|
مسلكيات سلبية تدمر الحياة الاجتماعية في فلسطين
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 12:27
المحور:
المجتمع المدني
المفرقعات النارية في فلسطين وفي الضفة الغربية تحديدا باتت ظاهرة خطيرة تؤرق حياة السكان وتنغص معيشتهم وتعبر عن استخفاف بالقيم الانسانية واستهتار بالانسان وباملاكه وخصوصياته وتعبر عن انحدار سحيق في الاخلاق والقيم والذوق والمنطق والمستوى الحضاري للمجتمع عموما المفرقعات النارية بمختلف احجامها واشكالها والوانها وقوتها وشدتها وضخامة صوتها ومساحة تاثيرها تتناثر بالشوارع وعلى الارصفة وفي الحدائق العامة وداخل العمارات السكنية وعلى الاسطح وداخل ساحات المساجد والمدارس وفي كل مكان والادهى من هذا انها ترمى من الشبابيك والفرندات فوق رؤوس المارة في كل الاوقات منذ طلوع الفجر وحتى طلوع الفجر في اليوم التالي وهذا كله بمناسبة شهر رمضان الذي من المفترض ان يكون شهرا كريما تتجلى به الاخلاق الانسانية الرفيعة والذوق والاحترام والرقي والتنزه عن كل ما يسيء للآخر ان الانسان الصحيح السليم منذ بداية هذا الشهر لا يقدر ان ينام طوال الليل من صوت المفرقعات اللتي تصم الآذان والتي تدخل من الشباك عليه لتنفجر في غرفة نومه او في ساحة بيته او في الشارع مقابل بيته على بعد بضعة امتار وكلها نتيجة عبث صبيان وشبان لا رادع لهم ولا اهل يرعونهم ولا شرطة توفر الامن والهدوء للمواطن وتحميه وتحمي املاكه لقد بات المواطن الامن العادي يكره هذا الشهر الكئيب الذي يحمل له الفاجآت المزعجة والخراب والدمار والاذى وتنغيص المعيشة والعصبية والاكتئاب والتحقير والاهانة والعطل والضرر والمرض والسقم والاعتلال النفسي والجسدي والعقلي والخسارة والانهيار هذا الهجوم الوحشي الذي يفوق بوحشيته وضرره على الناس هجوم الجيش الاسرائيلي على مدن الضفة الغربية في فترة الانتفاضة هل يعبر عن مخطط مرسوم من قبل المخابرات الاسرائيلية بتنفيذ من عملائها ؟ ام انه ظاهرة همجية وحشية تعبر عن المستوى الاخلاقي والقيمي الوضيع للشعب الفلسطيني عموما ولشبابه خصوصا ؟ الحقيقة ان من يقودون وينظمون هذه الاعمال هم طبقة من الشباب ذوي السوابق الامنية والمشكوك بانتمائهم ووطنيتهم ( عملاء لاسرائيل ) وهم من تجار المخدرات والسلاح واعضاء في المافيا الاسرائيلية ويقومون بعملهم هذا تحت غطاء المناسبات الاجتماعية مستغلين الجهل الاجتماعي وسذاجة الشباب المنفلت الصايع دون التزام اسري او اجتماعي ودون عمل او تعليم او انضباط في مؤسسات مدنية ترعاه وذلك لخلق بيئة تسهل عليهم الترويج لبضاعتهم ونشر ثقافة الجريمة والانحراف وخلق زبائن لهم من قطاع الشباب الضائع المهمل العاطل عن العمل والمحروم من ابسط مقومات الحياة الكريمة اذ يكون من السهل عليهم بدعم مادي بسيط وتوفير المفرقعات باجواء احتفالية جماعية تاخذ شكل شلل شبابية تجر في اذيالها الصبية الصغار فيغرر بهم ويقادون لممارسة الانحراف والذي تقوده المخابرات الاسرائيلية وتخططه المافيا الاسرائيلية وتستفيد من ريعه سواء باعمال السرقة او استهلاك الحشيش والمخدرات او الدعارة او العمالة والنتيجة العظمى من ذلك تفكك المجتمع وانهياره وانحطاطه الى درجة انه لم يعد يستحق وطنا ولا ارضا ليعيش عليها اسوة بباقي المجتمعات ذات القيم الحضارية ومما يؤكد صحة استنتاجي اضافة لمشاهداتي ومتابعاتي هو ان هذه الظاهرة مصحوبة بظواهر الصياعة والزعرنة والسرقات والتعدي على المارة وعلى السكان الآمنين في بيوتهم بالاعتداء الغير مبرر عليهم بالسب والشتم والتحقير والحرق والتكسير والضرب وتعكير صفو حياتهم وتنغيص معيشتهم من قبل اناس مجهولين يتخذون اشكال شلل من شباب صايع مجهولين وليسو من المنطقة اللتي ينفذون بها اعمالهم الاجرامية وهذا دليل دامغ على ان كافة هذه الاعمال مبرمجة وهذه الظاهرة تقوى وتتضاعف يوما بعد يوم مستغلة اتفه الاسباب بداية من اعلان نتائج التوجيهي ومن ثم رمضان ومناسبات اجتماعية كثيرة يتم خلقها لا تخطر على بال الانسان العادي وحيث ان مجريات الاحداث تؤكد ان المسالة ليست مسالة عفوية صبيانية عبثية بمناسبة اجتماعية ليتم الاحتفال بها والسلام وانما ظاهرة منهجية تهدف الى خلق واقع حياتي اجتماعي يسوده الانفلات والتسيب والاستهتار والهمجية والتفسخ والاجرام والاحقاد والكراهية والمشاكل والفقر والانحطاط وتركيز المخطط الهادف يظهر جليا في الجوانب المهمة وهي الامني والاقتصادي والاخلاقي والتربوي والثقافي وها نحن في اليوم الحادي عشر من رمضان وما زالت هذه الظاهرة تستعر الى درجة يستحيل السيطرة عليها امنيا او حصرها اجتماعيا السؤال :- اين قوى الامن والشرطة والمسؤولين من كل هذا ؟ اين الاهل الذين يتركون ابناءهم خارج المنزل لغاية وقت السحور يعبثون بامن المواطن وممتلكاته ويستهترون بالحياة العامة دون رادع اخلاقي او امني او انساني ؟ اين هو الضمير الوطني الحي في قلوب الكبار وعقول الشباب الثائر الحر ؟ اين انت ايتها الفسطينية المناضلة واطفالك يلهون بالشوارع خارج اطار العناية والتربية والتوجيه والاهتمام والرعاية ؟ اين هو الشعب الفلسطيني الذي يقاوم اشرس قوة استبدادية في العالم والذي يعجز كما يبدو عن مواجهة ظاهرة تافهة تنخر كالسوسة في عضده الاجتماعي لتحوله الى سقيم مريض معتل لا يقدر على القيام بوجباته الحياتية اليومية ؟ اسئلة لا اجد لها اجوبة مما يدفعني لان افكر بشكل آخر مفاده واقولها بحسرة واسف ان هذه الظاهرة وظواهر اخرى مثلها اصبحت تسيطر على حياتنا اليومية وتثقل كاهلنا فوق حمل الاحتلال وتشكل لنا مآسي وطنية واجتماعية وانسانية فوق مآسي الاحتلال الاسرائيلي وهي ظواهر من صناعة ايدينا مهما كانت الاسباب والدوافع والمبررات فانها تعبر عن انحطاط خلقي وقيمي حضاري وعن انفلات وتسيب وطني واستهتار شنيع بالقيم الانسانية والوطنية وعن عدم انتماء حقيقي للوطن والمجتمع الانساني وبات من السخف والاهانة للمنطق الثوري ان نبقى رافعين شعار ثورة حتى النصر والبديل الذي يناسبنا هو شعار انفلات وتسيب واستهتار حتى الدمار والانهيار والاندثار لتبقى الارض والحياة للاغيار
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من السخافة ان نبقى رافعين شعار تحرير فلسطين
-
عندما يتساوى الموت بالحياة اختار الموت
-
خلاصة القول ان لا اله والحياة مادة
-
منطق الله يتنافى مع المنطق الطبيعي للانسان
-
الانسان المدني ليس بحاجة للدين والاله والغيبيات
-
ثورتنا شعارها لا عربية ولا اسلامية نريدها علمانية
-
الحياة الطبيعية يجب ان تكون مشتركة بين الذكر والانثى
-
خواطر مبعثرة على صفحات الفلسفة
-
فلسطين عنوان حضارة انسانية وليست مجرد قضية
-
ظاهرة المفرقعات النارية في فلسطين مأساة وطنية
-
ظواهر سلبية في فلسطين لا تليق بالتاريخ والهوية
-
تشخيص المراة المسلمة على المقياس الانساني الحضاري
-
لا اله والحياة مادة وكفى لا اسلام بعد اليوم
-
كلمة بخصوص حملة فحص العذرية للفتيات في العراق
-
الحياة الانسانية فن يحتاج الذكاء والتقنية
-
الحب الطبيعي الحر اساس الحياة الانسانية
-
الحب الانساني بالحرية والوعي يؤدي للسعادة والرقي
-
كلمات مبعثرة على لسان انسان مقهور
-
هؤلاء هم بطبيعتهم المنحرفة عن سياق الانسانية
-
فلسفة تحقيق الذات وتاكيد الوجود الانساني على مسرح الحياة
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|