أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العالم العربي,ثورات وتراجعات














المزيد.....

العالم العربي,ثورات وتراجعات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم العربي,أمام رهانات غريبة ومثيرة,فقد ابتلي بالسكون لزمن طويل,وعندما تحركت دواليب التغيير فيه,وجد نفسه في مطبات ومنعرجات كثيرة,فلا الديمقراطية,التي خرج من أجلها الشباب تحققت,ولا السلطة انزاحت نهائيا من مجال التسيير المجتمعي,ولا هي انهارت نهائيا وأعلنت موتها بظهور نظم جديدة,معبرة عن تطلعات أخرى,أهمها التحرر من منطق العبودية,الذي نهجه الحكام العرب,ومدوه لمجتمعاتهم وكل التابعين لهم والخاضعين من المقربين وحتى الأباعد,بل ظهرت سلط أخرى أكثر رجعية,ومحافظة,وهي تمضي لتطبيق مشاريعها الثقافية والإقتصادية وحتى السياسية,مما حتم إعادة طرح الأسئلة من جديد,
هل عرفت دول التغييرات السياسية ثورة؟أم أنها في الطريق إليها,وهل الإتجاهات التي اتخذتها سوف تؤدي حتما إلى ‘حداث التحولات المنتظرة؟
هل هذه الثورات والتحولات,هي المدخل الوحيد والأخير لتحقيق النهضة العربية,التي طالما انتظرها المثقفون وخذلها السياسيون,خصوصا الذين وثقوا في الأنظمة العربية,وعولوا عليها لإحداث التغييرات في البنى الإجتماعية والسياسية وحتى الثقافية؟؟
1ثورة الغضب
الثورة التي لاتنجح,تسمى تمردا,وفي حالات أخرى تسمى انتفاضة حتى لو كانت مسلحة,معنى ذلك,أن الثورات لاتقاس,بمدى تسلحها أو سلميتها ومدنيتها,كما اعتقد الكثير,ممن بحثوا عن المميزات الخاصة بالتحولات التي عرفتها المنطقة العربية,كما أن الثورات ليست مجرد استبدال لوجوه السلطة,بآخرين,مختلفين معهم أو مناقضين لهم,الثورات,تصير كذلك,لأن محدثيها هم حارسوها والضامنون لنجاحها,فهي لاتفوض لأحد,مهما كانت قوته وحرصه عليها,إن قوادها منها,بعيدا عن تلك الشعارات التي كانت تجد للبحث عن الزعامات القديمة حتى من داخل الأحزاب العريقة,أبناء الثورة,هم من ولدوا من رحمها,وتعلموا منها وبها,وخبروا خصومها وأعداءها وحماتها,ولذلك فكل أبناء الثورات يكونون بالضرورة ضد الوصاية,وتعليق إجراءات التغيير,من خلال تقييم التضحيات أو تحديد ميزان القوى,فمادامت الثورة حدثت,فهي المعبر عن المنحى,والمحدد للغايات,والراسم لحدود الحركة والسكون,إنها الماء الجارف,لاتنتظر من يحملها أو يسير بها غير أبنائها.
2ثورة الكره
هي تلك التي تقتات من فكرة الإنتقام,تكتفي بإسقاط الأعداء,أو محاكمتهم أو حتى قتلهم,وآنذاك تشعر الجماهير انها حققت مبتعاهاووتعود إلى بيوتها,مكتفية بما حققت,وربما هو ما خرجت من أجله,وعندما تعود الجماهير إلى الخلف وتفوض قراراتها لغيرهها,يصير من الصعب تحقيق غايات الثورة,لأن المعنيين بها انسحبوا,واعتبروا دورهم انتهى,فشحنات الغضب والكره,تسقط الثورات,من قداسة الغايات,إلى ابتذال الفعل والتراكي في استكمال الرسالة,لذلك يقال إن الثوار,لاينجزون الثورات,بل يربونها ويغذونها ويحرصون أبناءها,هؤلاء الذين معها ويكون عليهم التعلم منها.
3ثورة الخوف
تلك التي ينجر لها الناس,خوفا من رجالات السلطة,فيطاردونهم,دفاعا عن حياتهم وليس عن الثورة والفكرة,فتصير الثورة بالنسبة إليهم تخلص ممن إن عادوا انتقموا,فهي فكرة انتصار للحياة والعمل على ضمان استمرارها,بأي شكل,حتى لو تطلب الأمر استئجار حامين جدد للدولة بعنف أكثر قوة,شريطة ألا يطال الثوار,أو الذين أحدثوا التغييرات,ولاحظوا أنهم بدأت تنفلت منهم لصالح جهة لا يعرفون ملامح وجوهها ولا خياراتها.
4ثورة العقل
في الأنماط السابقة من التغييرات,يلاحظ أنها تزخر بالقوة والإنفعالات الوجدانيةالصادقة,والضرورية لكل تغيير يعرفه العالم,شريطة أن تكون محكومة بالعقل,لماذا؟
لأن الثورة,تخطيط,مسبق ورسم,ليس للطريق فقط,بل حتى للمتاهات المحتملة,والمطبات التي يقتضي التغلب عليها معرفتها,أو تحديد ملامحها العامة على الأقل,فلا يقبل العقل,‘حداث تعيير يعود بالمجتمعات إلى الوراء,حيث الوحشية واللامدنية وعنف الجسد والحد من الحريات,وحتى لايحدث ذلك,تقتضي الثورات,تحديد المدى والوجهة,أما القيادات,فهي لاتعرف قبليا,لأن منها من سوف يمضي معها زمنها من يتوقف في منتصف طريقها,وربما من سيفاوض بها لربح مواقع حزبية أو طبقية,ورغم كل ذلكم فإن أخطر أعداء الثورات,هي التدخلات الأجنبية,التي تذكي صراعات الدول التكتلات السياسية,والمصالح الضيقة لبعض التجمعات العربية,التي استيقظت متأخرة,وتريد البحث لها عن موقع في صراعات الكبار الإستراتيجية,ولم تجد لها ورقة غير الدعم لبعض الحركات الدينية الجهادية,التي لا تؤمن لا بالمدنية ولا السلط الديمقراطية ولا حتى الحياة العامة والمشتركة ولا المواطنة,وهي بذلك تسعى فقط لإبعاد الثورات عن نظمها المتعفنة ةاللأهوتية واللأإنسانية,والمغلفة بما هو ديني لاهوتي متخلف,لن يسمح الغرب,باستمراره مستقبلا,خصوصا بعد الضربات التي تلقاها منه,والمسألة قيد الدراسة,فالسلط التي تنبني على ما عو عرقي,عائلي إماراتي لن تستمر,والغرب أدرك هذه الحقائق,وقد أعد لها عدتها,وليس ذلك غريبا,فالحضارات الإنسانية,تتأثر ببعضها,وتزيح كل مظاهر الشدود في بعضها,ثقافيا كان او اقتصاديا والسياسي يأتي لاحقا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب
- الرواية في المغرب
- الهوية في رواية ضفاف الموت
- يسارية اليسار المغربي
- فكر السياسة وسياسة الفكر
- الحرية الشخصية بين الديني والمدني
- الحرية الشخصية
- معركة الحب
- فكرة العروبة
- العوائق الخفية للتقدم
- فكر اليسار
- اليسار والمشروع الثقافي
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات
- اشتراكية العالم العربي
- اليسار بين الإصلاح والمغامرة
- الأديب والسياسة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العالم العربي,ثورات وتراجعات