ما ارخص الجمل لولا الهر

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما ارخص الجمل لولا الهر
يروى ان اعرابيا بدا له ان يحتال على قومه لغرض في نفسه وكان لديه جمل وهر فربط الجمل بذنب الهر وراح يطوف بهما على قومه وهو ينادي (يا من يشتري صفقة رابحة) الجمل بدرهم
والهر بالف والبيع على الاثنين فسمعه احدهم فقال: ما ارخص الجمل لولا الهر ونحن نقول للسيدة هيلاري كلنتون ما احسن ما تعرضينه وتسوقينه لولا ما تخفينه وتضمرينه من سوء لامتنا وانت ايتها السيدة ما احسن ما تعرضينه على الشقيقة مصر ولكن ما اخطر ما تضمره السياسة الامريكية من سم زعاف لمصر ولامتنا وقد كان إذلالكم لمصر وللامة في معاهدة السلام المزعومة مع العدو الصهيوني سببا رئيسا في هذا البركان الذي تفجر وسيتفجر في مختلف الساحات العربية.

السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية في زيارتها الاخيرة لجمهورية مصر العربية اعربت عن نيتها بان تخصص الادارة الامريكية مبلغ 60 مليون دولارا مساعدة لا صحا ب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وذلك إنقاذا للاقتصاد المصري من الصعوبات المزمنة التي يعانيها الاقتصاد المصري منذ زمن طويل
ما ارخص ما تقدمه امريكا من ثمن بخس في سبيل تحقيق طموحاتها وامالها العريضة في احتواء الزلزال الكبير الذي احدثته حركة الجماهير العريضة لا على الارض المصرية فقط بل على الكثير من الساحات العربية الاخرى وهذه الجماهير تختزن في وجدانها الكثير من الاعتراضات على السياسة الامريكية في منطقة الشرق الأوسط وعلى راس هذه الهموم موقفها المشين والمخادع تجاه الصراع العربي الصهيوني والذي هو منطلق اية شرارة قد تندفع بين لحظة واخرى وان هذا الصراع ليس مجرد خلاف على شبر من الحدود بين دولة واخرى بل ان هذا الصراع هو صراع بين حضارتين وهو صراع كرامة وهوية ومستقبل امة امام كيان مصطنع تسانده قوى معادية لهذه الامة على مدى تاريخي طويل
لقد ارادت امريكا ان تقوم بجولة افق في ساحات الربيع العربي وبداتها باهم هذه الساحات وهي مصر لعلها تبحث عن موقع قدميها في هذا الزلزال العربي الذي ما يزال يحمل الكثير من الاحتمالات الايجابية التي من اجلها اندفعت الجماهير تقابل الرصاص بصدور عارية ايمانا منها بقدسية الاهداف العليا التي تطمح اليها هذه الامة من محيطها الى خليجها
يطيب لنا ان يكون واضحا لدى الادارة الامريكية ان قرار المستقبل العربي لم يعد ملك حاكم مصنوع او طاغية مأجور جاهز ان يبيع البشر والحجر في سبيل طموحاته غير المشروعة. ان هذا المستقبل العربي مرهون بارادة الجماهير المسيسة الواعية لاهدافها الآنيّة والمستقبلية وعلى امريكا واعوانها ان يدلوا بدلوهم وان يجربوا حظهم العاثر في كل الميادين

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات