أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل














المزيد.....

اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 13:09
المحور: القضية الفلسطينية
    



قرر الاتحاد الأوروبي توسيع اطار العلاقة مع دولة الاحتلال وذلك في مجال التسهيلات التجارية والاقتصادية والتكنولوجية وذلك رغم الملاحظات الخاصة ببعض الانتهكات .
هكذا اعلن هذا الاتحاد مؤخراً ، علماً بأن اتفاقية الشراكة بينه وبين اسرائيل تلزم الأخيرة باحترام حقوق الانسان وخاصة بالبند الثاني من هذه الاتفاقية .
لقد قامت اسرائيل ومنذ توقيع الاتفاقية في اوائل عام 2000 مع الاتحاد الأوروربي بسلسة من الممارسات والاجراءات التي تشكل تعدياً صارخاً على القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان ابتداءً ببناء جدار الفصل العنصري ومئات الحواجز المنصوبة على طرق الضفة الغربية وصولاً إلى اجراءات تهويد القدس وحصار قطاع غزة والعدوان عليه في نهاية عام 2008 وليس انتهاءً بالاستمرار في سياسة مصادرة الاراضي والتوسع الاستيطاني على حساب الارض الفلسطينية إلى جانب الاغتيالات التي تمت بحق بعض القادة السياسيين اضافة للاستمرار في اعتقال واحتجاز آلاف المناضلين في سجون الاحتلال.
لقد اشارت العديد من التقارير الدولية ومنها الصليب الأحمر واوكسفام وكذلك تقرير غولدستون بقيام اسرائيل بممارسات ترقي إلى جرائم الحرب الأمر الذي دفع العديد من نشطاء منظمات حقوق الانسان لرفع قضايا تجاه مجرمي الحرب الإسرائيليين اما المحاكم الدولية وبالمقابل تنشط حركة المجتمع المدني في أوروبا في العالم باتجاه تفعيل حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال BDS بسبب ارتكابه لتلك الانتهاكات ومن اجل المساهمة بعزله وسحب الشرعية عنه بوصف اسرائيل دولة احتلال عسكري واستيطاني وتمارس بمنهجية اساليب التمييز العنصري بحق الشعب الفلسطيني .
يأتي الاتحاد الأوروبي الذي ارتضى لنفسه بأن يلعب دور الممول " للعملية السياسية " وليس المقرر حيث ترك إدارة هذه العملية للولايات المتحدة التي بدورها تؤكد يومياً انحيازها لاسرائيل ، فبدلاً من قيامه باتخاذ إجراءات بحق الاحتلال من خلال المقاطعة وتقليص مستوى العلاقات التجارية والدبلوماسية والاقتصادية معه ، يقوم بمكافئة هذا الاحتلال عبر توسيع اطار الشراكة معه ليشمل تسهيلات وامتيازات تساهم في تقويته اقتصادياً وتكنولوجياً ، علماً بأن الاحتلال قام بقصف وهدم العديد من المقرات والمباني التي مولها الاتحاد الأوروبي نفسه ومنها مطار وميناء قطاع غزة ومبنى اتحاد النقابات العمالية ... إلخ دون ان يكترث لرد الفعل الأوروبي .
لقد اكدت بلدان الاتحاد الأوروبي بهذا الموقف تناقضها مع المبادئ التي تروج لها وخاصة قيم الديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير كما أكدت انها لا تلتزم بالشروط التي تضعها على الشركاء بالاتفاقات المعقودة معهم في اطار انحيازها للمصالح بدلاً من المبادئ، كما أكدت تناقضها مع الحركة التضامنية الشعبية المتنامية في أوربا والتي تنشط باتجاه مقاطعة اسرائيل كدولة ابارتهاييد وتمييز عنصر واحتلال استيطاني .
إن اقناع بلدان العالم ومنهم الاتحاد الأوروبي بأهمية فرض عقوبات على الاحتلال والتضامن مع الشعوب العربية والشعب الفلسطيني يكمن بقدرة البلدان العربية وخاصة على ضوء الحراك الشعبي العربي الذي من المفترض ان يفرز إرادة دبلوماسية وسياسية عربية جديدة تستند إلى الحق العربي وإلى القانون الدولي وقدرتها على اتخاذ اجراءات تقنع تلك البلدان بضرورة الاستجابة للحق الفلسطيني مثل التهديد بوقف التحويلات النقدية العربية لدى البنوك الأوروبية ، أو مقاطعة بعض البضائع والشركات الأوربية بالأسواق العربية ، وغيرها من الاجراءات التي تستند إلى لغة المصالح التي يجب استخدامها جيداً ولاقناع تلك البلدان بأهمية اعادة النظر في السياسة التسهيلية والتحالفية المستمرة مع دولة الاحتلال رغم انتهاك هذا الاخير وبصورة منهجية ومنظمة مبادئ حقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية .
إن تحرير بعض بلدان اوروبا من ازمتها الأخلاقية يكمن كذلك في تنشيط القوى التضامنية مع حقوق شعبنا في تلك البلدان من اجل الضغط عليها لتستجيب للقيم والمبادئ التي تدعي اوروبا تبنيها خاصة في مجالي حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .
إن الضغط على حكومة بروتوريا العنصرية في جنوب افريقيا ساهم بصورة حاسمة بتحويل تلك الدولة إلى دولة لكل مواطنيها وبدون ضغط على دولة الاحتلال فإنه سيستمر عبر سياسة الافلات من العقاب والتواطؤ الدولي معه بانتهاكاته لمبادئ حقوق الانسان وسيتشجع للقيام بالمزيد منها.
واضح ان مبادئ أوروبا تستمر في كل أنحاء العالم ويتم من خلالها فرض عقوبات على الدولة التي يشير سجلها لانتهاكات لحقوق الانسان فقد فعلت ذلك بحق العراق وليبيا وايران والسودان وسوريا وغيرها من البلدان ولكن واضح ان هذه المبادئ الخاصة بحقوق الانسان تقف حيمنا تصطدم بسد إسرائيل رغم ممارسات الأخيرة المنتهكة لحقوق الانسان والتي تسير باتجاه التميز العنصري.
إن قناعة الشعوب بالمبادئ التي ساهمت اوروبا ابان عصر التنوير في اظهارها والتي تكمن بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان ستتحقق حينما تستطيع اوروبا التغلب على ازمتها الأخلاقية وتقرن المبادئ و القول بالفعل والتنفيذ ، حينها فقط تبدأ الشعوب بالاقتناع بتلك المبادئ.



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل درء مخاطر النزعات الطائفية
- لقاء موفاز وتجدد وهم المفاوضات
- رؤية المجتمع المدني في خطابات الرئيس مرسي
- اثر الاحتلال والانقسام على حالة سيادة القانون
- المنظمات الأهلية الفلسطينية التحديات والفرص
- الحراك الانتخابي المصري والتيار الديمقراطي
- الأول من آيار والتيار الديمقراطي
- وفاءً للمناضل سعدات ولكافة الأسرى
- في شروط استمرار المقاومة الشعبية
- الانتخابات وسيلة بناء ومقاومة
- خضر عدنان انتصار الكرامة على القهر
- السياسة الاقتصادية الفلسطينية
- في زيارة بان كيمون
- الربيع العربي بين تشاؤم اليسار وتفاؤل اللحظة
- المصالحة بين الاجراءات والقرارات
- ماذا بعد ايلول ؟؟
- الربيع العربي واستحقاق التيار الديمقراطي
- عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي
- المجتمع المدني بين التمكين والتحجيم
- احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل