|
ظاهرة المفرقعات النارية في فلسطين مأساة وطنية
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 14:59
المحور:
المجتمع المدني
ظواهر سلبية اجتماعية في فلسطين لا تليق بالفلسطينيين شعبا انسانيا وثورة وقضية وتاريخا وحضارة امتلأت السماء ببساط احمر من المفرقعات والمتفجرات باحجام وقوة كانها صواريخ جراد او صواريخ ارض جو يخال للغريب عن هذه الاجواء ان الحرب العالمية الثالثة قد قامت او ان الحرب بين اسرائيل وايران قد قامت وردت ايران بصواريخ طويلة المدى ودفعت في سمائها بكل القوة النارية لتدميرها او يخال بان اسرائيل قررت التخلص من العرب وابادتهم فرمت نيرانها فوق رؤوسهم وحولت سماء فلسطين الى بركان ناري نعم والحقيقة افظع من هذا الوصف ان سماء فلسطين منذ البارحة الساعة السادسة صباحا وما زال لهذه اللحظة طوال الليل ممتلىء تماما بكل انواع المتفجرات والمفرقعات والرصاص الحي وذهب الامر الى اطلاق الصواريخ والقنابل فوق المناطق السكنية والشوارع والحدائق العامة بطريقة هستيرية جنونية همجية عصابية اجرامية غبية حاقدة مستهترة بكل القيم الحضارية والاخلاقية والاعراف الانسانية ومستهترة بالبيئة والطبيعة والقانون والنظام والادب والاخلاق والذوق وحقوق المرضى والطفولة والعجزة وحقوق الانسان عامة احد الخبراء الاقتصاديين قال لي ان الضفة الغربية لوحدها انفقت خلال 12 ساعة فقط على المفرقعات النارية ما يكفي سكانها مؤونة شهر رمضان كاملا في الوقت اللذي يعاني نسبة 35% من السكان البطالة وانعدام الدخل وان 30 % يعيشون تحت خط الفقر و 60 % يعيشون حياة الكفاف وان الموظفين اللذين يشكلون نسبة 75 % من المعيلين للاسر ومصدرا للدخل لم يقبضو رواتبهم لهذا الشهر بسبب عجز ميزانية السلطة وعدم ايفاء الدول المانحة بالتزاماتها يعني بالعربي شعب شحاد وبنفس الوقت بطران يفرقع ويدخن ويشبح بالسيارات في الشوارع ويصرف ثمن الطعام على شكليات عبثية تظهر مدى استهتار وسخافة وتفاهة وغباء الشباب الفلسطيني المفترض ان يكون شبابا ثائرا حرا نموذجا للشباب الفاعل المنتج الجاد الملتزم الوطني المنتمي المفكر الحريص على حياته واقتصاده ومستقبله وامكاناته وقدراته الذاتية وان يستحي على نفسه في وقت يشكل عالة على شعوب العالم وان يعي بان الاقتصاد الفلسطيني مبني على المعونات الخارجية والمنح الدولية بنسبة 95% وهناك معلومة لا تقل خطورة عن المفرقعات وهي ان اعلى نسبة تدخين في العالم قاطبة هي في الشعب الفلسطيني وتحديدا بالضفة الغربية اذ يصل عدد المدخنين من الشباب من سن 12-40 سنة نسبة 93% وان نسبة المدخنين ما فوق سن 40 هي 86% وهذا رقم مهول ومذهل وهناك الكثير من السلبيات ( مظاهر الاستهتار ) كالتشفيط بالسيارات الجديدة المملوكة لشباب عاطل عن العمل وظيفته التسكع بالشوارع والتطفل واساءة الادب والتعدي على المارة والتحرش بالنساء والفتيات رغم ان هذه السيارات مشتراة باقساط مريحة عن طريق البنوك ولا يوجد عمل يتوفر لاصحابها لتسديد اثمانها وفوق هذا فانهم يصرفون رواتب الدول المانحة لهم ثمنا للبنزين في تسكعهم ومطارداتهم الغرامية وزعرانتهم الصبيانية الغوغائية ونعود لقصة المفرقعات اللتي تملأ الاجواء بالاصوات المزعجة المنفرة العشوائية فتكسر الهدوء وتلغي السكينة وتسبب الاضطراب والعصبية وتمنع الراحة والنوم وممارسة الحياة الطبيعية وتربك العامل والقاعد والنائم والمتحرك والصغير والكبير وتسبب المرض الجسدي والعقلي والنفسي هذا ناهيك عن الخسائر والاضرار المادية الكبيرة كل هذا من اجل ماذا وما الداعي وما السبب ؟؟ لا تستغرب ايها القارىء المحترم عندما يكون السبب نتائج التوجيهي نعم نتائج التوجيهي ... وما ادراك ما توجيهي نظام تعليمي فاشل متخلف مهترىء ما زال يلهث متثاقلا وراء مناهج العالم المتمدن على بعد مئة سنة ضوئية منها منهاج التوجيهي العلمي في فلسطين والحمد لله يحول الطالب من انسان مفكر علماني طبيعي الى غيبي متخلف اهوج مستهتر خالي من اي مواصفات الانسان العصري المتحضر منهاج التوجيهي العلمي تعتبر مادة الدين الاسلامي به اساسية وهي اللتي تقرر معدله العام ولا تستغرب بان كافة المواد العلمية من العلوم والاحياء والفيزياء والكيمياء تدرس بنهج اسلامي والغاية منها اثبات اعجاز القران العلمي وليس لتعليم الطالب كيفية التفكير العلمي وان الرياضيات تدرس بالطريقة الاسلامية اذ يقول المدرس لطلبة الصف الرابع الابتدائي المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان باذن الله ( هذه حقيقة في مدارس فلسطين وليست نكتة ) كما وتدرس المواد العلمية بطريقة تحتقر وتمنع البحث العلمي والتقصي والاستكشاف وتمنع الفهم والاستيعاب فيستعمل اسلوب التلقين والحشو والاجبار والارهاب الفكري والالزام الحديدي الضيق الخالي من اي هامش حر لتفكير الطالب ولخصوصية الطالب بالخروج عن النص وحدود المنهاج واسلوب المدرس بطريقة يتجلى بها ابداعه وحرية تفكيره وتميزه وبطريقة تدفع بالطالب نحو الايمان بدل المعرفة ونحو القراءة والحفظ واخذ القوانين العلمية كانها مسلمات على غرار الايات القرآنية دون نقاش او فهم او استيعاب او تفكير او تشغيل المنطق ومداولة المعلومة وهضمها وتطبيقها فعليا والاستفادة منها بالحياة اليومية يتخرج طالب التوجيهي يحمل في راسه معلومات جاهزة معلبة يخاف من فتحها واستعمالها وتداولها في فكره وبناء شخصيته ونمذجتها في حياته وبناء برامج حياته منها لانه تم التحريص عليها على انها كفر وحرام وممنوع ولا تتناسب مع ثقافتنا وديننا ولكن يتم حفظها فقط لتجاوز مرحلة تعليمية مفروضة على الطالب ولتجاوز الامتحان والحصول على شهادة والخلاص من الحمل الثقيل الملقى على عاتق الطالب وعاتق ولي امره الطالب في مدارسنا يحتقر الكتاب ويحتقر العلم والاستاذ والمنهاج وهذا يتجلى من سلوكه وكيفية تعامله في طريقه من والى المدرسة وفي حرم المدرسة وداخل الصف الطالب في مدارسنا لا يتعلم كيف يفكر ولا يتعلم كيف يبني شخصيته ولا يتعلم كيف يتفاعل مع الحياة وينفتح عليها بكل عناصرها واجوائها ولا يتعلم كيف ينفتح على بقية مجتمعات العالم بل العكس انه يتعلم التحجر والتقوقع والانغلاق والانانية الغبية بتلقينه بالثقافة الدينية والقدسيات السلفية وبطولات الاجداد في قصص الغزو والسلب والنهب والتعدي والقتل والارهاب وكل هذا تحت مسمى الفتوحات الاسلامية يتعلمون الوقاحة وقلة الادب وانعدام الانضباط والالتزام ويتعلمون الانفلات والاستهتار والعنجهية تحت مسميات الوطنية والثورية والنضال والصمود والتحدي وهي بالحقيقة عكس ذلك كله طالب التوجيهي يتخرج بحاجة الى الدراسة من جديد منذ صف البستان وحتى الصف 12 ولكن ليس في مدارس فلسطين انما في مدارس علمية نموذجية في دولة مدنية تعتبر التعليم اساسا رئيسيا في حضارة شعبها للاسف طالب التوجيهي في فلسطين واقولها بصراحة مطلقة وبشفافية وصدق هو في الحقيقة امي بالكامل علميا وثقافيا واخلاقيا وتربويا ومنهجيا وانسانيا وبهذا يكون غير مؤهل لان يكون عضوا فاعلا منتجا بناء خلاقا مبدعا يبني على كتفه حضارة لشعب في امس الحاجة للتميز بحضارة اسمها فلسطينية كي تكون سلاحا استراتيجيا امام تحديات الاحتلال لارضه وتحديات الغاء وجوده وكيانه الوطني هذا هو خريج التوجيهي اللذي تصرف عليه كل هذه الاموال بالمفرقعات والعبثيات الهمجية في وقت تنام به نصف العائلات الفلسطينية بلا طعام او شراب او فراش او مأوى في هذه الحال مطلوب ضمير الشعب ( الضمير الانساني العام ) ان يتخذ صلاحياته في القرار بهكذا مظاهر سلبية ومطلوب الوعي والخلق والانتماء الوطني ومطلوب الالتزام والذوق والقانون والنظام ومطلوب وعي الذات والتفكير العلمي وتحكيم المنطق ومطلوب ان يترفع الانسان عن الشهوات والغرائز والانانية وحب التسلط والاستبداد والمظاهر العنجهية والفوقية والتمرد ومعاكسة التيار الانساني الراقي مطلوب من الفلسطيني تحديدا ان يثبت للعالم بانه ليس همجي او متخلف او غيبي بفكره ومنهجه او ارهابي او تطفلي استهلاكي انما انسان واعي متحضر فاهم عارف ثائر منتمي ملتزم قانوني نظامي اخلاقي قادر على اشغال حيزه الوجودي بكفاءة واقتدار باستقلالية تامة واعتماد على الذات وانه يستحق الحياة ويستحق ان يكون له وطن وخصوصية حضارية وتاريخية ومكانة مرموقة بين الامم فهل ظاهرة المفرقعات بكل مناسبة تليق بالشعب الفلسطيني قضية وهوية وتاريخا ومكانة حضارية ؟؟
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ظواهر سلبية في فلسطين لا تليق بالتاريخ والهوية
-
تشخيص المراة المسلمة على المقياس الانساني الحضاري
-
لا اله والحياة مادة وكفى لا اسلام بعد اليوم
-
كلمة بخصوص حملة فحص العذرية للفتيات في العراق
-
الحياة الانسانية فن يحتاج الذكاء والتقنية
-
الحب الطبيعي الحر اساس الحياة الانسانية
-
الحب الانساني بالحرية والوعي يؤدي للسعادة والرقي
-
كلمات مبعثرة على لسان انسان مقهور
-
هؤلاء هم بطبيعتهم المنحرفة عن سياق الانسانية
-
فلسفة تحقيق الذات وتاكيد الوجود الانساني على مسرح الحياة
-
حالة الرقي هي المرحلة العليا للذكاء المادي
-
التخلف الحضاري هو السبب في ظاهرة انتشار الدين
-
الحب هو الرابط الطبيعي بين عناصر الوجود
-
حرية الفكر من اهم اسس بناء حضارة الانسان
-
علم الهندسة الاجتماعية من العلوم الانسانية الحديثة
-
ظاهرة التدين تدخل ضمن تصنيف الادمان
-
ثورة الاحرار في السودان
-
رسالة الى ارامل العراق بمناسبة يوم الارامل العالمي
-
صرخة امراة حرة في وجه رجل متخلف
-
نريدها علمانية لا عربية ولا اسلامية
المزيد.....
-
-اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام
...
-
-نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما
...
-
ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين
...
-
آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
-
إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
-
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
...
-
4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر
...
-
أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا
...
-
الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق
...
-
كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|