علي ماضي
الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 22:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما يميز تجربتنا في تداول السلطة بشكل سلمي(الديمقراطية) عن باقي تجارب دول الربيع العربي كونها مستوردة وليس منتجة محليا ، وهذا يعني أنها لم تمر عبر مراحل الإنتاج الاجتماعي المعهودة للقيم والعادات والاتجاهات والتي تبدأ بـ :
1. الأسرة : معقل التربية الاول ، والجميع يعرف أن نظامنا الأسري قائم على السلطوية والمركزية الذكورية ، وعليه فهي لا تدعم الديمقراطية.
2. والنظام التربوي والتعليمي ،الذي يمتاز بسلطوية ومركزية المعلم (كاد أن يكون رسولا) وهو نظام لا يدعم الديمقراطية أيضا .
3. المؤسسات الدينية المتمثلة بالجوامع والحسينيات , هي الأخرى لا تدعم النظام الديمقراطي .
مما نتج عنه ان الديمقراطية ليست اتجاها ، ورأيا عاما يسلم به جميع أفراد المجتمع . لذلك فان فقدان هذا المنتج المستورد ولأي سبب كان يعني حاجتنا الى استيراده مرة أخرى وجميعنا يعرف معنى إعادة الاستيراد وتداخلاته .
وعلى العكس من ذلك ،لا خوف على تجارب دول الربيع العربي (وان شاب منظر ربيعهم اعتلاء الأحزاب الدينية ذات الطابع المتطرف سدة الحكم) لان ديمقراطيتهم من إنتاج محلي مرت عبر قنوات الإنتاج التي أشرت أليها وهم قادرون على إعادة أنتاجها وتطويرها ، كلما دعت الضرورة الى ذلك .
فلا يخفى اننا بحاجة ماسة الى تطوير مراحل او حلقات انتاج الديمقراطية التي اشرت اليها ، للوصول الى مرحلة اللاعودة في مشوار الديمقراطية ، نحن بحاجة الى اي سلوك من شأنه ترسيخ وتعزيز الديمقراطية في اذهاننا ،وبناءا عليه كنت أقف الى جانب النواب الذين كانوا يحاولون سحب الثقة من المالكي ، لا لأسباب سياسية وإنما لأسباب تربوية لأنهم لو نجحوا لكانت خطوة من شأنها ترسيخ الديمقراطية ، ورسالة طمأنة الى المجتمع مفادها أن لا دكتاتورية في عراق اليوم .
#علي_ماضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟