أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد م. الحوراني - الشرق والغرب قراءة في أفكار ادوارد سعيد















المزيد.....

الشرق والغرب قراءة في أفكار ادوارد سعيد


أحمد م. الحوراني

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الشرق والغرب قراءة في أفكار ادوارد سعيد:
عند ذكر أسم ما فورا يخطر ببالك انطباع معين , بلا شك أن مجرد ذكر إدوارد سعيد سيخطر ببالك
الرقي الإنساني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وعند البحث في نظرة الغرب للشرق و ما هي فكرته
عنه وكيف يتعامل معه، والعكس تماما أي ما هي نظرة الشرق وخاصة العربي والإسلامي للغرب
وما هي فكرته عنه وكيف يتعامل معه ، لا شك أن أول ما يخطر ببالك البحث فيه هي كتابات ادوارد سعيد
وأول ما يهمك نقله وما تعجب به هو آراء الأستاذ الكبير ادوارد .
انه لشرف لي أن أستعير جزء من أفكار و ملاحظات هذا الإنسان الكبير فيما يلي وهي مأخوذة من كتاب
ادوارد سعيد مقالات وحوارات من تقديم وتحرير د. محمد شاهين الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004
سأبدأ بما ورد في مقالته( التمنع والتعجب والتعرف) المنشورة في مجلة مواقف في نيسان عام 1972
(لنقارن الثقافة العربية بالثقافة الغربية جارتها لنرى كم هي مقارنة مؤلمة .إنني أوافق القائلين بأن الحدود
بين الثقافات باتت أقل وضوحا بسبب وسائل الاتصال السريعة على جميع المستويات وبفضل الثورة
الالكترونية بحيث أن الفوارق بين الثقافات لم تعد تشكل حدا حاجزا.مع ذلك يمكن أن نميز اليوم بين فئتين من الثقافات : ثقافة غازية متقدمة وثقافة مغزوة متخلفة ) الموضوع واضح كالشمس ثقافة غازية متقدمة بكل معنى الكلمة، وثقافة مغزوة متخلفة( شرقية طبعا) بكل معنى الكلمة .
وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما نسمع تأكيدا مماثلا أطلقه الدكتور برهان غليون في محاضرته
عن الشرق الأوسط الكبير الصيف الماضي وفيه يؤكد الدكتور برهان بأن هناك فراغا في المنطقة من المنظور الدولي إذا لم نقم بملأه حضاريا فهناك حتما من سيملأه وسأعود لنفس مقالتنا السابقة واستعير منها وصفا
جريئا لما جرى فهو يقول (استخدم المؤرخون العرب جميعا بغير استثناء بل حتى الغربيون ممن عالجوا قضية التغلغل الغربي في الشرق العربي ،استخدموا في وصف هذه العملية تشبيها جنسيا لا واعيا هو الاعتداء الجنسي
ولوج الثقافة الغربية في الثقافة العربية واغتصابها ..... إن العرب الذين عاشوا في ظل التأثير الغربي صابرين
أم نائمين يلقمون قيما غربية ولا يتمثلونها مروا من وضعهم كضحايا لهذا الاغتصاب إلى حال التكيف معه متذمرين حينا ونائحين حينا آخر إلى أن صاروا بالنتيجة أولادا لهذا الاغتصاب.)
ثم أردف مشيرا إلى أن العرب كانوا ميالين إلى عدم التعمق في البحث والمعرفة:
(ومن الناحية الاقتصادية رأى الغرب في العرب منبعا ينبغي أن يمتص ويستخدم :إذ أن العرب لاءموا نمطا للاستغلال نشأ في مكان آخر...فمن زاوية ثقافية وسيكولوجية نشّئوا بحيث يكونون الشريك الضعيف الذي تقتصر مهمته على أن يقلد المظاهر السطحية التي تعرضها له الثقافة الغربية...ولقحت الثقافة العربية ببعض مظاهر الثقافة الغربية التي بذرت في كل مكان وشملت المجتمع بكامله .هذه المظاهر التي أنتجت الثقافة العربية ما يماثلها كما تعكس المرايا الصور ،أنتجت عل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية مؤسسات تفتقر إلى العمق وتفتقر بعبارة أدق إلى الجذور لهذا نلحظ اليوم غياب أي تقليد عربي راسخ من تقاليد الحكومة الحديثة أو الإصلاح الاجتماعي أو الفكر الاقتصادي والسياسي . كل شيء وكأنه طرق على سطح لين لزج تحته ارتجاج واضطراب هائل غامض يبدو اليوم في صورة وفي اليوم الثاني في صورة مختلفة تماما... )
وهنا وجد أن هناك ثلاث أسباب لكون هذا التبادل الثقافي سطحيا اثنان منها يتعلقان بالغرب وواحد يتعلق بالعرب
في الأول يقول أن من طبيعة الروح المتفحص أن يحول كل ما هو غريب عنه إلى صورة عن نفسه ....هكذا يستخدم العربي التقنيات كما يجدها ومن خارج النظام الذي ولدها( فهو مستهلك ليس إلا وذلك لسببين الأول رغبة الغرب بذلك والثاني رغبة الشرق لذلك واستسلامهم للنوم) وهذه التقنيات بدورها تجده قاصرا. وفي السبب الثاني والأهم أن النمط الأساسي لنقل المعرفة في الثقافة الأوربية هو نمط التقليد .. فالنقل يصبح بموجب هذا المبدأ أسهل لأنه يأخذ الظاهر وما يسهل إدراكه بصورة ملموسة ...لتوضيح هذه الحقيقة أسوق قصة مضحكة رواها المارشال ما كلوها ن عن أمير أفغاني هو أمان الله خان .فبعد أن أطلق أمان الله خان طربيدا أعطاه الإنكليز لجيشه يحكى أنه قال أشعر أنني صرت نصف إنكليزي الآن .والحقيقة أنه حالما يضغط على الزر فانه يجد انكيزيا ،غير أنه صغير ،في تفهم العلم الذي أنتج الطوربيد .وأخيرا يدعوا لقراءة جريئة وناقدة لتقاليدنا
كما قام بذلك الكاتب حسن حنفي . قراءة التحكيم العقلي للتخلص من حالة التخلف التي يعيشها الشرق العربي والإسلامي لا قراءة الإسناد صديقة الجهل .
ومبينا أن السبب الثالث هو أن ثقافتنا يغلب عليها الأدب وتوجهها الكلمة ...
حتى وصل إلى القول (وسيكون من باب الإشفاق على النفس ،ومن باب السذاجة القول أن بالا مكان إلقاء مسؤولية هذه الحالة على عاتق الغرب .إن ما حجبه الغرب عنا وكيفية غزوه لنا ،حقائق يمكن تتبعها ،لا على أيدي المتآمرين الخبثاء،بل بواسطة قوانين التاريخ والثقافة .كانت خطيئتنا كمجتمع في تجنب أزمة الهوية ،تلك اللحظة الحاسمة حيث يخلف الإنسان ماضيه وراءه واعيا متـألما،كيما يتمسك بالمستقبل)
وبتابع لقد تركنا كل شيء للقدر واستسلمنا للجهل واعتبرنا أن ذلك مشيئة ألاهية الله منها بريء ( لنترك كل شيء كما هو هكذا نقول وينبغي ألا نجهد بالمحاولة لأن الانفعال يضرنا كثيرا .والعجيب أن هذه السلبية تولد فينا شعورا بالخلود .إن لغتنا اليومية حافلة بعبارات كهذه على الله ,إن شاء الله،ماشي الحال
وهي عبارات تنزعنا من فنائبتنا .وحشر اسم الله في أتفه الأمور يغطي تفاهة حياتنا بالجلال ويسبغ عليها وعلينا
سرمدية الله نفسه.)
وفي نفس الكتاب وفي مقابلة معه جرت سنة 1978منبها من خطر الأصولية بأنواعها فأكد أنه إذا كنت تعارض الهوس الديني من نوع أو آخر فيجب ألا تقتصر معارضتك على الأصولية المسيحية أو الأصولية اليهودية. بل يجب أن تشمل أيضا الأصولية الإسلامية .وأضيف كل أنواع الأصوليات؟التي نعرفها والتي لا نعرفها.
ولم يكن غائبا عن ادوارد قضية فلسطين قضية العرب الكبرى ولم يكن غائبا عن ذهنه أيضا ما للاستبداد والقمع وتغييب الشعب العربي من دور سلبي في تراجع الشرق كله مهما حاولت الإيحاء بالعكس. وهنا نتذكر الديمقراطية ومالها من دور حتمي في تقدم الشعوب وهي بلا شك الطريق الحتمي الوحيد لذلك.
إلى أن وصل في مقابلة أخرى أجريت معه سنة 1999 ونصها من نفس الكتاب إلى أن الوطنية غير المحققة
قضية بلا حل .هذه الوطنية غير المحققة هي النقطة المهمة التي ترتبط مع والى حد معين تتغذى على المشاكل المدنية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف البلدان العربية .هناك مشاكل الديمقراطية ومشاكل حرية التعبير ومشاكل المنظمات غير الحكومية ..... نحن لم نحاول يوما تنظيم حملة جماهيرية حول حقوق الإنسان فقد قرر القادة والنخب أن أملهم الأفضل هو حكومات الأقلية فاختاروا أن يجذبوا اهتمام مجتمع الأعمال وهذه هي رؤيتهم للمستقبل والدليل على ذلك هو نوع الدولة الذي يقام الآن وهي أساسا دولة بوليسية تحكمها أقلية السؤال هو إلى أين يقود ذلك ؟
إن نظرة ادوارد للعالم واضحة فهو يعرف أن له أصدقاء كثر في أنحاء العالم حتى الغربي منها وأنه يمكن مقاومة مشروع الهيمنة من خلال العولمة المضادة و من خلال الأفق المتقبل للآخر بكل أشكاله فها هو أخيرا يجيب على سؤال عن كيف يمكن للمرء أن يحاول التنظير للقوة وصوغ شكل للمقاومة اليوم في ظل عالمنا وحيد القطب ؟
(أعتقد أن من طبيعة القوة القبول بهيمنتها على مزيد ومزيد من المناطق كما قال غرا مشي .الهيمنة تدور حول التنافس الدائم، إنها حرب مواقع للحصول على مزيد ومزيد من المناطق ،وجزء مما فعلته الولايات المتحدة هو ألقاء دثار أيديولوجي على الخطاب في كل مكان ،وقولك انك إما مع الغرب ،السوق أو العولمة هو أمر متعلق بالصياغة ،كما أنه يلقى قبولا فوريا معينا من جانبه . على المرء تفكيك ذلك .ثانيا ،هناك سوابق متوافرة لدينا
في القانون الدولي وفي الوثائق والبروتوكولات التي وقعتها كل البلدان تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية :
اتفاقية جنيف ،ومعاهدة فيينا حول عدم التدخل وإعلان حقوق الإنسان وغيرها .لا يبدو الأمر كما لو أننا نبحر من دون بوصلة. هناك ما يكفي منها وما علينا سوى التذكر ،علينا أن نجهد ذاكرتنا طالما أن الهيمنة تمحو الذاكرة
وتقول أن ذلك هراء.ما يهم هو ما نقوله نحن ،يجب أن يكون هناك فعل مقاومة من خلال التذكر)
أنا مدين لادوارد سعيد لهذه الكلمات الجميلة الحضارية المقاومة وادوارد مدين لأصدقاء ه من كل مناطق العالم ممن قربوه من تجاربهم وآدابهم .كما قال (بالنسبة لي كان ذلك عظيم القيمة أن تنظر إلى التجربة الجماعية الأكثر اتساعا والذاكرة التي تتحول إلى نوع من العداء لضيق الأفق والانعزالية و الاقصائية التي تكاد تفرض تلقائيا عليك إذا كنت منغمسا في نضال محلي .)
شكرا ادوارد سعيد أحمد م. الحوراني



#أحمد_م._الحوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمان الاجتماعي
- الجولان


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد م. الحوراني - الشرق والغرب قراءة في أفكار ادوارد سعيد