|
(( الماء )) وطبائع البشر
سلمان مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 14:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان موضوع الماء ليس بالموضوع الجديد ، بل يعد من اقدم الموضوعات التي عرفها الانسان ــ بل لنقل انه هو من عرف الانسان ــ لسببين : الاول / قديم ، حيث عرفناه عن طريق ( العقل ) و ( النقل ) ، الا وهو ان خلق الحياة تمت عن طريق الماء ، كما جاء في القران الكريم ، حيث اعطى ( الله ) سبحانه و تعالى للماء حقه في ذلك ، بقوله تعالى (( و خلقنا من الماء كل شئ حي )) ............. اما الثاني / فهو ما اكتشفه العلم ــ حديثا ــ و خاصة علم ( الكيمياء ) في ان للماء ( شخصية ) ــ اذا جاز لنا تسمية ذلك ــ وان هذه الشخصية لها القدرة على التاثير و التاثر بالمحيط الذي يحيط به او يعيش فيه ، وهذا ما ساذكره لاحقا ، لانه السبب الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع ، وقبل ذلك سالقي نظرة مختصرة على الماء من حيث تكونه في الطبيعة ، وتركيبته ، و دوره في المحيط الطبيعي على الارض ، وخارج محيط الارض ، فاننا نرى ان علماء ( الفضاء و الفلك ) تعدد اهتماماتهم الفضائية ، انما يهتمون بالبحث عن ( الماء ) ــ قبل كل شئ ــ في الكون ، وذلك بسؤال ينتظر الاجابة ، وهو : هل يوجد ( ماء ) خارج محيطنا الارضي ؟ وسؤالهم هذا ، اكثر من علمي ، وانه منطقي جدا ، وذلك : ما دام ( الماء ) قد تكون ــ بالتغيرات الكونية ــ على الارض ، اذن لابد ان يكون هنالك ( ماء ) في مكان ( ما ) في الكون الذي تعرض الى ذات التغيرات الكونية التي من نتائجها ، تكون الارض و الماء . اعود الى قول العلماء و بشكل مختصر ، حيث يرى هؤلاء ان ما اعقب ( الانفجار الكوني الكبير ) و تكون الكواكب و الاجرام السماوية ، ومنها الارض فحدث ( التآين ) الذي تعرضت اليه الغازات ، مما ادى الى ضمن ما اداه ، تكون الماء باتحاد ذرتين من ( الهايدروجين ) و ذرة واحدة من ( الاوكسجين ) ، ثم انساب الماء في منحنيات الارض و شقوقها ، بعد العصور ( المطرية ) و ( الطوفان الكبير ) ، لتستقر الارض بشكلها النمطي المعروف ــ جبال وسهول و هضاب و وديان ــ و استمرت التغيرات في طبيعة الارض بفعل الماء وبشكل بطئ ، الى ان استقر الانسان ( بسفينته ) على تلك المتعرجات و المسطحا ت الارضية ، متتبعا مسارات ( الماء ) و ينابيعه ، لتتشكل حياته الاجتماعية و الاقتصادية ، بموجب كمية تلك المياه ، ونتيجة لاثر تلك المياه في حياة الانسان المادية ، انعكس ذلك في حياتهم الوجدانية و العقلية ، فاصبح جزآ من حياتهم الفكرية ، في العلم و الفلسفة و الدين ، حيث اتخذت الاديان ( الماء ) طهورا ، للتخلص من الدنس المادي و الروحي ، و الفلسفة اتخذت منه اداة او وسيلة للوصول الى الحكمة و حبها من خلال حب الماء المتجسد بخصائصه ( البرودة و الرطوبة ) ليضفي على ضمير الانسان نوعآ من التبعية للطبيعة وخالقها ، الذي جعل سر الحياة فيه ومنه ، اما العلم لا زال يغوص في اعماق هذا الماء ليتعرف على الاسرار التي لم تعرف ، وخارج هذا الوجود المعنوي اعلاه ، كان للماء اثر واضح في العلاقات بين البشر ، استنادا الى طبائع هؤلاء البشر ، تاثرا بالوفرة او الشحة لهذا ( الماء ) ، فظهرت الاقوام ( بدوها ) و ( حضرها ) وحضارتها الخمسة في : ( بلاد ما بين النهرين و وادي النيل و الهند و الصين و امريكا الجنوبية ) ، فالبدو : تنقلا و تجوالا بين رمال الصحاري و كثبانها ، للبحث عن الماء ، والاستظلال تحت ظل النخيل الذي يعد ( الكشاف ) عن مكامنه ( التحت ارضية ) فتنسل ( الجذور ) عبر طبقات الصخور ، لتصل اليه ، فيعرج الى القمة ليتساقط ( رطبا جنيا ) ، وكانت ( كيماء ) اخلاق هؤلاء البشر ، عبارة عن بشرة داكنة و مزاج متوتر ، وتحفز دائم مع دعة و الفة ، بجوار ( النبع ) ، وبذل مفرط لما تم التزود به ، تحسبا لايام ( البآساء و الضراء ) و العوز ، لاجل ضيف غريب ، قد يكون في يوم اخر هو ( المضيف ) . هذا الماء و هذا اثره هنا ، ولكن هناك من انساب مع جريانه في وديانه و سواقيه ، ليغفو ذلك الانسان على ضفاف الانهار ، مستسلما لنغمات الامواج الهادئة الرتيبة ، و المحملة برطوبة ( الحياة ) لتنفرج اساريره وتلين طباعه ، بطبع الماء والطين ، حيث ( الطواعية و البرودة ) و كانت برودة الطبائع و سلاستها ، ليترشق الجسد و يكبر ( العقل ) و يتسع الفكر ، لينجب ( الفلاسفة ) و العلماء الموسوعين ، الذين استخلصوا ( حكمة الماء ) و وجوده ، وسادت السكينة و الدعة و راحة البال ، لان البطون مستوية مع احتياجاتها ، فلا صراخ و لا ضجيج ، الا الذي جاء من خلف اسوار الحضارة ، حيث العطش لكل شئ فسادت الهمجية ، و تتوقف عملية تنظيم الري ، فتراكم السبخ على سطح الارض ، ليلفها كفنا للرحيل ، فكان الموت ، و سبب كل ذلك ( الماء ) . كل ذلك الذي ذكرت لا يعد جديدا ، بل هو قديم ، حيث عرفه الاسلاف و عاشوه و ترك بصماته الندية المرهفة على صفحات الروح و العقل ، فكان الترف ، و هناك على الضفة الاخرى من مسيرة الحياة و الماء ، اشواك تدمي الاقدام السائرة في دروب الحياة ، فكان العنت و العنف ، و انغلاق العقل و التدبر . هذا الذي عرف و عرفناه ، و لكن ما الذي حدث للماء في عصرنا الحاضر ؟ هل تغيرت تركيبته وشكله ؟ وهل اصبح له لون وطعم ورائحة ؟ ، انه كان ولا زال بدون لون ولا طعم ولا رائحة ، ولكن هل هذا صحيح دائما ؟ ، اني اجيب ( نافيا ) نعم اصبح للماء لون وطعم ورائحة ، بالملخص ( انه التلوث ) بسبب تلوث اخلاق البشر ، فكان ذلك سببا بان يرد ( الماء ) الفعل بالفعل ، حيث كان سببا في حدوث حالات ( تسمم ) لفريق من العلماء الغربيون ، الذين تناولوه وهم في حلقة بحثية ، وكان ذات الماء الذي تكون منذ ان وجد على الارض ، وعند فحصه وجدوا انه طبيعي ، تركيبه الكيمياوي ( H2O ) صافي زلال خالي من كل شائبة ، وكانت المفاجئة ، حيث لوحظ بان جزيئات هذا الماء الذي شربوه قد اخذت شكلا هندسيا غريبا ، هو للعنف اقرب منه الى الموادعة و الانسياب المرهف ، وقد حير ذلك العلماء ، ومع البحث و التقصي تبين ان للماء ( شخصية ) ــ وهذا من عندي ــ او الاصح ( ذاكرة ) كما قال العلماء ، وان هذه الذاكرة التي تشبه ذاكرة ( الحواسيب ) ، حتى ان احد هؤلاء العلماء المختصين ، ذكر بان ذاكرة الماء هي عبارة عن ( حاسوب مرن ) قادر على تسجيل كل الحالات البيئية المحيطة به ، او التي يمر بها او تمر به ، ليقوم بتفعيلها بالمكان او الجسم الذي يحل فيه ، كان ذلك فرح او كره ، عنف او سلم ، ضجيجا ام هدوء ، كل ذلك تتاثر به ذاكرة الماء وتؤثر بالاشياء الحية ، حيوانا كان ام نباتا او انسانا ، و ان التجسيد المادي لهذه الخصائص السلوكية ، بالنسبة للماء تتمثل باشكال هندسية غاية في الروعة ، اذا كانت تلك الخصائص ايجابية ، ضاجة بالطاقة الحيوية ، التي ستنقلها الى الحيز او الجسم الذب سيحتوي ذلك الماء ، اما اذا كان التشكيل الهندسي لجزيئات الماء كانت غريبة مشوهة المنظر ، فان ذلك يعني بانه يحمل صفات سلبية ، ذات طاقة حيوية تكاد ان تكون معدومة ، معنى ذلك ان نوعا من هكذا ماء ، سينقل تلك الصفات الغير مرغوب بها الى الحيز او الجسم الذي سيدخله ، كذلك انعدام الطاقة الحيوية لذلك الماء ، سيجعل الحيز او الجسم يفقد من طاقته الحيوية ، بقدر فقدان ذلك الماء لطاقته . اذن و بعد كل الذي تقدم ، ماذا نقول لعلماء الانسانيات ، كعلم النفس وعلم الاجتماع ، ماهو تفسيركم لهذا الامر ؟ هل ان الصفات الشخصية عند الانسان تبقى مرتبطة بعامليها ( المكتسب ) و ( الموروث ) ؟ ام ان هناك مصدرا اخرا ، هو الماء ؟ ــ حسب راي علماء الكيمياء ــ اصحاب هذه الفرضبة ، نعم ان كانت هذه الفرضية صحيحة ، اي ان للماء ذاكرة تحمل كل الاحداث المادية و المعنوية ، التي مر بها ذلك الماء او مرت به ، فان ذلك يعني ان تلك الاحداث و الانفعالات ( ايجابيتها او سلبيتها ) ستتسرب الى كياناتنا النفسية ، اذا ما علمنا ان نسبة الماء في جسم الانسان يصل الى ( 70 % ) وقد يصل الى ( 90 % ) في بعض المراحل العمرية، وليس ذلك فقط ، بل ان اهم عضوا في جسم الانسان ، مسؤلا عن تصرفاته و سلوكياته هو ( العقل ) و الجملة العصبية ، التي لا تقل نسبة الماء فيهما عن ذات النسبة المذكورة اعلاه ، وما دام ان الشئ ياخذ خصائصه من خصائص اكثر مكوناته ذلك الشئ نسبة ، اذن من الممكن ان ياخذ الانسان صفاته السلوكية ــ او بعضا منها ــ من صفات الماء في جسمه ، والتي نسبتها ــ كما ذكر 70 % من ذلك الجسم ــ ، و الماء انواع ، اذن تنوع سلوك الانسان يعود ــ في بعض مصادره ــ الى تنوع خصائص الماء الذي يشكل الجزء الاكبر من تكوينه المادي . و اخيرا هناك سؤال ، هل ستخسر العلوم الانسانية ــ كعلم النفس وعلم الاجتماع ــ جولتهما في السيادة على الاحاطة و التفرد في تفسير سلوك الانسان و اسبابه ، و الذي ترجعه تلك العلوم الى عوامل البيئة الاجتماعية و الاقتصادية ، والى عوامل الوراثة ، لصالح العلوم الطبيعية، وخاصة ( علم الكيمياء ) الذي تصدر المعارف في تفسير التركيب الهندسي لجزيئات الماء ، التي لها الخاصية في نقل ما في ذاكرتها من احاسيس و احداث ، الى التركيب النفسي للانسان . مجرد سؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#سلمان_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اشكالية (( الفقر ))
-
(( غيبوبة ))
-
عناوين ثقافية
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثالث / السيا
...
-
(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية ) القسم الثاني / ثالثل
...
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثاني / ثانيا
...
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثاني / اولا
...
-
(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول
-
الفلسفة : ( حب ) و ( حكمة )
-
الحزب يساوي العشيرة
-
الزعتر تحت الشوك
-
مفهوم المساواة في السياسة والاقتصاد و الاجتماع
-
صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه
-
الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الثاني )
-
الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الاول )
-
سايكولوجية الفنان و سوسيولوجية الفن
-
المجتمع : المتهم دائما
-
علي الوردي و ( لائاته )
-
عالم الاجتماع الدكتور عبد الجليل الطاهر
-
الصدفة والواقع
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|