أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم حسن - فكرة المخلّص في الثقافة الاسلامية














المزيد.....


فكرة المخلّص في الثقافة الاسلامية


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 00:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا كانت الاديان السماوية تتفق فيما بينها بعددٍ من المبادئ الانسانية الجوهرية، فإنها ولا بد ان تختلف بعضها عن البعض الاخر قليلاً او كثيراً في بعض الجزئيات سواء منها ما يتعلق بالحياة الاجتماعية او بعلاقة الفرد مع الله. وهو امر طبيعي جداً، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان كل دين ينشأ في ظروف تختلف عن الظروف التي ينشأ فيها دين آخر. وبالتالي فإن طبيعة هذا الدين ومحاكاته لافراد المجتمع تختلف هي الاخرى بإختلاف هذه الظروف.

والباحث الذي يحاول رصد التشابهات بين الاديان، لا اعتقد انه يجد صعوبة في ذلك، فأغلبها تحث على التقوى والعمل الصالح والتمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذيلة و قمع الشهوات. في حين ان الباحث الذي يحاول جمع الاختلافات لا يوجد أيضاً صعوبة في ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في ايجاد المبررات والاسباب التي حتمت وجود مثل هذه الاختلافات. فالباحث عليه ان يغوص عميقاً في تحليلاته لايجاد البنى الاساسية لهذا الدين او ذاك. واذا تحدثنا عن التشابهات بين الاديان، فإننا نقف امام فكرة اساسية، اشتركت بها الاديان السماوية والوضعية ايضاً وهو امر يثير الدهشة والاستغراب والتساؤل. تلك هي فكرة المُخلّص / المنقذ. وهي وان اختلفت في من يُجّسد هذه الفكرة على ارض الواقع الا انها تتشابه من حيث المضمون والغاية والهدف.


واذا ما تفحصنا الدين الاسلامي ، نجد أن الشيعة الاثني عشرية يؤمنون بهذه الفكرة. ويجسدونها بشخصية الامام المهدي ، ويعتقدون بوجودهِ حيّا منذ النصف الثاني من القرن الثالث الهجري والى آلان. وهو من اهل البيت ومن نسلهم. الطائفة السنية - الاسلامية تؤمن بالامام المهدي غير انها تعتقد انه لم يولد الى آلان. وان ولادته لا يعلمها الا الله وهي حتماً ستكون في المستقبل القريب او البعيد. فالاعتقاد بالمهدي – بين الفرقتين - هنا موجوداً وقائماً، بيد ان الاختلاف يكمن في مسألة وجودية الامام المهدي على قيد الحياة ام لا.

اذن يؤمن المسلمون كافة بهذه الفكرة : فكرة المُخلّص - المنقذ ، الذي يخلّص الامة من الويل والعذابات ويرفع الظلم عن البشرية ويقتل الطغاة . والمخلص أو المنقذ فكرة مُجسدة بشخصية الامام المهدي عندهم ولا اختلاف في ذلك. وهناك علامات اتفق علماء الشيعة فيما بينهم عليها وهي مؤشرات حتمية على قرب ظهور الامام المهدي. وبغض النظر عن هذه العلامات ومضمونها والظروف التي تحدث فيها ، وبغض النظر عن مدى مصداقيتها اصلاً ، اود ان اتساءل هنا :

ان اغلب الديانات السماوية كــ المسيحية واليهودية والديانات الوضعية كــ المجوسية والبوذية خلقت هذه الفكرة وآمنت بها ايماناً قاطعاً ، وهي فكرة المُخلّص الذي يأتي ليخلّص الامة من الظلم الواقع عليها. مع العلم ان اغلب الديانات السماوية التي آمنت بهذه الفكرة والديانات الوضعية ايضاً هي ديانات سبقت الاسلام بقرون عديدة وهنا اتساءل :

هل اقتُبست هذه الفكرة من الديانات السابقة للاسلام ؟ وتأطرت فيما بعد بإطار اسلامي بحت ؟ وهل ان وجود هذه الفكرة قبل ظهور الاسلام يجرّد الفكرة من اسلاميتها اصلاً ويضعها موضع شك ونقاش ؟

واتساءل تساؤل انثروبوجي بحت : لماذا تؤمن اغلب الديانات بوجود المخلّص ؟ ولماذا يؤمن اغلب المنتمين لديانات سماوية او وضعية بهذه الفكرة على الرغم من الاختلاف في الشخصية التي تجسّد هذه الفكرة ؟ هل لا يستطيع البشر العيش بمعزل عن هذه الفكرة ؟ وما النفع الذي يمكن ان يحصل عليه الفرد بمجرد ايمانه بهذه الفكرة ؟ وهل الايمان من قبل اغلب المؤمنين من كافة الاديان بوجود المُخلّص يعني ان وجوده قائما فعلا ؟ وهل هناك منهج علمي يمكننا ان نسترشد به للوصول الى حقيقة ما تجعلنا اقرب الى اليقين بهذا الموضوع ؟



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحلام : الرمز والمعنى - 1
- الإنسان الكوني - المعنى والمفهوم
- البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق
- ما حقيقة الإعلام المغُرض ؟
- لا جديد في الحكومة العراقية الجديدة !!!
- أزمة الفكر البشري - رؤية سوسيولوجية نقدية-
- آلام بائسة !!
- حنانُ ألام : حاجة نفسيّة لما بعد الطفولة -المجتمع العربي إنم ...
- أزمة الفكر
- إسهامات الأستاذة مارجريت ميد في الإنثروبولوجيا النفسية
- سيمفونية الصمت
- أسطورة العراق الجديد
- من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟
- هلوسة الصباح
- الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم حسن - فكرة المخلّص في الثقافة الاسلامية