتدى الإسلامي) جمعاً ونقلاً عن ثلاثة أعدادٍ من مجلة (البيان) كما جاء في المقدمة. فكلام ابن عتيق بهذا قد اتخذ وسيلتين أو أكثر من وسائل النشر الرسمية في المملكة هما: مجلة (البيان) التي تم النقل عنها هذه المقالات المتطرفة في التكفير، ثم هذا الكتاب الأشد تطرفاً في عنوانه ومضمونه: (دمعة على التوحيد). والسؤال: هل يستطيع عبد الرحمن وحسان أن ينتقدا هذا الكلام الوارد عن أولياء النعمة، أم تشابهت قلوبهما، وتكاتفت تصرفاتهما مع سادتهما؛ لتكفرينا بلادا وعبادا؟! وهذا التشابه يذكرنا بما فعله محمد حسان وزمرته عندما حضر عبد الرحمن عبد الخالق إلى مصر ـ بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما صار خلالها شيخاً لسلفية الكويت، وجمعية إحياء التراث الكويتية، وحصل على الجنسية الكويتية مؤخرا، ودخل مصر على أنه كويتي ـ فقد احتفلوا به احتفال الفاتحين، واستقبله المشايخ: محمد عبد المقصود، محمد حسان، أبو إسحق الحويني في المطار استقبال المانحين؛ لدرجة أن الشيخ الحويني كان مستقبلا له على كرسي متحرك!. لقد استقبلته قناة حسان (الرحمة) وقناة الناس، وكانت تجتمع من أجله هيئة كبار علمائهم، وقد شاهدناهم يثني بعضهم على بعض، وعندما تطرق بهم الحديث عن ثورة 25يناير في ذكرى عامها الأول؛ رأينا الشيخ عبد الرحمن ـ في حضور الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان ـ يجيز الاحتفال بها؛ لأنها من أيام الله، بينما في مذهبهم أنه لا يجوز الاحتفال بذكرى مولد الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ ولكنها المجاملات الرخيصة والتسلق على الثورة، والسؤال: متى كنتم تجيزون الثورة، أو الخروج على الحكام، يا عارا على السلفية والإسلام؟! وتصريحاتكم قبل الثورة وفي بدايتها محفوظة للخواص والعوام، ولا يمكنكم أن تقولوا بأن تحريمكم للثورة والخروج كان في المنام، أو عالم الأحلام؛ فأقوالكم وفتاواكم وتصريحاتكم مسجلة عليكم!!!.
#سيد_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبل إعلان النتيجة بقليل(إلى كرسي الرئاسة)
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|