أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الدين.. والدراسة/1















المزيد.....

الدين.. والدراسة/1


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 02:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين.. والدراسة../1
هل يمكن دراسة الدين، أسوة بمجالات العلوم والمعارف الأخرى؟..
يلحظ هنا أنه ما من علم يقتضي من التلميذ ممارسة طقوس والتزامات معينة ذات مضمون تسليمي جامد.
الأمر الآخر هو التمييز بين مفهوم الدراسة ذات المغزى البحثي، وبين التعليم الذي ينتهي بالحصول على شهادة تتيح لصاحبها التعليم أو ممارسة عمل. فدراسة الرقص لا تعني تعليم الرقص أو تعلّمه.
ويمكن القول.. أن طبيعة الأدوات والغاية، تميز بين الدراسة والتعليم. ان غرض التعليم هو الصنعة والاتقان، فيما غرض الدراسة هو البحث والتجاوز.
وقد سبق الاشارة إلى انتشار التعليم ومؤسساته ومعاهده منذ أوائل القرن الماضي، ووجدت معاهد وكليات تمنح شهادات في مختلف مجالات الحياة والعمل. ولكن مجال الدراسة والبحث ما زال ضئيلا ومحددا، وغالبا ما يعتمد القدرات والظروف الذاتية.
لكن مكمن المشكلة هنا لا يتوقف على مفردتي التعليم والدراسة فحسب، وانما هي مشكلة المادة (materials, literiture) المحددة بالكتاب -المقدس- أو مصادر التفسير. ولا توجد ديانة من غير انقسامات واختلافات في الاتجاه والتفسير. وهذا الاختلاف يتدرج من .. الكتاب .. تفسيره.. تاريخه.
- اليهودية..
فالكتاب اليهودي يعاني من مشاكل عويصة، منها المبالغة في طقوس القداسة، والمبالغة في الاتجاه الحرفي في التفسير والتطبيق، ومنها الخلط بين النصوص التاريخية والنبوية مع كنب موسى، إضافة لكتب الأبوكريفا. ورغم أن تعلق اليهود بالتلمود –كتاب تفسيري- يفوق اعتمادهم المباشر على كتاب (التناخ)، فأن طابع السرد التاريخي يجعل التناخ في مواجهة مستفزة مع التاريخ الاركيولوجي والعلماني. وما يزال الجدل مستمرا حول أصوله الكتاب وهويات كتابه، وزمن أو أزمنة كتابه وتاريخ اكتماله.
- المسيحية..
أما البايبل- الكتاب المسيحي- فيتضمن مشكلتين رئيستين.. اختلاف في تحديد الكتب أو الأسفار المعتمدة –كتابيا-، والثانية مشكلة الترجمات غير الدقيقة.
ينقسم الكتاب -المقدس- (Bible) إلى عهدين.. القديم والمتعلق بأسفار العبرانيين، والجديد الخاص بالأناجيل. ويختلف الكاثوليك (المسيحية الغربية الرومانية) عن الأرثوذكس (المسيحية الشرقية القديمة) عن البروتستانت (المسيحية المُصلَحة)، في تحديد عدد وأسماء الأسفار العبرانية، وفي المقدمة منها كتاب الأبوكريفا. يطلق مصطلح الأسفار القانونية (canonical script) على أسفار الكتاب المقدس، ولكن بعد اكتشاف نصوص أخرى بعضها يستكمل الأسفار القديمة، وبعضها يتضمن كتب نبوية أو تاريخية تخص العهد القديم، حصل خلاف حولها، انتهى بتسميتها (أسفار قانونية ثانية). ولكن اسمها المتعارف والشائع هو (كتب الأبوكريفا) أي الكتب المزيّفة. وقد تم تضمين كتب الأبوكريفا في طبعات الكتاب المقدس عند الكاثوليك والأرثوذكس (الكنائس الطقسية/ التقليدية)، بينما استبعدتها طبعات الكتاب المقدس عند البروتستانت.
غير هذا، يعتمد الأرثوذكس كتابا يطلقون عليه اسم -الديداكي- أو (التقليد الرسولي)* وهو أساس تنظيم العبادات والقداديس والادارة. كما يعتمدون كتابا اسمه (الأجبية) يتضمن الصلوات اليومية السبعة لكل مؤمن يمارسها لوحده أو مع جماعة الكنيسة.
تزعم المسيحية على العموم أنها واحدة في العالم، لكلّ من يعتمد قانون الايمان المسيحي المقرّ في مؤتمر نيقية في القرن الرابع الميلادي. لكن التمعن في نظام عبادات ومفاهيم الايمان لكلّ منها، يلاحظ تركيز الكنائس التقليدية على مسألة الشفاعة بشخص مريم العذراء البتول والرسل والقديسين والآباء الخوارنة، بينما تختفي كلّ هذه في كنائس البروتستانت ويتم التركيز على الثالوث الأقدس والصلاة باسم يسوع والروح القدس فقط.
عند البروتستانت تكون العلاقة مباشرة بين الانسان وربه من غير أيّ وسيط. ولا تتعدى وظيفة القسيس رعاية الكنيسة وإدارة الخدمة. ولا يوجد (أب اعتراف) المعتمد لدى المسيحية التقليدية، حيث يكون الكاهن مسؤولا وسيطا بين العبد وربّه، ومن خلال الكاهن يحصل على البركة أو النعمة أو الحرم واللعنة، إذا خالف الأوامر أو قصّر في واجباته حسب رأي القسيس.
المشكلة الأخرى تتعلق بترجمات الكتاب المقدس. فالمسيحية لم تنبت أو تظهر في أرض قومية تعنى بالتزام تراث ولغة محددة كما في اليهودية والاسلام. ومع انتشارها بين الأمم، ظهرت حاجة لترجمتها للغة السائدة لدى كل جماعة. وتعتبر اللغة اليونانية القديمة هي اللغة الأساس للعهد الجديد في كلّ الترجمات. ولكن مشكلة اليونانية القديمة أنها تتضمن ألفاظا ومعانٍ لا يوجد لها بديل مقابل في اللغات الأخرى، مما اضطر إلى تقريب المعنى أحيانا، أو استخدام ألفاظ قاصرة لا تعكس المعنى الكامل أو الدقيق في الأصل. تختلف اليونانية القديمة عن اليونانية الحديثة، وتكاد تكون من اللغات الميتة، ورغم اعتمادها ضمن مواد منهج دراسة اللاهوت المسيحي، فأن تعليمها لا يتعدى الغرض الديني الكتابي ولا يكفي دراسة اللغة كثقافة وتراث متكامل.
دراسة المسيحية في أيّ بلد، لا يمكن فصلها عن دراسة الكتاب المقدس بلغته، وظروف ترجمته وأعداد الترجمات المتعاقبة خلال التاريخ. الثقل الرئيس من هذه المشكلة يظهر لدى البروتستانت، وتعددية المراكز والقيادات الكرازية، سيما في القرن الأخير. فعدم وجود هيئة مركزية للاشراف أو المتابعة، دفع كل جهة إلى وضع ترجمة/ ترجمات للكتاب وتفاسير بحسب اجتهاد أعضائها، ليست بالضرورة تتفق مع غيرها. ومن الصعب اليوم الالمام أو التمكن من متابعة منشورات الجهات والمراكز المتعددة، لمعرفة مدى دقة تمثيلها للايمان المسيحي والموقف المسيحي في الحياة والوجود.
لقد تحوّل بعض الوعاظ –في أميركا خاصة- إلى (مراجع)/ مراكز ومؤسسات دينية وتفسيرية، ولهم شبكة ميديا واسعة تشمل كل العالم، في مجال الراديو والتلفزة الفضائية والانترنت. ولكل منها طاقم تأليف وترجمة وطبع ونشر وتوزيع واستلام طلبات يومية مباشرة وتجهيز مباشر.
كم هي نسبة الاتفاق بين أولئك، وكم هو الاختلاف؟..
ان الاختلاف اليوم بين كنائس واتجاهات البروتستانت، أشد وأصعب وأكثر، من مجرد خلاف بين الكنيسة الشرقية (أرثوذكس) وكنيسة غربية (كاثوليك) حصل في القرن الرابع الميلادي.
- الاسلام..
القرآن هو الكتاب الرئيس المعتمد لدى المسلمين، ولكنه ليس المصدر الوحيد، وانما أحد ثلاثة إلى جانب الحديث والسنة بحسب اللغة الاسلامية. وصفت لغة القرآن بأنها لغة قريش. وقريش هم أهل مكة، ومكة حاضرة تجارية صغيرة في بحر شبه جزيرة عرابيا*. والواقع أن لغة القرآن جاءت مشتملة على مختلف لغات العرب (قبائلهم)، إضافة لموروث اللغات القديمة كالعبرية والآرامية ولغات الجوار كالفرعونية والفارسية والهندية. ولم يقتصر التلاقح على المجال اللغوي وانما تعداه إلى الثقافي، الاجتماعي والديني. وكما يوصف التناخ* بأنه حمل كثيرا من رموز وإشارات ثقافة الشرق القديم، كذلك جاء القرآن شاملا لآثار لغوية واجتماعية وثقافية وقصص دينية وسياسية من العالم المحيط بمكة والحجاز.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين.. والبيئة..
- الدين.. والمحبة..
- الدين.. والاختبار
- الدين.. والاختيار
- الدين.. والاختلاف
- الدين.. والتجارة..
- الدين.. والتبعية!..
- الدين.. والسيطرة*!
- الدين.. والطبيعة
- اللغة والزمن..
- فيزياء الروح وروح الفيزياء
- يسألونك عن الروح..
- المفهوم المادي لسرعة الزمن..
- الدين.. وعبادة الموتى
- مصطفى سعيد الآن!..
- الدين.. وتغليف فكرة اللا جدوى بالشوكولاته
- هل الدولة شرّ؟!!
- عمال بلا عيد
- الدين.. والحرية
- الدين والسياسة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الدين.. والدراسة/1