أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد النجار - مخاوف العراق من سوريا ما بعد الاسد..!














المزيد.....

مخاوف العراق من سوريا ما بعد الاسد..!


أحمد النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عام 2003 الى يومنا هذا والعراق يعيش اكثر فترات تاريخه - الحديث على الاقل - ضعفا وهشاشة، حيث لم يسبق له تعرض خارطته للاستباحة بهذا الشكل الواسع وترك حدوده سهلة العبور لكل من هب ودب لتقصده فلول الذين لهم مآرب يقضونها فيه، لاسيما قطعان التكفيريين الذين وفدوا الى البلاد معززين بفتاوى اقطاب الوهابية التكفيرية ليجدوا الحواضن معدة لاستضافتهم الامر الذي مكنهم من القيام بدورهم التخريبي المنحط عندما كان ابناء تلك المناطق الحاضنة يحسنون الظن بالقادمين من وراء الحدود ظنا منهم بانهم قادمون لنصرة الشعب العراقي واعانته على مقاومة الجيوش المحتلة، الى ان تبين لهم فيما بعد ان الافكار التي يحملها دعاة الجهاد هولاء، هي الاخطر على العراق ووحدة شعبه من القوات الغازية، اذ كادوا يشعلون الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ويجهزوا على ما تبقى من تماسك العراق بسبب متبنياتهم الشاذة وصنيعهم اللامسؤول.
كانت بوابة الجحيم التي فُتحت على العراق لتقذف بتلك الحشود المجرمة الى ارضه للعبث بأمن اهله.. هي الحدود السورية.. اقيمت معسكرات على الاراضي السورية يتجمع فيها كل قادم من ارض العروبة ومن سواها متحمسا للجهاد في بلاد الرافدين.. وهناك كانت محطات الاعداد النفسي والعسكري للقيام بالدور التخريبي الذي اوصل العراق الى شفير الهاوية لولا لطف الله وحكمة الخيرين من ابناء العراق، ليأتي بعد ذلك تصدي ابناء الصحوات الشجاع لفلول القاعدة، ذلك التصدي الذي قصم ظهر القاعدة واشباهها وشل ايدي الذين ارداوا للعراق دوام النزف وسعة الجرح.
انتهت تلك المرحلة السوداء من عمر عراق ما بعد 2003 واستطاع العراق تحسين وضعه الامني من خلال تطوير قواته الامنية تطويرا نسبيا.. واقول: نسبيا، لان مدن العراق ولاسيما العاصمة بغداد لا زالت تعاني من خروقات امنية متكررة، لكن تحسنا ملحوظا طرأ على الوضع الامني في البلد وذلك يحسب لكل الذين عملوا وقدموا التضحيات من اجل تجاوز مرحلة الفوضى التي تسيدت المشهد لاعوام قصيرة بالعد، طويلة بالمخاوف.
لكن الامر المقلق في الشأن العراقي والذي يديم التوجس من المستقبل، هو مراوحة الحالة السياسية وادامة الصراعات التي هي السمة البارزة للمشهد السياسي العراقي.. غياب التوافق السياسي هو النافذة التي تطل منها المخاوف من ما يحدث في سوريا الان ومن انعكاساته المحتملة على الوضع في العراق، فمن الواضح ان الثورة في سوريا يقودها الاسلام السلفي التكفيري - حتى وان كان المعلن غير ذلك - المدعوم بالاعلام والتمويل السعودي - القطري.. ولا تخفى مناواة السعودية وكل الذين يدورون في فلكها للتجربة الجديدة في العراق، وابرز الدوافع لهذه المناوأة هو الدافع الطائفي، واذا كانت هناك دوافع اخرى فهي تأتي بالمرتبة الثانية، اما التيار الوطني الذي اسس للانتفاضة السلمية في سوريا فسيُغيّب ويتلاشى دوره بالمصادرة من قبل الطوفان السلفي القادم بقوة الدعم الخليجي والتواطؤ الغربي الذي يثير الاستغراب والشكوك!
وفي هذه الحالة عند حسم الامور بانتصار السلفيين في هذه المعركة التي تدور رحاها على الارض السورية ووصولهم الى سدة الحكم في دمشق واستمرار الوضع السياسي الهش في العراق فأن البوابة الجهنمية التي فتحت في الاعوام المنصرمة على العراق من جهة سوريا ستنفتح بشكل اوسع وابشع هذه المرة.. وهذه ليست مبالغة في التشاؤم بل هو امر نسبة التنبؤ بحدوثه تكاد تقترب من حدود اليقين لتوافر معطياته، ومخاوف الحكومة العراقية من حدودها مع سوريا مبررة ومبنية على قراءة صحيحة للازمة ومنطقتها التي يقع العراق في القلب منها.
وبناء على ذلك يتحتم على العراقيين المسارعة الى طي صفحة الخلافات وترتيب بيتهم السياسي.. وسد كل المنافذ التي تمكن الخصوم من التسلل من خلالها للعمل على اعادة العراق الى مربع الارهاب الذي كبدنا الكثير من الخسائر.. يجب ان يكون العراق وشعبه بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه هو اهتمام ساسة العراق الاول، فسلامة الامن الوطني ينبغي ان تكون هدفا مقدسا يتفانى من اجلها الجميع كي لا يمتهن المواطن ويضيع الوطن.



#أحمد_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب مع الغبار
- علمانيون في بيئة مسلمة
- إضافة صورة لموضوع - موجودا كالريح متوفرا كالانفاس
- موجوداً كالريح .. متوفراً كالأنفاس
- خليجي 21 الى البحرين.. هل البحرين اكثر امناً من البصرة؟
- الارهاب في العراق.. ومحاولة جديدة لاقلاق العراقيين
- لماذا العراق لا نصير له
- بين النصارى والمسيحيّين


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد النجار - مخاوف العراق من سوريا ما بعد الاسد..!