أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المثقف في المجتمع المريض














المزيد.....

المثقف في المجتمع المريض


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 01:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك كثيرٌ من المثقفين الذين ينسحبون من الثقافة بكامل عدتهم وعتادهم أمام مجتمع الحمقى الذي عجز المسيح نفسه عن شفاءه, وبدل أن يؤثر المثقف في المجتمع المريض نجد المثقف يتأثر بالمجتمع بدل أن يؤثر هو به وقلةٌ قليلة من المثقفين الذين يصبرون على مواجهة الحمقى والتعايش معهم ضمن إطار التعايش السلمي وبما أن مجتمعاتنا غير سليمة فإن الإرهاب يؤثر في المثقف وينحدر المثقف لينضم إلى باقي القطيع,يشعر المثقف الحقيقي بينه وبين نفسه أنه مثل الإنسان الصحيح عقليا وجسميا وبأن الآخرين في بعض الأحيان أو أغلبها غير سليمين لا عقليا ولا جسديا,والسؤال الجدلي الذي يفرض نفسه هنا هو: من الذي يتأثر بالآخر؟ هل مثلا المثقف السليم عقليا وجسديا يتأثر بالناس المرضى غير الصحيحين فيصبح بعد فترة من الفترات مثلهم غير سليم عقليا وجسميا أم أن المجتمع غير الصحيح يتأثر بالمثقفين؟

بالمثال الآخر: هل المرضى ينقلون للأصحاء عدوى أمراضهم أم السليمون من غير مرض ينقلون صحتهم الجسدية والعقلية إلى المرضى ويتسبب لهم بالشفاء؟

إن السلبيات أكثر سرعة من الايجابيات,فالشخص الذي لديه سلبيات وعيوب سرعان ما تنتقل هذه السلبيات إلى غير السلبيين وتؤثر بهم,أما بخصوص الايجابيات فهي بطيئة الحركة وبطيئة التأثير ومن الصعب جدا أن تنتقل الإيجابيات من الإيجابيين إلى السلبيين ليصبح السلبيون بفعل تأثيرها فيهم إيجابيون,ومن ناحية طبية معروفٌ جيدا أن المرضى ينقلون عدوى أمراضهم إلى الأصحاء ومن المستحيل أن يتأثر المرضى بالعدوى الصحية من الأصحاء, ومن الملاحظ جيدا مثلا إذا أصيب أحد أفراد العائلة بأي نوع من أنواع الإنفلونزا والزكام فإن باقي أفراد العائلة يتأثرون وتنتقل العدوى من مريض واحد إلى باقي أفراد الأسرة وأحيانا يتسبب شخص واحد بالعدوى لأكثر من 1000 شخصٍ,وإذا دخل إنسان سليمٌ صحيا إلى بيت كل أفراد الأسرة المتواجدة به مصابون بمرض معدي فإن الصحيح غير المصاب فورا خلال ساعات يصبح شخصا مريضا متأثرا من أجواء البيت والأسرة التي اقتحمها, وإذا دخلت أسرة بأكملها إلى بيت إنسان واحد مصاب بالزكام فإن هذا المريض ينقل عدوى مرضه إلى كافة أفراد المجموعة التي دخلت عليه, ولم يسبق أن دخل إنسان سليم جسديا إلى منزل أناس غير سليمين ,نعم, لم يسبق وأن نقل سلامته إلى كافة أفراد الأسرة المصابة ليصبحوا أصحاء مثله.

وإن عاش رجلٌ سليم عقليا بين مجموعة أناس غير سليمين عقليا فإن السليم عقليا يصبح مع مرور الزمن غير سليم على الإطلاق.

وهذا هو الذي يحدث في مجتمعاتنا فأنا صادفتُ في حياتي أناسا كثر سليمين عقليا وتفكيرهم سليم 100% ومتنورون 100% ولكن بعد فترةٍ من الزمن يتأثرون بمن حولهم من مرضى غير سليمين ولذلك مجتمعاتنا العربية على الأغلب هي مجتمعات مصابة بالجهل وهذا الجهل كل يوم ينتقلُ من شخصٍ إلى شخصٍ آخر حتى غدى مجتمعنا كله مجتمعا مريضا أخلاقيا ودينيا ونفسيا وجسديا,وهذه هي المصيبة التي تجعلنا نتراجع للوراء دون أن نحرز أي تقدم للأمام, ومريض واحد عقليا ينقل عدوى مرضه إلى كافة أفراد الأسرة ومن ثم نجد مجتمعا كل أفراده عبارة عن مرضى عقلين فمن النادر جدا أن نجد شريحة اجتماعية غير مصابة بالتلوث العقلي المتواجد في أغلب رؤساء الأسر العربية,والقاعدة عندنا هي القاعدة الشاذة والإنسان السليم عقليا وفكريا هو الشاذ.

لذلك لا تستغربوا من توبة الممثلين والممثلات والنجوم والكُتاب والكاتبات فكلهم على الأغلب يتأثرون بالمجتمع وبالبيئة غير الصحية,وأنا شخصيا لم أفلت إطلاقا من هذه الظاهرة فكل المحيطين بي ومن حولي مرضى وأنا وحدي السليم عقليا وأحيانا أتأثر بما يجري حولي من أحداث وحتى أشعر بأنني واحد من الناس أضطر اضطرارا لأكون مريضا لكي لا ينظر لي الناس على أساس أنني مريض بل على أساس أنني سليم عقليا بدليل أنني أومن بما يؤمنون به وأعيش كما يعيشون وأتظاهر أمامهم بأني أفكر كما يفكرون وأتكلم بما يتكلمون منه وهذا نوع من التخفيف عن نفسي لكي لا أتألم كثيرا,ولكي لا أشعر بالآلام آخذ إبرة تخدير وإبرة التخدير هي مسايرة الركب السائر.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب الرب
- في هذا الزمن
- لا تحرمني من هذه العادة
- عبادة الشمس
- كيد المرأة عظيم وكيد الشيطان ضعيف
- لماذا أنا غير إرهابي؟
- فاتورة الكهرباء والمواد التموينية
- طوال عمري
- الحماس الديني عن غير علم
- الفادي
- المسيحية والاسلام نظرة عن كثب
- علاقتي بالمسيحيين وباليهود
- المسيح,نظرة من الأفق
- مللتُ
- نظرة جانبية للمسيح
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المثقف في المجتمع المريض