أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (26) : المسلمون يتحججون بختان ابراهيم















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (26) : المسلمون يتحججون بختان ابراهيم


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 13:24
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


رأينا في المقال السابق ان القرآن لا يتضمن أي نص حول الختان. ورغم ذلك فإن المسلمين يتحججون بختان ابراهيم الذي يعتبر عندهم اسوة وفقا للقرآن:
«ثم أوحينا إليك أن إتّبع مِلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين» (النحل 123:16).
«قل صدق الله فاتّبعوا مِلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين» (آل عمران 3: 59).
ويقولون ان "الكلمات" في الآية التالية تعني الختان:
«وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين» (البقرة 124:2).
كما يعتمدون على حديث يقول ان ابراهيم قد ختن فيجب على المسلمين اتباع ما فعله ابراهيم. وهذا ما سوف نراه في هذا المقال.

تفسير الآية «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات»
-------------------------
لم يتّفق المفسّرون على رأي واحد في تفسير معنى «الكلمات» في آية البقرة 124:2 السابقة الذكر. فهذا الطبري (توفّى في 923) يقول إن الإبتلاء بمعنى الإختبار. ثم يضيف:
«وكان إختبار الله تعالى ذكره إبراهيم إختباراً بفرائض فرضها عليه وأمر أمره به، وتلك هي الكلمات التي أوحاهن إليه وكلَّفه العمل بهن إمتحاناً منه له واختباراً ثم إختلف أهل التأويل في صفة الكلمات التي إبتلى الله بها إبراهيم نبيّه وخليله».

ثم يذكر الطبري عدّة آراء في فهم هذه «الكلمات»:
- قول لابن عبّاس (توفّى عام 687): إن «الكلمات» هنا تعني شرائع الإسلام وهي ثلاثون سهماً: عشر منها في سورة الأحزاب، وعشر منها في سورة براءة وعشر منها في المؤمنين. ويضيف إبن عبّاس أنه ما أبتلي أحد بهذا الدين فقام به كلّه غير إبراهيم.
- قول ثانٍ لابن عبّاس: إن الله إبتلى إبراهيم بالطهارة، خمس في الرأس وهي قص الشارب والمضمضة والإستنشاق والسواك وفرق الرأس، وخمس في الجسد وهي تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغوط والبول بالماء.
- قول ثالث لابن العبّاس: إن «الكلمات» تعني: «ستّة في الإنسان وأربعة في المشاعر. فالتي في الإنسان: حلق العانة والختان ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب والغسل يوم الجمعة. وأربعة في المشاعر: الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والإفاضة».
- قول رابع لابن العبّاس: إن «الكلمات» التي أبتلي بها إبراهيم هي مناسك الحج.
- قول لقتادة عن أبو هلال: إن «الكلمات» تعني أن الله «إبتلاه بالختان وحلق العانة وغسل القبل والدبر والسواك وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط قال أبو هلال ونسيت خصلة».
- قول عن أبي الخلد: «أبتلي إبراهيم بعشرة أشياء هن في الإنسان سُنّة: الإستنشاق وقص الشارب والسواك ونتف الإبط وقلم الأظفار وغسل البراجم والختان وحلق العانة وغسل الدبر والفرج».
- قول عن أبي صالح: «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهن فمنهن إني جاعلك للناس إماماً وآيات النسك».
- قول عن مجاهد وعن عكرمة: «قال الله لإبراهيم إني مبتليك بأمر فما هو؟ قال تجعلني للناس إماماً؟ قال نعم. قال ومن ذرّيتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين. قال تجعل البيت مثابة للناس؟ قال نعم. وآمناً؟ قال نعم. وتجعلنا مسلمين ومن ذرّيتنا أمّة مسلمة لك؟ قال نعم. وترينا مناسكنا وتتوب علينا؟ قال نعم. قال وتجعل هذا البلد آمناً؟ قال نعم. قال وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم؟ قال نعم».
- قول عن الشعبي: «قال منهن الختان».
- قول عن الحسن: إبتلى الله إبراهيم بأمر فصبر عليه. إبتلاه بالكواكب والشمس والقمر فأحسن في ذلك وعرف أن ربّه دائم لا يزول فوجَّه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما كان من المشركين ثم إبتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتّى لحق بالشام مهاجراً إلى الله ثم إبتلاه بالنار قَبل الهجرة فصبر على ذلك. فابتلاه الله بذبح إبنه وبالختان فصبر على ذلك.

ونجد كلاما مماثلا عند مفسرين آخرين مثل الطبرسي والرازي. ويظهر من هذه التفاسير تناقض في فهم الآية المذكورة.

رفض التفاسير القديمة للآية «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات»
-----------------------------------
رفض عدد من علماء المسلمين المتأخرين التفسير القديم للآية «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات»، نذكر منهم الإمام محمّد الشوكاني والإمام محمّد عبده والإمام محمود شلتوت ووهبة الزحيلي.

- محمّد الشوكاني (توفّى عام 1834): بعد عرضه لأقوال المفسّرين القدامى الذين فسّروا الكلمات المبتلى بهن إبراهيم بأنها خصال الفطرة - ومن بينها الختان، يقول الشوكاني:
«إذا لم يصح شيء عن رسول الله (ص) ولا جاءنا من طريق تقوم بها الحجّة تعيين تلك الكلمات لم يبق لنا إلاّ أن نقول: إنها ما ذكره الله سبحانه في كتابه (قال إني جاعلك) إلى آخر الآيات، ويكون ذلك بياناً للكلمات أو السكوت وإحالة العلم في ذلك على الله سبحانه. وأمّا ما روي عن إبن العبّاس ونحوه من الصحابة ومن بعدهم في تعيينها، فهو أوّلاً أقوال صحابة لا تقوم بها الحجّة فضلاً عن أقوال من بعدهم. وعلى تقدير أنه لا مجال للإجتهاد في ذلك، وأن له حُكم الرفع فقد إختلفوا في التعيين إختلافاً يمتنع معه العمل ببعض ما روي عنهم دون البعض الآخر بل إختلفت الروايات عن الواحد منهم كما قدّمنا عن إبن العبّاس. فكيف يجوز العمل بذلك - وبهذا تعرف ضعف قول من قال: إنه يصار إلى العموم ويقال تلك الكلمات هي جميع ما ذكر هنا، فإن هذا يستلزم تفسير كلام الله بالضعيف والمتناقض وما لا تقوم به الحجّة».

محمّد عبده (توفّى عام 1905): جاء في تفسير المنار قول مشابه لكلام الشوكاني:
«قال الأستاذ الإمام عند إيراد قول المفسّر (الجلال) في تفسير الكلمات أنها الخصال العشرة: إن هذا من الجراءة الغريبة على القرآن. ولا شك عندي في أن هذا ممّا أدخله اليهود على المسلمين ليتّخذوا دينهم هزؤاً، وأي سخافة أشد من سخافة من يقول: إن الله تعالى إبتلى نبياً من أجل الأنبياء بمثل هذه الأمور وأثنى عليه بإتمامها وجعل ذلك كالتمهيد لجعله إماماً للناس وأصلاً لشجرة النبوّة - وأن هذه الخصال لو كلّف بها صبي مميّز لسهل عليه إتمامها ولم يعد ذلك منه أمراً عظيماً. والحق أن مثل هذا يؤخذ كما أخبره الله تعالى به، ولا ينبغي تعيين المراد إلاّ بنص عن المعصوم». وفي ردّه على من ينتقده لمخالفته إبن عبّاس، يقول محمّد عبده إنه يجل إبن عبّاس ولكن لا يصدق روايته.

محمود شلتوت (توفّى عام 1965): يقول:
«وليس أغرب من أن يستدل الذاهبون إلى وجوب الختان بقوله تعالى: «ثم أوحينا إليك أن إتّبع مِلّة إبراهيم حنيفاً» ويقولون إنه قد جاء في الحديث: «إن إبراهيم إختتن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة» والإتّباع الذي أمر به محمّد وأصحابه يقضي عليهم أن يفعلوا ما فعله إبراهيم، وإذاً يكون الختان وقد فعله إبراهيم واجباً على محمّد وأتباعه. إسراف في الإستدلال، غاية ما قوبل به عدم التسليم له، وهو من نوع إستدلال آخر للقائلين بالوجوب أيضاً وهو: إن الختان أحد الأمور التي إبتلى الله بها إبراهيم وأتي ذكرها بعنوان «الكلمات» بقوله تعالى: «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهن». قالوا: وورد عن إبن عبّاس أن تلك الكلمات هي خصال الفطرة: وهي الختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، إلى آخر ما قالوا ونقرؤه في المتداول من كتب التفسير».

وهبة الزحيلي
يرى وهبة الزحيلي في «التفسير المنير» أن أصح الأقوال في فهم «الكلمات» التي إبتلى الله بهن إبراهيم هو قول إبن عبّاس: «الكلمات التي إبتلى الله بهن إبراهيم فأتمّهن: فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم، ومحاجّة نمرود في الله، وصبره على قذفهم إيّاه في النار ليحرقوه، والهجرة من وطنه حين أمر بالخروج عنهم، وما أبتلى به من ذبح إبنه حين أمر بذبحه».

احاديث متناقضة حول ختان ابراهيم
---------------------
وبما ان تفسير الآية «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات» متناقض رأي البعض اللجوء الى احاديث نبوية تتكلم عن ختان ابراهيم نذكر منها:

- ما ذكره البخاري (توفّى عام 870) في صحيحه نقلاً عن أبي هريرة: «قال رسول الله (ص): إختتن إبراهيم عليه السلام وهو إبن ثمانين سنة، بالقدوم». وقد ذكر هذا الحديث مسلم في صحيحه. ولهذا الحديث صيغة أخرى عن أبي هريرة أن النبي قال: «إختتن إبراهيم عليه السلام وهو إبن مائة وعشرين سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة». ويقول إبن حجر (توفّى عام 1449) في تعليقه على هذا الحديث إن إبراهيم قد إختتن وهو إبن مائة وعشرين سنة. ورأى البعض أنه إختتن وهو إبن ثمانين سنة. وإن ختانه كان بالقدوم. وقد إختلفوا ما إذا كان هذا القدوم مكان، قيل قرية بالشام أو بقرب حلب، أو آلة النجارة أو الفأس. والراجح أنه الآلة. ويذكر قولاً عن بن رباح: «أمر إبراهيم بالختان فاختتن بقدوم فاشتد عليه فأوحى الله إليه أن عجّلت قبل أن نأمرك بآلته فقال: يا رب كرهت أن أؤخر أمرك».
- حديث للنبي عن أبي هريرة يقول: «ربط إبراهيم عليه السلام عورته وجمعها إليه، فحد قدومه وضرب بقدومه بعود معه، فذب بين يديه بلا ألم ولا دم».
- عن إبن عبّاس أن النبي سئل: من أختن لآدم؟ قال: إختتن بنفسه. قال: ومن إختتن بعد آدم؟ قال: إبراهيم خليل الرحمن. قال: صدقت يا محمّد.
- عن علي أن النبي قال: «إن الله عز وجل بعث خليله بالحنيفيّة، وأمره بأخذ الشارب وقص الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والختان».
هذه أهم الأحاديث التي جاءت في ختان إبراهيم عندما كان عمره 80 أو 120 سنة. ولكن هناك روايات أخرى تقول بأن إبراهيم قد ختن وعمره 30 أو 70 أو 130 سنة.

ويعتقد المسلمون أن إبراهيم هو أوّل من إختتن. وأساس هذا الإعتقاد حديث ينقله مالك (توفّى عام 795) في موطّأه: «كان إبراهيم أوّل الناس ضيّف الضيف وأوّل الناس إختتن وأوّل الناس قص الشارب وأوّل الناس رأى الشيب فقال يا رب ما هذا فقال الله تبارك وتعالى وقار يا إبراهيم فقال يا رب زدني وقاراً». ولكن هذا الحديث لا وجود له في الموطّأ برواية محمّد بن الحسن الشيباني (توفّى عام 804). فمن المعروف أن موطّأ مالك إشتمل في أوّل تأليفه على تسعة آلاف حديث، ثم لم يزل ينتقي منه سنة بعد سنة حتّى رجع إلى سبعمائة أو أقل من ثلاثمائة أو نحوها حسب إبن خلدون (توفّى عام 1406). ويذكر إبن عساكر (توفّى عام 1176) حديثاً يقول: «كان إبراهيم أوّل من إختتن، وأوّل من رأى الشيب، فقال: يا رب ما هذا الشيب؟ قال: الوقار. قال: يا رب زدني وقاراً. وكان أوّل من أضاف الضيف وأوّل من جز شاربه وأوّل من قص أظفاره وأوّل من إستحد». وفي حديث آخر: «أوّل من أضاف الضيف إبراهيم، وأوّل من لبس السراويل إبراهيم، وأوّل من إختتن إبراهيم بالقدوم، وهو إبن عشرين ومائة سنة». ويقول إبن العربي (توفّى عام 1148): «ولم يختتن أحد قَبل إبراهيم عليه السلام».

وإن كان الإعتقاد السائد أن إبراهيم قد ختن نفسه بأمر من الله، إلاّ أن الثعلبي (توفّى عام 1035) يعطينا سبباً آخر لختان إبراهيم. يقول الثعلبي:
«عن العبّاس قال: إن إبراهيم أوّل من أضاف الضيف وأوّل من ثرد الثريد وأوّل من لبس النعلين وأوّل من قسم الفيء وأوّل من قاتل بالسيف وأوّل من إختتن. واختتن على رأس مائة وعشرين سنة من ميلاده. ختن نفسه في موضع يقال له القدوم بالقدوم وهو الفأس وذلك أنه كان وقع بينه وبين العمالقة وقعة عظيمة فقُتِل من الفريقين خلق عظيم فلم يعرف إبراهيم أصحابه ليدفنهم فجعل الختان علامة أهل الإسلام. فاختتن يومئذ بالقدوم، وهو أوّل من إتّخذ السراويل».

والقول بأن إبراهيم هو أوّل من إختتن يناقض الحديث النبوي السالف الذكر الذي يقول بأن آدم هو أوّل من إختتن. كما أن هناك من يعتقد أن إبراهيم قد ولد مختوناً مع عدد آخر من الأنبياء بفضل من الله. فقد سئل علي من خلق الله تعالى من الأنبياء مختوناً فقال: خلق آدم مختوناً، وولد شيت مختوناً وإدريس ونوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط وإسماعيل وعيسى وموسى ومحمّد. ويذكر القرطبي عن أبي الفرج الجوزي (توفّى عام 1021) عن كعب الأحبار (يهودي يمني أسلم، توفّى عام 652): «خلق من الأنبياء ثلاثة عشر مختونين: آدم وشيت وإدريس ونوح وسام ولوط ويوسف وموسى وشعيب وسليمان ويحيى وعيسى والنبي (ص)». ويذكر عن محمّد بن حبيب الهاشمي: «هم أربعة عشر: آدم وشيت ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب ويوسف وموسى وسليمان وزكريّا وعيسى وحنظلة بن صفوان نبي أصحاب الرس ومحمّد (ص)». ويروي الجمل عن الجلال أنه قد ولد مختوناً من الأنبياء أربعة عشر وقال السيّوطي (توفّى عام 1505) سبعة عشر وهم آدم وشيت وإدريس ونوح وسام وهود وصالح ولوط وشعيب ويوسف وموسى وسليمان وزكريّا ويحي وحنظلة وعيسى ومحمّد. وفي السيرة الحلبيّة نقرأ: «ولد من الأنبياء على صورة المختون أيضاً غير نبيّنا (ص) ستّة عشر نبياً.

وواضح من الرواية الأولى أن الإعتقاد بأن الأنبياء يولدون مختونين بفضل من الله هو إعتقاد يهودي أخذه المسلمون عن كعب الأحبار، وكان قَبل إسلامه من كبار علماء اليهود في اليمن. وقد تكلّمنا عن هذا الإعتقاد اليهودي في مقال سابق.

وللشيعة رواية خاصّة حول ختان إبراهيم. فقد سئل الصادق (توفّى عام 765) عن ختان إبراهيم نفسه بقدوم على دن فقال: «سبحان الله! ليس كما يقولون كذبوا على إبراهيم» وأضاف:
«إن الأنبياء كانت تسقط عنهم غلفتهم مع سررهم في اليوم السابع. فلمّا ولد لإبراهيم من هاجر عيّرت سارة هاجر بما تعيّر به الإماء فبكت هاجر واشتد ذلك عليها. فلمّا رآها إسماعيل تبكي بكى لبكائها. ودخل إبراهيم فقال: ما يبكيك يا إسماعيل؟ فقال إن سارة عيّرت أمّي بكذا وكذا فبكت وبكيت لبكائها. فقام إبراهيم إلى مصلاّه فناجا فيه ربّه وسأله أن يلقي ذلك عن هاجر فألقاه الله عنها. فلمّا ولدت سارة إسحاق وكان يوم السابع سقطت عن إسحاق سرّته ولم تسقط عنه غلفته فجزعت من ذلك سارة. فلمّا دخل إبراهيم عليها قالت: يا إبراهيم ما هذا الحادث الذي حدث في آل إبراهيم وأولاد الأنبياء؟ هذا إبنك إسحاق قد سقطت عنه سرّته ولم تسقط عنه غلفته. فقام إبراهيم إلى مصلاه فناجا ربّه وقال: يا رب ما هذا الحادث الذي قد حدث في آل إبراهيم وأولاد الأنبياء وهذا إبني إسحاق قد سقطت عنه سرّته ولم تسقط عنه غلفته؟ فأوحى الله تعالى إليه أن يا إبراهيم هذا لمّا عيّرت سارة هاجر فآليت أن لا أسقط ذلك عن أحد من أولاد الأنبياء لتعيير سارة هاجر فاختن إسحاق بالحديد واذقه حر الحديد. قال فختنه إبراهيم بالحديد وجرت السُنّة بالختان في أولاد إسحاق بعد ذلك».

هناك إذاً روايات متناقضة حول معنى «الكلمات» التي إبتلى الله بها إبراهيم. كما أنه هناك إختلاف حول ما إذا كان إبراهيم قد ختن أم ولد مختوناً، واختلاف حول السن والآلة التي ختن بها. وهذه الروايات تتضمّن كثيراً من «الإسرائيليّات» وهي أساطير وروايات يرجعها الكتّاب المسلمون اليوم إلى التراث الإسرائيلي. ويطالب البعض إعادة نشر كتب التفسير بعد تنقيتها منها.

----------------------
سوف استمر في مقالي القادم في عرضي لختان عند المسلمين
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن
- صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي
- مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة
- مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان
- مسلسل جريمة الختان (22) : تكريم ختان المسيح وغلفته
- مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضي ...
- مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
- هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
- مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
- نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
- مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
- لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
- علموا فكر احمد القبانجي
- مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
- مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
- أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
- مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
- مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
- مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
- مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (26) : المسلمون يتحججون بختان ابراهيم