أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - رجاء للموتى من واهب الحياة ( 3 - 3 )














المزيد.....

رجاء للموتى من واهب الحياة ( 3 - 3 )


مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان امتلاكنا رغبة فطرية فى العيش وقدرة ضخمة على التعلم يقودنا الى استنتاج منطقى وهو ان البشر خلقوا ليعيشوا اكثر بكثير من 70 او 80 سنة. وهذا يوصلنا الى استنتاج اخر: لا بد من وجود مصمم خالق, او اله. فالتعقيد البالغ الذى نراه فى الحياة على الارض والقوانين الثابتة للكون المادى تؤيد كاملا الايمان بوجود خالق.
فلم نموت اذا كان الله قد خلقنا بامكانية العيش للابد؟ وماذا يحدث بعد الموت؟ هل قصد الله ان يعيد الاموات الى الحياة؟ من المنطقى ان يزودنا اله حكيم وقوى بأجوبة عن هذه الاسئلة. وهذا مافعله, تأمل فى مايلى :
لم يكن الموت جزءا من قصد الله الاصلى للبشر. يشير اول ذكر للموت فى الكتاب المقدس ان الله لم يقصد فى الاصل ان يواجه البشر هذا المصير. فرواية سفر التكوين فى الكتاب المقدس توضح ان الله امتحن الزوجين البشريين الاولين, ادم وحواء, امتحانا بسيطا متيحا لهما الفرصة ان يبرهنا عن محبتهما وولائهما. فقد حرم عليهما الاكل من شجرة محددة. وقال الله للانسان : : يوم تأكل منها تموت موتا ". تكوين 2 عدد 17. فادم وحواء ماكانا سيموتان الا اذا عصيا الله, وهكذا يكونان قد فشلا فى اجتياز الامتحان, وتظهر رواية الكتاب المقدس انهما نقضا ولائهما لله فجلبا الموت على انفسهما. وبهذه الطريقة, انتقل النقص والموت الى العائلة البشرية.
يشبه الكتاب المقدس الموت بالنوم. يتحدث السجل عن " نوم الموت " مزمور 13 عدد 3. كما ان يسوع قبل ان يقيم صديقه لعازر, اوضح لرسله " : لعازر صديقنا راقد, لكنى ذاهب لأوقظه من النوم ". وهذا مافعله بالضبط. يقول السجل انه حين صرخ يسوع, خرج الميت لعازر من القبر حيا يرزق.
فلماذا شبه يسوع الموت بالنوم؟ لأن الشخص النائم يكون فى حالة خمول. واذا كان نومه عميقا, فهو لا يعى مايدور حوله او يشعر بمرور الوقت. كما انه لا يتألم او يتعذب. على نحو مماثل لا يعى الميت شيئا ولا يقوم بأى نشاط. لكن اوجه الشبه لا تنتهى هنا, فالشخص النائم يتوقع ان يستيقظ من نومه. وهذا هو بالتحديد الرجاء الذى يمنحه الكتاب المقدس للموتى.
يعدنا الخالق نفسه : " من يد شيول ( المدفن العام ) افديهم, من الموت اخلصهم, اين شوكتك ياموت؟ اين قدرتك على الاهلاك با شيول؟ ". هوشع 13 عدد 14. وتذكر نبوة اخرى فى الكتاب المقدس ان الله سيبتلع الموت الى الابد, ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه. اشعياء 25 عدد 8. وعملية احياء الموتى هذه تدعى القيامة.
اين سيعيش المقامون؟ ذكر سابقا ان البشر يمتلكون رغبة فطرية فى العيش الى ما لانهاية. فأين تريد ان تحيا الى الابد؟ هلى تشعر بالاكتفاء اذا عرفت انه بعد موتك ستعيش كجزء من قوة مجردة موجودة فى الكون, كما تعلم بعض الاديان؟ هل تحب ان تكون موجودا كشخص اخر فاقدا كل الذكريات المتعلقة بك قبل موتك؟ هل يروقك ان تعود الى الحياة على شكل حيوان او شجرة؟ واذا منحت حرية الاختيار, هل ترغب حقا ان تعيش فى عالم يخلو تماما من الاختبارات والافراح التى يمر بها البشر؟
الا تتوق الى العيش على ارض فردوسية اذا كانت الاحوال مثالية؟ هذا هو الرجاء الذى يمنحه الكتاب المقدس : ان تعيش للأبد هنا على الارض. فقد خلق الله الارض لهذا القصد - ليسكنها اشخاص سعداء يحبونه ويريدون ان يخدموه الى الابد. لهذا السبب يقول الكتاب المقدس : " الابرار يرثون الارض, ويسكنونها الى الابد ". مزمور 37 عدد 29. اشعياء 45 عدد 18. اشعياء 65 عدد 21 و 24.
متى ستحدث القيامة؟ ان تشبيه الموت بالنوم يشير ان القيامة لا تحدث عادة عقب الموت مباشرة. فستفصل فترة من ( النوم ) بين وقت الموت والقيامة. اثار رجل فى الكتاب المقدس يدعى ايوب السؤال التالى : " اذا مات رجل أفيحيا؟ ". ثم اجاب : " سأنتظر ( فى القبر ) الى ان يأتينى الفرج يدعو ( الله ) فأنا اجيب. ايوب 14 عدد 14 و 15. فيا للفرح الذى سنشعر به عندما يحين الوقت الذى سيجتمع فيه الموتى باحبائهم من جديد.
طبعا ليس بالضرورة ان يمحو الرجاء الذى يزوده الكتاب المقدس كل مخاوفك من الموت. فمن الطبيعى ان يساورك القلق بشأن الالم والحزن اللذين يخيمان احيانا قبل حدوث الموت. ومن البديهى ان تفزعك خسارة شخص تحبه, واذا كنت تخشى العواقب المحزنة الذى سيسببها موتك لأحبائك, فهذا ايضا شعور منطقى. لكن الكتاب المقدس, بكشفه لنا الحالة الحقيقية للموتى, يساعدنا ان نبدد اية مخاوف تستحوذ علينا بشأن الموت. فلا حاجة ان ترتعب من اخرة تعذبك فيها الشياطين فى هاوية مشتعلة. ومامن داع ان يعتريك الفزع من عالم مظلم تهيم فيه الارواح باستمرار. ولا ينبغى ان تخاف ايضا من ان يكون الفناء الى الابد هو ماينتظرك فى المستقبل. لماذا؟ لأن لدى الله ذاكرة لا تحد, وهو يعد باقامة كل الاموات الذين فى ذاكرته الى الحياة هنا على الارض. والكتاب المقدس يضمن اتمام هذا الوعد بالكلمات التالية : " الله لنا اله الخلاص. وللسيد الرب منافذ من الموت ". مزمور 68 عدد 20.
ملاحظة
يدعى الموت عدو الانسان. وهو عدو حقيقى نرى الادلة على ذلك فى كل مكان حولنا. فاستنادا الى احد التقديرات, يموت سنويا حوالى 59 مليون شخص, اى مايعادل اثنين كل ثانية, لاحظ من فضلك الاحصاءات التالية :
+ كل 102 ثانية يموت شخص بسبب الحروب.
+ كل 61 ثانية يلقى شخص حتفه جراء عملية قتل.
+ كل 39 ثانية يقوم شخص بعملية انتحار.
+ كل 26 ثانية يموت شخص فى حادث سير.
+ كل 3 ثوانى يموت شخص لأسباب تتعلق بالجوع.
+ كل 2 ثانية يموت طفل لم يبلغ الخامسة من عمره.



#مجدى_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت - هل هو النهاية ( 2 - 3 )
- الموت - هل هو النهاية ( 1 - 2 )
- اى دين اختار ( 2 -2 )
- هل الدين ضرورى للانسان ( 1 - 2 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 3 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 2 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة
- ابتسموا فهذا نافع لكم
- دجاجة تصاب بازمة قلبية
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 2 - 2 )
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 1 - 2 )
- التقمص العاطفى - حاجة انسانية
- حكاية افريقية من بنين
- سبل لمعالجة الكابة ( 2 - 2 )
- مد يد العون للمكتئبين (1 - 2)
- القاعدة الذهبية - تعليم عالمى
- ما تعلمناه من اندرو - قصة حقيقية
- الذباب البغيض - هل تظنون انه مفيد؟
- التقمص وعقيدة النفس الخالدة
- هل تؤمنون بالتقمص؟ ( 1 - 2 )


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - رجاء للموتى من واهب الحياة ( 3 - 3 )