|
سوريا والعراق محنة التاريخ والمصير
واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 09:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا تتعامل الدول الحيوية النشيطة والمتحركة بالعواطف والمجاملات اذا كان فيها رجال مخلصين وعقلاء ، لكن العراق والعراقيون ومنذ (يوم الدبابة ) الذي عصف بالإعلام البعثي وكشفه وفضحه متمثلا بوزير مثقف يكذب والدبابة الغازية خلفه بل يدعي الإنتصار !! وربما مازال؟؟ ، ومازالت متواجدة نفس تلك العقلية ، لكن ليس في العراق الذي سقط – ديمقراطيا- في احضان السياسة الطائفية التي تلتقي مع السياسة الايرانية في ترتيب المصالح الإستراتيجية ، بل في ربوع سوريا أخت العراق وحضنه والأقرب له والأعمق فيه ، فقد كان منذ مئات السنين بلاد الرافدين يلتصق بالشام وبكل شيء ، ومن يهرب من الطرفين يتوجه الى أحدهما ، حتى أنهما اشتركا في مصيبة سيطرة البعث وأكاذيبه وعلمانيته الشوهاء وقسوته واختزاله القطرين الشقيقين الى مزرعتين حزبيتين!!، لايرتفع فيهما أحدا إلا على حساب الأخر الذي هو الشقيق والقريب والصديق وفي النهاية المواطن ، إضافة الى العنجهية السياسية والفكرية الغبية ضد اسرائيل من اجل تحرير ( كامل التراب العربي المغتصب ) ،حتى تحول العراق الى حكم عائلي بغيض ومتخلف ومخزي ، بينما اصبحت سوريا تحت رحمة طائفية حزبية و- رأسمالية -عائلية مسنودة بالعسكر والشعارات ، وهي (سوريا )أساس المنتج الإبداعي العربي المشرقي على الدوام . ومنذ ان بدأ السوريون الأحرار ثورتهم الشعبية ،وبغض النظر عن طبيعة الإندفاع السياسي او الإجتماعي والديني والمدني في التظاهر العلني من اجل استرجاع حقوقهم الإنسانية المنتهكة أولا!!، والذي تفاجىء فيه المعارض السوري قبل العراقي او العربي او الأوربي والأميركي،فالسوريون الذين تظاهروا وقبل أن يتم تمييز وفرز متعلقاتهم وطوائفهم وأديانهم ، قد تم وصف ثورتهم من قبل النظام الرسمي البعثي على أنهم "حفنة من الإرهابيين والمسلحين" الذي يريدون أن يخربوا الجنائن المعلقة والأمجاد العظمى ويمسخوا التاريخ ويبيدوا التنوع الأثني الذي حقق انجازا هائلا في جمهورية بني الأسد البعثية المنشودة، وهو :التحالف مع إيران الإسلامية ونشر الفقر المدقع وتصدير الإرهاب الى العراق ودعم حزب الله اللبناني وبيع النساء الى دول الخليج والتخلف الإقتصادي والعسكري والعمراني وسرقة أموال البلد وتسلط النخبة من العائلة التي ترتبط بعائلة أم الرئيس أو الرئيس او أشقاء زوجته ثم العساكر اصدقاء الوالد والحزبيون أصدقاء الوالد ، بل حتى المعارضين هم من اصدقاء العمّ القائد !!...ومن أكثر المشاهد خزيا ً في السياسة والإجتماع الحديثين، أن الرئيس السوري وهو طبيب عيون ، لم يمنع من بث مقاطع يقول فيها أحد النواب الصوريين له وهو يخطب بشعبه وبأمته ، انك ايها الرئيس "يجب ان تحكم العالم ..وليس سوريا والدول العربية فقط !! " هذا النداء الأخرق ،تم وضعه على لسان رجل أغبر من العصر الفائت والذي لايحمل سوى الإصرار على التخلف والهمجية وتبعية الحكام الى الأبد، يمثل الشعب السوري وكيانه وتاريخه بموافقة الرئيس الأسد العلماني الشاب المتحرر!!.
لكن المذابح السورية التي لا توصف في بلد مدني متعدد مثل الشام ، يجب أن لا يقبل بها اولا الرئيس السوري نفسه ، فهو بعثي وإبن بعثي عسكري صحيح ولكن ليس متخلفاً وقاسياً وفضاً مثل صدام وحاشيته البدوية والريفية ،ولو أن ابيه "حافظ "فعل ما فعل عام 1982 ، لكن العنجهية البعثية القومية لاتعرف سوى سحق الأخرين ومصادرة حرياتهم ، فهم أما متأمرون أو مـتأمركون او متصهينون وخونة ،أو مطبلون له من الرفاق ، بحيث حتى ان الحزب الشيوعي السوري ، وحسب تحليل سلوكه الشاذ الأن :يرى ان الشيوعية قد تحققت في ظل حزب البعث العظيم ..تحت مظلة أل الأسد وأل مخلوف ، انها ديكتاتورية البروليتاريا ولكن بشكل آخر !!. ومن اشد الغرائب والعجائب التي تدلّ بكل وضوح على قرب نهاية النظام السوري التخبط الأخير بعد وصول المعارك الطاحنة الى دمشق وحلب حتى بتنا لانميز بين الغباء السياسي أو خلط الأوراق السياسية أو المصلحة الفئوية الضيقة واشعال الحرائق بلا حسابات انسانية،فالناطق باسم الخارجية السورية الدكتور جهاد مقدسي وهو (مسيحي وسيم ووجه حضاري متمدن ومتعلم ومثقف !!!!)أكد بالحرف الواحد ان حكومته سوف لن تستخدم اي سلاح كيمياوي او جرثومي إلا في حالة تعرض بلاده لهجوم لإعتداء خارجي كحق في الدفاع عن النفس ، حلو وجميل ورائع وزين وكويس ، يعني النظام السوري يمتلك (اسلحة محرمة دولياً ) سببت وسهلت تهمة امتلاكها احتلال العراق ،وكذلك يعني ان النظرية التي قالت بتهريب الأسلحة الكيمياوية العراقية الى سوريا اثبتت صحتها ،اية عقلية شيطانية يمتلكها البعثيون في سوريا ،مرة الإشراف على المعارضة العراقية ضد البعث الآخر، واخرى استقبال الأسلحة الجرثومية العراقية ،ثم ارسال الإنتحاريين لتخريب التجربة العراقية ،واخرى الإنتماء للطائفة والنواح على السيدة زينب وقبلها القومية وحماس وفتح وابو موسى والجهاد الإسلامي ..اية عقلية جرثومية ..!!!!؟؟ والنتيجة المتوقعة حتماً بلا حاجة لفذلكات ولمحات واكتشافات ، أن النظام السوري سوف يذهب الى حتفه ، ولكن التفكير المنطقي يقول، يجب أن يبدأ السوريون بإنقاذ سوريا ..بلا الأسد ولا عرينه ..!!.
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوراقنا العتيقة وإلى الوراء درّ...
-
النضال والرفاهية و14 تموز
-
التقديس الأعمى
-
الهويات القاتلة..مع سبق الإصرار
-
العراق : الأسوأ بماذا بعد ؟؟
-
نصرة المذهب أم دولة القانون والحياة؟؟
-
منتوج سلطوي عراقي: عزتْ الدوري ونوري المالكي
-
لابد من مفهوم جديد للتعددية الثقافية..!!
-
التوأم : الفساد والإرهاب
-
شكوك وأقوال ..عن الإنحدار..!!
-
العنف العراقي ..وإيمو الحسين !!
-
ولادة صدّام : أحزاب دينية ضد الحياة
-
الطموح العالمي : قطر والسعودية
-
منتوج إسلامي : وزيرة شؤون المرعى ..!!
-
رجال الماضي ودولة المستقبل
-
اللعنة العراقية: الحُسيّن والنفط ْ ...!!
-
الخَبْل ُ الديني :محطمو الأساطير ومخترعو الخرافات
-
الشابة ُ العاريّة وحرب ُالمنقباتْ
-
الإمبراطورية القَطرية وأمير المؤمنين ..!!
-
متفرقات..
المزيد.....
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|