أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السلايلي - رمضان سياسي بامتياز














المزيد.....

رمضان سياسي بامتياز


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يدخل رمضان هذا العام والعالم العربي و الاسلامي فوق صفيح ساخن بسبب المؤامرات الاجنبية و تواطىء حكامه القدامى منهم و الجدد. فزعيمة الرجعية العربية، المملكة السعودية، تعمل بمالها و مشايخها لاتشعال نار الفتنة بين السنة و الشيعة، وما يجري في سوريا، التي انتفض فيه الشعب ضد الدكتاتورية ( كما في تونس مصر .. ) مطالبا بالحرية و الديمقراطية، يؤكد ان المال الخليجي و الاعلام البيترو دولاري، دخل على الخط و تسلل من فجوة المتاسلمين ليلعب دورا خطيرا لزعزعة استقرار المنطقة. لقد حن ال ساعود بعد ان انتقلت شارة الانتفاضات الشعبية من شمال افريقيا للبحرين بالخليج.
التقت مصلحة المحميات الامريكية بالخليج بمصلحة اسرائيل و الولايات المتحدة الاميركية لتقليم أظافر الجمهورية الاسلامية الايرانية، من خلال افشال سوريا و القضاء على حزب الله و ضرب المقدرات النووية الايرانية. وقد استطاعت السعودية و قطر ان تكشفا نفاق الحركات الاسلامية الصاعدة للحكم. وان تجند دعاة الدين لتكفير الشيعة و تخوينهم، ما لم يحدث حتى اثناء المواجهات الدامية بين المذهبين في بداية الدولة الاسلامية.
ياتي ثاني رمضان بعد بداية الربيع العربي، و الحقبة السعودية تكتمل حلاقاتها الاعلامية و الدينية و السياسية باكثر من بلد عربي و اسلامي. وهي اسوء حقبة تعيشها شعوب المنطقة، حيث يتم شحن البطون الفارغة بثقافة الانحطاط العربي و الاسلامي، و نشر الفكر الظلامي و اثارة النعرات الدينية و جر الناس للفتنة و العنف للاقتتال فيما بينهم، حتى يتمكن الرجعيون و من يحمونهم خارجيا، من عزل شعوب المنطقة عن الحركية المتسارعة و المتزايدة لتحرك شعوب العالم نحو الديمقراطية وثقافة حقوق الانسان.
تحشد الحركات الاسلامية الالاف من الشباب اليائس للحرب بالوكالة ضد نظم سياسية بالمنطقة تريد الامبريالية و الصهيونية ان تحيلها على التقاعد. في الوقت الذي لا تقدم فيه هذه الحركات الاسلامية الا الدعاء للفلسطينيين الذين يقتلعون من ارضهم و يتعرضون لابشع نظام عنصري احتلالي استطاني عرفه التاريخ الحديث.
يدخل رمضان وطنيا و حكومة تقول عن نفسها ان الشعب جيء بها عبر صندوق الاقتراع و انها ثمرة من ثمار الربيع العربي، تقدم على كبح و اخماد حركة الشارع المغربي المطالب باسقاط الفساد و الاستبداد وتصادر المزيد من الحريات. و تقدم على سن زيادات مهولة في اسعار المواد الاساسية و التنكر لوعودها سواء داخليا بمحاربة الفساد و الوقوف بجانب المقهورين اجتماعيا او خارجيا بالتنكر لمواقفها القومية اتجاه فلسطين و الدولية بارتمائها في حضن الاميرياليين. علاوة على قبولها و اجتهادها في لعب دور الكومبارس لتمرير سياسات الطبقة المرموقة و التكثل الحاكم.
رمضان تحكم في الحركات الدينية الطوق على مجتمعاتها، لتستبد بها و تحكمها تحت ستار الدين من اجل الراسماليين و كبار المنتفعين و المستفيدين من غياب و تغييب الديمقراطية و الدولة المدنية، التي تصبح فيها الدولة نتيجة للمجتمع و ليست نتيجة لزعيم ديني او عشائري طائفي عرقي وسلالي...
الفقهاء و تجار الدين يحشدون الناس للجوامع و الساحات و الميادين من اجل المزيد من تمزيق هذه الامة و غرس بذور الفتنة في صفوفها. انه رمضان سياسي بامتياز، عند البعض هو شهر التنفيس عن الكرب و لذا البعض الاخر برنامج للاستقطاب و حشد الحطب في معاركه " المقدسة".
لم يعد احدا ينظر للجياع و للمحتاجين و الفقراء ويجرب معاناتهم، الثقافة الاستهلاكية و جشع الشركات و الاسواق، جعلت من رمضان فرصة للاستثمار و الربح، فتتضاعف مصاريف الاسر و تتعدد السلع وتتنوع الوجبات. يبكي المؤمنون بالمساجد وهم يرفعون اكفهم للعلي القدير، و حين يخرجون منها يتزاحمون لشراء ما يزيد عن حاجاتهم من الاكل كانهم يدخرونها في زمن الحرب، لا احدا منهم ياخذ في طرقيه الى منزله محتاجا او جائعا ليقاسمه طعامه ومعاناته.! رمضان التسول و تبيض العلاقات المأزومة بسبب تزايد الشروخ الاجتماعية و اتساع الهوة بين الاغنياء و الفقراء. في هذا الشهر يصبح تتم الوحدة القسرية بين الغني و الفقير، وبين الجلاد و الضحية ...
حولت الفضائيات و المنابر الدينية هذا الشهر لالية ضخمة للتنفيس من اجل اعادة انتاج اوضاع الاستبداد و تكسير كل ارادة للتحرر من الفساد و الاستبداد. يقضي الناس اوقاتهم، جل اوقاتهم، امام الشاشات المحكمة التوجيه و الشحن. عوض ان يكون شهرا فيه المسلم بالمحتاجين و المظلومين، يصبح شهرا سياسيا لتنميط الحياة الاجتماعية و قولبتها من طرف أشرس المؤسسات الايديوليجية :المؤسسة الدينية و الاعلامية. لن يعيش العرب و المسلمين رمضانا يترجم معاني الاخوة و التضامن و الا في احضان الدولة المدنية، حيث لا تفسد السياسة الدين، و لا يفسد الدين السياسة !.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية
- اليسار المغربي ودور القوى الحاملة للفكر الديني في الحراك الش ...
- هنيئا للاتحاد الأوروبي بالمغرب - شريك في الديمقراطية - ؟
- التراجيديا المغربية: 2 - المخزن وطقوس الأضحية
- التراجيديا المغربية: 1 - كبش الفداء


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السلايلي - رمضان سياسي بامتياز