في الذكرى الثامنة لميلاد زكي خيري بعد الرحيل

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 13:11
المحور: سيرة ذاتية
    

في الذكرى الثامنة لميلاد زكي خيري بعد الرحيل
تستمد الشعوب في اشد المحن , العزم والتجارب من تارخها القريب والبعيد ومن مواقف وافكار ابطالها. ولزكي خيري مواقف واستنتاجات تاريخية , وطنية واممية مشهودة , تؤكد قدرة شعبنا على انجاب ابطال لا يخبو ابداعهم ولمعان افكارهم مهما قست الظروف وادلهمت الخطوب. ذلك لان زكي خيري لم يفقد الثقة يوما بقدرة شعبنا على التحرر من الامبرياليين وادواتهم الدكتاتوريين والمساهمة في تحرير البشرية. فكان يردد دائما بيتا من شعر الجواهري
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
حذر زكي خيري وناضل بثبات ضد تحالف القوى الوطنية, بقيادة البعث. ومن المخاطر والكوارث التي سيجلبها هذا التحالف , للشعب العراقي , بناء على دراسته المعمقة للواقع الطبقي لحزب البعث, وطموح قادته غير المشروع لاقامة امبراطورية تمتد من المحيط الى الخليج تحت قيادته. ولتحقيق ذلك اقام تعاونه مع الامبريالية الامريكية. وشن حروبه العدوانية . فقدم خدمات للامبريالية الامريكية لم تكن تحلم بها في الهيمنة على اغنى مناطق العالم بالنفط, واقامة قواعدها العسكرية في دول الخليج بل , والصرف عليها. كما قدم اكبر خدمة لاسرائيل بتسديده ضربة موجعة للتضامن العربي ولطموحات الامة العربية بالوحدة , باحتلاله للكويت, ومكن اسرائيل من تحقيق مخططاتها وان مؤقتا ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب زكي خيري باخذ زمام الدفاع عن الوطن من النظام الدكتاتوري , تمهيدا لاسقاطه في الحرب العراقية الايرانية , في مرحلتها الثانية , بعد احتلال ايران للاراضي العراقية . وذلك بالتحالف مع الجيش العراقي . وجسد ذلك في كتابه * الحرب العراقية الايرانية والثورة* . وكان من شأن ذلك ان يوقي شعبنا من حرب الخليج الثانية ويقدم خدمة جلى لحركة التحرر الوطني العربية والعالمية.
ودعى زكي خيري وهو في الثمانين من العمر , في مؤتمر المعارضة العراقية في بيروت , في اذار 1991 والانتفاضة الباسلة في اوجها , الى انتقال المؤتمر الى بغداد ليشكل القيادة السياسية للانتفاضة. لامكن انتصارها او على الاقل , شل يد الدكتاتورية عن اقتراف المزيد من الجرائم بحق شعبنا وردعه عن القبول بكل العقوبات التي فرضتها الادارة الامريكية على شعبنا لقاء بقائه بالحكم. ولاسيما الحصار الاقتصادي والتمهيد لهذه الحرب العدوانية.
وحذر زكي خيري من تضخيم صورة صدام لتغطي على ارض الوطن وسمائه واعتباره العدو الرئيس لشعبنا بمعزل عن الامبريالية الامريكية , فهي العدو الرئيس لشعبنا وما صدام الا اداة من ادواتها اسوة بامثاله. كما حذر من اعتبار الجيش العراقي , جيش صدام , واكد بان الشرط الرئيس للقضاء على الدكتاتورية وتحرير العراق من الهيمنة الامريكية هو * التحالف مع الجيش*
كم نحن بحاجة الى افكار زكي خيري وجرأته في اتخاذ الموقف المبدأي الصحيح في هذه المحنة التي يتعرض لها شعبنا . حيث لعدة ايام متتالية تمزق القنابل والصواريخ الامريكية اجساد العراقيين وتهدم منشأتهم وتعلن جهارا عن تحقيق حلمها باحتلال العراق, وتنصيب حاكم عسكري امريكي عليه. ايام وليالي والشعب العراقي محروم من لحظة نوم , واطفاله تروع بالانفجارات , وبمناظر الضحايا والدماء والدمار!! ولعدة ايام والجيش العراقي يصمد امام تلك القوة الجهنمية لقوات الاحتلال ويكبدها الخسائر , ليس دفاعا عن الدكتاتورية , التي ساقته الى حروب عدوانية وعرضته الى هزائم مشينة , وانما دفاعا عن الوطن !! وكلنا يعلم بان صدام سوف لم يصمد طويلا وتجربتنا في خيمة صفوان تذكر الجميع ولاسيما الجيش استعداد صدام لخيانة الشعب والوطن والجيش لقاء الحفاظ على حياته من غضبة الشعب وليس من غضب الامبريالية.
ان الشعب العراقي بامس الحاجة الى القيادة السياسية الميدانية المخلصة لكي ينطلق في النضال من اجل دحر الاحتلال واسقاط الدكتاتورية . والحركة الوطنية اليوم امام مسؤلية تاريخية وطنية وعربية وعالمية . اذ لم يسبق ان اتضح تلاحم الاهداف الوطنية والعربية والعالمية كما هو اليوم!! وفي هذه الحرب العدوانية على شعبنا بالذات!! ولا يكفي ان ترفض القوى الوطنية الحرب والاحتلال , فجميع الشرفاء في العالم يرفضون هذه الحرب والاحتلال ويطالبون بوقفها. وعليهم كابناء هذا الوطن وطلائع شعبه وورثة امجاده وامجاد ابطاله, ان يبادروا الى تفعيل قيادة ميدانية لمقاومة الاحتلال وتنظيم تفاعل العمل العسكري بالعمل الجماهيري على جبهات القتال وفي مؤخرة العدو وتنظيم حياة الجماهير لبناء اسس البديل الديموقراطي .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات