فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 16:15
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
الصورة الثانية
تركيبة المؤتمر :
حضر الى قاعة المؤتمر مندوبات ومندوبي المنظمات الحزبية التي تتمثل في عضويتها اعضاء من مختلف قوميات وأديان شعبنا العراقي , ومن مختلف طبقاته وفئاته الاجتماعية وبالذات الطبقة العاملة العراقية , كانت هذه هي تركيبة المؤتمر التي شكلت بحق اللوحة الجميلة النادرة المثال على ارض الواقع لحقيقة طبيعة بناء وتركيبة الحزب الشيوعي العراقي . وجسدت هذه التركيبة في قاعة المؤتمر الخريطة الطبيعية للعراق وشعبة المتميز بالتنوع القومي والديني وبتعدد فئاتة وطبقاتة الاجتماعية . وكانت احد عناصر هذه التركيبة الجميلة المتعددة الالوان هو ذلك الحضورالمتميز لتلك البراعم المندفعة الواعدة في ربيعها الشيوعي المتمثلة في عنصر الشباب من كلا الجنسيين . أن هذه التركيبة بهذه الصورة الحقيقية لواقع الشعب العراقي , تؤكد ان حزب فهد وسلام عادل هو حقاَ حزباَ للشعب العراقي وليس حزباَ لطائفة او قومية او طبقة اوفئة اجتماعية , وبهذا فأن واقع تمثيل المندوبات والمندوبيين في المؤتمر أكد ان الحزب لا يماثلة اي حزب او كتلة كبيرة في العراق , وهذا يؤكد على حقيقة ان الحزب الشيوعي العراقي يمثل بحق جسد العراق أطرافة تمتد من زاخو الى البصرة وعلى طول البلاد وعرضها ان هذه التركيبة الوطنية للمؤتمرالعابرة للطوائف والقوميات والاديان , تؤكد ان الحزب الشيوعي العراقي هو صمام الامان للوحدة الوطنية العراقية والضامن لمصالح الشعب والوطن , ولا بد من تأكيد حقيقة ان هذه التركيبة الوطنية للمؤتمر مثلت العقل الجماعي للحزب . وهي التي رسمت سياسته الوطنية الديمقراطية الصائبة وحددت توجهاتة وأقرت وثائقة, ارى ان الاستنتاج الذي يمكن استخلاصة من هذه التركيبة النادرة المثال في العمل الحزبي والسياسي في العراق ان الحزب الشيوعي العراقي هو حزباَ للعراق وشعبة , وانه يمتلك الخزين الوطني لتأريخ ونضالات وتطلعات شعب العراقي , ولديه عناصر قوة تتمثل في تمثيلة وتبنية لمصالح الشعب والوطن ولوحدته الوطنية , وهذه توفرامكانيات وقدرات للحزب في خوض النشاطات الجماهيرية وتفعيل الحراك الجماهيري وفي التأثير السياسي في البلد , وأن التطبيقات العملية لنتائج المؤتمر ستؤكد صحة ذلك .
الصورة الثالثة
الحوارات وووجهات النظر وآليات حسمها :
المؤتمر التاسع للحزب لم يكن مؤتمراَ شكلياَ وانما كان مؤتمراَ نوعياَ تميزت فيه المشاركة الواسعة الفاعلة في اعمال المؤتمر وفي حواراته تمثل في مساهمة ( العقل الجماعي في الحزب ) المتمثل في مندوبات ومندوبي المؤتمر , وأكد المؤتمر بحق ان السياسة الحزبية رسمت بطريقة ديمقراطية والدور الحاسم في رسمها ووضع التوجهات والخطط والبرامج والآليات يعود الى القاعدة الحزبية وممثليها في المؤتمر وتجلى ذلك في :
1-ماميزالطروحات والحوارات النوعية بين الرفيقات والرفاق على وثائق المؤتمر , هي انها تحمل رؤى ووجهات نظر وتصورات منظمات الحزب ( في داخل الوطن وخارجة) التي تهدف الى تطوير عمل الحزب وتنامي دورة وحضورة وتأثيره السياسي , وما تم تبنيه منها في المؤتمر اصبح بحق يُشكل تجديداَ لفكر الحزب ولسياسته ونشاطة التنظيمي ولآليات عمله .
2- تمثلت هذه الحوارات في العديد من القضايا الجوهرية , منها الازمة السياسية الخطيرة في البلاد وتبني الآليات الديمقراطية لحلها, وحاجات الشعب اليومية , وغياب الخدمات وبناء الاقتصاد الوطني وتطوير الصناعة والزراعة والتخلص من الاقتصاد الريعي والحفاظ على الثروات الوطنية , والتغيير الديمقراطي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية , اضافة الى جوانب الحقوق والحريات وقضايا اجتماعية وثقافية , والوضع العربي والدولي وازمة الراسمالية والحركة الشيوعية وحركة قوى اليسار وتناميها في العالم..... الخ هذا بعض ماعكسته وثيقتي التقرير السياسي والبرنامج . كما ركزت الحوارات على وثيقة النظام الداخلي و السياسة الحزبية الداخلية منها مبادئ وقواعد بناء الحزب , وسيادة الديمقراطية في الحياة الحزبية وتطوير التنظيم وتوسيع قاعدته الجماهيرية والبحث عن آليات عمل جديدة, وتطوير العمل القيادي والميداني .
3- الحوارات والآراء والملاحظات التي طرحت على الوثائق , وما تضمنته الوثائق من قضايا جوهرية ورؤى وطنية ديمقراطية نابعة من الحاجات اليومية لواقع الشعب والوطن . أكدت على حصول تطور فكري في الحزب وهذا مؤشر لواقع التجديد في السياسة والفكر والتنظيم .وان تنمية هذا التطور الفكري من وجهة نظري سيؤدي الى خلق مرتكزات صلبة ثابته لنهوض الحزب وتفعيل دوره وتأثيره في الحياة السياسية ,وهذا يرتكز ايضاَ على التطبيقات الميدانية العملية لنتائج المؤتمر وما يفرزه النشاط اليومي لمنظمات الحزب وقيادته من تراكم في المبادرة والابداع في مجمل النشاطات العملية .
4- أكدت هذه الحوارات على تطور في آليات أدارة الصراع الفكري .
5- لاسيما ان هذا الصراع او الخلاف في وجهات النظر حُسم بطريقة ديمقراطية , حيث طرحت في تقارير الورش الخمسة عدد من النقاط والقضايا المختلف عليها , وفسح المجال لرفيق او رفيقه من المندوبيين للحديث الى جانب الرأي او المقترح او الفكرة ورفيق آخر يتحدث ضد , وبعد ذلك خضع للتصويت عليه بطريقة ديمقراطية , والرأي او المقترح او الفكرة التي حصلت على الاغلبية تم اعتمادها في المؤتمر , هذه كانت بحق ترجمة عملية للديمقراطية الحزبية .
6- كان لهذه الآلية الديمقراطية في ادارة الحوارات بين الرفيقات والرفاق دوراَ مهماَ في نجاح اعمال المؤتمر , كما انها من وجهة نظري , كان لها أثر ايجابي في تنمية وعي المندوبين الجدد الى المؤتمر وبالذات الشباب منهم من كلا الجنسيين . وعلى سبيل المثال شهدت قاعة المؤتمر حوارات غنية جداَ من حيث مضمونها ومحتواها السياسي والفكري في عدد من القضايا منها شعار المؤتمر , وكوتا الشباب والنساء , ولجنة التنظيم والرقابة المركزية , والوحدة العربية او الاتحاد العربي , وحول الفيدرالية والادارة اللامركزية للمحافظات , وحول التطور الاقتصادي والقطاع العام ..... الخ , شارك الرفاق والرفيقات مندوبي المؤتمر في هذه الحوارات ,وبعضها شارك فيها عضويين من المكتب السياسي أحدهما يتحدث مع والآخر ضد , عكست هذه الحوارات ليس فقط على تطور فكري وانما على ترسيخ الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب .
7- الوقت الأكبر لهذه الحوارات كان للرفيقات والرفاق المندوبين سواء في قاعة المؤتمراو في الورش ايضاَ , اما سكرتير الحزب او اي رفيق من قيادته لم يعطى لهم وقتاَ اضافياَ أو متميزاَ عن المندوبات والمندوبيين , اي لم يأخذوا من وقت المؤتمروحصلت حالات كانت ضرورية خلال ايام المؤتمر حيث طلبت هيئة رئاسة المؤتمر من سكرتير الحزب و بعض الرفاق مسؤولي الورش وبعض الاختصاصات بتقديم توضيح موجز لدقائق محدودة .
الصورة الرابعة
الثغرات والمعوقات والبحث عن سبل تطوير عمل الحزب :
من ضمن ما تضمنته مسودات الوثائق الخمسة المقدمة الى المؤتمرمن قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وعربية ودولية ..... الخ . لكن الوثائق تضمنت أيضاَ فضايا جوهرية وهي الوقوف أمام المعوقات والثغرات والصعوبات الذاتية والموضوعية التي لا تزال تشكل عائق امام تطور تنظيم الحزب وتنامي نشاطاتة ,وسبل معالجتها من اجل توسيع قاعدته الجماهيرية وتعزيز دورة في الحياة السياسية . وهذا هو الطبيعي في مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي هو البحث في الصعوبات والمعوقات ووضع حلول عملية لها , وهذا ما تضمنه التقرير الانجازي في الوقوف امام الثعرات الذاتية . اضافة لما تضمنته الوثائق من مقترحات وحلول .طُرحت في المؤتمرأفكار وتصورات ورؤى اضافية بروح نقدية من قبل المندوبات والمندبويين ,وهذا ساعد على خرج المؤتمر بمجموعة من الاستنتاجات مع العمل على تهيئة مستلزمات تطبيقها ومنها على سبيل المثال :
1- تفعيل النشاطات الجماهيرية , وتوسيع مشاركة الناس في هذه النشاطات السياسية الجماهيرية سواء كانت مطلبية اقتصادية وتوفير الخدمات وقضايا سياسية ومنها الحقوق والحريات واصلاح العملية السياسية ديمقراطياَ .
3- تطوير اعلام الحزب وأهمية وضع سياسة اعلامية تتلائم مع توجهات الحزب وحاجات تطور نضاله وتنوع مهامه , مع تشخيص الثغرات والصعوبات و جرى التأكيد على تطوير الخطاب السياسي للحزب مع وضوحة ورصد مزاج الجماهير .
4- تناول المؤتمر الوضع الفكري ووضعت رؤى وخطوات لتطوير الجانب الفكري في الحزب .
5- تم تناول الوضع التنظيمي ووضعت تصورات ورؤى في السياسة التنظيمية .
6- وضع المؤتمرتصورات لآليات عمل جديدة لتطوير نشاط الحزب مع اطلاق المبادرات وتعميم التجارب الناجحة , وما تؤكدة التجربة العملية ان الاحزاب الشيوعية بحكم ما لديها من مهام متنوعة ذات ابعاد وطنية وديمقراطية واستراتيجية فأنها بحاجة دائمة الى ملامسة واقع الحياة اليومية للشعب وللحياة السياسية في البلاد والمنطقة والعالم وتطور حاجاتها , فأن هذه الاحزاب أكثر من غيرها تبحث في الواقع الداخلي والخارجي ليمكنها من تطوير ساساتها وفكرها مع تبني توجهات من الواقع ومتغيراته واكتشاف آليات عمل ذات قدرات ديناميكية تسهم في تطويرعمل الحزب ونشاطة وتأثيره الجاهيري والسياسي والفكري في البلد .
6- أكد المؤتمرون على تبني تاكتيكات مرنة ومتجددة ومتطورة , تنطلق من حاجات الواقع السياسي ومن مصالح الشعب والوطن والحزب .
7- فيما يخص التحالفات لم يطرح في المؤتمر الا تحالف واحد ديمقراطي هو التيار الديمقراطي , والتوجه الجاد لتطويرة وتفعيل دوره وتأثيرة وزيادة حجم المشاركة الشعبية فيه , ليكون قادر على خوض الانتخابات البرلمانية القادمة .
8- طرحت رؤى وأفكار حول وحدة العمل المشترك مع قوى اليسار , وحصلت نقاشات وجرى التأكيد على اهمية النشاط الميداني المشترك لقوى اليسار والديمقراطية , و توقف التقرير السياسي عند هذه الوجهة , وأهتم البرنامج الفكري المركزي الذي أعد بعد المؤتمر بهذه الموضوعة وطالب باعداد دراسات حول امكانية اقامة وحدة لليسار في اطر محلية او جهوية او عالمية , ووضع تصورات مع طرح تساؤلات هل يمكن صياغة استراتيجية بهذا الخصوص ؟, ماهي معوقات انبثاق هذا البديل وما هي امكانياته ؟ ان هذه الوجهة تؤكد بحق ان هنالك تطور فكري ونظري يؤكد على قناعة الحزب بتعدد قوى اليسار ومنابرة الاعلامية والفكرية والسياسية والتنظيمية .
9- ما ميز المؤتمر ايضاَ هو ذلك الحماس والحرص والاندفاع الواعي من قبل المندوبات والمندوبيين على تطور الحزب ونشاطة وتفعيل دوره , وهذا يؤكد على وجود تحدي واصرار شيوعي على تطبيق توجهات ونتائج المؤتمرعلى ارض الواقع .
10- أخيراَ ان الحقيقة هي ناطقة دائماَ وان الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال , وهي ان سياسة الحزب الشيوعي العراقي ووضع تاكتيكاته ورسم خطة السياسي , لا تخضع او تقرر على ضوء تصريح لرفيق قيادي في الحزب او رأي هيئة قيادية , التجربة العملية تؤكد منذ المؤتمر الخامس والى الآن , ان الحزب الشيوعي العراقي دون غيره من الاحزاب العراقية الدور الحاسم في آلية عمله يعود للقاعدة الحزبية المتمثلة في منظمات الحزب المنتشره في مساحة جغرافية واسعة في داخل الوطن وخارجة , والتي تمثل العقل الجماعي للحزب , هي التي ترسم السياسة وهي التي توافق على تبني التحالفات والتوجهات . ان هذه الحقيقة الساطعة والصورة الديمقراطية المُشرقة التي تجلت في المؤتمر التاسع ستبفى سائده كما هي عليه في نضال الحزب اليومي الحالي وفي آلية عمله والى المؤتمر العاشر للحزب .
20-7-2012
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟