أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - عسى ألا يغنم الكرد في سوريا طبل العاضد لدين الله الفاطمي














المزيد.....

عسى ألا يغنم الكرد في سوريا طبل العاضد لدين الله الفاطمي


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 11:59
المحور: القضية الكردية
    


كلنا يرى اليوم ثائرة الكرد في سوريا وجهرهم باسقاط النظام مع رفعهم للراية الكردستانية جنبا الى جنب مع علم الاستقلال السوري من دون هدف واضح ومحدد, أو متفق عليه بين الاحزاب والحركات الكردية الكثيرة والمتعددة الاتجاهات والآمال أو مع باقي أطراف المعارضة السورية حتى وان صار واحد منهم (عبد الباسط سيدا) رئيسا لتكتل معارض رئيسي هو المجلس الوطني للمقاومة السورية والذي خلف برهان غليون الذي كان قد تنكر للمطالب الكردية في اقامة حكم ذاتي على الجزء الغربي من كردستان أو مايسمى بكردستان سوريا، وهو شريط يستمر مع الحدود التركية كانت قد حكمت عليه تركيا وحكم عليه غليون بشريعة طارق بن زياد، أي البحر من وراءكم والعدو من أمامكم. ان المجلس الوطني السوري هذا من صنع تركيا بلا شك، ومن الطبيعي فان الرضا الأكبر لتولي الرئاسة الدورية للمجلس من قبل شخص كردي يجب أن يأتي من تركيا، ومن المعروف بان المطالب الكردية في سوريا خط أحمر بالنسبة لتركيا التي تقاتل حزب العمال الكردستاني وتقمع انتفاضة الكرد في داخل اراضيها وتقصف معسكرات الحزب في خارج أراضيها، في الوقت الذي يوالي معظم أكراد سوريا ذلك الحزب، فأي رضى تركي للمطالب الكردية؟ ويبدو هذا الوضع اشبه بالنكتة الساذجة التي يطلقها بعض من الكرد ممن يشاركون الحكم في الأقليم الكردستاني في العراق بقولهم بأن تركيا حليفهم الاستراتيجي وهي التي سوف تساعدهم في اعلان دولة كردستانية مستقلة ضمن حدود الأقليم! وبعيدا عن تشبيه السيد سيدا بصلاح الدين الايوبي، فشتان بينهما، ولكن ما جناه الكرد من بطولات صلاح الدين الأيوبي، أو لنقل انهاءه لحكم العلويين في مصر، لم يكن سوى ماخلده للكرد الطبل الذي تركه آخر خليفة فاطمي، أي العاضد لدين الله، والشهادة لله فان الكرد لايشترون الطائفية الدينية ولو بفلس واحد, فلا صلاح الدين طلبها حيث كانت مطلب نور الدين الزنكي (التركي) ولا الكرد في سوريا هذه الأيام، لابل ان صلاح الدين كان يعارض ازاحة الحكم العلوي خشية ان يزاح هو أيضا من قبل بني زنكي. لقد ذكر ابن الأثير في كامله (الكامل لابن الأثير, المجلد 9, ص 365- 366, طبعة دار الكتاب العربي) بأن صلاح الدين جلس في عزاء العاضد لما مات، فاستولى على قصر الخلافة وعلى جميع مافيه وكان من كثرته يخرج عن الاحصاء، حيث فيه من النفائس ما تخلو الدنيا عن مثله، حتى ذكر الجواهر كالياقوت واللؤلؤ والنصاب الزمرد الى أن ذكر طبلا كان بالقرب من موضع العاضد, وقد احتاطت علية جماعة صلاح الدين بقيادة نائبه بهاء الدين قراقوش, ولما رأوا الطبل ظنوه عُمل لأجل اللعب به, فسخروا من العاضد, فأخذه انسان، هكذا يذكر ابن الأثير-انسان-, فضرب به فضرط فتظاحكوا منه، ثم ضرب به آخر، وكان كل من ضرب به ضرط، فألقاه أحدهم فكسره فاذا الطبل لأجل قولنج فندموا على كسره لما قيل لهم ذلك. ولكن ماعلاقة الطبل بالأكراد؟ نعم، العلاقة كان قد اشار اليها ابن كثير في ايراده لنفس القصة في كتابه (البيان والتبيين، الجزء الثاني عشر، ص 30 ) حيث ذكر: ولما تفرغ صلاح الدين من توطيد المملكة وإقامة الخطبة والتعزية، استعرض حواصل القصرين فوجد فيهما من الحواصل والأمتعة والآلات والملابس والمفارش شيئا باهرا، وأمرا هائلا، من ذلك سبعمائة يتيمة من الجوهر، وقضيب زمرد طوله أكثر من شبر وسمكه نحو الإبهام، وحبل من ياقوت، وإبريق عظيم من الحجر المانع، وطبل للقولنج إذا ضرب عليه أحد فيه ريح غليظة أو غيرها خرج منه ذلك الريح من دبره، وينصرف عنه ما يجده من القولنج، فاتفق أن بعض أمراء الأكراد أخذه في يده ولم يدر ما شأنه فضرب عليه فحبق - أي ضرط -، فألقاه من يده على الأرض فكسره، فبطل أمره. وهنا يورد ابن كثير، وهو صاحب اهم التفاسير القرآنية (تفسير القرآن العظيم)، القصة عن (ابن أبي طي- في كتابه) ويفصل في ضراط امراء الكرد حين يصفه بالحبق ويستدرك بتفسير الحبق بالضراط ، وهو شيخ المفسرين الذي يدرك جيدا بأن الحبق هو ضراط المعز كما جاء في لسان العرب لابن منظور (الجزء الرابع). ولو عدنا الى ادعاء العرب بعروبة صلاح الدين وحرمان الكرد من انتصاراته ومن انهاءه لحكم العلويين على الرغم من ان صلاح الدين من الأكراد الروادية كما ذكر ابنا الأثير وكثير في كتابيهما وزادا بأنهم من أشرف الأكراد، فان ما تبقى للكرد من مآثر صلاح الدين وخصوصا من خطبته للخليفة العباسي في مصر سوى حبق امراءه من الأكراد. ولو ان ابن الأثير كان قد عزا الضرطة الى انسان- ربما لانه كردي ولانه عاصر صلاح الدين وشارك حروبه (ابن الأثير الجزري المؤرخ- عبد القادر احمد طليمات)- فان ابن كثير عزا الحبق الى امراء الكرد ممن جاءوا مع صلاح الدين الى مصر, ولأن ابن كثير لايختلف في منهجه عن معظم المعارضة السورية في (حملتهم) للقضاء على (الحكم العلوي) في سوريا, ولو حصل ذلك في ظل ظروف الأنتفاضة المسلحة التي يتسيدها الأسلاميون في سوريا وبالذات في ظل فترة رئاسة السيد سيدا لرئاسة المجلس الوطني السوري فان مالا نتمناه هو تحول سيدا الى ثائر عربي (أو مسلم في أقل تقدير كما يوصف به صلاح الدين)، ولأن الأسد لايملك طبلا لعلاج القولنج الذي استبدل اليوم باقراص مهدئة وطاردة للغازات، فان ماسيتبقى للأكراد من مآثر السيد سيدا هو الضغط على كردستان الغربية بوساطة تركيا من الشمال وثوار الديمقراطية الجدد في سوريا من الجنوب، فتحبق.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى جمال البنا: ماذا لو كان الرئيس شابور بختيار
- مدينة شهربان والذكريات عن الزعيم عبد الكريم قاسم
- هل هي محكمة ثورية حكمت على مبارك؟
- مرة أخرى: نصب الحمار في السليمانية
- الجمال والقبح وقسمة الانسان
- وكان الكيّ آخر علاج التبشير في كردستان
- قصة كردية حقيقية من الماضي لم تحدث!
- الشك الامريكي بالعلم مازال مستمرا
- نوروز.. مِقمَعُ النارِ
- في ذكرى الفاجعة, المطالب النرجسية في حضرة ضيوف حلبجة
- عدت أفرق مرة أخرى بين اليمني واليماني!
- دول الخليج والربيع العربي والتغيير المحتمل في الخريطة الجيوس ...
- كلمة (الأنام) دخيلة على العربية
- ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟
- الحكم على عادل امام ليس اول الدجن ولا آخرها
- في امريكا والعالم العربي، التغيير لا نبتا أخرج ولا زرعا حصد
- فليكن ما يكون، ولكن ماذا سنكون عليه نحن؟
- ديانة (النسخية) الجديدة وثورات جيل الانترنت


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - عسى ألا يغنم الكرد في سوريا طبل العاضد لدين الله الفاطمي