أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية














المزيد.....

ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إن تفسير ظاهرة الطائفية بشكل علمي وموضوعي سيؤدي إلى الاقتراب من هذه الظاهرة بشكل متوازن وبما يؤدي إلى تقديم الحلول الناجعة لها. وقد نتصور أن بالإمكان تحقيق ذلك من خلال التنظير المقنع الذي يدور حول مساوئ الطائفية. ولكن حينما نصل إلى الحديث عن الحقائق على أرض الواقع وفي بطون التاريخ, ومنه المعاصر, فإن سهولة التنظير, ذلك الذي ينطلق من النوايا الطيبة ومن النقاء الأخلاقي والفكري, ستواجه حتما عقدا واقعية حقيقية يكون من شأنها أن تحول ذلك التنظير إلى مجرد لغو فارغ وغير مفيد لأنه لا يتعامل مع الحقائق التاريخية إلا من خلال لي عنقها لكي تدخل مجبرة في قالب النوايا الطيبة.

الواقع أننا نواجه هنا ثلاث وقفات خاطئة, الأولى هي تلك التي تنفخ في حجوم الكثير من الوقائع التي جرت خلال التاريخ المعاصر للدولة العراقية الحديثة, ومنذ تأسيسها في بداية العشرينات من القرن الماضي, على أمل أن تساعد وقفة من هذا النوع الطائفيين الحاليين لكي يشرعنوا وجودهم الطائفي كونه رد فعل على طائفية سابقة. إن أصحاب هذا التوجه, وإن هم إحتكموا إلى حقائق لا يمكن نكرانها بسهولة, إلا أنهم يقعون في خطأ توظيف تلك الأخطاء للوقوع في خطأ اكبر ألا وهو مأسسة الطائفية وتقنينها وتحويلها من حالة كونها حقائق جزئية متفرقة أوذات طابع إجتماعي وشخصي أو إستخدامي, أو حتى واقعة حقيقية سيئة ولا يمكن نكرانها إلى نظرية للحكم.
إن هؤلاء يعالجون الخطأ بخطأ أفدح والمشكلة بمشكلة أكبر ويحولون ما كان يمكن تجاوزه بوسائل صحيحة, وإن كانت صعبة, إلى ما لا يمكن تجاوزه إلا بخسائر فادحة جمة, قد يكون من بينها المواجهات المسلحة أو حتى تمزيق البلد إلى دويلات طوائف, إن لم تكن على الخريطة فهي في العقل والقلب والظمير, والمهيأة بفعل ذلك لأن تتحقق على الخريطة في أية لحظة, لا بل ان تحقيقها سيبدو حينها وكأنه الحل الشافي لمشاكل لم تعد هناك ثمة وسيلة غير هذه الوسيلة التي ستتحول حينها من مرض إلى علاج ودواء.

أما الطريق الثاني فهو الذي ينفي إلى حد "التصفير" وجود ممارسات طائفية سابقة ظنا أن ذلك مطلوب للتغلب على إطروحات الطائفيين الحالية, مما سيؤدي حتما, ومن خلال صياغات غير عادلة وغير مطلوبة, إلى تنقية العهود السابقة من شوائبها وآثامها الطائفية ولا يخدم في طبيعته التوجه الرامي إلى الإقتراب من الطائفية بشكل علمي وعادل ومتوازن لأجل وضع حلول تاريخية لها ولمشاكلها وتداعياتها دون محاباة إنتمائية لهذا النظام أو ذاك, أو لهذه الطائفة أو تلك.
هؤلاء القوم, وإن كانوا مصيبين في تشخيصهم لطبيعة الحكم الحالي, إلا أن طريقتهم لتأكيد ذلك إنما تعبر عن نفسها من خلال الهجوم على طائفية الآخرين, وليس على الطائفية بشكل عام, أو على طائفيتهم بالذات.
وبين هؤلاء من يجعل نفسه العدو الأول للطائفية أمامك لأنك من غير طائفته في حين أنه سيلعن سلسفيل أجدادك حالما تدير ظهرك منصرفا عنه ومنتشيا بإكتشافك أنك عثرت أخيرا على من يشاركك العداء الواعي للطائفية.

أما الخطأ الثالث فذلك الذي يكمن في النوايا الطيبة التي يعمل لها أصحابها ولكن على حساب الحقائق كما هي أو كما كانت عليه, والتي تدفعهم من واقع كراهيتهم الفكرية والعاطفية للطائفية وتقديرهم لمخاطرها وسعيهم الحثيث لإقصائها إلى الوقوع في نفس الخطأ الذي تقع فيه المجموعة الثانية, وإذا كانت المجموعة الثانية تنطلق من مواقع دفاعية فئوية هدفها الدفاع عن الأنظمة السابقة بأي ثمن لتحقيق هدفين متناوبين هما الهجوم على الحكام الحاليين من جهة والدفاع عن التجارب السابقة من جهة أخرى, وتنطلق وصولا لتحقيق ذلك من موقعة "التصفير", فإن المجموعة الثالثة وإن إنطلقت من موقع "التخفيف" إلا أنها ستسلك دون أدنى شك طريقا خاطئا لتحقيق النوايا, فالناس في النهاية تبحث عن موقف صادق وليس عن ذلك الذي قد تبرره حسن النوايا والذي يتغافل عن ذكر الحقائق وتفسيرها بشكل مقنع.

من خلال هذه الطرق الخاطئة الثلاث نجد أن هناك من يضخم أخطاء وآثام الطائفيين السابقين لا من أجل تأسيس نظام خالي منها وإنما من أجل إقامة نظام طائفي سيخدم بالنهاية مصالح سياسييه وليس مصالح البلد. في المقابل سنجد أن هناك من ينفي عن الأنظمة السابقة كاملا أي إثم طائفي ليلتقي بذات النتيجة التي إنتهى إليها أصحاب الطريق الأول كونهم في الحقيقة يعملون من أجل تبديل حكم طائفي واضح للعيان بحكم آخر لا يخلو من ممارسات ونوايا هي طائفية مهما إختلفنا على طريقة تفسيرها.
وهؤلاء هم بالحقيقة ليسوا ضد الطائفية وإنما هم ضد طائفية الطائفة الأخرى.
وتبقى النوايا الطيبة لوحدها غير كافية مما يجعل الطريق الثالث مثقلا بالأخطاء التي تفسر الحالة وبالحلول التي تتأسس على خطأ التفسير.
أما الطريق الرابعة فهي التي تعطي لكل ذي حق حقه وتقترب من هذه الظاهرة الهدامة مسلحة بالنوايا الطيبة وبالعقل الطيب أيضا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد
- البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية