أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - حب الرب














المزيد.....

حب الرب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 20:00
المحور: حقوق الانسان
    


يعرفنا ولا نعرفه ويسبقنا ولا نسبقه,ونعصى أوامره ولا يعصنا, ويعطينا قبل أن نسأله ويحس بمواجعنا قبل أن نحسُ بها ويعلم عن كل كبيرة وصغيرة من حياتنا ونحن لا نعلم عنه أي شيء, هو المجد الذي في السماء وهو السر الذي لا نعرف كيف نفكُ رموزه وهو الذي يكون معنا في كل الأوقات ونحن لسنا معه, وهو الذي يفتح لنا الأبواب ونحن لا نفتح له شيئا وهو الذي يفتح قلبه ونحن قلوبنا موصدة,هو الرب يعرفنا أكثر مما نعرفه وهذه كارثة عظيمة وجريمة بحق أنفسنا فلماذا لا نعرف الرب بقدر معرفته لنا؟ ولماذا لا نقترب منه بقدر ما هو قريبٌ منا ؟ ولماذا لا نستجيب له كما يستجيب لصلواتنا؟ ولماذا لا نهتم به ولو ب 1% كما يهتم بنا!!,وهو يعرف أسرارنا وخفايانا ونحن لا نعرف من أسراره شيئا!! وقبل أن تفكروا بالذهاب حاولوا أن تتركوا خلفكم أثرا يدل عليكم أو بصمة من خلالها نستدل على أنكم كنتم هنا تزرعون الحب وتجنون فوائده.

ونحن لسنا هنا ولسنا هناك, ونحن لا نعرف كيف ندير أنفسنا وبنفس الوقت نعترض على ما نجنيه من حصاد ألسنتنا وأيدينا وقصة الضياع التي عشناها لم يشأ القدر بعد ليضع لها نهاية حتمية فإما أن نعود إلى مواقعنا وإما أن نعرف شيئا عن الذي يعرفُ عنا كل شيء,هذه الرحلة التي بدأناها مع ولادتنا حتى اليوم لا نعرفُ كيف نعودُ منها .. فنحن نجني الكراهية للآخرين لأننا نزرع الكراهية ولا شيء غير الكراهية...أسلموا الروح للخالق قبل أن يستلمها منكم رغم إرادتكم,واستعملوا عقولكم من قبل أن يستلمها منكم فارغة لا يوجد فيها أي حركة تدل على أنكم كنتم تستعملوها,واكتبوا في حياتكم سطرا أو سطرين أو صفحة واحدة تكون عنوانا للمحبة من أجل أن يعم الخير والسلام بين الدول المجاورة والبعيدة عنكم ومن أجل أن يطلع الرب عليها,حاولوا أن تجربوا الحب وحاولوا أن تعطوا غيركم كما تهتموا بالأخذ من غيركم فنحن بشرٌ طبيعتنا الأخذ أكثر من العطاء, حاولوا أن ترسموا وجها بشفاهٍ مبتسمة بدل تلك الوجوه الباكية التي نصطبح بها في كل صباح,وراقبوا الرب في خلواتكم وراقبوا الرب في صحوتكم ونومكم فعينه لا تنام وأذنه لا تنام وحاولوا أن تكونوا أنتم وحاولوا أن تدخلوا البسمة إلى قلوب غيركم من الناس, فهكذا يحبكم الرب وتحبونه وهكذا يمجدكم الرب وتمجدونه وهكذا ننتهي من كل أحزاننا وننسى للأبد أوجاعنا,وحاولوا أن تعيشوا حياة ملأها الحب وملئها المحبة من قبل أن يأت عليكم يومٌ لا تجدون فيه للحب مكاناً, تسلقوا الأشجار العالية وتسلقوا أسطح البنايات العالية لتضعوا عليها حُزما من الأوراق الخضراء, حاولوا أن تطلقوا حمامة بيضاء في كبد السماء, حاولوا أن تغمسوا أصابعكم في الحبر وحاولوا أن تغمسوا عيونكم في القراءة ولو مرة واحدة في حياتكم, حاولوا تفكيك السلاسل التي تُقيد عقولكم,حاولوا أن تفكروا قليلا بمصير الإنسان وبالنهاية الحتمية لهذه البشرية فكل هذه الناس إلى زوال وكل ما نقوم ببنائه من هياكل عملاقة إلى زوال ونحن نهايتنا إلى الزوال ولن يبقى أمامنا ولا وراءنا شيئا خالدا وكل حياتنا عبارة عن رحلة قصيرة يقضيها الإنسان إما مع الشر وإما مع الخير وليكن يا أصدقائي الخير رفيقنا والحب دربنا.

وأعطونا وقتا نلتقطُ فيه أنفاسنا من شدة التعب والإرهاق ولا تزيدونا رهقا ولا تزيدونا ألما وحزنا, أعطونا وقتا لنحبكم ولو قليلا بما تجود به أنفسنا ففي داخل كلٍ منا طاقة كبيرة للحب ولصناعة السلام وعلينا أن نكتشف تلك الطاقة في أنفسنا وأن لا نحولها إلى طاقة لصناعة الكراهية, حاولوا أن تحبوا بعضكم بعضا لكي نحبكم نحن فما دمتم لا تحبون بعضكم فلن يحبكم أحد, ها أنتم أينما حللتم ترسلون عيونكم وجواسيسكم من أجل التخريب على صُناع السلام لتسيئوا لهم ...وأعطونا وقتا نراجع فيه أنفسنا وأعطونا وقتا نفكر فيه بحياتنا واجعلونا رمزا لنشر سياسة الحب ولا تجعلونا نقطة البداية للشر, وأعطونا وقتا نجلس فيه مع أنفسنا وأعطونا وقتا نفكر به بما سنصنعه من عدل وخير كما نفكر يوميا ماذا نأكل وماذا نتناول من أطعمة,وصلوا من أجل أن يعم السلام بين كافة الأجناس البشرية لقد مللنا جدا من صور الحروب والدمار فحاضرنا كله حروب وماضينا كله حروب وتاريخنا كله عبارة عن قتل وتعذيب ونريد هذا اليوم منكم ومن أنفسنا أن نصنع شيئا من الحب للأجيال القادمة, وانشروا التسامح بين كل الناس ولا تنشروا العداوة والبغضاء ولا تجعلوا للغل وللحسد مكانا بينكم وكونوا قوامين على الحب والحنان كما أنتم قوامون على النساء,وتعالوا يا أهل الأرض المحترقة ويا أهل السماء التي تمطر علينا سُحبا ودخانا تعالوا جميعا إلى السماء التي تمطرا عطرا وورودا وزهورا.

تسابقوا على نشر السلام كما تتسابقون على نشر الحروب, تسابقوا على زراعة الزهور...تسابقوا على نشر السلام بين أصحاب كل الديانات كما تتسابقون على نشر أسلحة الدمار الشامل,وتنافسوا على امتلاك القلوب كما تتنافسوا على امتلاك الأسلحة النووية وابنوا مفاعلا للحب كما تبنون مفاعلات الكراهية, وانجذبوا لبناء ناطحات رومانسية كما تنجذبوا لبناء ناطحات السحاب المصنوعة من الفولاذ والإسمنت المسلح,وامتلكوا القدرة على زراعة البراءة كما تمتلكون القدرة على زراعة الألغام البشرية, توقفوا لحظة لتتأملوا الحياة الجميلة واهتموا بالناس الذين ما زالوا على قيد الحياة كما تهتموا بالناس الأموات وابنوا لنا قصورا نطلع من خلالها على القدرة العاطفية لكم كما تحاولوا لفت انتباهنا على قدراتكم الهندسية في تصاميم الأبنية العملاقة وأعطونا وقتا للفرح كما تعطونا وقتا للحزن على ما فات من أعمارنا وما سيأتي, نحن قابعون هنا ننتظر بأناس يأتون إلينا ليزرعوا في طريقنا شجرة خضراء ونبتةً خضراء ونحن عالقون هنا بين السماء وبين الأرض لنرى قليلا من أعاجيب السماء وقدرتها على قتح أبواب الحب والمنافسة على صناعة الخيال الذي يجمحُ بنا نحو عالمٍ رباني يعرفنا ولا نعرفه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هذا الزمن
- لا تحرمني من هذه العادة
- عبادة الشمس
- كيد المرأة عظيم وكيد الشيطان ضعيف
- لماذا أنا غير إرهابي؟
- فاتورة الكهرباء والمواد التموينية
- طوال عمري
- الحماس الديني عن غير علم
- الفادي
- المسيحية والاسلام نظرة عن كثب
- علاقتي بالمسيحيين وباليهود
- المسيح,نظرة من الأفق
- مللتُ
- نظرة جانبية للمسيح
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال
- الثقافة والبراءة


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - حب الرب