|
علمانية الدولة
احمد عبدالمعبود احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 16:54
المحور:
حقوق الانسان
علمانية الدولة و اخوان اردوغان !! مع نجاح ثورة 25 يناير بمحاكمة المخلوع و أخر الفراعين كثرت الطموحات و تعلقت الآمال تارة بالأخوان و أخرى بالعلمانيين لرسم المستقبل الأفضل لمصر المحروسة و أصبحت القوى السياسية المتعددة فى مصر تتنافس و تتبارى على من سيأخذ النصيب الأكبر من الكعكة السياسية حتى يحقق حلمه الذى راوده منذ قرون طويلة فظهرت على سطح الأحداث فئات متعددة مختلفة فى الرؤى و التوجهات و منها المخلص و منها الخسيس و من هذه الفئات فئة - ( المأجورين – و المستفيدين – و النخبة من السياسيين ) فالمأجورين هم من البلطجية و الفلول و أصحاب المطالب الفئوية الذين يعبثون بأمن البلاد ارضاء للنظام البائد - نظير مقابل مادى أى لا هم لهم سوى ترويع المواطنين أو تحقيق مطامع شخصية أما فئة المستفيدين فهؤلاء من الجماعات الاسلامية ( الاخوان و السلفيين و غيرهم ) و هؤلاء هم أول من استفادوا من الثورة بخروجهم و أفكارهم للنور فى الوقت الذى أفتى بعض مشايخهم بحرمانية و كراهية الخروج على الحاكم باسم الشرع و الدين أما فئة النخبة من السياسيين و المثقفين فهؤلاء حماة الثورة المخلصين وحراس الوطن الحقيقيين و الغيورين على كرامته و مستقبلة و مع هدوء عاصفة التغيير تبدأ مرحلة الشد و الجذب بين القوى السياسية فنرى دعاة الدولة الاسلامية يتهمون من يخالفهم من العلمانيين و الليبراليين بالكفر و اللوطية و الأباحية لأنهم مع قيام الدولة المدنية التى تتعارض مع الدولة الدينية أى دولة ( الخلافة ) التى حلم بها حسن البنا فى الثلاثينيات و يحاولون هم الآن و بكل السبل من أجل تحقيق حلم الخلافة الذى بدأ يراودهم من جديد فأشاعوا الفرقة بين المصريين و قاموا بتقسيم و تمزيق مصر الى فرق و جماعات لاستقطابهم بالشعارات الدينية التى قد تحرك مشاعر البعض منهم فى لحظات و لكن سرعان ما يعودوا للحقيقة الغائبة عنهم و هى أن مصلحة مصر فى العلم و الادارة و ليس بالشعارات فمشاكل مصر من( تعليم و صحة و أمن – اقتصاد و بورصة و غيرها ) لن تحل بالشعارات فان ما تعانيه مصر من مشاكل ادارية ليس بسبب فساد أو فقر فقط بل بسبب سوء الادارة فمكونات الحضارة تقوم على التفكير العلمى و لغة المنطق فكفانا شعارات فقد ولى زمانها لأن الزمن القادم زمن العلم و العلماء ففى اللحظة التى يغزو فيها الغرب الكواكب الأخرى بصواريخ فاقت سرعتها سرعة الصوت كما يجتهدون حاليا فى حل لغز سرعة الضوء فى اللحظة ذاتها التى حقق فيها الغرب ثورتة الفكرية و التكنولوجية الكبرى التى جعلت الكون كله بين أصابع طفل فى يده شريحة صغيرة فى حجم عقلة الاصبع (المحمول )و فى تلك اللحظة ذاتها يذهب انسان أخر الى أحد المشايخ ليسأله هل يدخل الحمام بقدمة اليمنى أم باليسرى ؟ و هل صوت المرأة عورة أم شعرها فقط ؟ و يفتى شيخ أخر بأن قتل الناس و هدم بيوتهم و دور عباداتهم هو الطريق الى الجنة ! و من تغييب العقول عن التفكير الى خداع النفس و كعادة الجماعات الاسلامية استخدامها للغة الخداع المبالغ فيها و الذى بلغ أشدة أثناء زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان لمصر فقد افرطوا له فى الدعاية من تعليق صورة الفارهه و الفخمة فى أعالى ميادين مصر الى الدعاية السياسية له باعتبارة الخليفة المنتظر و أمير الجماعة الذى يجمع شمل الأمة فى ( دولة الخلافة ) الاسلامية و زعمهم بأن تركيا تطبق الشريعة الاسلامية بدستور اسلامى و هو سبب تقدمها اقتصاديا و محاولة الربط بين نجاح حزب التنمية و العدالة فى تركيا و بين حزب الحرية و العدالة فى مصر لجذب المصريين للانضمام اليه ليحظى بأكبر عدد من المقاعد فى مجلس الشعب القادم حتى أعلن أردوغان تصريحاته النارية بأن الدولة كيان معنوى و حكم بين جمع الفرقاء و انه مسلم ملتزم بالنظام العلمانى و ان الاسلام دين علم و عمل و ليبقى الدين دين أما الحياة فتدار بالعلم و فن الادارة و أن الثوابت هو علاقة الانسان بربه و دينه اما مشاكل المجتمع متغيرة و فى الحال يتحول استقبال الفاتحين الى وداع الغدارين أو الخذيانين و يافرحة ما تمت خدها أردوغان و ططططططططططار ! فعندما نطالب بقيام دولة مدنية على حساب دولة دينية فاننا لسنا شياطين و لكننا مسلمون و موحدون باله العالمين الرحمن الرحيم و لاننا نقدس اسلامنا و نوقر ديننا الذى هو عصمة أمرنا و نعتز بأعظم رسول أنجبته البشرية سيدنا محمد( ص) و لكننا ببساطة لا نجيد استقطاب المجتمع باسم الدين فهل للمطالبين بقيام دولة دينية من برهه أو للحظات للوقوف مع النفس فى لحظة صفاء ؟ حتى لا نصطدم بالواقع الأليم و الذى نخشى مواجهته و هو هل بقيام دولة دينية نغلق البنوك ؟ التى سبق لكم و أن أصدرتم فتواكم بتحريم فوائد البنوك و نلقى بالنظام الاقتصادى العالمى بسلة القمامة و هل نعطل السياحة و نغلق الفنادق أمام السائحين ؟ و التى تساهم بنسبة ثلاثون بالمائة من نسبة الدخل القومى و هل نغلق مصانع الخمور و نغلق شارع الهرم و نقطع يد السارق برغم انه مازال لا يجد قوت يومه - ناهيك عن التعليم و هل بعض موادة تتفق مع تطبيق الشريعة الاسلامية أم لا مثل مادة الفلسفة التى حذفتها بعض الدول التى تطبق الشريعة الاسلامية أمثال ( السودان – السعودية ) و ذلك لأنها تخاطب العقل و المنطق و هل نحذف آراء سقراط ؟ باعتباره الأسئلة مبصرة و الأجوبة عمياء ! و كذلك نظرية التطور لدارون - الانسان أصلة قرد - و قس على ذلك كل ما يخاطب و يحاكى العقل ام يكتفى بتدريس مناهج ثقافة الطاعة و الولاء و البراء لتخريج أجيال أمثال قاتل ( د / فرج فودة – و مغتال الأديب العالمى نجيب محفوظ ) و ذلك لأنهم تربوا و تعلموا على ثقافة الطاعة و لم يتعلموا ثقافة الاختلاف فقد اعتادوا على سماع أنفسهم فقط و من هنا نبتت بذور الارهاب و التطرف و الذى لا يقرهما ديننا الحنيف فالاختلاف سنه كونية و لكنهم لا يعلمون و هذا ما تعلمناه من رسولنا الكريم سيدنا محمد (ص ) أشرف الخلق أجمعين عندما سؤل عن تأبير النخل فأجاب أنتم أعلم بأمور دنياكم فمتى نقول كما قال الامام الشافعى رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب تلك هى ثقافة الاختلاف فهل يستطيع هؤلاء اقامة مجتمع يحترم حقوق المواطنة و يحمى الأقليات فى ظل سيادة القانون هل يستطيع هؤلاء اقامة مجتمع يحترم حقوق المرأة فتحصل على مكتسبات سياسية أو ترتقى لمناصب علمية قضائية و غيرها بغرض تعزيز دورها و ألا يكون ديكوريا او شكليا فيكون مصيرها المنزل و ذلك من منظور دعاة الاسلام الوهابى و أصحاب الجمل و الناقة فى دولة الخلافة فالمجتمع الذى يسير بالرجال بدون النساء كالرجل الأعرج !!و ختاما أهديكم وصف شاعرنا العظيم سيد حجاب لدعاة الدولة الدينية و الرافضين لمجتمع العلمانية • فيها قانون وضعى ولا فنون
نسوان بنقاب وشباب بذقون
ونحطم بقى أصنام أجدادنا.. الكفرة الفراعين الملاعين
فاسمعوا.. واخضعوا.. يا أولى الألباب يا مصريين!!
و ادى السودان حسب التركيبة الدينية أصبح بلدين.. ده جنوب ده شمال
ما نقسّمها.. هية حكاية!! وبلدنا إحنا.. تبقى.. ولاية
ومقر خلافة يا ضنايا
و عايزين دولة وهابية ما فيهاش مساواة ولا حرية
استبداد راعى برعية وحدود شرعية.. مرعية
الفقرا يدوقوا ويلاتها والأغنيا يسرقوا خيراتها
لحساب أمريكا واخواتها
والمرة جارية والراجل ملك يمينه بذور نونو ونساوين
فاسمعوا.. واخضعوا.. يا أولى الألباب يا مصريين
1
#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نار الإخوان و لا جنة الفلول ! !
-
احترسوا من مرسى الاستبن !
-
نعم لثوار الميدان و لالالا لفلول النظام
-
حازمون --- كاذبون
-
الجماعة و افتقاد ثقافة الاختلاف
-
مجلس خيانة الثورة و إنتاج الفلول
-
الزواج العرفي بين العسكر والإخوان !
-
الوسية ( اسمها مصر )
-
الرئيس القادم و لعبة اختيارات الناخبين و لغز المادة (28 ) !
-
التمويل الأجنبي و انتهاك كرامة مصر بالأمر المباشر !
-
بور سعيد المفترى عليها و الانقلاب على ماما أمريكا
-
بركاتك يا شيخ حسان !!
-
عودة مبارك في وزارة التعليم !!
-
العصيان المدنى و ثقافة المجتمع المصرى !
-
لماذا التمسك بمجلس البور ورم (المجلس العسكري ) ؟؟
-
ثورة يناير بين مطرقة العسكر و سندان الاخوان
-
برلمان 2011 بين الجهل بالسياسة و الجهل بالدين
-
الجماعات الاسلامية و خفافيش الظلام
-
مبارك الفرعون المخلوع
-
ثورة مصر رايحة على فين
المزيد.....
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|