أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - أن تأتي متأخرا..














المزيد.....

أن تأتي متأخرا..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 17:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تلك الايام التي لا نريد ان نتذكرها,وعندما كنا نعرف الارغفة الحافة باسماء اطفالنا,كانت عبارات الترحيب بضيف الفجأة تتزاحم مع انشغال الفكر باستعراض صور الاصدقاء الذين يمكنهم ان يوسعوا من بعض ضيق الحصار الذي يأخذ بتلابيب بيوتنا الخالية مما يملأ العين ويعين على القرى,ولكن حتى في ذلك الزمن المجترئ من العمر,كان العراقي ينام "قرير العين هانيها" رغم هم الدين وضيق ذات اليد لأنه لم يجعل ضيفه يذهب دون ان ينال بعضا مما جبل عليه..
وقد تكون هذه المروءة العراقية هي ما اثقلت على النفس والقلب طوال الساعات الطوال ما بين الاخبار التي تداولت اعتذار الحكومة العراقية عن عدم استقبال لاجئين سوريين باسباب تأرجحت بين"الامني"و"اللوجستي"والاعلان عن توجيه "قوات الجيش والشرطة والهلال الاحمر العراقي باستقبال النازحين السوريين ومساعدتهم وتقديم الخدمات لهم".
فليس هناك من بيان او تصريح حكومي قادر على انتزاع صورة العوائل السورية التي تقطعت بها السبل من عقل ووجدان المواطن العراقي ولا التفكير بالنساء والاطفال الذين ضاقت بهم طرقات الشام بما رحبت,وتساؤلاتهم الحائرة عن تلك الحواجز التي تمنعهم عن الارض التي لطالما كانت ملاذا واذرعا مفتحة ورائحة هيل تقر بها عين اللاجيء الضعيف الذي جارت عليه البلاد التي تحسست خطواته صغيرا وحوت عظيمات الناس الذين يحمل اسماءهم.
لا نجد مجالا للشك في انه كان للقيادة العراقية الكثير من المبررات للتردد في استقبال الاهل في الشام الجريح الذين يمموا شطرنا للاتكاء على الكتف التي لطالما خبروها في محنهم السوداء وعندما تأتي الايام بارزائها..ولكن السويعات التي فصلت بين القرارين قد توحي بتهافت هذه المبررات او اعتمادها على رؤية محددة بلحظوية لا تستحضر تاريخ التعشق الطويل من الايام التي جمعت بين الاهل الذين يشربون من نفس النهر لقرون.
نعرف ان الارض رمل ومدى..ولا نجهل الخواء الذي تحتويه,ولكن طيبة العراقيين ونخوتهم قادرة على ملئها دفئا وامنا ونار ودلال قهوة تعبق برائحة الشهامة العراقية وايثارهم على انفسهم ولو على خصاصة القحط اليباب..وان مروءة العراقيين التي امتدت كلمة طيبة ومواكبا وسماطا ممدودا على طول الوطن وشوارعه وهي قادرة على ان تمسح الذل عن الجباه المسحوقة بالحرب,والنفوس المعذبة التي يراد لها ان تعيش حفلات من العبث الطويل ومكابدة انتقال العنف الى مستوى العنف الشامل الفاقد للبصر والبصيرة.
قد يرى الكثير في كلامنا هذا جهلا في دروب السياسة الموحلة المتشابكة,واسرافا في تقديم القيم والاخلاق العراقية على دواعي الامن والسلامة في وقت تختلط فيه ارقام الشهداء,وهذا ما لا ننكر ولا ندعي خلافه,فان هذه الاخلاق العراقية بالذات هي ما جعلتنا لا نزدرد ان تقف بيننا وبين قيمنا الكتل الصماء وملح الجحود,وهذا ما يجعلنا نجافي المضاجع اتقاء لطيف الوجوه الحائرة الوجلة ما بين موت وموت وصحراء وابواب مغلقة..
ليس كل المرات التي تأتي فيها متأخرا تكون خيرا من المرات التي لا تأتي فيها ابدا..فهناك من التأخر ما ينقلب عليك خيبة وخطلا وسوء تقدير..وللأسف نحن مضطرون إلى أن نؤكد مرات ومرات،انه ما خاب من استشار,على ان يحسن اختيار المشير.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - أن تأتي متأخرا..