سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:53
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يصعبُ على الـمرء اعتبار ما جرى في الثلاثين من كانون ثاني 2005 انتخاباً ، لأسبابٍ معروفةٍ جداً . ما جرى كان عملية تصويت ميكانيكية ، تؤشــرُ إلى الـماضي أكثرَ ممّـا تؤشــر إلى الحاضر . والحقُّ أنها تتعامل مع صدّام حسين ، وحقائقه ، لا مع ما استجـدَّ بعدَه .
التحالفُ الشــماليّ ( أقصدُ زعماءَه) دفعَ بالمشاعر الشعبية الـغَـرَزِيــة إلى أقصاها : الإنتقام من العرب .
( الأمرُ مبرّرٌ سايكولوجياً وبراغماتياً )
لكنه غير مبررٍ سياسياً ، بمعنى المسؤولية التاريخية .
والتحالف الجنوبي ( أقصدُ زعماءَه) دفعَ بالمشاعر الشعبية الغـرَزية إلى أقصاها : الإنتقام من عهد السنّـة .
( هنا أيضاً يكون الأمر مبرراً سايكولوجياً وبراغماتياً )
لكنه غير مبررٍ سياسياً .
هكذا وجد العراق نفسه مصوغاً صياغةً عجيبةً .
إنها حالة فقدان التوازن الوطني .
زعماء التحالف الشمالي ، ضحّــوا بفرصة كردستان المستقلة ، خضوعاً لسايكولوجية الإنتقام من العرب .
ارتضوا البديلَ تغييراً في خرقة قماشٍ تسمّـى العلَـم ، ومنصبٍ " سياديّ " ، كأن العراق ليس بلداً محتلاً إلى أبد الآبدين …
وزعماء التحالف الجنوبي ضحّــوا بفرصةِ أن يكونوا الأملَ ، فرصة الموقفِ الوطني المطالب بإنهاء الإحتلال ، خضوعاً لآمال وأعمال المرتزقة من أمثال أحمد الكلب وعادل عبد المهدي وآل الحكيم …
التحالف الشمالي ، والتحالف الجنوبي ، وضعا العراق في مهبِّ الريحِ .
أليس هذا ما أراده الإحتلال ؟
لندن 14/2/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟