|
مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 08:43
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
لقد رأينا في مقالات سابقة كيف أن المسيحيّين رفضوا فريضة الختان كما جاءت عند اليهود رغم أن بعضهم ما زال يمارسها. ولكن هذا الموقف لم يكن ناتجاً عن منطق إنساني (إحترام سلامة الجسد وحرّية الآخرين) بل عن منطق لاهوتي وسياسي (إستبدال عهد الختان بعهد المعموديّة، وجذب الوثنيّين لدخول الدين الجديد). وعدم الأخذ بالإعتبار إحترام الجسد وحرّية الآخرين أدّى إلى تناقض غريب. فمن جهة رفض المسيحيّون الختان، بينما قَبلوا ما هو أبشع منه، وهو نظام الخصي. وسوف نتكلم في هذا المقال خاصة عن طائفة الخصيان في روسيا وفي المقال القادم عن الخصيان في ترانيم الكنسيّة.
مارست كل الحضارات في العالم نظام الخصي. ويُظن أن أوّل من قام بتلك العمليّة هم الفرس وأن الكلمة castration (الخصي) قد جاءت من كلمة sastram التي تعني «السكّين» في اللغة السنسكريتية. وكان الرومان واليونانيون يتاجرون بالخصيان الذين يجلبونهم من إفريقيا وآسيا. فكانوا يرون أن الحيوان الخصي أكثر سهولة للتدجين والقيام بالأعمال من الحيوان غير الخصي. وعلى أساس ذلك إستعملوا الخصيان عبيداً في المنازل. وأستُعمِل الخصي في العصور الوسطى في أوروبا كوسيلة لتعذيب الأسرى أو كعقاب على جرائم مثل الإغتصاب. كما أن كلّيات الطب لجأت للخصي لأسباب وقائيّة أو علاجيّة مثل البرص والجنون والصرع وانتفاخ الخصية وداء المفاصل والفتق وأمراض أخرى.
وللخصي علاقة بالدين. فقد كان شرطاً للإلتحاق بخدمة بعض الآلهة كإلهة الخصب «سيبيل» التي إنتقلت من منطقة فريجيا إلى بلاد اليونان والرومان في القرن الثالث قَبل المسيح حتّى أصبحت إلهة رسميّة في روما. وتروي الأسطورة التي تحيط بهذه الإلهة أن عشيقها «أتِّيس» قد بتر أعضاءه الجنسيّة في حمية الشوق ومات من نزيف الدم تحت شجرة. وكل من كان يريد أن يصبح خادماً لـ«سيبيل» كان عليه أن يبتر أعضاءه الجنسيّة مثل عشيقها ضمن إحتفالات دينيّة صاخبة. هذا وقد حرّمت التوراة خصي رجال الدين: «لا يدخل مرضوض الخصيتين ولا مجبوب في جماعة الرب» (سفر تثنية الاشتراع 1:23). وكلمة مجبوب تعني الرجل الذي قطع ذكره. ومن خدمة الآلهة، تحوّل الخصي وسيلة لتأمين خدمة الحريم ومراقبتهن. وكان عدد هائل من الخصيان يستعملون لهذه المُهمّة في بلاط الإمبراطوريّة العثمانيّة.
وقد لجأ بعض المسيحيّين إلى الخصي كوسيلة لتكريم الله والتخلّص من عضو غير طاهر وبرّروا ذلك بعدّة نصوص من الكتب المقدّسة بعهديها القديم والجديد، بنفس الأسلوب الذي يبرّر فيه اليهود ختان الأطفال. نذكر منها: «طوبى للخصي الذي لم تفعل يده إثماً ولم يفكّر أفكاراً شرّيرة على الرب! فإنه سينال لأمانته نعمة ساميّة ونصيباً شهياً في هيكل الرب» (سفر الحِكمة 14:3). «هناك خصيان ولدوا من بطون أمّهاتهم على هذه الحال. وهناك خصيان خصاهم الناس. وهناك خصيان خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات» (نجيل متّى 11:19). «أميتوا إذاً أعضاءكم التي في الأرض بما فيها من زنى وفحشاء وهوى وشهوة فاسدة وطمع وهو عبادة الأوثان» (رسالة القديس بولس الى أهل قولسي 5:3). «ورأيت حملاً واقفاً على جبل صهيون ومعه مائة وأربعة وأربعون ألفاً كتب على جباههم إسمه واسم أبيه [...] ولم يستطع أحد أن يتعلّم النشيد إلاّ المائة والأربعة والأربعون ألفاً الذين افتدوا من الأرض. هؤلاء هم الذين لم يتنجّسوا بالنساء، فهم أبكار» (سفر لرؤيا 1:14، 3-4).
وأشهر حالة خصي في المسيحيّة هي التي قام بها «أوريجين» على نفسه عندما كان شابّاً. وقد حاول الأسقف والمؤرّخ «أوزبيوس» (توفّى عام 340) تبرير تصرّفه. فهو يقول بأنه عندما كان «أوريجين» يقوم بدور معلّم التعليم المسيحي في الإسكندريّة قام بعمل هو أكبر برهان على عدم بلوغه وصغر سنّه، وأيضاً على إيمانه وطهارته. فقد فهم بصورة مبسّطة وطفوليّة قول المسيح المذكور أعلاه (متّى 11:19) فخصى نفسه إمّا لإتمام قول المسيح، وإمّا لأنه كان يُعَلِّم كلمة الله في شبابه للرجال وللنساء على السواء فأراد أن يبعد عنه شبهات الوثنيّين. وقد أخفى أوريجين هذا الأمر عن أكثر أصدقائه. وقد قرّرت عدّة مجامع كنسيّة حرمان أوريجين من الكنيسة لعدّة أسباب من بينها تصرّفه هذا.
ومن بين الشيع المسيحيّة التي مارست الخصي نخص بالذكر في القرن الثالث الميلادي شيعة أسّسها «فاليزيوس»، الذي يُظن أنه من أصل عربي. وكان مركز هذه الشيعة في «بقاطه» قرب «ناعور» في الأردن. وكانت هذه الشيعة تمارس بتر الأعضاء الجنسيّة لتفادي السقوط في الخطيئة. كما كانت تمتنع عن شرب الخمر وأكل اللحم. وكانت تلجأ للإقناع أو الوعود المادّية أو القوّة لخصي أتباعها.
وقد جاء في قرارات «مجمع نيقية الأوّل» الذي عقد عام 325 أنه إذا تم خصي شخص من قِبَل طبيب خلال مرضه، أو أنه كان قد خصي من البرابرة، فليبقَ في منصب الكهنوت. ولكن إذا خصى شخص نفسه وهو بصحّة جيّدة بمحض إرادته، فأنه يجب فصله عن منصب الكهنوت كما أنه يجب عدم قبوله في ذلك المنصب مستقبلاً. أمّا الذين خصيوا من قِبَل البرابرة أو سادتهم، فيحق إدخالهم في منصب الكهنوت إذا إستحقّوا ذلك. إلاّ أن الكنيسة الشرقيّة لم تحترم منع المخصيّين من الوصول إلى المناصب الدينيّة. ففي دولة بيزنطة كان الخصيان يحتلّون مناصب عالية في الدولة وفي الكنيسة. وقد أسّس بطريرك القسطنطينيّة غريغوريوس الخامس (1739-1821) رهبانيّة تضم عذارى وخصيان. كما أننا نجد 72 قدّيسا مسيحيّاّ مخصيّين.
كان لبيزنطة تأثيراً على روسيا حيث نجد ذِكراً للخصيان في بداية القرن الحادي عشر. وقد عرفت روسيا عدداً من الأساقفة الخصيان. ولكن ظاهرة الخصيان إنتشرت هناك خصوصاً في القرن الثامن عشر إذ تكوّنت هناك طائفة تدعى طائفة الخصيان (skopcy). وقد كتب «فولكوف» دراسة مستوفية عن هذه الطائفة باللغة الروسيّة عام 1929 تمّت ترجمتها الى الفرنسيّة. ونحن نعتمد عليها هنا.
عند هذه الطائفة خليط من الأفكار الدينيّة المسيحيّة والوثنيّة وتعتبر تطويراً لطائفة روسيّة أخرى تدعى طائفة الذين يجلدون أنفسهم. ويتّبع أعضاء هذه الطائفة عامّة مبدأ التقيّة في معاملاتهم مع الخارج. فالعضو يحلف بأن لا يذيع سر الطائفة ولو عُذِّب حتّى الموت. وكانوا يعيشون في جماعات ليس فقط في الريف ولكن أيضاً في المدن. وكانت هذه الجماعات في بدايتها منفصلة عن بعض ثم ربط فيما بينها. وقد تم تنظيم هذه الطائفة حوالي عام 1820.
ترى هذه الطائفة أن الله خلق آدم وحوّاء على صورته. والإختلاف بين الله والإنسان نتج بعد الخطيئة الأصليّة بنمو الأعضاء الجنسيّة للرجل والمرأة التي تُذَكِّر في شكلها جذع شجرة التفّاح وثمرتها. وإذ إن البشر تاهوا في آثامهم، أرسل الله لهم إبنه المسيح واتّخذ له إثنتى عشر تلميذاً وخصى نفسه وخصى تلاميذه. ولكن زيارته هذه للأرض لم تأتِ بنتيجة، فوعد أن يأتي ثانية. وفي زيارته الثانية جاء في روسيا في شخص «سليفانوف» الذي ظهر على الساحة عام 1774. وتنسبه الطائفة للعائلة المالكة وتطلق عليه لقب القيصر بطرس الثالث، المخلّص الثاني، الإله الصباؤوت. وهو ليس الشخص الوحيد الذي إدَّعى أتباعه أنه المسيح في روسيا. وهذا الفكر ليس بعيداً عن الفكر اليهودي الذي يعتقد بمجيء المسيح، أو بالفكر الإسلامي الذي يعتقد بمجيء المهدي المنتظر. وقد عاش «سليفانيف» حياة مليونير يزوره التجّار والأغنياء من كل روسيا يتبرّكون به ويقدّمون له الهدايا. ويعتقد كثير من أعضاء الطائفة أنه ما زال حيّاً وأنه سوف يرجع من جديد للعالم. وحين ذاك سيكون يوم الدينونة.
وترى طائفة الخصيان أنه حتّى يرجع الإنسان ليشبه الله والملائكة عليه أن يقطع الأعضاء الجنسيّة التي ترمز إلى خطيئة آدم وحوّاء. فبقطع هذه الأعضاء يتم نزع «مفاتيح الجحيم» التي تمنع من الذوبان في الذات الإلهيّة. ويتم الإنتماء لطائفة الخصيان بتقديم المرشّحين خلال الطقس الديني ويطلق عليهم إسم «المبتدءون» الذين لا يتم كمالهم إلاّ بعد التخلّص من الأعضاء الجنسيّة والتناسليّة. فيبدأون بالقضاء على الخصيتين بالحديد المحمّى أو سكّين أو مقص أو فأس. ويسمّون هذه العمليّة «التطهير الأوّل» أو «الختم الأصغر»، أو «ركوب الحصان الأنمر». ثم يتبعون الخصي ببتر القضيب ذاته، ويسمّى «التطهير الثاني» أو «الختم الملكي» أو «ركوب الحصان الأبيض». وعبارة الختم تشير إلى الآية في سفر الرؤيا التي تتكلّم عن المختومين (4:7) والتي ذكرناها أعلاه. والعبارة الحصان الأبيض نجدها في سفر زكريّا: «وعدت ورفعت عيني ورأيت رؤيا، فإذا بأربع مركبات خارجات من بين جبلين، والجبلان جبلا نحاس. وفي المركبة الأولى أفراس حمر وفي المركبة الثانية أفراس سود، وفي المركبة الثالثة أفراس بيض، وفي المركبة الرابعة أفراس نمر وقويّة» (زكريّا 1:6-4). وقد جاء ذكر للحصان الأبيض عدّة مرّات في سفر الرؤيا نذكر منها: «فرأيت فرساً أبيض قد ظهر وكان الراكب يحمل قوساً فأعطي إكليلاً فخرج غالباً» (الرؤيا 2:6).
وهذه الطائفة لا تكتفي ببتر الأعضاء الجنسيّة للرجال، بل تبتر أيضاً النساء. وهذا البتر على درجات: بتر حلمة الثدي، بتر الثدي كاملاً، ندب الثديين أو تجريحهما، بتر الشفرين الصغيرين مع أو دون بتر البظر، بتر الجزء الأعلى للشفرين الكبيرين مع الشفرين الصغيرين والبظر. وبعد إجراء هذه العمليّات تتحوّل المرأة من «وقواق» إلى «حمامة بيضاء». ولقد فحص بعضهم نحو خمسة آلاف شخص ممّن ينتمون إلى تلك الطائفة، منهم 3900 ذكر و1400 أنثى. فكان بين الذكور 588 بتر لهم كل شيء و833 بترت خصاهم و62 بترت لهم أجزاء أخرى. وكان بين الإناث 99 مبتورات الثديين والأعضاء التناسليّة جميعاً و308 بتر ثديا كل منهن و182 بترت حلمات أثدائهن و251 بترت أعضاؤهن التناسليّة و108 بترت لهن أجزاء أخرى من أجسامهن.
ونجد عند هذه الطائفة أفكاراً تشابه الأفكار التي نجدها عند مؤيّدي الختان. فهي تحاول أن ترد على من ينتقدها باللجوء إلى الجدل المنطقي. فمثلاً يرى منتقدو هذه الطائفة في الأعضاء الجنسيّة عطيّة من الله تؤدّي وظيفة التكاثر التي على الإنسان القيام بها. وحذف هذه الأعضاء هو ضد الطبيعة. وقد رد أحد أعضاء هذه الطائفة عام 1917 قائلاً بأن وجود تلك الأعضاء في الإنسان لا تعني ضرورة إستعمالها لأن ذلك سيؤدّي إلى تكاثر البشر وانتقاص المواد الغذائيّة حسب نظريّة «مالتوس» وانتشار المجاعة والحروب والأمراض وتراجع التقدّم الإنساني. وترى هذه الطائفة أن قوانين الطبيعة تثبت لنا بأنه علينا إذا ما أردنا الوصول إلى مستوى حياتي أعلى أن نحذف القوانين التي تحكم المستوى الأسفل. وهذا ليس ضد الطبيعة. فحبّة القمح حتّى تصبح نبتة والبيضة حتّى تصير دجاجة يجب عليها أن تموت قَبل ذلك. وهكذا لا يمكن تطوير الحياة الروحيّة عند الإنسان إلاّ إذا أنقصنا الحياة الجسديّة.
أرجع «فولكوف» إنتشار طائفة الخصيان كغيرها من الشيع الروسيّة إلى أسباب إقتصاديّة واجتماعيّة. فقد ثار الفلاّحون على أوضاعهم أمام ملاكي الأرض ولكن فشلوا في ثورتهم تلك. فانضم رجال ونساء إلى شيع دينيّة يجدون في ظلّها حماية وتضامناً. وقد جمعتهم مع التجّار المظلومين من الدولة مصالح مشتركة. ولعب الفكر الديني دوره في ترابطهم. فهم يؤمنون بمجيء قيصر يحميهم خلافاً للقيصر الذي يظلمهم. وقد إنضم عدد من النساء لهذه الطائفة للهروب من الظلم الواقع عليهن من قِبَل أصحاب الأرض وأزواجهن. وكان أعضاء الطائفة يرون فيها وسيلة للخلاص الروحي وللخلاص من عبء العائلة. وكان أصحاب الأرض يتفادون تقسيم الأرض مع أفراد عائلتهم. وفي نفس الوقت كانوا يستطيعون إستغلال أعضاء الطائفة الذين ليس لهم أرض. وكان التجّار يرون في الطائفة جمعيّة منظّمة يمكن الإرتكاز عليها تجاريّاً وماليّاً. وكانت الطائفة غنيّة إذ إن أعضاءها لا يأكلون اللحم ولا يشربون الخمر ولا يقتربون النساء وليس لهم أولاد يصرفون عليهم وكان العمل هو همّهم الوحيد. أضف إلى ذلك أنهم كانوا أمناء للطائفة التي لم يكن في إمكانهم تركها للإنخراط بالعالم بسبب فقدهم لأعضائهم الجنسيّة.
وقد لجأت هذه الطائفة لعدّة وسائل لجذب أعضاء جدد لها إذ إنها لا تتكاثر بالتناسل. منها توزيع نصوص من الكتاب المقدّس تحث على الخصي وتعتبره الأسلوب الأمثل للخلاص. كما لجأت إلى خصي الأطفال واستغلال ديون الآخرين وحاجاتهم الإقتصاديّة. فالخصي الغني كان يشتري إحتياجات الفقير ثم يطالبه بثمنها، ويتنازل عن الدين إذا قَبل الفقير بالخصي. وكانت الطائفة تقصر التوظيف على الخصيان وتوظيف عائلات فقيرة وأطفال بهدف خصيهم لاحقاً. كما أنها إستعملت الشبيبة من الجنسين في جذب الشباب. وبما أن هؤلاء الشباب لا يمكنهم الرجوع عمّا فعلوه كانوا يبحثون عن أعضاء جدد حتّى لا يكونوا وحدهم.
وقد عرفت هذه الطائفة رواجاً كبيراً رغم شذوذ تصرّفاتها. وقد قُدِّر عدد أفراد هذه الطائفة في وسط القرن التاسع عشر قرابة ستّة آلاف شخص تنتمي أكثريّتهم إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة ولكن نجد أيضاً بينهم أعضاء منشقّين عن اللوثريين والكاثوليك وبعض اليهود والمسلمين. وكانت الطائفة غنيّة جدّاً ولها مصانع ومحلاّت تجاريّة هامّة. وقد إقترح «إيلينسكي»، أحد زعماء الخصيان، على القيصر «اليكسندر الأوّل» عام 1804 تحويل روسيا إلى إمبراطوريّة يحكمها الخصيان حيث يرأس مجلساً من 12 رسولاً ويكون هو من ضمنهم كرئيس للجيش. واقترح أن يكون «سليفانوف» دائماً مع القيصر وأن يسلّم حُكم المدن إلى الخصيان. وكانت هذه أوّل محاولة للإستيلاء على السلطة من قِبَل الخصيان. إلاّ أنها فشلت واعتُبِر مقترحها مجنوناً وأدخل ديراً.
وقد لاقى أعضاء هذه الطائفة كثيراً من الإضطهاد في روسيا من قِبَل السلطة ومن قِبَل الكنيسة التي كانت ترى فيهم جماعة خارجة عن سلطتها الدينيّة. فبين عام 1805 و1870، تم نفي 5444 رجلاً وامرأة من هذه الطائفة إلى سيبيريا. وقد هرب أكثر من 1500 عضو من روسيا إلى رومانيا قَبل إنتصار الشيوعيّة في روسيا. ولكنّهم إحتلّوا أحياناً مناصب عالية في الدولة. وأحد من حوكموا عام 1929 كان رئيس السوفييت للريف والتربية في منطقته. وعدد الذين حوكموا في الإتّحاد السوفييتي لانتمائهم لهذه الطائفة يقدّر بأكثر من 2000 شخص. وهناك شواهد على وجود عشرات من أعضاء هذه الطائفة في روسيا حتّى عام 1970.
وقد إقترح «فولكوف» لمكافحة هذه الطائفة تنظيم شبكة من الهيئات السياسيّة والتعليميّة والتثقيفيّة وإرسال أشخاص للتثقيف ضد الدين وأطبّاء للمناطق التي تتواجد فيها تلك الطائفة، وعمل قائمة بالخصيان المعروفين ومراقبتهم بشدّة، وأخذ الإجراءات الإداريّة لفصل الخصيان المتعصّبين ووعّاظهم ومن يقومون بالخصي وإبعادهم عن الشعب. فهو يرى أن العقاب لم يؤدِّ إلى نتيجة إيجابيّة. لا بل إن ذلك قد يؤدّي إلى نتيجة عكسيّة إذ يعطيهم الشعور بأنهم يتّبعون مخلّصهم. فقد أمضى بعض الخصيان عشرات السنين في السجن في عصر القيصر دون أن يتعلّموا درساً. ويضيف «فولكوف»: «يجب فصل 40 أو 50 مجرماً حتّى نحرمهم من بتر عشرات أو مئات من الأفراد». وهناك من يرى اللجوء الى مثل هذه الأساليب لمنع الختان.
يمكنكم تحميل -------- كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسلسل جريمة الختان (22) : تكريم ختان المسيح وغلفته
-
مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضي
...
-
مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
-
هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
-
مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
-
نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
-
مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
-
لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
-
علموا فكر احمد القبانجي
-
مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
-
مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
-
أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
-
مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
-
مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
-
مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
-
مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية
-
مسلسل جريمة الختان (11) : اليهود وختان الاناث
-
مسلسل جريمة الختان (10) : الختان الدموي والختان الرمزي عند ا
...
-
عصمة الانبياء مصيبة المصائب
-
مسلسل جريمة الختان (9) : عملية الختان عند اليهود
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|