أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية














المزيد.....

علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن بدأ التيار الإسلامى الترويج لقانون العزل السياسى العنصرى، لكل من كان يعمل فى النظام المصرى السابق وأعتباره إنسان فاسد وخائن للوطن وتم تسميته بالفلول، وحسب هذه النظرية العنصرية نكتشف أن كل المصريين كانوا جزءاً من النظام السياسى سواء مواطنين أو موظفين أو سياسيين أو أحزاب معارضة أو موالية للنظام، ومعنى ذلك القانون العنصرى هو عزل غالبية الشعب المصرى سواء كانوا صالحين مجبرين على تأييده بمن فيهم مثقفين ومفكرين أو تابعين للنظام السابق الذين كانوا يستفيدون منه، إذن المستفيد من ذلك القانون هى تلك الأقلية الدينية التى ساند شعاراتها وأهدافها السياسية الكثير من المفكرين والمثقفين والسياسيين، الذىن أرادوا أن لا يعزلوا أنفسهم عن فرصة المشاركة فى النظام الدينى الذى يحكم مصر الآن بالتحالف الإعلامى والهجوم على خصوم النظام الحاكم الجديد.

أقول هذه المقدمة بعد أن قرأت فى الصحف المصرية بعض التدوينات للكاتب المصرى علاء الأسوانى والتى للتأكد من صحتها، ذهبت إلى صفحته على موقع تويتر وقرأتها ووجدتها مطابقة لما جاء فى الصحف، خاصة لأنى لا أثق فى الإعلام العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، منذ زمن السادات وحتى الآن، لأن ما يكتب فيها ويذاع هو ترجمة لما تريده الأنظمة السياسية من الإعلاميين، وكان من الممكن أن تمر تدوينات وكلمات الأستاذ الأسوانى مرور الكرام مثلها مثل بقية المقالات والتصريحات التى تنشر فى صحفنا المصرية، لكن لشخصية الكاتب وخاصة فى الشهور الأولى بعد الثورة أحببت أن أتوقف أمامها كمثال لما يكتب فى مقالات ويذاع ويشاهده الملايين من إهانات أو إتهامات أو إزدراء للآخرين وآراءهم، والكل صامت كأن ما يقرأه أو يسمعه هو الحق والصواب والأسلوب الأمثل للنقد والحوار.

فى تدوينات الأستاذ علاء الأسوانى على تويتر التى أعتبر نفسه فيها قاضياً قام بتوجيه الأتهام إلى كل من مارس حقه فى أستخدام الحرية والعدالة والديموقراطية الذين يرددون بأنها حقوق أصيلة لكل مواطن مصرى بعد الثورة، يقول الأستاذ الأسوانى فى تدوينته" ثورة عظيمة قامت ضد نظام مبارك، ومات وأصيب آلاف المصريين ثم يأتي مصريون ليدعموا مساعد مبارك للرئاسة ثم يتكلمون بعد ذلك عن الثورة، ياللوقاحة".
هنا أتوقف عند كلمة الأستاذ الأسوانى " ياللوقاحة" التى ختم بها كلامه ويستخف ويستهزئ بحقوق وحرية المصريين فى التصويت لمرشح رئاسى بعينه، وكأنه ليس من حقهم حسب أعتقاد الأستاذ علاء ممارسة حقوقهم الوطنية الديموقراطية، بل حسب عبارته كان ينتظر أن يقدم الملايين أصواتهم للمرشح الذى يريده الأستاذ الأسوانى وإلا أعتبرهم وقحين وعملهم هذا من الأعمال الوقحة، إن دفاع الأستاذ الأسوانى عن فكره الشخصى هو حق إنسانى لكن لا ينبغى أن يكون دفاعه هذا إهانة وتحقير وتسفيه لحقوق وآراء وحرية الآخرين، وأعتبار الملايين من شعب مصر قليلى الأدب والحياء لمجرد أختيارهم الشخصى المخالف لأختيار أو فكر الأستاذ الكاتب علاء الأسوانى!!!
{ يا للوقاحة} هل تلك اللغة دخلت القاموس الثورى الجديد للمصريين الذى أضافه الأستاذ الأسوانى إلى معارفنا؟
هل ستكون هذه اللغة مقدمة ثورية من معالم النهضة الجديدة فى ظل الحكم الغير ديموقراطى الجديد؟

وأستمراراً لتدويناته التى هى قاسم مشترك تتردد على ألسنة الكثير من سياسى ومثقفى مصر، وهى عبارة تتلاعب بعقول وعواطف الشعب المصرى وتخلق التقسيمات العنصرية، تلك العبارة الشهيرة التى رددها الأستاذ الأسوانى قائلاً: " كل من ساند عمر سليمان أو شفيق فى معركة الرئاسة سواء كان مسلماً أو قبطياً ...".
إن إستخدام عبارة " سواء كان مسلماً أو قبطياً " فى مقالات وأحاديث السياسيين والمثقفين ينشأ عنه تمييز عنصرى للمواطنين، لأن هذا الكلام هو أستمرار للأرضية الطائفية التى صنعها النظام السياسى السابق، وينبغى تجديد أفكارنا والأبتعاد عن كل ما يصنع الفتنة ويخلق جواً دينياً طائئفياً، إن هذه العبارة يكررها الكثيرون من السياسيون والمثقفون فى وصف مواطنى مصر" سواء كان مسلماً أو قبطياً"، لماذا نصف مواطنى مصر بالمسلم والمسيحى؟ لماذا لا نقول مواطنى مصر دون إدخال العنصر الدينى حتى لا نخلق مشاعر الكراهية الدينية ونزيدها إشتعالاً؟

وأختم تعليقى وأستعير تدوينة الأستاذ علاء الأسوانى عندما قال" الإنصاف أن تناصر الحق أينما كان، سواء كان في صف أنصارك أو خصومك. أن تعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال . هذا المعنى للأسف يغيب عن كثيرين".
نقلت هذه التدوينة لأنها تواجه الأستاذ الاسوانى بما قاله فى تدويناته الطازجة التى يتهم ويصف فيها خصومه بأنهم:" أرامل شفيق ..". إذا كنت حقاً تناصر الحق يا أستاذ علاء فلا تصف الشعب الذى أيد اللواء أحمد شفيق بالأرامل وهى نفس النسبة أو أقل قليلاً من التى أيدت الدكتور محمد مرسى، أسلوب النقد المهذب للمعارضين أو للخصوم السياسيين لا يصل إلى تلك الدرجة الهابطة التى تنال من إنسانية المواطن المصرى أياً كان يتفق أو يختلف معك، النقد الجاد والبناء لا يسقط فى قاموس الصفات التى تحط من القيمة الإنسانية للبشر، وتشجع على خطاب غير ديموقراطى أخلاقى يليق بأصحاب الثقافة الذين يلقون التهم جزافاً وسط ملايين من الشعب المصرى التى تعانى من الأمية وتتلقى أخبارها ومعارفها من الكتاب والصحفيين.
لماذا لا نترك ظلام وفساد النظام السياسى السابق ونبدأ عهد جديد يجمع كل مواطنى مصر تحت مظلة المواطنة للجميع؟

متى نتعلم المحبة لخصومنا ولا نتوانى عن نقدهم والأختلاف معهم فى الرأى والأستمرار فى الحوار المتمدن لإحترام حرية التعبير وأن هناك قارئ هو الذى يستوعب ما جاء فيما يكتب مثقفينا، وذلك لبناء وطن مصرى ذو أخلاق ومبادئ إنسانية صالحة لكل زمان ومكان؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن
- الأنتخابات الدينية فى مصر


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية