أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكبة














المزيد.....

الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكبة


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما يسألني بعض من ألاقيهم على الفيسبوك مثلا عن الأحوال في تونس وعن صحة الأخبار التي تتناقلها من وقت لآخر وكالات الأنباء العالمية (آخرها الضجة الكبيرة والعنف الذي نتج عن إشاعة تمحورت حول معرض للفنون التشكيلية بقصر العبدلية) وكثيرا ما كنت أحاول عدم تهويل الأمور، معتقدا أن الأوضاع في طريقها للإستقرار وأن الحكومة "التي تعتبر نفسها شرعية" والتي تسير البلاد ستأخذ عبرة من الأخطاء السابقة التي قامت بها وستتحرك وإن ببطء في سبيل الوفاء بوعودها الإنتخابية... لكنني الآن، بعد كل هذه المدة التي تفصلنا عن تاريخ 23-10-2011، تاريخ الإنتخابات الأخيرة، أصبحت لدي نظرة سوداء إلى أبعد حد... ولمن سيسألني الآن، سأقول له حتما أن الأمور لا تعجب أحدا وأن "الإسلاميين المعتدلين" (كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم) إتضح أنهم أكثر فسادا من النظام الذي عوضوه على سدة الحكم. وأن نهاية تونس لا محالة قريبة، ما لم يتحرك الرأي العام بشجاعة وجرأة واضعا حدا لهذا الإنزلاق الخطير في هاوية لا يعرف أحد ما تخفيه لنا.
والغريب أن بعض الناس مازالوا يعطون ثقتهم لحزب النهضة (الذي لا يملك من الحزب سوى التنظيم في حين أن ممارساته ممارسات عصابات والذي ليس فيه من النهضة شيء لأنه السبب الرئيسي في نكبة البلاد الآن)، متعللين بأن الظروف صعبة (ألم يكونوا يعرفون أن الظروف صعبة يوم منوا الناس وكذبوا عليهم ببرامج إنتخابية شعبوية؟) وبأن الشعب بتحركاته ومظاهراته وإحتجاجاته لم يترك لهم الفرصة للعمل (وكأنهم يقيمون وزنا لهذا الشعب أصلا... ثم ماذا يريدون من الشعب أن يفعل وهو يرى من نصبهم يماطلون ويكذبون ويضحكون على ذقنه أيضا؟) وبأن الأموال تنقصهم لتنفيذ وعودهم (هذا واضح خاصة عندما نرى أن نواب المجلس التأسيسي يتقاضون مرتبات تفوق الخمسة آلاف دينار تونسي أي ما يعادل السبعة آلاف دولار أمريكي وأن من ولوه رئيسا على مجلسهم الموقر أمضى على قرار الرواتب والإمتيازات ونص في آخره على أن ذلك الأمر لا يجب ان ينشر بالرائد الرسمي... لماذا؟ لكي لا يطلع عليه المواطنون طبعا... وقد يكون خوفا من الحسد؟) وبأن الورثة التي تركها لهم زين العابدين بن علي لا يمكن أن تحل بسهولة (وزير التشغيل الفذ عبد الوهاب معطر قال ذات يوم أن وزارة التشغيل ليس من مهامها التشغيل، ثم قال أن مواطن شغل كثيرة ستتوفر في ليبيا: قد يكون رئيس حكومته حمادي الجبالي كذب عليه وأوهمه بأنه وزير هجرة وليس وزير تشغيل)...
لا أحد يغلب السياسيين في خلق الذرائع والتعلات... وإذا كان هؤلاء السياسيون رجال دين، فقدراتهم تصبح خارقة، لأنهم لن يتوانوا عن الكذب وتزييف الحقائق والنفاق في سبيل الكراسي.
عندما هرب الرئيس السابق زين العابدين بن علي من تونس إلى السعودية في بداية سنة 2011، نادى الإسلاميون بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان الحزب الحقيقي الوحيد والحاكم في البلاد، وكانت تعلتهم أن يقطعوا طريق الرجوع إلى الديكتاتورية... لكنهم أرجعوها بطريقة أخرى... لقد سقط ذاك الحزب-الدولة ولكن سرعان ما إنتصب مكانه حزب-دولة جديد، لكن بلحية... وإتضح أن الإسلاميين أشد تكالبا على السلطة والنفوذ وإستغلال الشعب من سابقيهم... كانوا يلومون على أفراد حزب التجمع تعيينهم لأقاربهم وأنصارهم في أجهزة الدولة، ففعلها حزب النكبة من جديد: فزيادة على حصته من الحقائب الوزارية والكراسي في المجلس التأسيسي، بسط حزب النكبة سيطرته على كل المرافق في البلاد بتعيينات لا تعتمد إلا على المحسوبية والموالاة: ولاة، مديري إذاعات وتلفزات، حتى مدير معهد الإحصاء نهضوي عين على نفس الأساس (فكيف نثق في إحصائياته وهي بيد المرشد الأعلى آية الله الغنوشي الذي طالما تحدث عن الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ثم عندما أمسك بزمام الأمور وأصبح الحاكم الوحيد من خلف ستار حكومة مهرجين سارع بإصلاح أسنانه المعوجة وتبديل "اللوك")... هذا دون أن نذكر ظاهرة الرشاوي التي تفاقمت حتى أصبحت علنية...
أما عن الأمور الأمنية فحدث ولا حرج... حكومة مهرجين تعطي الأمر ثم تتراجع عنه أو تكذبه لا يمكن أن تحضى بأي مصداقية في نظر الشعب. إنفلاتات أمنية من طرف عناصر سلفية جهادية (أو حتى علمية، فلا فرق بينهما أصلا، لأنه مجرد تصنيف منافق مثل أن تدعي النهضة أنها "حزب إسلامي معتدل" لتضحك على الناس بالكلام دون أن يكون للإعتدال مكان في الموضوع لا واقعيا ولا حتى منطقيا) في كل مكان تروع المواطنين وتقض مضاجعهم وتخرب ممتلكاتهم لأسباب تافهة مثل "الإعتداء على مقدساتهم الإسلامية" أو"إستفزاز مشاعرهم"... ووزير خارجية بين مطرقة أسياده (الغنوشي وعصابته) وسندان التطرف السلفي عاجز عن فعل أي شيء... رغم الموقف الحازم الذي يحسب لصالحه مؤخرا والذي كان السبب في إختفاء السلفيين من الميدان بسبب حسابات تكتيكية لا غير...
ومؤخرا شهدنا حربا بين رئاسة الجمهورية ممثلة في محمد منصف المرزوقي وبين رئيس الحكومة حمادي الجبالي حول تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا رغم تدهور الأوضاع فيها ثم صفقة بينهما لإقالة مدير البنك المركزي وهرج ومرج ولغط... أهذه هي السياسة يا أهل الحل والعقد؟ يا من تدعون أن في رؤوسكم أدمغة؟ لقد أصبحت سمعة تونس في الحضيض، وقد تذهب أبعد من الحضيض... فهل نصفق لخيباتكم وحماقتكم أم نندب حظنا الذي جعل على الكراسي من لا يستحق حتى الجلوس على الأرض؟
هذه باختصار شديد حقيقة الأحوال في تونس، وما خفي كان أعظم...

-----------
لقراءة المزيد، يمكنكم زيارة مدونتي: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...
- تخاريف شيوخ الإسلام: داعية كويتي يقترح استبدال اسم أم كلثوم ...
- خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...
- سياسة الكيل بمكيالين في موقع -مقالاتي-
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الثاني
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الأول
- رد على مقال عبد الحكيم عثمان: إثبات ان النصوص القرآنيه ليس ل ...
- نعم، الإسلام هو سبب كل مآسي الشعوب الإسلامية
- ردا على مقال -إستفزاز- لآمال قرامي
- ردا على مقال: لماذا يكره العقلاء والأحرار الإسلام؟
- مقتطفات من دراسة حول ظاهرة التكفير في الإسلام - سلمان رشدي ن ...
- آه يا دنيا - ثلاث رباعيات هدية لقراء الحوار المتمدن


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكبة