أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد البصري - دور الدين في ثقافة الاصلاح














المزيد.....


دور الدين في ثقافة الاصلاح


ماجد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين منظومة قيمية متكاملة ذات علاقة وثيقة بالفرد والمجتمع يعمل على إرساء قواعد ومعايير عظيمة لإعادة بناء الهياكل الفاسدة بعد الانحراف الذي يصيبه ، حيث يضع أسس عامة لمسارات أخلاقية تمكن الأفراد من محاربة العادات الموروثة والتي تنحدر من ثقافات شعبية تتعارض مع القيم العليا للدين حيث (التفكك الاجتماعي وغياب الوازع الذاتي نتيجة انهيار المنظومة القيمية لبنى للمجتمع ) .
وهذا التصدع الكبير الذي يحدث في المنظومة القيمية والذي تعجز القوانين عن ضبطه والسيطرة عليه والذي يؤدي إلى تمرد الأفراد على المعايير الحاكمة للسلوك وبالتالي تتفشى قيم الفساد في زوايا المؤسسات الاجتماعية مما يجعلها تؤسس لمنظومة ثقافية فاسدة , تكون آثارها مدمرة وكبيرة حيث تتفكك البنى الثقافية وتحل محلها بنى فاسدة مدعومة من قبل مؤسسات الدولة والنخبة, التي تمسك بمقاليد السلطة, وحين يتقبل النظام الاجتماعي ذلك الواقع ليحل الصراع محل التسامح ،وتنتشر معاني القبح محل معاني الجمال ويصبح كل ما يمت إلى الأخلاق شاذا ,وتكون قيمة الإنسان الفرد مساوية لقيمة الصفر غير المضاف مما يعطي للافراد القدرة على تجاوز كل المعايير الإنسانية .
في ضوء تلك المسارات الفردية والاجتماعية يكون للدين دور عظيم في إعادة هيكلة البنى القيمية حيث يمكن أن تقوم المؤسسة الدينية بإعادة صياغة القواعد والمعايير لإيقاف عجلة الانهيار في قيمة رأس المال الاجتماعي .
والتجارب التاريخية تثبت هذا الدور للدين وكيف استطاع رجاله المخلصين إنقاذ المجتمع البريطاني من الانهيار في عصر التحول الصناعي في القرن التاسع عشر (العصر الفيكتوري) وتحول هؤلاء الرجال القساوسة من مختلف الطوائف إلى جنود في الحملة الكبرى لإعادة هيكلة القيم الأولى ضد عبودية الإنسان لذاته ومحاربة الجريمة والمغامرة وكل أنواع الرذائل التي استشرت في الحياة اليومية , والتي نرى مثيلاتها في مجتمعنا اليوم .
هؤلاء الرجال هم من وضعوا اللبنات الأولى لمنظمات مجتمعية نقلت بريطانيا من مجتمع متصارع إلى إمبراطورية لا تغيب عن أراضيها الشمس ولم يكن ذلك من خلال الكنائس والأقبية بل من خلال الرجال المخلصين الذين انتشروا في كل ركن من أركان المجتمع .
وفي مثال آخر تطالعنا اليابان بتجربتها العظيمة بعد نظام (ميجي) وكيف استطاع اليابانيون أن يؤسسوا لقواعد سلوكية مهدت إلى التحول نحو حقبة الصناعة بعد قرون عديدة من الخرافة عاشها المجتمع الياباني كما يراها فوكوياما .
والتساؤل الكبير الذي نطرحه هنا ما هو الحل إذا تسرب الفساد إلى رجال الدين وتحولت المؤسسة الدينية إلى عامل مساعد لديمومة تلك المسارات الفاسدة مما يعود عليها بالنفع الآني ؟ وهنا نشاطر المفكر (فوكوياما) في تساؤلنا عن قدرة الدين ودوره في اليقظات الثقافية بعد أن تسربت الشبهات لرجال الدين وأحاطتهم بالضبابية مما يجعلهم محل تشكيك لأداء دورهم في قلب التصدع العظيم الذي يمكن أن يتخذ مسارا معاكسا مما يؤدي إلى استحالة حدوث إعادة هيكلة البنى العظمى .
إذا كان مفكروا الغرب قد وضعوا العديد من علامات الاستفهام بعد كل هذه التساؤلات نتيجة استشعارهم للخطر وقلقهم الكبير مما يحدث في مجتمعاتهم, فماذا نصنع نحن أمام المشاهد المتكررة والمؤلمة التي تسير بمجتمعنا نحو الهاوية حيث فقدت المؤسسة السياسية رأس مالها في إيجاد حلول مناسبة للازمات السياسية , فما الذي تنتظره المؤسسة الدينية وهنا لا نقصد تدخلها المباشر بل أن لا تكون جزءا من ديمومة الأزمة ورافده لها بالطاقة .
وخطورة الموقف تتطلب من هذه المؤسسة إن تقوم بإعادة صياغة المعايير الثقافية والمفاهيم الفكرية بطريقة عقلانية تسمو فوق الطقوس التي تتحكم بها العواطف والانفعالات مما يعيد للعبادات روحها بعد أن تحولت إلى عادات جامدة ليس لها تأثير في سلوك الفرد فضلا عن السلوك الاجتماعي.



#ماجد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد البصري - دور الدين في ثقافة الاصلاح