|
محاولة ربط حوار مع الشيخ الفزازي بعيدا عن التناطح العقيم
محمد باسكال حيلوط
الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 00:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أخي في الإنسانية، الشيخ الفيزازي
لقد اطلعت باهتمام كبير على مقال نشره موقع هسبرس اليوم 20 يوليوز 2012 تحت عنوان الفزازي يتساءل: "الإسلاميون" أم العلمانيون.. أيهم ظلاميون (http://hespress.com/orbites/58632.html)
أظن أن التنور يقاس بمدى احترامنا المتبادل لمعارضينا ولمن يخالفونا الرأي وأرى بارتياح أن المغاربة كلهم، أكانوا يومنون أم لا، قد تنورت بشرتهم في السنوات الأخيرة ليس بفضل الوضوء أو الإستحمام دون بسملة وإنما بكون المؤمن منهم أصبح يناقش معارضه بينما كان السلف غير الصالح يعتقد أن لا مجال لمخاطبة المشكك أو مجادلته لأنه عدو لدود للمومنين، يجب طحنه وسحقه أونبذه. كان الجدل قد انتهى به العمل بعدما قدم ابن رشد تقريره الشهير الذي رسخ بالأذهان أن الجدال بلية، مثلها مثل مخاطبة الجمهور بحجج عقلانية. هاته الأخوة الحقة التي انبثقت بوادرها الطيبة بين المغاربة رغم اختلافاتهم إذ يحاولون بناء مواطنة للمؤمن ولغير المؤمن، بكل مساوات وبكل احترام، لهي الثورة السلمية ولهي البشرى الجديدة حقا والتي لا يسعني إلا أن أهنأ مغاربة اليوم عليها، إذ تغربت عنهم بعض الشيء واخترت الجنسية الفرنسية منذ عقود دون التنكر طبعا لأصلي المغربي ولسوابقي. لقد آمنت مثل إيمانك وصليت مثل صلاتك يا أخانا الفيزازي ولكنني لم أعد أومن كما سبق، أيام شبابي. لذا أحترم المسلمين كما أحترم غيرهم، أكانوا بوذيين، شنطوكيين، يهودا أم لا متدينين. بكلمة أخرى : أحترم نفسي التي قد تومن يوما ما وألا تومن أياما أخر. أما الأخلاق والمعاملات الطيبة، أقسم لك يمينا أن تجربتي ببلدان شتى أثبتت لي أن لا علاقة لها بالتدين أو بانعدامه. كلنا سواسية : أشرار أحيانا وأقرب إلى الملائكة مرات عديدة خلافا لما كتبته يا أخي الفزازي، أعتقد أن القاسم الحقيقي بين عصور التنوير والعصور القديمة هو ما يلي : كان اليهود يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، وظل مسيحيو القرون الوسطى يعتبرون أنفسهم أهل الخلاص لوحدهم، لا لغيرهم، وبات المسلمون يعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس. إلى أي مدى ؟ لا أدري. فهيهات هيهات : لا أحد يمكنه اليوم أن يعتبر نفسه محترما لنفسه إن ظل متشبثا بهاته المنطلقات التي لا تليق بأي إنسان متواضع ومحترم لبني البشر كما يحترم أمه وأباه أخته وأخاه أكانوا مومنين أم لا اعتقاد لهم. فديانات التوحيد لم تقر أبدا بصحة المعادلة التالية أمي = أبي = أمك = أباك = جاكلين = مانديلا = غندي = هيرو هيطو= حيلوط = الفزازي إلا أننا نعلم كل العلم أن الإسلام طرح معادلة مختلفة أبي = أمي + ثلاث شريكات وما ملكت أمواله بسوق النخاسين، لأن أبي، ككل أمثاله من المؤمنين، كان دائما إنسانا عادلا لا يفرق بين أمي وشريكاتها والمنافسات لهن من الجاريات فالفكر المساوي بين البشر هو القاسم بين الزمنين ، زمن العجرفة وزمن المساوات إن أغلبية المومنين، أكانوا يهودا مسيحا أم مسلمين، لرجالات متفخمون متعجرفون، لم تحترم شريعتهم المساوات بين البشر. وهذا هو الذي يحط من قيمتهم لأن التعالي على الآخرين وخاصة على أمهاتنا، بناتنا وأخواتنا ليس من الأخلاق في شيء. إن الأخلاق تبدأ أولا باحترام الآخر أكان ذكرا أم أنثى، عاريا بغابة الآمازون أم متحليا بالثياب قادما إليها من إسبانيا، مومنا بالله أو بفينوس أو باللات والعزى. طالما لم يعترف المتدينون بمساواتهم للبشرية فإنهم سيظلون قليلي الأخلاق غير محترمين لأنفسهم. رغم أن المسيحين يعتبرون كبتهم لغريزة الجنس عفة فإن ممارسة الجنس نعمة. إنها لمن أطيب النعم، إذ أنجبتني كما أنجبت موسى وعيسى من قبلي. ظل إذن أهل التوحيد متعالين على الآخرين لأن خيلاءهم صورت لأنفسهم أن التعددية والإختلاف نقمة. وبما أنهم لم يكونوا واثقين البتة من صحة مقولاتهم، بل بالأحرى كانوا مطلعين على هشاشتها، فإنهم لم يقبلوا بأن ينتقد الناس نصوصهم السماوية المكرسة لعجرفتهم ولتسلطهم بقوة السيف على من خالفهم أوخالف حكمهم فرغم اتصالهم المباشر بالسماوات السبع عبر الملائكة التي لا ترجم فإن تلك السماوات لم تخبر أهل التوحيد أنها مجرد فضاء وأن الأرض بهم دائرة وأن الإغريق من أهل الجاهلية كانوا قد فهموا ذلك كل الفهم بفضل هندستهم وحساباتهم كما قام بها أرسطرخس مثلا. أفلس أهل الكتب السماوية إذ ظنوا أنهم أفضل وأرقى ممن ينحتون التماثيل العارية ويحترمون تعدد الآلهة لأنهم متعجرفون ولأنهم كانوا قليلي المعرفة والدراية بالنحت وبالرسم وبالتمثيل وبالهندسة التي مكنت الإغريق من فهم أن الأرض لا أقل ولا أكثر من كونها كوكبا كالكواكب الأخرى وأن بني البشر ليسوا سرة الكون ومركزه فعصور التنوير يا أخانا الفزازي أقدم من عصور جهالتنا العربية، بشقيها : ما قبل وما بعد الهجرة. فهلا راجعت نفسك وأعدت الإعتبار لما نعتناهم بأهل الجاهية من أجدادنا بمكة، باليمن، بمصر وما جاورهما، لا لشيء سوى أنهم كانوا يقدرون اللات وآلهة أخرى كما كان بعضهم يقدرالله
لربما سنلج جميعا، يدا في يد، عهد تنوير حقيقي عندما نقدم على إعادة الإعتبار لكل أجدادنا منذ العصور الحجرية إلى عصورنا هاته لننهي انفصامنا العريق في القدم
طابت أوقاتكم محمد باسكال حيلوط محرر بالموقع الفرنسي الرد العلماني http://ripostelaique.com
#محمد_باسكال_حيلوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
-
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|