أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله خليل - قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه














المزيد.....

قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 11:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا صح ما تسرب من أنباء، وتناقلته بعض المواقع، والمنظمات (المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا) عن قانون الأحزاب المزمع صدوره في سوريا، والشروط التي يتضمنها هذا القانون، للترخيص للأحزاب بالعمل. فقد لفت نظري شرطان، أرى أنهما هامان، وإيجابيان، ومن الضروري فرضهما، وتحققهما في كل حزب يسعى إلى التفاعل مع الناس في كل بقعة من الوطن، لتحقيق مصالحهم، التي هي بلا أدنى شك، أعلى وأهم من مصلحته، كي يكون حزبا سورياً بحق، لا حزبا محليا، دمشقيا أو حلبيا أو ساحليا، وكي لا يكون خادما لفئة دون أخرى، أو مذهب دون آخر، بل على قاعدة: الوطن بثرواته وسياساته وتوجهاته، لجميع أبنائه، على اختلاف منابتهم ومذاهبهم ومشاربهم.
وأول هذه الشروط التي سُربت أو تسربت: أن لا يقل عدد الأعضاء المؤسسين (الهيئة التأسيسية) لحزب ما، عن مائة وخمسين عضوا، ينتمون إلى جميع المحافظات السورية. وهو شرط ضروري للحد من تفاقم الوضعية القائمة، مع التأكيد أنني لا أتهم أحدا، ولا أدافع عن أحد، بل أصف حالة مرضية قائمة، أخذت تتفشى بسرعة في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار الانترنت، مما حدا ببعضهم أن يضيف لميزات ومهام هذا الاختراع العجيب، ميزة ومهمة جديدة، أسماها (الانترنت لتفقيس الهيئات واللجان والمنظمات)، فكلما التقى ثلاثة أو أربعة أشخاص، خاصة في الدول الأوروبية، لهم الطموحات والرغبات ذاتها، أنشأوا منظمة أو هيئة، واختاروا لها اسما مؤثرا، وافتتحوا موقعا على الانترنت، وأصدروا بيانا تأسيسياً، تحدثوا فيه باسم الوطن، وادعوا التعبير عن هموم وتطلعات أبناءه،، ثم لا يلبثوا أن يخطبوا باسم العرب كافة، والمسلمين عامة، دون أن ينسوا وضع الحلول الدائمة للأمن الأوروبي، والقضية الكشميرية، والوحدة الصينية، والانتخابات الأمريكية، علهم بعد ذلك يحق لهم طلب المساعدات.
هل من الطبيعي، بل أليس من المعيب أن توجد أحزاب لا يزيد عدد أعضائها، وربما يقل، عن عدد سنوات عمرها؟ أي أقل من عدد العاملين في أية جريدة محلية عربية صغيرة. وهل من الطبيعي أن يكون أكثر من نصف هؤلاء الأعضاء، من أبناء أسر المؤسسين؟ وهل من الطبيعي ألا يكون لهم في عدد من المحافظات، عضوا واحدا يتحدث باسمهم؟ وأن يكون أصغر الأعضاء سناً في هذه الأحزاب، قد ناهز الخامسة والخمسين من العمر؟ لولا أن الله قد منَّ عليهم بأولاد وأحفاد يعدلون الشريحة العمرية في أحزابهم تلك!! ولا أظن أنه ضرب من التعجيز، بل حبذا، لو أضيف لهذا الشرط، شرط آخر، وهو أن تعطى هذه الأحزاب مهلة عام كامل، كي يصل عدد أعضائها إلى ألف عضو، أو يلغى ترخيصها. وإلا ما قيمة وأهمية ودلالة حزب لا يصل عدد أعضائه إلى الألف، في بلد عدد سكانه أكثر من ثمانية عشر مليون نسمة؟
أما الشرط الثاني فهو: حظر إنشاء أحزاب على أسس عرقية أو دينية. وهذا الشرط نقلة نوعية هامة، يحقق المساواة بين المواطنين، ويتماشى تماما مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحظر كل أنواع التمييز بين البشر، ويحض على مناهضتها، ومنها التمييز العرقي والقومي والديني.
إن سوريا بلد الهجرات والحضارات المتعاقبة والمتجاورة، أشبه ما تكون بلوحة فسيفسائية، غنية بتعدديتها وتنوعها، فيها عدا عن الأثنيات والمذاهب، أكثر من ستة عشر دينا وقومية ، عاشوا جميعا على أرضها، جنبا إلى جنب، في المزارع والقرى والمدن، متعاونين متآلفين متحابين، ولا أظن أحدا من أبنائها، يرى مصلحة، أو يجد مبررا، في تمزيق هذا المزيج المتجانس الرائع، الذي يغني بعضه بعضا، إلى كنتونات ودويلات. لأن سوريا ملك لكل السوريين، ولا يحق لفئة أو طائفة أن تدعي امتلاكها جزءا ما، أو منطقة ما.
لهذا فإن مجرد التفكير بقيام أحزاب على أساس عرقي، يعني رغبة وتصميما على تمزيق الوطن الذي لن يتسع دويلات لكل هذه القوميات! وإن اتسع! سيكون اضطهاد الآخر، وإذلاله، وسلب بيته وأرضه، أساس هذه ال كنتونات، والعداء الدائم والحروب المستمرة بين أبنائها، سيكون شغلها الشاغل، وسياستها.
إن حظر تأسيس أحزاب على أساس ديني، خطوة شديدة الأهمية، سبقت سوريا فيه، دول عديدة في المنطقة، عربية وإسلامية، منها على سبيل المثال تركيا وتونس ومصر. ومسألة الاعتقاد والانتماء الديني، مسألة ظنية ذاتية، ووراثية، إذ لم يختر أحد في بلادنا دينه، فدون ذلك جز الرقاب، وكل منهم يعتقد بصحة ظنونه، وخطل ظنون الآخرين، دون أن يمتلك الدليل العلمي على ذلك. ومع هذا فكل حزب ديني يتوهم أن الله فضل أتباعه على الآخرين، وسخر الآخرين لخدمتهم، وأعطاهم الجنة وحدهم، لا ينازعهم فيها دين أو ملة أو مذهب، كما أعطاهم من العلم والمعرفة والحقائق، ما لم يعطِ غيرهم، وأنه دون غيره، يمتلك الحقيقة المطلقة، وأن ظنونهم هذه، مثال يجب أن يُحتذى، ومن يخالف، أو لا يقبل هذه الظنون، إنما يخالف الله، ومن يخالف الله كافر، والكافر يهدر دمه، وتُباح أمواله ونساءه، عقابه الموت وعذاب الدنيا والآخرة. كما نظرت الأحزاب الدينية إلى الناس على أنهم مسلوبو الإرادة، قاصرو الفهم، لا يملكون الحق والقدرة على تغيير ظروفهم، وصياغة قوانينهم، وأسلوب حياتهم. من هنا فإن الأحزاب الدينية في سعيها للانقضاض على السلطة والإطباق عليها، أو التي تقبض على عنقها، بما تحمله من ظنون وادعاء، أداة تمزيق للشعب والوطن، لا وحدة. ومعول هدم لهما، لا بناء.
أخيرا. حبذا لو أضيف لقانون الأحزاب هذا، بندا يؤكد على دور المرأة، ومشاركتها. وبندا آخر يحظر على الأحزاب استخدام ألفاظ الاتهام والتخوين، والألفاظ النابية والعنيفة، والطنانة والرنانة.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله خليل - قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه