أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية














المزيد.....


تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدأ هذا التشوش من تعريفهم للدولة فلا وجود لتعريف موحد يستطيعون به فهم الدولة ككيان حضاري شامل، وسأتجاوز عن عرض هذه التعريفات أو أقاويل كُبرائهم ومفكريهم وسأكتفي بالرؤية الحالية حسب برنامجهم السياسي والدعائي، فحسب البرنامج الدعائي يوجد لديهم مفهوم "تطبيق الشريعة" وهو مفهوم أقل ما يُقال عنه أنه دليل على قصور فهم الدولة والمجتمع معاً، هذا لأن المفهوم هو عبارة عن حال مغاير لواقع موجود وبالتالي فهو يحكي تغييراً لموجود بموجود آخر، وحسب هذا الكلام فمصر لم تكن تُطبق الشريعة الإسلامية من قبل -حسب مبدأ الوجود والعدم، وهذا يعني صدق وصف الشيخ سيد قطب-رحمه الله- للمجتمع المصري بأنه مجتمع جاهلي!، فأكثر التعريفات الأكاديمية للمجتمع الذي لا يسوده الإسلام"بالتطبيق" يخلص إلى وصفه بأنه مجتمع غير إسلامي.

إذاً فالحل الوحيد لهذا المجتمع"الغير إسلامي" هو الدعوة فيه لسيادة الإسلام"كشريعة"وهو ما يتبناه الإخوان على برنامجهم السياسي تحت مسمى"تطبيق الشريعة"..والحق أن المجتمع المصري هو مجتمع مسلم منذ أن وطئت فيه أقدام الفاتحين العرب، حتى قبل العصر الإسلامي لم يُعرف في تاريخ مصر إلا الدفاع عن الدين المسيحي وقبل الدين المسيحي شهدت أيضاً مصر موطن دعوة بني إسرائيل وتضحياتهم وقبل الديانة اليهودية أيضاً يكاد ينفرد المجتمع المصري القديم برؤية دينية فريدة من نوعها انتقلت خارج الحدود، كل هذا بيان –موجز- يوضح أن المجتمع المصري متدين منذ أن عُرف التدوين التاريخي طريقه لعقول البشر، وهو ما يدحض فكرة جاهلية المجتمع التي تلازم فكرة"تطبيق الشريعة" التي يُطلقها البعض على جهلٍ تام بتوابعها ولوازمها.

أيضاً لو افترضنا صحة تصور الإسلاميين عموماً لمفهوم الدولة انطلاقاً من فكرة"تطبيق الشريعة" فالأسئلة تظل حاضرة، هل الشريعة تتعارض مع روح العصر والتقدم العلمي؟..وهل القرآن المصدر الأساسي للشريعة يُعطي تصوراً واضحاً حول أسلوب تولي الحُكم أم أن القضية هي قضية مبادئ عامة موجودة لدى الجميع؟..هل الشريعة تقول بالوحدة والتعايش أم بالصراع والعنف الطائفي ،ولماذا نرى من يطالب بتحكيم الشريعة نراه طرفاً في صراعات طائفية أخرى ولو كانت خارج حدود الوطن؟..هذا سؤالٌ هام وقد عرضته من قبل على مروجي فكرة الخلافة الإسلامية قائلاً لهم أن الوحدة الإسلامية أمر عظيم"كمبدأ" وأنه لا يوجد مسلم تقريباً يرفض هذا المبدأ ،ولكن لماذا أرى أن "كل"مروجي هذه الفكرة"فكرة الخلافة الإسلامية" هم إما جماعات تنتهج العنف في التغيير كتنظيم القاعدة أو الرفض والإقصاء المذهبي كالتيار السلفي أو الصدام الأيدلوجي والحزبي كالإخوان المسلمين.

حقيقة هذا سؤال صعب الإجابة، فكلما تحدث هؤلاء عن الخلافة ازداد المسلمون تشرذماً، وهذا يعني حسب تصور هؤلاء أن فكرة تطبيق الشريعة لديهم هي وسيلة للسيطرة والهيمنة ليس أكثر، وأن القضية ليست قضية إصلاح أكثر من كونها حالة احتكار تام لجميع السلطات،مما يضعنا في تحدٍ آخر وهو رصد الحالة المُثلى لمفهوم"تطبيق الشريعة"..هذا لأن الأديان عامة داعية للسلام والأمن والنهوض، وفكرة التطبيق الديني في جوهرها هي فكرة متمايزة فيما لو قورنت بأفكار أخرى تنزع إنسانية البشر وتحل محلها فلسفات مادية أو سلوكيات خَطابية مقصودٌ منها نشر التميز والإلحاد الخُلقي.

ربما نخلص من تلك العملية-عملية الرصد-إلى استنتاج واقع سياسي يتسم بالمحاسبة والمواطنة والنظام الإجتماعي العادل والمساواه في كافة الحقوق والواجبات ونشر الحريات وصنع القوانين والمواد لحمايتها ....وما إلى ذلك من سلوكيات وأفكار هي في جوهرها تنشر المبدأ الحقيقي للدين وتفرض على الناس وعياً ثقافيا وحضارياً شاملاً.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية