أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم














المزيد.....


مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 16:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل أجواء الإحباط الناتجة عن استمرارية ممارسات الاحتلال والقائمة على توسيع الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس وسياسة المعازل والكنتونات وحصار قطاع غزة إلى جانب الانقسام الذي عمق الشرخ السياسي والجغرافي ,وفتت من وحدة النسيج الاجتماعي وهدد السلم الأهلي وشرذم المؤسسة الفلسطينية وعرض للخطر الهوية الوطنية الفلسطينية الواحدة، وأفرز ظواهر سلبية أهمها الاعتقال السياسي والاستدعاءات والحد من حرية الراي والتعبير ، كل ذلك في ظل تدهور مستوى المعيشة لدى السواء الاعظم من الفقراء والمهمشين في اطار تصاعد معدلات البطالة والفقر بمعدلات عالية وفي سياق ثراء ومراكمة ثروة لفئة قليلة تزاوج ما بين الاقتصاد والسياسة وتحقق مراكمة هائلة للربح السريع بالاستناد إلى النفوذ.
في ظل كل ذلك من حالات وأسباب كثيرة تدعو للاحباط واليأس ويعزز من ذلك مواقف بلدان العالم التي تسير وفق ازدواجية المعايير وتكافئ اسرائيل عبر توسيع مجال الشراكة معها بدلاً من معاقبتها بسبب ممارساتها الاجرامية بحق الوطن والشعب والأرض وآخرها موقف الاتحاد الأوروبي الذي تجاوز مبادئه واتفاقية الشراكة مع اسرائيل والتي ينص البند الثاني منها بوجوب احترام الأخيرة لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني ، حيث قرر توسيع اطار الشراكة في اكثر من50 مجالاً مع دولة الاحتلال .
في ظل كل هذا الاحباط الذي يحيط بشعبنا تبرز بعض المظاهر الايجابية والتي تعتبر علامات ضوء بالمشهد الفلسطيني أبرزها نشاط بعض الفاعليات السياسية والقوى الشبابية ومنظمات المجتمع المدني باتجاه حملة المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية بالأسواق الفلسطينية، حيث انتشرت تلك الفاعليات من خلال الدعوات والبوسترات ووسائل الاعلام والحديث مع التجار ، في اطار محاولة تعزيز ثقافة المقاومة وتكبيد الاحتلال خسائر اقتصادية، من خلال مقاطعة بعض المنتجات ذات البديل الوطني، منها التابوزينا وغيرها من العصائر والألبان الإسرائيلية ذات البديل الفلسطيني أو العربي .
إن تعميم ثقافة المقاطعة وجعلها عملاً يومياً بفعل نشاط بعض الفاعليات السياسية والمجتمعية تعتبر علامة ضوء في ظل مشهد الاحباط واليئس يؤكد أن هناك اناساً مازالو يؤمنون بالكفاح الوطني بأبعاده الشعبية وبأن قضية التحرر الوطني مازالت حية،رغم التنافس الفئوي والذاتي الضيق على مكاسب سلطة موهومة السيادة.
مطلوب تفعيل حملة المقاطعة ليس فقط فيما يتعلق بمنتجات المستوطنات ولكن بكل المنتجات الاسرائيلية لتشمل كل الوطن الفلسطيني ولتتلاحم هذه الحملة مع جهده قوى التضامن الشعبي الدولي التي تنشط باتجاه عزل اسرائيل بوصفها دولة احتلال استيطاني وتمييز عنصري، حيث تلقي تلك الحملة من المقاطعة لاسرائيل استجابة واسعة ومتنامية من العديد من الجامعات والمنظمات الأهلية والنقابات والأندية الرياضية والفرق الفنية ، وذلك من اجل تشديد الخناق على دولة الاحتلال وبهدف عزلها لأنها تمارس اعمالاً بشعة تجعلها غير مقبولة بالأسرة الدولية ، ولأن سياسة الضغط والحصار والمقاطعة تعتبر أحد الوسائل الهامة للضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائمها المنهجية المنظمة بحق ابناء شعبنا .
لقد آن الأوان لمغادرة وهم المفاوضات ووهم التنافس على السلطة وهي ليس أكثر من حكم إداري ذاتي هزيل ، والعمل على إعادة المبادرة من جديد عبر تفعيل حملة المقاطعة وجعلها ثقافة يومية كجزء أصيل وعضوي من ثقافة المقاومة .
يجب عدم الاستخفاف بهذا الأسلوب ، عبر القول بأن إسرائيل لديها ثروات هائلة وهي دولة قوية اقتصادياً وعسكرياً ومدعومة من القوى العالمية خاصة الولايات المتحدة ، فالعديد من الدولة كانت قوية وانهارت بفعل المقاومة الشعبية وسياسة المقاطعة والعزل ولعلنا تسترشد بتجربتي الهند وجنوب إفريقيا .
تكمن أحد ايجابيات حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في انها ستشجع المنتجات الوطنية سواءً بالإنتاج وبتحسين نوعية المنتج ليصبح مقبولاً ومناسباً ومنفصلاً نوعياً عن المنتج الإسرائيلي وسيساهم ذلك بالضرورة بفتح فرص عمل لمئات الشباب العاطلين عن العمل وسيقوى الاقتصادي الوطني .
لقد بات مطلوباً من كل حزب سياسي ومنظمة أهلية ونقابة وجامعة ومدرسة ومستشفى ومستوصف ان يضع موضوع المقاطعة كواحدة من الأولويات على جدول أعماله بهدف تعزيز ثقافة المقاومة ومن اجل جعل الاحتلال بدفع ثمن استمرارية احتلاله وممارساته الدموية بحق شعبنا.
وبدلاً من ان نلعن الظلام علينا إضاءة شمعة ، احد أعمدتها تكمن بحملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية بالأسواق الفلسطينية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل
- من أجل درء مخاطر النزعات الطائفية
- لقاء موفاز وتجدد وهم المفاوضات
- رؤية المجتمع المدني في خطابات الرئيس مرسي
- اثر الاحتلال والانقسام على حالة سيادة القانون
- المنظمات الأهلية الفلسطينية التحديات والفرص
- الحراك الانتخابي المصري والتيار الديمقراطي
- الأول من آيار والتيار الديمقراطي
- وفاءً للمناضل سعدات ولكافة الأسرى
- في شروط استمرار المقاومة الشعبية
- الانتخابات وسيلة بناء ومقاومة
- خضر عدنان انتصار الكرامة على القهر
- السياسة الاقتصادية الفلسطينية
- في زيارة بان كيمون
- الربيع العربي بين تشاؤم اليسار وتفاؤل اللحظة
- المصالحة بين الاجراءات والقرارات
- ماذا بعد ايلول ؟؟
- الربيع العربي واستحقاق التيار الديمقراطي
- عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي
- المجتمع المدني بين التمكين والتحجيم


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم