أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زئيف شيف - رجال الدعاية لصدام حسين إسرائيليون .















المزيد.....

رجال الدعاية لصدام حسين إسرائيليون .


زئيف شيف

الحوار المتمدن-العدد: 258 - 2002 / 9 / 26 - 05:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


saddam

هآرتس - مقال - 25/9/2002

 

               رجال الدعاية لصدام حسين إسرائيليون .

 

بقلم: زئيف شيف

خبير استراتيجي

 

 

 

        صدام حسين لا يكثر من التصريحات التهديدية في هذه الأيام، فهو يترك مهمة توجيه التهديدات المبطنة لعدد من أتباعه. خط الدعاية العراقي يرتكز على الرسالة القائلة إن المس بالعراق "سيفتح أبواب جهنم"، وان الشرق الأوسط سيشتعل. العراقيون يحجمون مثلا عن تهديد السعودية أو الكويت مباشرة. وإسرائيل في وضع استثنائي في هذه المسألة، ولكن العراقيين لا يهددونها هي أيضا بأسلحة الإبادة الجماعية حتى لا يقدموا تبريرا وذريعة للاتهامات الموجهة لهم.

        قيل إن الآخرين هم الذين يقومون بمهمة الصديقين الأخيار. ولكن من الذي يقوم بمهمة الأشرار من أمثال صدام حسين؟ الإسرائيليون أنفسهم هم الذين يطلقون التهديدات الصريحة لإسرائيل. وسائل الأعلام الإسرائيلية تحاملت على نفسها وتسامت في هذا المجال. رجال الدعاية العراقيين تمتعوا بالتأكيد من مشاهدة العنوان الصحفي الذي ظهر على خلفية قاتمة كبيان نعي وطني: "قبر الأخوة في المتنزه الوطني". وعندما نفت الجهات الملائمة مضمون العنوان "القناع الواقي فشل والآن لا تتوفر آلاف الأقنعة" وأوضحوا إن صلاحية قسم من الأقنعة ستتلاشى في السنة القادمة وانه سيتوجب شراء مواد خام - ظهر العنوان التالي: "في إسرائيل يستعدون، وفي العراق ينتجون". وهذا العنوان يلمح إن من الأفضل إن يكون المرء عراقيا من إن يكون إسرائيليا.

        جهود إعلامية مشابهة استثمرت في معالجة الفشل في موضوع الملاجئ: "هناك مليون إنسان من دون ملاجئ". وسائل الأعلام لم تكتشف أمريكا في هذه القضية طبعا. وانما هي تتسبب في بث الذعر والخوف. وكان النقص في الملاجئ في بات شلومو والفريديس يشبه النقص في تل أبيب ورمات غان. يبدو إن هناك خبراء في التاريخ بين معدي العنوان الصحفي. وإلا فكيف يمكن تفسير إيصال التهديدات في مرحلة معينة "للأطفال والصغار". إذ جاء في الخبر بصورة بارزة "نصف مصابي الجمرة الخبيثة هم من الأطفال".

        يمكن الرد على دعاة "حق الجمهور بالمعرفة" بأنه يتوجب أيضا مطالبة من يبثون الجزع والمخاوف والهستيريا أن يضبطوا أنفسهم. هذه صحافة بائسة ستتسبب في أن ينفر أصحابها منها.

        عملية مشابهة جرت أيضا بالنسبة لحزب الله عندما تحولنا الى رجال دعاية مريحين له ضدنا، لا بل وتحولنا الى دعاة حرب بسبب أمور ثانوية. الى جانب ذلك خلقت الصحافة انطباعا بأن إسرائيل لا تملك الرد على تهديد حزب الله الصاروخي على إسرائيل.

        لماذا إذا لا يستنتج حسن نصر الله من ذلك إن إسرائيل ما هي إلا بيت عنكبوت ضعيف وينقل الفكرة لبشار الأسد؟.

        في مواجهة هذا التوجه القائم على المفارقة التاريخية يمكن طرح النهج الإعلامي الأمريكي كما عبر عن نفسه بعد الهجوم على أبراج التوائم. لم يقوموا هناك بتصوير أكوام الجثث وبقع الدم ومنعوا إجراء المقابلات في المستشفيات. هذا السلوك لم يتقرر من خلال أي هيئة تحرير، فكل وسيلة إعلامية اتخذت القرار من تلقاء نفسها. الشعور كان إن حربا إرهابية قد شنت على أمريكا وعلى مواطنيها فان من الواجب ضبط النفس والتصرف بهدوء.

        لست أقترح هنا تبني النهج الأمريكي الشمولي ولا حتى في وقت الحرب. ولكن يجب إن لا ننسى إن المخاوف التي ندخلها لأنفسنا تؤثر على قدرة الصمود في ارض المعركة الجديدة. ولو كانت وسائل الأعلام تنشر الخوف في السابق أيضا بهذه الصورة لكان إحراز إسرائيل للنصر في حرب الاستقلال وصمودها في حرب الاستنزاف وحرب حزيران أو هزيمتها لمهاجميها في حرب الغفران مسألة مشكوكا فيها.

------------------------------------------------------



#زئيف_شيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدير في الولايات المتحدة: إسرائيل سترد بالسلاح النووي على ...


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زئيف شيف - رجال الدعاية لصدام حسين إسرائيليون .