يقيناً أن مامرّ به ألأخوة الكويتيون في بيانهم ألأخير لدليل –ولو متأخر – على مدى تفاهة الديمقراطية التي تدّعي بها ألأنظمة العربية كافة،وهو دليل – الحمد لله ليس عراقياً – لكي يعلم الجميع وبالذات الصفوة المثقفة في العالم الذي يتكلم العربية بوجه خاص،ولو كان الذي حصل للأخوة الكويتيين قد وقع على زملائهم العراقيين لما حصل شيء ولما تحدّث أحد من العرب بشيء وكأن العراقيون ليسوا عرباً وهو ماجعل العراقيون ينظرون للعروبة بشيء كثير من التقزز لما جنى العراقيون من العرب جميعاً من أنواع ألأذى مما أدى بالتالي الى نفور العراقيين من أي شيء اسمه عربي .
ومما هو معلوم بأن الصفوة المثقفة في أي بلد في العالم ( ماعدا الدول العربية وألإتحاد السوفييتي السابق والصين الشعبية وكوريا الشمالية وكوبا ،كونها جميعاً ذا حكومات إرهابية ) هي التي تؤثرعلى مجمل الفعل اليومي للإنسان الذي سحقته الماكنة الرأسمالية وبالتالي يكون لها الفعل المؤثر لسياسات دولهم سواء في تنظيم التظاهرات والإضرابات وألإحتجاجات،أو في شرح وتحليل خطط حكوماتهم للجماهير والى اين ستصل بهم الامور لو أنهم وقفوا متفرجين ،وهذا ما يجعل الدول التي حددناها بين ألأقواس تضرب بكل قوة وشراسة على اي فعل ثقافي جماهيري،ذلك أن الثقافة هي العدو اللدود للإرهاب ، وهذا مايجعل الثقافة والمثقفين والمفكرين وألأدباء والعلماء محدودي الحركة وألإبداع في أجواء البلدان التي ذكرناها في أعلاه.
إنَّ بيان المثقفين الكويتيين ماهو إلاّ صحوة للعقل العربي لكي يلغي الصدأ الذي علاه بسبب سياسات الحكومات العربية المتأصل فيها روح العصبية القبلية المقيتة، وهو بيان الحقيقة للشعوب العربية النائمة وألأصوات العربية التي تدعم إرهاب حكوماتها لغايات نفعيةـ وهو رسالة لكل المثقفين العرب أن أفيقوا من غفوتكم التي طالت ، فالزمن لا يرحم النائمين.
تحية إكبار وأعتزاز لكل ألأخوة الذين وقعوا بيان المثقفين الكويتيين والذين لم يستطيعوا اللحاق بهم ، ودعوة لكل المثقفين العرب الشرفاء ان تقولوا كلمة حق في زمن أهوج ، لا لشيء إلاّ للتاريخ.
د.عبد الفتاح مرتضى
25-9-2.00.2