ربيع وردة
الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 10:56
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تأتي ضرورة مناقشة هذا الموضوع على صعيد الداخل السوري كإحدى أهم الأولويات الواجب توضيحها لجميع أطراف الحراك الوطني في سوريا ,ففي الوقت الذي تطالب فيه السلطة وبعض المسؤولين في الدولة الطلاب في سوريا بان نشاطهم الوطني ينبغي أن يمارس عبر قناة وحيدة مؤسساتية معترف بها من الدولة وهي منظمة الاتحاد الوطني لطلبة سوريا ,فإن الناظر إلى واقع الأمر الطلابي يجد في حقيقة الأمر أن معظم الطلبة لا يعولون كثيرا على هذه المنظمة و لايوجد بين أوساط الطلبة إلا القليلون الذين يعرفون أنهم تابعون لاتحاد الطلبة و أنه هو المسؤول عن تحصيل حقوقهم المطلبية و توصيل صوتهم الطلابي إلى الجهات المختصة وإذا سلمنا بداية بأن الحرية السياسية ممنوعة في الجامعة بنفس المقدار الذي تمنع فيه في صفوف الجيش فإننا نلاحظ ان كل شيء مبرمج سلفا على أن لايصل الطلاب الذين لا تريح أفكارهم أقطاب السلطة إلى صفوف متقدمة في الاتحاد الوطني لطلبة سورية و إن حصل ووصل بعضهم إلى رئاسة بعض الهيئات الإدارية كما في كلية الطب بجامعة حلب فإن مجرد أي مشكلة بسيطة جعلت المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة يعفي رئيس الهيئة من منصبه مباشرة بعد اعتصام الهندسات رغم أن رئيس الهيئة لم يكن على علاقة باعتصام الهندسات.
كل هذا يجري وفق النظام الداخلي لنظام الاتحادالوطني لطلبة سوريا حيث أنه وضع مثله مثل بقية القوانين والدساتير في سوريا ليخدم السلطة ويبرر وجودها دون الالتفات إلى رأي الطلاب أو السماح بأي نشاط من شأنه أن يعترف بوجود ظلم واقع على الطلاب في تصحيح المواد وانتهاء بحقهم في المشاركة بالحياة السياسية في وطنهم الذي ولدوا فيه .
كما أن قانون تنظيم الجامعات الذي وضع في بدايات الثمانينات كقانون طوارئي للجامعة في عهد الثمانينات حينما كانت الدبابات تقف متربعة على أرض الجامعة وموجهة سبطاناتها نحو الطلاب لظروف طارئة لسنا في معرض الحديث عنها كان حينها صدور قانون طوارئي مقبولا,و لكن بعد أن غادرت الدبابات ساحة الجامعة و بدأ الرئيس الجديد يتحدث عن الاصلاح والتطوير و يصدر المرسوم تلو المرسوم لم نجد أنه قد خص الطلاب بشيء من مراسيمه, باستثناء مرسوم الغاء توظيف المهندسين ودفعهم إلى سوق البطالة .فلم نسمعه يتحدث عن توسيع للسكن الجامعي, أو تغيير لقانون تنظيم الجامعات الذي أكل عليه الزمان وشرب.
كما أن التدخل الأمني في الجامعة بقي على حاله و عقد رئيس اتحاد الطلبة في كل مكتب إداري صفقة مع المخابرات حيث لاتنقطع زياراتها إلى اتحاد الطلبة جهارا نهارا,بل إن عدد المخابرات والطلاب كتاب التقارير الذين يزورون المكتب الإداري أكبر من عدد الطلاب العاديين الذين يزورونه بقصد تبليغ شكوى لا تصل,أو رواية مشكلة من كمشاكل السكن ورفع رسومه ,وفي الغالب فإن الطالب الذي يشكو أي شكوى إلى المكتب الإداري يسمع محاضرة طويلة عريضة من الزملاء في المكتب الإداري عن الوحدة الوطنية و أننا يجب ان نتحمل كل شيء لأننا في حالة حرب مع اسرائيل والأطرف من ذلك أنهم أحيانا يجيبون نيابة عن السلطة إجابات مضحكة وساذجة وكأنهم يسخرون من عقول الطلاب كما قال أحد أعضاء الكتب الإداري في حلب لبعض الطلبة الذين استفسروه عن سبب صدور مرسوم الهندسات فأجاب :"بأن المرسوم وضع أمام السيد الرئيس مع كومة أوراق وبسبب السرعة وأن الرئيس كان مستعجلا وقعه دون أن ينتبه !!!!!!!!!!!!"؟؟؟.
و في ظل هذا الوضع سلبت السياسة من الطالب السوري و تم تجريده من حق ابداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرار.وإذا ما ركب أحد الطلاب رأسه وأبى إلا ان يشارك في الحياة السياسية يفصل من الجامعة واتحاد الطلبة والحزب(حزب البعث) ويدفع باتجاه محكمة أمن الدولة العليا بتهمة مناهضة أهداف ثورة الثامن من آذار.
فتوصل الطلاب مثلهم مثل المجتمع السوري ان السياسة لا تطعم خبزا بل إنها تكون السبب في نزع لقمة الخبز فسكت المواطن السوري مقابل كسرة خبز يركض طوال اليوم حتى يحصل عليها.
والشيء الآخر الذي فاقم مشكلة الطلاب هو عدم وجود ظهر يحميهم فلا حزب يحميهم و لا معارضة سياسية حقيقية يمكنها أن تدافع عنهم و تذود عنهم باستثناء بعض الحالات الفردية فقط.
كما أن البنية اللاسياسية لأعضاء اللاتحاد الوطني لطلبة سورية جعلتهم وكأنهم رؤساء مخافر لا أعضاء مكاتب إدارية فتراهم دائما ينقلون للجهات العليا المشاكل الطلابية على أنها مشاكل تريد صنع انقلابات وتعادي رئيس الجمهورية حتى لو كانت اعتصاما ضد قانون محاسبة سوريا الذي لم يجرؤ أحد من السلطة على رفضه في حين ان الطلاب رفضوه منذ اليوم الثاني في اعتصام طلابي مستقل (لا علاقة لحزب البعث وثورته به).و اعتصام الهندسات فهم منه أنه يعني رفضا لرئيس الجمهورية رغم أن الطلاب كانت غايتهم أن يوصلوا صوتهم إلى الرئيس لكي يبادر إلى حل مشكلتهم.
ويبدو ان هذه صارت عادة متأصلة لدى أصحاب الكراسي الصغيرة في بلادنا فتراهم يتخلصون من منافسيهم ويحاولون كسب رضاء القيادات العليا من خلال ادعاءاتهم أمام القيادات بأنهم يحمونهم من خطر يتهددهم فتراهم دائما يوهمون القيادات العليا بأن أي صوت هو تمرد و أن أي شكوى هي انقلاب!!!!
ولذلك فإننا نرى أن أعضاء المكاتب الإدارية يسيئون استخدام صلاحياتهم في خلق القلاقل والتحسسات بين الطلاب والسلطة الحاكمة حتى يضمنوا البقاء ملتصقين على كراسي المكتب الإداري.
نحن كلنا أبناء هذا البلد ولدنا فيه ,شربنا من مائه ونتنفس من هوائه وإننا نغار عليه من كل منافق يريد أن يثير الحساسيات و القلاقل بين أبناء البلد سواء بدعاوى العنصرية القومية أو بدعاوى الطائفية والمذهبية.نحن لا نكره أحدا و لانريد بناء أمجادنا الشخصية على جثث غيرنا من المواطنين .إنما يجب أن يكون شعارنا نقد الخطأ ومهاجمته أينما وجد وأنى كانت الجهة التي صدر عنها أو المسؤول الذي ارتكبه (لايوجد خيار وفقوس لدينا) و إن ما جعل المشكلة الطلابية تتفاقم في جامعة حلب هم أعضاء المكتب الإداري أولا و أخيرا لأنهم تنصلوا من مسؤولياتهم الطلابية و تحولوا إلى عناصر مخابرات حيث لا تنقطع الاتصالات الهاتفية بين عبد السلام ضويحي رئيس المكتب الإداري بحلب ورؤساء الفروع الأمنية,و لأن عبد السلام ضويحي وشلته لا يجيدون الحوار السياسي مع الطلاب كحوار هادىء دون فوقية أو عنجهية سلطوية فقد استسهلوا ان يكونوا من العناصر الأمنية حيث وعدوا بأن يبقوهم في مناصبهم لدورة انتخابية ثانية مقابل تأجير المكتب الإداري لطلبة سوريا لعناصر المخابرات.و لأن عبد السلام ليس لديه الوقت الكافي للرد على شكاوى الطلبة بسبب انشغاله بغرامياته مع الزميلة دارين الأنثى الوحيدة في المكتب الإداري والتي ترمز إلى تحرر المرأة البعثية .فقد فضلا إغلاق الباب غلى نفسيهما ليعيشا أفضل اللحظات الرومانسية على أثاث وثير و صورة الرئيس معلقة على الجدار خلفهما.
بينما يسجن طالبان مثل محمد عرب و مهند الدبس في عدرا بسبب تفكيرهما في إعادة السياسة للطالب السوري, ويفتخر عمار ساعاتي أمام الطلاب وهو رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا و هوعضو أيضا في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد للدولة والمجتمع, بأنه هو من خبّر الأمن عن محمد عرب ومهند الدبس لكي يعتقلوهما .فبوركت جهودك يا زميل عمار وعينك الأمنية الساهرة على حماية الوطن ,وبالمناسبة كم من الرواتب تقبض من المخابرات على مثل هذه الأعمال النبيلة ,ومن يدري فقد تكون خربت بيوت الكثيرين حتى وصلت إلى هذا المنصب.أفلا تخجل من أن يقال"رئيس اتحاد طلبة سورية مخبر صغير لدى الأمن"؟؟؟!!!!!!.
أو قد تكون قد وصلت إلى منصبك بنفس الطريقة التي زورتم بها انتخابات المؤتمر بجامعة حلب هذا العام حيث ان التكنولوجيا تصبح عاجزة أمامكم فقد تم التزوير هذه المرة على الكومبيوتر مباشرة حتى لا يعترض أحد وذلك عن طريق تزويد برنامج الكومبيوتر بنسب تثقيل انتخابية لبعض الطلبة(أعضاء المكتب الإداري السابق) حيث يضمن فوزهم بغض النظر عن الأصوات التي حصلوا عليها ,يا للعجب حتى التكنولوجيا لم تسلم من تزويركم؟؟؟
كما أن غياب دور الاتحاد في تنظيم الرحلات والمسابقات والمنتديات الشعرية أيضا رغم ضخامة المبالغ المالية المخصصة للمكتب الإداري يجعلنا نسأل أين تذهب كل هذه الأموال المرصودة و الميزانية الضخمة لاتحاد الطلبة حيث أن أغلب النشاطات التي تقوم هي نشاطات فنية موسيقية او أمسيات شعرية لا تكلف المكتب شيئا.كما أن المسابقات الأدبية من شعر وقصة غير عادلة حيث يتعرض النص الشعري إلى القص واللصق وترسل نسخة منه للأمن للتأكد من سلامة محتوياته من الأمراض السياسية السارية ثم يطلب من الشاعر _الطالب أن يمتدح بعض المواقف والشخصيات حتى يسمح بقراءتها.
باختصار إن حال الجامعات أصبحت مأساوية ولا بد ان يجري إصلاح شامل لها و تغيير فوري لقيادات أعضاء اتحاد الطلبة بالكامل وتفعيل العمل باتجاه تغيير النظام الداخلي لاتحاد الطلبة وإعطاء الأهمية فيه لحقوق الطالب بالدرجة الأولى
#ربيع_وردة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟