أ حسيب جريس شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 17:14
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قصّة الأصدقاء الثلاثة، واقع الحياة
ترجمها من الإنجليزية
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
قرّر ثلاثة أصدقاء قضاء عطلتهم في الصين ونزلوا في فندق، إذ لا معارف لهم هناك. اتّفق أن كانت غرفتهم في الطابق الستين. وفق سياسة ذلك الفندق، تتوقف مصاعده عن العمل في منتصف الليل. في اليوم التالي استأجر أولائك الأصدقاء سيارة واستكشفوا المدينة التي حلّوا فيها.
بعد تلك الرحلة الممتعة عادوا إلى فندقهم بعد منتصف الليل، المصاعد لا تعمل. كان عليهم الوصول إلى غرفتهم في الطابق الستين مشيا على الأقدام.
قال أحد الأصدقاء: سأروي عليكم طرائفَ حتى اجتياز الطابق العشرين. وأردف الثاني سأقصّ عليكم حكاياتٍ ذات حكمة حتى الطابق الأربعين، أما الصديق الثالث فقال سأروي عليكم قصصا حزينة خلال صعود الطوابق العشرين الأخيرة. هكذا بدأوا بالنكات وضحكوا واستمتعوا حتى وصلوا الطابق العشرين. ثم شرع الصديق الثاني بسرد قصصه المفعمة بالحصافة والحكمة وتعلم ثلاثتُهم أشياءَ كثيرةً منها.
الآن جاء دور الصديق الثالث وقصصه الحزينة واستهل قائلا: قصتي الحزينة الأولى أنني نسيتُ مِفتاح الغرفة في السيارة.
المغزى: تشبه هذه القصة عجلة حياتنا. إننا نقضي السنوات العشرين الأولى من حياتنا في المزاح والتمتع بكل دعابة. بعد ذلك ندخل عالم العمل ، نتزوج ونرزق الذرية، هذه فترة الحكمة في حياتنا. بعد ذلك، إذا وصلنا عمر الأربعين نرى الشيب يغزو شعرنا وندرك أن حياتنا آيلة إلى نهايتها وعلينا الاستعداد من أجل الآخرة.
من المحزن أن كثيرين تركوا المفاتيح من وراءهم. من الأفضل أن نبدأ حياتنا منذ البداية متذكرين الموت بدلا من الاستعداد له في نهاية المطاف.
#أ_حسيب_جريس_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟