المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ما حدث اليوم في بيروت ، وبغض النظر عن طابعه الإجرامي المدان بكافة المفردات والمعايير واللغات ، نقطة انعطاف كبرى في تاريخ لبنان .. وسورية أيضا . إنه على المستوى اللبناني والسوري ، وربما الشرق الأوسطي ، بمثابة ضرب برجي نيويورك على المستوى العالمي . فمثلما غيرت جريمة نيويورك الإرهابية الاستراتيجية الأميركية والعالمية في مكافحة الإرهاب وقلبتها رأسا على عقب ، وأدت إلى ولادة نظرية الحرب الاستباقية التي ستغير وجه العالم إلى عقود طويلة ، ستؤدي جريمة اغتيال الحريري إلى تغيير وجه لبنان وسورية والشرق الاوسط .. ربما " إلى الأبد " !
سيسيل حبر كثير في توجيه الاتهامات والاتهامات المضادة حول أي " بن لادن" سوري أو غير سوري كان وراء نسف " برج " بيروت !؟ وستشير الأصابع إلى اتجهات متعددة ، لكن الإصبع الكبرى والأساسية ستتوجه ليس إلى النظام السوري على وجه العموم ، بل إلى أجهزة استخباراته على وجه التخصيص ، لا سيما وأن محاولة اغتيال مروان حمادي ، الذي لم يجف دمه بعد ، تحمل بصمات الأصابع العشرة لهذه الأجهزة التي لم يزل دم كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض والرئيس بشير الجميل ، وغيرهم الكثير ، يسيل من تحت أظافرها . وما من أحد سيقنع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بغير ذلك ، خصوصا وأن هذه الأجهزة ( بما تمثله من اتحاد للمافيات السورية ـ اللبنانية ومرتزقتها )هي التي تمنع الرئيس السوري من تنفيذ قراره الذي اتخذه، على نحو غير معلن ، قبل شهرين بالخروج من لبنان . فما من أحد يمتلك بقرة تحلب بكل هذه الغزارة يرضى بالتخلي عنها ببساطة ودون مقاومة !
قبل أقل من أسبوع كان زعيم التيار اليساري الديمقرطي اللبناني الياس عطا الله في باريس . وفي جلسة خاصة حضرها بعض زملائنا في " المجلس " كشف الياس عطا الله بأن الحريري أخبره بأن " العميد رستم الغزالي، رئيس المخابرات السورية العسكرية في لبنان ، وحين استدعى الحريري إلى عنجر في العاشرة من مساء يوم الجمعة 27 آب / أغسطس الماضي لإجباره على عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء من أجل صياغة مشروع قانون يتيح تعديل الدستور وبالتالي التمديد للرئيس لحود ، قال للحريري بالحرف الواحد : سأخرج مصارينك ( أمعاءك ) من بطنك " . وكان هذا التهديد كافيا لعقد جلسة لمجلس الوزراء في وقت مبكر من صباح اليوم التالي لتنفيذ المطلوب " ! فهل نفذ رستم الغزالي ـ التلميذ النجيب لغازي كنعان ـ تهديده !!؟؟
هذا السؤال الذي لن يجيب عليه بشفافية إلا تحقيق دولي مستقل ، ستتم الإجابة عليه بطرق أخرى غير مباشرة خلال الأسابيع القليلة القادمة حين سيرى الرأي العام كيف أن النظام السوري سيدفع الثمن الباهظ لهذه الجريمة ، حتى " وإن لم يكن " مسؤولا عنها ، حين ستتساقط رؤوس كبرى من فوق كتفيه ، وتخرج قواته وأجهزته مذلولة مهانة بعد أن رفضت الاستجابة لنداء المعارضة اللبنانية التي دعت النظام السوري إلى الحوار من أجل إخراج هذه القوات محفوظة الكرامة !
ومهما يكن من أمر ، يبقى الخوف الأكبر ماثلا في "حرب أهلية سنية ـ شيعية " لبنانية تكون هي الهدف الذي وضعه القتلة الأصلاء ( أو الوكلاء) لجريمتهم القذرة !
#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟