أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رؤوبين بدهتسور - حتى لو سقط صاروخ عراقي في الصحراء !















المزيد.....

حتى لو سقط صاروخ عراقي في الصحراء !


رؤوبين بدهتسور

الحوار المتمدن-العدد: 259 - 2002 / 9 / 27 - 02:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



هآرتس - مقال - 26/9/2002

                                                            بقلم: رؤوبين بدهتسور
                                                             معلق دائم في الصحيفة
 
 حول المزاج الذي تملك المجتمع الاسرائيلي بتشجيع كبير من القيادة السياسية والعسكرية، يمكن ان يشهد أحد الاسئلة التي وجهتها مينا تسيمح الى المشاركين في الاستطلاع الذي نشر في نهاية الاسبوع في صحيفة "يديعوت احرونوت". "بأي ظروف ينبغي لاسرائيل ان ترد بالسلاح النووي؟" سئلت عينة تمثل المجتمع الاسرائيلي. والأجوبة المقدمة على السؤال أقل أهمية بكثير من مجرد طرحه. فواضح للجميع، حسب تسيمح، ان لاسرائيل سلاح نووي، والسؤال الوحيد هو متى ينبغي استخدامه. وفضلا عن غياب التناسب بين التهديد العراقي وبين متطلب الرد النووي، الكامن في السؤال، يجدر الاستيضاح لماذا يحصل انه كلما أصبحت اسرائيل أقوى من الناحية العسكرية، انخفضت ثقة الجمهور وزعمائه بقدرتها على الردع، لدرجة انهم يحتاجون الى التهديد بسلاح يوم الحساب قبالة تهديدات غامضة، احتمالات تحققها منخفضة جدا.
 الأزمة العراقية الحالية تستدعي لنا مجددا الطقس الدائم للتهديدات الاسرائيلية بتواتر لا يفتأ يتعاظم. فهذه ترمي، حسب مطلقيها، الى تعزيز الردع الاسرائيلي الذي تضرر، كما يرون، منذ امتنعت اسرائيل عن الرد على الهجمات الصاروخية العراقية في العام 1991. وهكذا يوضح رئيس الوزراء، اريئيل شارون، كما نقلت ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" للادارة الامريكية بأن اسرائيل سترد في كل الأحوال على أي هجوم عراقي. بمعنى انه ليس بالضرورة ان تكون هناك صلة بين الرد الاسرائيلي والضرر الذي قد تحدثه الصواريخ العراقية. فالرد العسكري الاسرائيلي يجب ان يتم وذلك لان سياسة التجلد ستعد في نظر العرب ضعفا. وفي المقابلة مع "نيويورك تايمز" يقرر دافيد عبري بأنه رغم ان العراق أضعف بكثير مما كان عليه في العام 1991، وجيشه أقل نجاعة ولديه عدد أقل من الصواريخ، الا ان أحد مصممي سياسة الامن القومي، وقائد سلاح الجو الأسبق، ومدير عام وزارة الدفاع، والسفير الاسرائيلي في واشنطن، يسارع الى القول بأنه "يوجد في اسرائيل اليوم ميل للرد هذه المرة. والا فاننا سنفقد قدرتنا على الردع، فاذا لم نرد هذه المرة، فان بعض الدول في المنطقة ستعتقد بأن ليس لدينا ثقة بقوتنا".
 واذا كان هذا ليس كافيا، لتأكيد الخطورة في الضرر المتواصل لقدرة الردع الاسرائيلية، فان معظم الناطقين يتكبدون عناء التشديد المرة تلو الاخرى على الضرر الذي أحدقه الخروج من لبنان من جانب واحد والصلة بينه وبين الانتفاضة.
 وتدل سيطرة هذا النهج على مقرري السياسة الامنية ليس فقط على انعدام ثقتهم بأنفسهم بل وايضا على مفهوم مصاب بالخلل في جوهر الردع. فمن الخطأ الجسيم عدم التمييز الواضح بين الردع في وجه الدول وجيوشها وبين الردع في وجه الارهابيين الانتحاريين. فمحاولة الربط بين استعداد الفلسطينيين للانتحار في المدن الاسرائيلية وبين انسحاب اسرائيل من لبنان، مردودة على أصحابها. فالردع الاسرائيلي لم يتضرر من حيث هو بسبب الخروج من لبنان من طرف واحد، أو لانها لم ترد على الضربات الصاروخية العراقية. فأحد من زعماء المنطقة لن يشرع في الحرب فقط لانه يقدر بأن اسرائيل ضعفت بسبب الانسحاب أو بسبب التجلد. والادعاء بأن الانتفاضة ما كانت لتندلع لو لم يخرج الجيش الاسرائيلي من لبنان، يعود مصدره الى الانعدام التام للفهم والى تجاهل السياقات الاجتماعية والسياسية التي وقعت في المناطق في العقد الاخير.
 غير ان المشكلة المركزية التي ستقف أمام اسرائيل اذا ما تعرضت للهجوم من العراق هي اختيار وسائل واهداف الرد. فالرد الاسرائيلي بالسلاح التقليدي سيكون كالنقطة في بحر الدمار الذي يخطط له الجيش الامريكي. وعليه فان الرد الذي يفترض به ان ينقل الرسالة الاسرائيلية يجب ألا يكون تقليديا. ومن هنا قصيرة الطريق للتلميحات الكثيرة من السياسيين وكبار الضباط حول الحاجة الى استخدام السلاح الاستراتيجي. وهنا تكمن المشكلة. وذلك لانه عندما تقطع الصلة بين الضرر اللاحق وبين وسائل الرد، فانه يصار بالذات الى الاضرار بمصداقية الردع بدل تعزيزه. فعندما لا يكون الردع يرمي الا الى العقاب والانتقام، أو لارضاء الجماهير المحلية، فانه يفقد نجاعته. لا ريب انه في حالة ضربة عراقية خطيرة، تتضمن استخدام اسلحة الدمار الشامل، سيكون لاسرائيل ذريعة مبررة لرد ملائم. ولكن لماذا الاعلان من على كل منصة ممكنة بأن اسرائيل سترد في كل الأحوال، حتى لو سقط صاروخ في قلب الصحراء؟.
 ودرء للشك في السياسة التي ستتخذها اسرائيل عند اندلاع الحرب في العراق، أوضح شارون لكبار مسؤولي الادارة الامريكية بأن "قرار اسرائيل عدم الرد في العام 1991 أضر بقدرتها على ردع هجوم الأعداء". وفضلا عن ذلك، كما شدد على القول، "فان الجمهور الاسرائيلي سيطالب بالرد اذا ما هاجم العراق". وهكذا يغلق شارون دائرة مثيرة للاهتمام. في البداية يخيفون الجمهور ويضخمون تهديدات غير معقولة، ويشددون على الضرر المتواصل بالردع، ويلمحون بالحاجة الى استخدام السلاح الاستراتيجي، وأخيرا يروون للامريكيين بأنهم ملزمون بالرد اذ ان "الجمهور يطالب بذلك". واذا كان هذا مطلب جماهيري، فان " لمينا تسيمح " ايضا شرعية كاملة للاستيضاح لدى هذا الجمهور اذا كان يعتقد انه حان الوقت لاستخدام السلاح النووي .
معاريف - مقال - 26/9/2002

 



#رؤوبين_بدهتسور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب ضد صدام كمصلحة إسرائيلية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رؤوبين بدهتسور - حتى لو سقط صاروخ عراقي في الصحراء !