أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية














المزيد.....

عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكتلة الصامتة أو الفئة الصامتة او ما بات يعرف في مصر بـ "حزب الكنبة" كناية عن جلوس أصحابها امام التلفاز وانتظار الحسم ليس لها محددات واضحة نظريا او امبيريقيا/عبر الدراسات الميدانية، لأن قولبة هذه الفئة في مفهوم محدد ظلم لها وللمتابعين لها طالما انه ليس هناك استطلاعات رأي مستقلة تحدد حجم هذه الفئة ودوافع انزوائها عن المشاركة الثورية أو السياسية. وفي حالة سوريا ومهما حاولنا القول بأن المشاركة فيها من أعلى الثورات العربية فإنها تبقى دون المستوى المطلوب (قدّر فيصل القاسم بأنهم في سوريا 20% ولا أدري ما هي الدلائل التي ارتكز عليها؟). وينبغي ملاحظة أن المشاركة في سوريا متفاوتة أفقيا وعموديا بمعنى أن الثورة من الناحية العمودية قد تجد الأغلبية قد انخرط فيها مثل حمص وحماه وادلب، أما على المستوى الأفقي فإنه لوحظ أن المشاركة كانت ضعيفة في دمشق وحلب حتى الآن رغم أهمية ارتفاع منسوبها في الشهور الأخيرة.

اذن لا يمكنني أن أحدد الكتلة الصامتة ضمن محدد واحد وإنما ضمن عدة محددات أهمها:
1- أن بعضا منها من "القوى الفاهمة" لمجريات الأمور، فهذه القوى تتابع من خلال البرامج الحوارية بقنوات التليفزيون المختلفة وعلى الانترنت ومن خلال القراءة وتفهم ما يحدث والفهم يعطي للانسان ادراكا للأمور، وهي قوى لايستهان بها ولها مبرراتها بالصمت وعدم المشاركة و هي لا تعلن عن نفسها وليس لهذه الكتلة من يمثلها. وهذه الفئة لديها مقومات المشاركة إلا أنها لا تحبذ الاصطفاف الى النظام أو الثورة لأن لديها خطابا مختلفا ورؤية مختلفة وهي الفئة التي باتت تعرف بالتيار أو الخط الثالث وربما أطلق عليهم خبراء السياسة وعلماء الاجتماع بـ "القادمين الجدد".

2- على العكس من التصنيف السابق هناك "القوى غير الفاهمة" من الكتلة الصامتة التي ليس لديها أي همّ أو وعي سياسي ولا تعنيها من يصل للسلطة وأنها تبحث فقط عمن يؤمن لها الأمن والاستقرار وهم في غالبيتهم من الأفراد غير المتعلمين وهؤلاء يمكن أن يطلق على سلبيتهم في المشاركة بأنهم يتمتعون بـ "المواطنة الناقصة". وربما يبرر توجه هذه الفئة بأنها لا تنتمي لفكرة العمل السياسي كونها غير متابعة له، على اعتبار أنها تربت ضمن مجتمع عاش دون ممارسة ديمقراطية. هذه الكتلة تعاني مشكلة أساسية تتمثل في ضعف الثقافة السياسية لهذه الكتلة خلال 40 عاماً من العيش في نظم حكم ديكتاتوري لا يعول المواطنون كثيرا علي إمكانية تغييره من خلال الصناديق، والإحساس بأن أصواتهم لا تفيد في صنع السياسات العامة التي تتعلق بحياتهم اليومية.

3- هناك القوى المقاطعة للعمل الثوري والسياسي عن عمد ربما نتيجة زيادةٍ في الوعي السياسي ومعرفة بالحقوق السياسية، وربما تصطف أو لا تصطف هذه القوى الى ايديولوجيات سياسية أو دينية أو فكرية. ويمكن أن يطلق على هذه القوى بـ "التيار الصامت" وليس "الفئة الصامتة" باعتبارها تعبر عن "تيار سياسي لا زال يعيش في رحم التاريخ يراقب الأحداث و ينتظر تهيئة الأرضية لخروجه كتيار سياسي فاعل".

4- هناك فئة لديها الرغبة في المشاركة الثورية أو السياسية ولكنها لا تريد أن تدفع الثمن أمام الصراع العسكري الذي يفرض نفسه على الساحة وهذه الفئة منها أصحاب المصالح من الطبقات الغنية أو المتوسطة ومنها البسيطة ويمكن أن يطلق على هذه القوى بـ "القوى السلبية".

روى سوري: " في يومٍ وصل فيه عدد القتلى إلى ستةٍ وعشرين، دخلت إلى مركزٍ تجاري في دمشق، فتفاجئت بأن العيون معظمها موجهة نحو شاشات التلفاز وصوتٌ واحد يصدح في كل مكان. ماذا فاتني من احداث؟ لماذا كل هذا الاهتمام؟ اقتربت من احدى الشاشات فرأيت قناة الجزيرة الرياضية. كانوا يشاهدون “الكلاسيكو"!!
لكن يمكنني القول أنه كلما تزايدت مناسيب القتل والعنف كلما تقلصت هذه الكتلة الصامتة باتجاه مؤيد او معارض! مؤيد لأنه يخشى من المجهول ومعارض لانه لم يعد يحتمل رؤية الدم الذي ينزف على حوافّ الشوراع.. وهذا يفسر المد الثوري الملحوظ منذ بداية الثورة إلى الآن.

ولكن السؤال المهم الذي من أجله سقت مقالي اليوم ما هي عقوبة الفئة الصامتة؟ باعتبار أن عدم مشاركتها سيؤثر على مسار الأحداث. في الواقع ليس هناك جزاء قانوني لهذه الفئة على اعتبار أنه حتى في الدول التي ترتفع فيها نسبة المشاركة السياسية هناك فئة لا يستهان بها تنزوي عن الانخراط في الشأن العام. إنما المؤكد أن هذه الفئة سوف تكون المتضرر من سلبيتها طبقا للحديث " كمَثَلِ قومٍ استهَمُوا على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعْلاها وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفَلِها إذا استَقَوْا من الماء، مَرُّوا على مَن فوقَهُم، فقالوا: لو أنَّنا خرَقْنا في نصيبِنا خرقًا ولم نُؤذِ مَن فوقَنا! فإنْ ترَكُوهم وما أرادوا هلَكُوا جميعًا، وإنْ أخَذُوا على أيدِيهم نجَوْا ونجَوْا جميعًا"

وكما يقول عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد:
"والمشكلة ... أن فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمارُ الأرضَ والناس والديار، لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال. وكأنما يُستَحَق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد، وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )".

ولكن تبقى المشكلة في أولئك الذين تختلط عليهم الأمور فلا يدرون ماذا يفعلون ولا إلى أين يذهبون ولا إلى من يذهبون ولا يعلمون أين هو الحق والحقيقة؟!
المشكلة المحزنة في هذه الكتلة الصامتة أنها قد تقطف ثمار تضحيات الشعب! وان كانت من اقلية عرقية او طائفية ربما ستطالب بحقوق لم تكن لتجرأ ان تطالب به من قبل لولا هذا التغيير!



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود تركيا كقوة إقليمية
- جودة التعليم الجامعي في ماليزيا: دراسة حالة جامعة المالايا
- الربيع العربي: ما الذي يعني بالنسبة لنا؟
- تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الح ...
- دعوة للحوار حول -مطالب الثورة السورية-
- عام على الثورة السورية.. الحالات الراهنة والمستقبلية
- عيد يبحث عن وردة
- ماذا بعد تفجيرات حلب؟ مستقبل الجيش الحر..
- بعد الفيتو.. البدائل الممكنة لإسقاط النظام
- هل الورقة العربية ورقة النظام السوري بامتياز؟ -رؤية تحليلية-
- سورية وسيناريوهات التغيير
- مخيم اللاجئين.. المعادلة الصعبة
- النظام السياسي في سورية بين دستور الحاكم ودستورية الحكم: نحو ...
- الله... لماذا؟ رؤية نقدية (الجزء الأول)
- النمط القيادي والاتصال الاداري بالمدارس الثانوية
- الاعتماد الجامعي في ضوء متطلبات عصر المعرفة
- جدل الهوية: اللغة في التعليم الأكاديمي
- الحرية الأكاديمية ورياح التغيير
- السياسة التعليمية في ماليزيا
- انها الضربة الحاسمة لاسرائيل على ايران


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية