أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لطيف الدراجي - أطفال فوق الخط الاحمر














المزيد.....

أطفال فوق الخط الاحمر


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 09:39
المحور: حقوق الانسان
    


حدهم يمد يده المعروقة وعلامات البؤس وخطوط الشقاء ترتسم على وجهه البرئ واخر يحمل منظف زجاج وماسحة ويهرول باتجاه السيارات في اشارات المرور وقد اصبح لون بشرته وملبسه تؤامان.
وبنات بعمر الزهور يقفن حائرات الى اين يذهبن واشعة الشمس تحرق اجسادهن النحيلة بسعير الفقر والخوف من غدٍ مجهول ، فهذا هو المشهد الاقل ايلاماً لواقع اطفال العراق الذين حطموا رقماً قياسياً لامثيل له في الوضع المعاشي المتدني متفوقين بذلك على افقر بلدان العالم.
منذ سنوات مضت وعندما كنا نرى اطفال الصومال واثيوبيا وهم يصارعون الفقر المدقع والجفاف والمرض واكوام الذباب وهي تهيمن على افواههم كنا نقول(خطية) نتيجة المأساة التي كانوا يعيشونها وان كان هذا الامر مألوفاً لأن القدر جعلهم يعيشون في كنف بلدان تقتات على الفتات وهذا الاخير تتقاسمه واياهم السلطة السياسية الغاشمة ويد الاجنبي الاثمة.
لكن عندما يرى من هو خارج حدود الوطن اطفالنا الذين لم يتجاوزوا ربيعهم العاشر موزعين على الطرقات وينتقلون كالفراشات من بيت الى اخر ماذا سيقول وكيف سيختار الوصف الملائم ، هل سيقول(خطية) ام سيلعن من هم في موقع المسؤولية حيث لم يعودوا يبصرون هذا الواقع الاسود لجيل من الواجب اعدادهم لقيادة مستقبل وطن اسمه العراق معبئين بالعلم والثقافة والادب والخلق القويم وقادرين على مواجهة النوائب التي نالت منهم للأسف وهم في مهدهم الوضيع.
الم يعي (علية اليوم) حتى هذه اللحظة مخاطر وجود هؤلاء الاطفال ولساعات طويلة في الشارع صيفاً وشتاءاً وربيعاً وخريفاً ، وماذا ينتظرون وقد سرق منهم شيطان العصر ارواحهم بسيارات مفخخة وبعبوات عدادها اكثر من الزهور والشجيرات ، ماذا ينتظرون وقد انتهى عبق اعمار هؤلاء الاطفال في بئر الكلمات النابية والالفاظ السحيقة ، وبعضهم اصبح فريسة العصابات فأجبروهم على السرقة والقتل والخطف بعد ان وجدوا فيهم اداة طيعة لتنفيذ شر خيالاتهم ، والبعض الاخر اضحى في عداد المفقودين ولم يعد له اثر على كوكب الارض ، وهناك من وقع في فخ المخدرات والحبوب المهدئة فأنهارت قواه وطحن تحت اضراس الزمن من حيث لايشعر.
وبعد سنوات من الان ستكونون امام سيناريو مقلق بطله مستقبل يبحث عن صناع حتى وان كانوا اشباحاً وعندها فقط ستشعرون كعادتكم بالحسرة ولماذا كنتم نائمين ولم تدركوا خطورة الصمت.
لماذا عندما تريدون لاتفعلون وعندما تقعون في الخطأ تديرون عيونكم الى الماضي ؟ ولماذا الماضي ؟ هل لأنه قاس بعض الشئ ام لأنكم تشتاقون للتراب واريج ذراته وهو يسير امام نفخات انوفكم ؟
وعندما يصبح الطفل من الماضي فنحن بلا مستقبل وبلا ارادة وبلا وجود لأننا قضينا على الشريان النابض وذبحنا الحلم الجميل الذي يعده غيرنا واحد من بنى الامل التحتية ولاتحلو الدنيا بدونه.
لن اقول ياسادة يامسؤولين ويااعضاء البرلمان ويا ويا ويا !!
ولن اركن للصمت ابداً لأن الصمت الذي بات من سجايا الاخرين لامكان له في قاموس حياتي ، بل سأقول اعطوا للطفل حقه فله في رقابكم ديناً ثقيلاً كونه الضحية الذي سرقت منه الابتسامة وهي الوحيدة التي لاتحلو الا على شفتيه.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بغداد .. نجاح ولكن
- ابو الفجل وتنبؤات قمة العرب
- قمة بغداد .. فوضى نتحملها وضريبة ندفعها
- البحرين وطاولة قمة بغداد
- بدون معلق .. اهواية احسن
- العراق يتوسل ام يتسول من الكويت
- هيا الى المقاهي
- يا لحزن النيل
- زيكو وضربة البداية
- بغداد .. أي شيئ في العيد اهدي اليك ؟
- بين الخيبة والفشل .. فضائياتنا في رمضان
- بهلوي العرب
- رصيف ماجينو
- اللقمة العربية
- يعتقدون انها انتهت
- الهانم حرم الديكتاتور
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد


المزيد.....




- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لطيف الدراجي - أطفال فوق الخط الاحمر